انطلق بولايات الشمال الغربي تحضير الأراضي والمستغلات الفلاحية المخصصة للزراعات الكبرى وسط صعوبات عديدة يواجهها الفلاحون جراء غياب البذور الممتازة والاسمدة الضرورية وخاصة ثاني امونياك الفسفاط او ما يعرف لدى الفلاحين بال"دي آ بي".
و عبر عدد من الفلاحين عن استغرابهم من تكرر هذه المشاكل في مفتتح كل موسم فلاحي بما ساهم في تنامي ظاهرتي الاحتكار والسوق السوداء رغم اعلان وزارة الفلاحة والمجمع الكيميائي توفر كميات كافية من الاسمدة و رغم قرار وزارة التجارة مواصلة العمل بأسعار الاسمدة الكيميائية المعتمدة خلال الموسم الفارط.
و قال توفيق الريابي عضو الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة ان "المنظمة الفلاحية لاحظت توزيع بذور لا تستجيب للمواصفات من طرف شركات تكييف البذور معللا ذلك بتأثر صابة الموسم الفارط و مطالبا هذه الشركات باحترام المواصفات التي وضعتها وزارة الفلاحة في هذا المجال" .
ودعا الريابي وزارة الفلاحة إلى "تشجيع فلاحي المناطق السقوية على تعاطي الزراعات الكبرى من خلال وضع استراتيجية تمكن من المحافظة على مياه الري و توجيهها نحو مزارع الحبوب و التقليل من الزراعات المستهلكة للمياه" وفق قوله.
من جهة أخرى، دعت الاتحادات الجهوية للفلاحة سلطة الإشراف إلى الإسراع في توفير المستلزمات الفلاحية و إعطاء القطاع الفلاحي ما يستحقه من عناية باعتباره قطاعا استراتيجيا و باعتبار ارتباطه الوثيق بالامن الغذائي للتونسيين و التونسيات، مشددة على ضرورة احترام الأسعار القانونية و احكام مراقبة مسالك التوزيع لضمان حقوق منظوريها و داعية إلى تطبيق القانون على التجار المخالفين.
مديونية خانقة وارتفاع في تكاليف الإنتاج
من جهة أخرى، يشكو عدد كبير من الفلاحين من ارتفاع تكاليف الإنتاج كالمحروقات و الأدوية و اليد العاملة الفلاحية و هي تكاليف تثقل كاهلهم و يزداد وقعها مع المديونية الخانقة التي يعيشها اغلب الفلاحين. و قد أكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بالكاف منير العبيدي "رفض عدد من البنوك تمويل انطلاقة الموسم الفلاحي بسبب تأخر صدور مرسوم بالرائد الرسمي يحدد المناطق المتضررة من العوامل الطبيعية" مشيرا في ذات السياق إلى بقاء مساحات شاسعة من الأراضي دون استغلال خلال الموسم الفارط بسبب "تأخر صرف التعويضات".
و عبرت الاتحادات الجهوية للفلاحة عن استياءها مما اعتبرته "تدميرا ممنهجا" للقطاع الفلاحي في الوقت الذي تعمل فيه جميع الدول على وضع استراتيجيات للارتقاء بمنظوماتها الفلاحية في ظل الازمة الروسية الاكرانية و تداعياتها.
... في انتظار تعويضات صندوق الجوائح الطبيعية
تداعيات المواسم الفلاحية الفارطة ظلت تلاحق الفلاحين في مفتتح كل موسم فلاحي، حيث تضررت مساحات شاسعة من الأراضي بسبب انحباس الأمطار او تساقط البرد رغم تقديم الفلاحين مطالبهم في الابان و معاينة اللجان التابعة للمندوبيات الفلاحية و للصندوق هذه الأضرار الا انه لم يتم إلى حد الآن صرف التعويضات اللازمة للفلاحين بما من شأنه ان يؤخر انطلاقة الموسم لديهم.
و من جهته اعتبر حمادي البوبكري عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري "ان استراتيجية وزارة الفلاحة بالترفيع في المساحات المخصصة للزراعات الكبرى هذه السنة لن تتحقق في ظل ما يعيشه القطاع من صعوبات"، مذكرا بما شهده الموسم الفارط حيث لم تبلغ المساحات سوى 1,3 مليون هكتار في حين ان برنامج الوزارة كان في حدود 1.5 مليون هكتار " حسب قوله.
و اضاف البوبكري قوله" ان الوزارة تركت الفلاح يواجه مصيرا مجهولا في التعامل مع كبار المزودين الذين يضعون عدة شروط لتمكينه من الاسمدة و البذور الضرورية".
ابو رهام