تونس-الصباح
موجة البرد الأخيرة عرت الكثيرة من الهنات في مختلف مناطق البلاد ، بعد أن عاشت بلادنا خلال الايام الماضية على وقع موجة برد تساقطت خلالها الثلوج في عدد من المناطق وتحديدا بالمرتفعات الغربية، موجة رغم انها لم تكن قوية كما لم تدم طويلا الا انها كشف العديد من المشاكل يتحتم على الجهات المعنية التدخل حالا لتفاديها تحسبا لموجة برد أقوى ولكميات أكبر من الثلوج بالمناطق التي نزلت بها .
فجمال الرداء الأبيض الذي زين عدد من الجهات والذي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوره الاخاذة خلفه معاناة نسبة هامة من متساكني هذه المناطق، معاناة لم تقتصر على جهات بعينها بل شملت مناطق أخرى أيضا.
"الصباح " في عدد اليوم ومن خلال مراسليها في عدد من الجهات، لاسيما التي شهدت تساقط كميات من الثلوج، تعري الواقع وتكشف المشاكل التي عانت منها العديد من الجهات.
حنان قيراط
تساقط الثلوج بولاية جندوبة: مناطق معزولة..وغياب وسائل تدفئة
جندوبة- الصباح
معتمديات عين دراهم وغار الدماء وفرنانة عاشت مع تساقط الثلوج، وكما كل مرة، أزمة حقيقية وسط المدينة والمناطق الريفية أين تتعالى الأصوات المنادية بفتح الأنهج لتيسير حركة التنقل لتوفير حاجياتهم الأساسية.
هذا الوضع دفع باللجنة المحلية لمجابهة الكوارث لعقد جلسة طارئة بحضور المجتمع المدني لاتخاذ جملة من الاجراءات منها اعطاء الأولوية بفك عزلة الأحياء وسط المدينة والمراكز التجارية وإنقاذ المرضى بالإضافة إلى إعطاء الأولوية للمناطق الريفية المعزولة التي تعاني من انقطاع الماء الصالح للشراب والنور الكهربائي ، وهو ما أشار اليه رحماني من منطقة فج الريح الذي تحدث عن أزمة حقيقية للأهالي مضيفا أن الكثير من المناطق تصبح معزولة تماما حتى الاتصال لا يمكن اطلاقا نظرا لاستحالة الوصول اليهم مضيفا أن هذه المنطقة مازالت تسبح في الظلام.
أصوات من رحم المعاناة
وتحدث رحماني لـ "الصباح" عن كوخه المهدد بالسقوط بمنطقة تاقمة الحدودية مطالبا الجهات المعنية بإنقاذه من كارثة لا قدر الله، كما تحدثت المواطنة حدة عن نفاذ المؤونة من مسكنها البدائي حين حاصرت الثلوج منزلها المتواضع والمهدد بالسقوط خاصة وأن في كفالتها أطفالا صغارا عجزوا عن مقاومة تساقط الثلوج نظرا لأوضاعها الاجتماعية القاهرة.
سكان الأرياف الذين تحاصرهم الثلوج مع كل شتاء يشتكون من انعدم الخبز ووسائل التدفئة ويواجهون هذه الأزمات بإمكانيات متواضعة كجلب الماء والمؤونة على ظهورهم والاستفادة من الأشجار التي تساقطت جراء هذه الموجة .
الخالة مبروكة بمنطقة فج الريح وجدناها تحمل الحطب على ظهرها أملا في إدخال الدفء على زوجها عز الدين الذي يعاني من مرض مزمن وابنتها أكدت أن وضع الجهة بقي على ما هو عليه كما في باقي السنوات من عدم توفر وسائل التدفئة، وانقطاع السبل وخاصة عدم القدرة على توفير الماء الصالح للشرب في ظل موجهة البرد.
نداءات بتدخل الحكومة
الوضع المزري بالمناطق الريفية دفع بالعديد من مكونات المجتمع المدني وسكان العمادات لاطلاق نداءات لتدخل الجيش لإنقاذ العائلات لفك عزلة هذه مناطق من جهة وتوفير المؤونة ووسائل التدفئة ، سكان استحال عليهم في موجة البرد مواجهة هذه الأزمة التي ألقت بظلالها على حياة العشرات من التجمعات السكنية والقرى الريفية التي تعرف صعوبات في الوصول إلى وسط مدينة عين دراهم، وفي هذا الاطار تمت المطالبة بتدخل الحكومة قبل تفاقم الوضع مع موجات برد أكثر حدة واطول من حيث المدة، عبر توفير الإمكانيات البشرية والعتاد لمجابهة هذا الوضع الكارثي في ظل الإمكانيات المحدودة.
تشخيص للأوضاع وحلول لتجاوز الكوارث الطبيعية
وتعليقا على الوضع الذي تشهده عديد معتمديات ولاية جندوبة مع كل موجة برد اكد جمال الدين الغربي وهو وزير سابق انه "لابد من الوقوف على نقاط الضعف أثناء مواجهة الكوارث الطبيعية وكذلك نقاط القوة في جل المجالات ومعرفة مدى انسجام المنوال التنموي مع خصائص الجهة ولا يخفى على أحد أن جندوبة غنية جدا بتنوع وثراء الموارد الطبيعية، في مقابل ذلك لابد من دراسة ومعرفة مواطن الضعف والمتمثلة في أن منوال التنمية الذي ضاعف معاناة متساكني الشريط الحدودي وعزلة العديد من المناطق وارتفاع نسبة الفقر وعدم استغلال الإمكانات الطبيعية المتوفرة والنتيجة نسيج اقتصادي هش وغير قادر على توفير مواطن شغل والعيش الكريم السكان.
واضاف خالد العبيدي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ان ولاية جندوبة تعاني الكثير من التهميش والإقصاء منذ فجر الاستقلال ولم تكن هناك ارادة حقيقية لاستغلال الامكانيات المتنوعة بالجهة وبعث مشاريع كبرى والمراهنة على استثمارات حقيقية ما جعل الولاية تتذيل أسفل الترتيب وطنيا في المجال التنموي مع ارتفاع نسبة كبيرة في الفقر ، لتبقى أغلب المعتمديات تعاني من انعدام المشاريع ومواطن الشغل وانتشار المنازل البدائية بالأرياف وغياب بنية تحتية تتماشى والكثافة السكنية الى جانب ما تعانيه آلاف الأسر من فقر وخصاصة بالاضافة الى محدودية الامكانيات اللوجستية للتدخل عند حدوث الكارثة ، كل هذه العوامل وغيرها لايمكن أن تواجه بها جندوبة الكوارث الطبيعية ليكون الحل الأنجع في بعث مركز اقليمي لمجابهة الكوارث الطبيعية ومجهز بأحدث الوسائل والامكانيات اللوجستية.
نعيم يجعل البعض في جحيم
لئن ينعش تساقط الثلوج بعض معتمديات ولاية جندوبة وتحديدا قطاع السياحة الداخلية، الى جانب مساهمته في امتلاء السدود وتعبئتها إلا أن هذا البياض يخفي خلفه بعض الصور المؤلمة والتي تتطلب تدخلات عاجلة من الجهات المعنية من قبيل نقص المؤنة وقوارير الغاز المنزلي ومادة البترول الأزرق التي يعتمده عدد هام من العائلات للتدفئة ، بالإضافة إلى انقطاع المسالك وعدم توفر وسائل النقل حتى يتسنى للمواطن قضاء شؤونه. هذا دون نسيان الانزلاقات الأرضية خاصة بالقرب من الشعاب ومجاري المياه وتضرر الأشجار المثمرة بالمناطق الفلاحية .
هذا وقد تذمر سكان المناطق التي تشهد تساقط كميات هامة من الثلوج من استغلال التجار العوامل المناخية للترفيع في الأسعار خاصة بالمناطق الريفية التي حاصرتها الثلوج وتمت المطالبة بتدخل فرق المراقبة لوضع حد لمثل هذه التصرفات.
كما اشتكى رؤساء البلديات المحدثة ، على غرار بلديات الخمائرية،وبلطة بوعوان والجواودة، من ضعف الامكانيات اللوجستية لمجابهة تساقط الثلوج وتمت المطالبة بضرورة توفير الامكانيات المادية اللازمة لفتح الطرقات والمسالك الفلاحية دون انتظار قدوم الآلات من مقر اللجان المحلية لمجابهة الكوارث والمتواجدة بمقر المعتمديات.
عمارمويهبي
القصرين: ايواء تلاميذ بمبيتات مؤسسات تربوية.. وانعدام وسائل النقل دفعت البعض للمجازفة
القصرين_الصباح
عاشت معتمدية العيون وعلى غرار بعض المعتمديات بولاية القصرين على غرار تالة وحيدرة وفوسانة يوم الاثنين على وقع تقلبات مناخية وتساقطات لكميات هامة من الثلوج والأمطار وانخفاض شديد في درجات الحرارة أدت الى غلق بعض الطرقات بتالة وايقاف الدروس بحيدرة الى جانب اضطرار عدد من التلاميذ الى قضاء ليلتهم بالمؤسسات التربوية بالعيون كما اشتكى مواطنون من النقص في الغاز المنزلي في ظل وضع متقلب وشديد البرودة.
منع التلاميذ من العودة الى منازلهم
وأوضح معتمد العيون سامي السقا لـ"الصباح " أنه ونظرا لخصوصية معتمدية العيون الجبلية وتضاريسها الوعرة الى جانب التقلبات المناخية فقد اختار البعض من التلاميذ قضاء ليلتهم بعد الانتهاء من اجراء الامتحانات على الساعة الرابعة مساء بمبيتات المدرسة الاعدادية والمعهد الثانوي بالعيون بما يقارب 22 تلميذا وان باقي التلاميذ البالغ عددهم أكثر من 60 تلميذا هم من المقيمين بالمبيتات في الاصل . مشيرا الى أنه تم توفير كل ظروف الاقامة اللازمة لهم، موضحا ان هذا القرار كان كذلك نتيجة لقرار عدد من سائقي حافلات الخطوط البعيدة نوع ما، على غرار عين السلسلة ، وذلك باعتبار خطورة المسالك الجبلية ومخافة الانزلاقات وهو كاجراء وقائي حماية للتلاميذ ، عدم التواجد بالمناطق الوعرة.
كما أفاد المعتمد أن اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بالعيون قامت بمعاينة المسلك الذي تم فتحه ضمانا لوصول التلاميذ والتحاقهم بامتحاناتهم رغم تكرر اشكال التأخير وذلك نظرا لتقادم أسطول الحافلات، وقد عقدت جلسة قبل الأسبوع المغلق لاتخاذ بعض الاجراءات لتجنب هذا التأخير على الاقل في فترة الامتحانات ومنها اضافة حافلة أخرى على ذمة تلاميذ المؤسسات التربوية بالعيون وتغيير بعض الحافلات مع توفير عون صيانة على عين المكان للتدخل في أي طارئ وذلك لبعد المعتمدية عن مركز الولاية .
غياب كلي لوسائل النقل
أما في ما يخص تشكيات المواطنين بخصوص النقص في مادة الغاز السائل المنزلي فقال محدثنا أنه لم يتم تسجيل نقص في هذه المادة بالشكل المتداول ولكن لخصوصية المنطقة في فصل الشتاء يتضاعف استهلاك هذه المادة وبالتالي يتم فقدانها ،وفق قوله.
مؤكدا أنه تم الاتفاق مع المزودين في الغرض لتوزيع كميات هامة من الغاز المنزلي . مبيّنا أن اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة وباعتبار غياب عدة فروع بالعيون ونقص المعدات فتتم الاستعانة بالتجهيزات والآليات من بعض المعتمديات المحاذية على غرار تالة وسبيطلة للتدخل في الابان حسب التطورات المستجدة وفق قوله.
من جهته أفاد الكاتب العام المساعد بالاتحاد المحلي للشغل بسبيبة والعيون وجدليان منجي القاسمي لـ "الصباح " أن عددا من التلاميذ كذلك عادوا سيرا على الاقدام تحت تساقط الثلوج والمسالك الوعرة ودرجات حرارة منخفضة جدا، وآخرون اختاروا المجازفة بالركوب في الصناديق الخلفية للسيارات وذلك لامتناع عددا من حافلات النقل المدرسي المخصصة لنقل التلاميذ نحو خطوط مناطق عين السلسلة وماجلة والزلافنة والحوالة في معتمدية العيون،عن إيصالهم خشية وقوع حوادث سير والحاق الضرر بهم . مؤكدا على ضرورة ايجاد حل جذري لاشكال التأخير المتكرر للحافلات حتى في فترة الامتحانات وتأثيره على مردود التلميذ بالعيون . كما شدد القاسمي في سياق آخر على تحمل السلط الجهوية والمحلة مسؤولياتها في توفير المواد الاستهلاكية والحيوية اللازمة وكل مايترتب في فك العزلة عن معتمدية العيون نظرا لخصوصيتها الجبلية التي تزداد حدة مع التقلبات المناخية
صفوة قرمازي
سليانة.. جمال الثلوج يخفي معاناة الاهالي
سليانة-الصباح
شهدت معتمديات مكثر وكسرى يومي الاحد والاثنين تساقط كميات هامة من الثلوج ما تسبب في قطع عدد من الطرقات بصفة ظرفية لتدخل وحدات الحماية المدنية والتجيهز والبلدية بالجرافات وكاسحات الثلوج لازاحة الثلوج بالطرقات في وقت قياسي على غرار الطريق الوطنية عدد 4 الرابطة بين ولاية سليانة ومكثر على مستوى منطقة عين الديسة وعلى مستوى منطقة صدين الرابطة بين مكثر والروحية وعلى مستوى الطريق الوطنية عدد 12 الرابطة بين مكثر ومدينة السرس بمنطقة الحصايصية .
غياب مقومات العيش الكريم
استعدادات حثيثة ضبطها اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارثة وتنظيم النجدة بولاية سليانة لتدخل عند الضرورة لعل اهمها العمليات الاستباقية في رش مادة الملح بالطرقات والمعاينات المستمرة .
هضاب وجبال زينتها الثلوج بردائها الأبيض لتشكل لوحة فنية متكاملة الابعاد على سهول مكثر ومرتفعات كسرى تسر الناضرين وتجلب الزوار من مختلف مناطق البلاد ، جمال لا يخفي مدى قساوته على ابناء المنطقة امام غياب مقومات العيش الكريم للتدفئة ومقاومة ليالي ديسمير المثلجة .
نقص في قوارير الغاز المنزلي
يقلب يديه تحت معطفة المبلل يتجول باحثا بعينه عن قاروة غاز تقيه برد الشتاء ،عبد جليل حازم 53 سنة قاطن بمنطقة بني حازم التابعة لمعتمدية مكثر من ولاية سليانة، في حديثة لـ"الصباح" افاد ان قارورة الغاز المنزلي بلغ سعرها 13 دينارا يزور يوميا المدينة بحثا عن قاروة غاز لتدفئة منزله لما تشهده المنطقة من تساقطات وانخفاض لدرجات الحرارة ، عبد جليل مثال حي لمعاناة الارياف خاصة منها ارياف مكثر لما تعانيه من رداء للبنية التحتية ونقص مواد التدفئة تصل حتى العزلة بقراهم النائية .
نبيهة الصادق
جراء موجة البرد ببنزرت.. ضحيتان مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة
بنزرت –الصباح
شهدت جهة بنزرت خلال الايام الماضية انخفاضا ملموسا لدرجات الحرارة اذ تراوحت العظمى بين 13 و16 ولم تتجاوز الصغرى 4 درجات في اغلب المناطق اين نزلت كميات من الامطار بلغ اقصاها 93 مم بمحطة سجنان ، وادناها 26 مم في اوتيك .
كما نشر البرد البياض على مرتفعات معتمديات سجنان ، وجومين ، وغزالة ، وراس الجبل وغار الملح في مشاهد لم نعهدها خلال السنوات الماضية مما انعش آمال المزارعين بصابة قياسية حيث يرتبط عام الثلج في التقويم الفلاحي بالخير العميم ...
الغاز يضرب بقوة
فرحة الفلاحين بالتقلبات المناخية رافقها غضب المتساكنين في الشقاقة من معتمدية ماطر اين تسببت الرياح القوية في انهيار اسطبل ونفوق قرابة 70 راس غنم، كما ساد الغضب الاحياء العليا من قرية الماتلين راس الجبل اين انقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة حرمت المتساكنين من استعمال التدفئة الكهربائية المكلفة نسبيا لكنها آمنة مقارنة بوسائل التدفئة الغازية التي تسببت خلال اليلة الفاصلة بين 2 و 3 ديسمبر في اختناق 12 شخص في مدن منزل بورقيبة ، وتينجة وجرزونة تمكنت فرق الحماية المدنية من اسعافهم في حين شهدت بنزرت المدينة حادثة وفاة امرأة مسنة وابنها الكهل بسبب تسرب الغار القاتل الصامت..
بخيرك دفي غيرك
وكما جرت العادة الحميدة في بنزرت خلال الازمات تعددت مبادرات التضامن مع العائلات المحتاجة حيث اطلقت جمعية " انتم تغيرون بنزرت " حملة " بخيرك دفي غيرك " الرامية لتوفير احذية مناسبة لـ 63 تلميذ من منطقة اولاد المي معتمدية غزالة يقطعون عادة ما بين 4 و06 كم للوصول الى المدرسة في ظروف قاسية اما في منزل بورقيبة فقد انطلقت بسعي من المجلس البلدي والمعتمدية ومكونات المجتمع المدني حملة " دفيني" لمساعدة ابناء المدينة على مجابهة موجة البرد عبر توفير المواد الغذائية ،الاغطية ،الملابس ، والأثاث .
ساسي الطرابلسي
سوسة :: نقص كبير في التزوّد بقوارير الغاز .. وممارسات غير قانونيّة
تعيش مختلف معتمديّات ولاية سوسة منذ أسبوع تزامنا مع الانخفاض الكبير على مستوى درجات الحرارة وتساقط الثلوج بعدد من ولايات الشّمال أزمة حادّة في توفير الغاز المنزليّ أمام تزايد الإقبال على هذه المادّة سواء للطّهي أو للتّدفئة .
واقع فرض على عديد العائلات خوض تجربة قسريّة ورحلة يوميّة محفوفة بالمخاطر للظّفر بقارورة غاز حيث أكّد عدد من المواطنين والمهنيين من مدينة القلعة الكبرى وأكودة وحمام سوسة وسيدي بوعلي على تكبّدهم مشاق التنقّل بين مختلف المعتمديّات المجاورة قصد الظّفر بالمطلوب في حين اضطرّ آخرون إلى التنقّل إلى مقرّ شركة توزيع قوارير الغاز بمدينة حمام سوسة لتبوء غالبا محاولاتهم بالفشل بعد طول انتظار والعودة أدراجهم بما اصطحبوه من قوارير فارغة على حالها في حين استنكر مواطنون آخرون ممّن ابتسم لهم الحظّ ونالوا مبتغاهم إلى تعرّضهم إلى الإبتزاز من قبل أصحاب المحلّات التجاريّة من خلال البيع المشروط أو توظيف زيادات بلغت حدّ احتساب ثمن القارورة بـ 15 دينارا من جهة أخرى أكّد أحد متساكني منطقة بلعوم من ريف القلعة الكبرى وآخر من جهة وريمة من ريف سيدي بوعلي على أنّ أزمة الغاز المنزلي جعلت عددا من المتساكنين يضطرّون إلى تمكين بعض أصحاب الشاحنات الخاصّة من مبالغ مالية تجاوزت العشرين دينار ليتكفّلوا بالمهمّة.
من جهة أخرى أكّد مواطن آخر على أنّه وبحكم انتقاله إلى منزله الجديد اضطرّ لشراء قارورة غاز لسخّان الماء من أحد الأشخاص وذلك بعد جهد جهيد لإقناعه بالتّفويت فيها بمائة دينار بعد أن تعذّر عليه الظّفر بواحدة من مركز التّوزيع وامتناع أغلب المحلّات التجارية عن التّفويت في قواريرهم .
" الصّباح " اتّصلت بمحمد علي بلعيد رئيس المكتب الجهوي لمنظّمة الدفاع عن المستهلك بسوسة الذي أكّد وجود أزمة في الغاز المنزلي المعدّ للاستهلاك العائلي وبيّن أنّ مختلف المكاتب المحليّة بمعتمديّات الولاية توجّه يوميّا إشعارات إلى المكتب الجهوي تفيد بوجود نقص في أغلب المواد الإستهلاكية الحيويّة على غرار مادّة السكّر والأرزّ والزّيت النّباتي المدعّم إلى جانب تسجيل نقص في قوارير الغاز في الفترة الأخيرة التي تزامنت مع تراجع شديد في درجات الحرارة وأشار رئيس المكتب الجهوي لمنظّمة الدّفاع عن المستهلك أنّه يتمّ التدخّل بالوساطة الوديّة بين المستهلك وأصحاب المحلّات لإزالة الخلاف في حين يقع التّنسيق مع مصالح الإدارة الجهويّة وإشعارها بما يرد من تشكيّات وإخلالات تتجاوز صلاحيّات المنظّمة لاتّخاذ الإجراءات الرّدعيّة في شأن المخالفين باعتبار أنّ دور المنظّمة واضح وصلاحيّاتها محدودة .
أنور قلّالة