إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"كورونا" التمور تضرب بقوة وتقضي على 40 % من المنتوج !!

 

خسائر فادحة للفلاحين..صندوق الجوائح في خبر كان.. وإحداث ديوان مطلب عاجل



تونس-الصباح

يعيش فلاحو التمور على وقع كارثة متعددة الأبعاد أهمها الانتشار المهول لـ"عنكبوت الغبار" الذي أتى على جزء كبير من واحات قبلي وتوزر خاصة وباقي الواحات المنتجة للتمور، أضرار جسيمة لحقت المحصول الذي عبثت به "كورونا التمور" التي بدأت في الانتشارمنذ الموسم الفارط وتفشت أكثر خلال الموسم الحالي بسبب قلة الأمطار وعدم قدرة الفلاح على ري الواحة لا سيما صغار الفلاحين. آفة خلفت حالة من الألم لدى الفلاح خاصة في ظل الغياب التام للدولة ولوزارة الفلاحة التي لم تحرك ساكنا لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
حول وضع القطاع في هذه الجائحة الفلاحية أكد توفيق تومي رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري بقبلي لـ"الصباح" أن القطاع والسنة الثانية على التوالي يصاب بهذه الكارثة.

خسارة 40 بالمائة من المنتوج

وأضاف أن "عنكبوت الغبار " او "بوفروة" او "كورونا التمور" قد قضت على قرابة 40 بالمائة من المحصول إذ تضررت الصابة فكانت الأضرار جسيمة بالنسبة لصغار الفلاحين الذين تعد المساحات التمور الصغيرة مورد رزقهم الاساسي ما جعلهم غير قادرين على مجارات خلاص معلوم الكهرباء  باعتبار ان الري يتم عبر تقنية الضخ ، وهو ما دفعنا لطلبنا بإعفاء صغار الفلاحين من خلاص معلوم الكهرباء وتعويضهم بواسطة صندوق الجوائح وهي آفة للسنة الثانية تعصف بالواحات وهو ما يعد كارثة خاصة بالنسبة لصغار الفلاحين.

الدولة تخلت عن الفلاح

وطالب اتحاد الفلاحة والصيد البحري الدولة بالحركات العاجلة منذ السنة الماضية لان الوضح يحتم على الدولة التحرك لدعم قطاع التمور الذي يمول خزينة الدولة ويوفر عائدات هامة من التصدير تفوق 1000 مليون دينار.

وأضاف رئيس الاتحاد بقبلي أن الفلاحين والهياكل المشرفة على القطاع قد اقترحوا في جلسة مع وزير الفلاحة  العديد من الحلول الا انه لم تقع اي استجابة من قبل سلطة الإشراف التي تخلت عن الفلاح لا سيما صغار الفلاحين الذين يعانون الأمرين بسبب استفحال آفة العنكبوت التي أتت على مساحات شاسعة ما كبد الفلاح خسائر فاتحة.
وكشف أن الفلاحين قد قرروا الدخول في تحركات احتجاجية بالنظر الى كم الخسائر التي تكبدوها ولا مبالاة السلطات بمشاكلهم وبالازمة التي يعيشون عليها منذ سنتين رغم نداءات الاستغاثة المتكررة التي اطلقوها حيث لم يجدوا اي آذان صاغية من وزارة الفلاحة التي تخلت عنهم رغم ما يعانوه بفعل هذه الآفة التي تفشت بسبب التغيرات المناخية ونقص الأمطار
وضعف عملية الري .

وبين أن الواحات الأكثر تضررا هي تلك التي بها دورة مائية متباعدة حيث لا يصل دورهم للقيام بالرياض الا بعد شهر او شهر ونصف ما أضر بالمنتج ما جعلهم يخرجون بخفي حنين على اعتبار المصاريف الكبيرة بالنظر الى التدخلات القبلية التي يتطلبها الإنتاج من عملية التلقيح والتعديل فوضع "الناموسية" لحماية المنتوج ثم عملية الجني والسقي ووضع السماد.

ديوان التمور أبرز المطالب


وبين أن قطاع التمور الذي يعتبر من القطاعات الفلاحية الاستراتيجية في تونس غرار  القطاعات  الاستراتيجية الأخرى كالحبوب والزيت يحتم احداث ديوان للتمور حتى يعتني بالقطاع الذي يتكون من ثلاث حلقات وهو المنتج  والمجمع والمصدر .
وشدد توفيق تومي أن من بين الإشكاليات الكبيرة التي يعاني منها القطاع هي على مستوى التجميع وهو ما يحتم أحداث ديوان للتمور،  على اعتبار أن الاسعار غير مجدية بالنسبة للمنتج لأنها لا تغطي التكلفة حيث يقدر سعر الكلغ بـ 4500 مليم الا ان سعر البيع الان لا يتجاوز 3000 او 3500 بالنسبة للتمور ذات الجودة العالية والتي تصل للمستهلك بأسعار مرتفعة .

واشار أن الإنتاج بحسب تقديرات وزارة الفلاحة في حدود 300 الف طن في حين ان تقديرات الفلاحين تؤكد أنها لا يتجاوز 240 الف طن بفعل الخسائر الكبيرة التي لحقت الصابة بسبب "عنكبوت الغبار" وهو ما دفعنا للمطالبة باحداث لجنة لضبط حجم الخسائر تكون بالشراكة بين مختلف الجهات المعنية لجرد حجم الصابة التي اتلفت وهو ما يمكن من تعويض الفلاحين.
وابرز أن دور ديوان التمور يتمثل في الإشراف وتاطير القطاع بما في ذلك التخزين على اعتبار أن في قبلي توجد مخازن قادرة على تخزين 60 الف طن من الصابة وذلك بفضل جهود الخواص لكن دور الديوان هنا هو التأطير والمتابعة في إطار التفاعل بين القطاع العام والخاص، إذ لابد من وجود هيكل مؤطر لاصحاب المخازن للحفاظ على جودة المنتوج التونسي في الأسواق العالمية بما يساهم في دعمه خاصة في ظل المزاحمة الكبيرة التي واجهها المنتوج الوطني أمام باقي الدول حيث أن بلادنا كانت تحتل المرة الأولى من حيث التصدير على المستوى العالمي ما يوفر موارد هامة للبلاد الا انه في السنوات الأخيرة تراجع هذا المردود بسبب الكورونا.
كما يكمن دوره ايضا في البحث عن أسواق جديدة خاصة في ظل المزاحمة من قبل المغرب والجزائر، علما وان هناك احداثيات جديدة تدخل اليوم حيز الإنتاج بمنطقة رجيم معتوق تتمثل في 4000 هكتار من التمور عالية الجودة،  وهو ما يحتم على الجهات المعنية مزيد العمل للبحث عن أسواق جديدة ودعم الفلاح بما يساعد على اقتحام أسواق جديدة .
فدور الديوان هو تأهيل وهيكلة هذا القطاع حتى لا يخسر المزيد من الاسواق على غرار خسارة السوق الفرنسية ، وحتى يحافظ على الحجم الهام للصادرات ومواردها التي في حدود 120 الف طن وتوفر مداخيل باكثر 1000 مليون دينار منها 30 بالمائة للمغرب التي تقوم اليوم بمشاريع كبرى في القطاع وهذا يعني ان وارداتها من تونس ستتراجع مستقبلا ما بعني بالضرورة بحثنا عن أسواق جديدة.

أين صندوق التعويضات؟؟

واعتبر رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري أنه كان على صندوق التعويضات التكفل بتعويض الفلاحين عن خسائرهم التي تكبدوها فصندوق التعويضات والذي يعتبر اسم دون مسمى لن يكون له اي دور ولن يقوم بواجبه وهو في صيغته الحالية إذ يعتبر صندوق تأمين وليس تعويض على اعتبار أنه يعوض فقط الفلاحين المساهمين فيه فقط.
وشدد تومي أن مفهوم صندوق الجوائح عن الدولة شيء وعند الفلاح شيء آخر، كون الدولة تعتبره صندوق تأمين فلاحي اي انها لا تعوض الا الفلاح الذي يساهم في هذا الصندوق ، الا ان الفلاح يعتبره صندوقا ممولا من الدول وهي تعوض اي فلاح متضرر من الجوائح مهما كان نشاطه ومهما كان نوع الجائحة.
وأكد 

 

أن القطاع تضرر من هذه الآفة للسنة الثانية على التوالي وهي اضرار جسيمة وهو ما يحتم على الدولة التدخل لدعم فلاحة التمور الذين مكنوا خزينة الدولة من مداخيل مالية بالعملة الصعبة فاقت قبل عامين من بداية الجائحة اكثر من 1000 مليون دينار.
وبين محدثنا ان هذه العائدات تراجعت بفعل الحائحة الى حوالي 750 مليون دينار اي بنسبة تراجع بقرابة 25 بالمائة.

حنان قيراط


توزر-قبلي: موسم جني التمور .. من عنبكوت الغبار الى انعدام الشراءات.. موسم قاس للنسيان

*تمور معلّقة الى غاية الشتاء وآلاف العراجين للرمي
توزر –قبلي-الصباح

حلّ فصل الشتاء معلنا بشكل شبه رسمي اعلان انتهاء جني التمور، موسم رافقته صيحات فزع، نداءات استغاثة، احتجاجات، مصدرها فلاحو الجريد ونفزاوة، بعد أن اجتمعت على تمورهم ثلاث آفات في موسم واحد، آفة طبيعية جراء التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وهي عنكبوت الغبار حيث اللون الأبيض كسى الآلاف من الأطنان، وآفة تدنّي الأسعار الى أقلّ من دينارين من على رؤوس النخيل حتى أن العديد من الفلاحين بقيت عيونهم تراقب تمورهم وهي مُعلّقة الى الآن رغم انتهاء موسم الجني والشرءات بشكل شبه رسمي وهو ما يعني رميها أو تحويلها كعلف للحيوانات، مع آفة ارتفاع كلفة الانتاج وتعدّد حلقات المصاريف على مدار السنة والمديونية.

تُقدّر صابة الموسم الحالي، وفق رئيس قسم الارشاد والنهوض بالإنتاج الفلاحي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر طلال حمزة بالجهة 66510 طنّ، مقابل 58 ألف طن في الموسم السابق أي بزيادة 13 بالمائة في حجم الإنتاج.

 وتتوزّع 61.3 ألف طن في المناطق السقوية العمومية، و5.2 ألف طن في التوسعات أي زيادة في 13%.

60 %   تقدم الجني رغم انتهاء الموسم

وبحسب آخر التقارير، وفق طلال حمزة، فإن نسبة تقدّم الجني بلغت 60% فقط، من بينها 35% بالواحات القديمة و70% واحات حديثة، على أنه ومقارنة بالموسم الفارط فان هناك تراجعا وصفه بـ الرهيب" وكانت في حدود 90%.

مُشيرا الى وجود فئة خيّرت عدم جني الصابة، بما أن أسعار البيع بخسة، أو لعدم وجود عرض، أو لغلاء حضائر الجني، وان تعدّدت الأسباب فان النتيجة واحدة وهي خسارة محتمة، تجعل التمور التي لم يقع جنيها تتحوّل الى علف للحيوانات.

وشرح حمزة بأن 11% هي نسبة صابة المتلفة جرّاء آفة عنكبوت الغبار بربوع الجريد، بينما العام الفارط أقلّ من 3%.

وتوجد في توزر 25 وحدة تكييف وتصدير مصادق عليها واعمل بشكل قانوني، ذات طاقة خزن 30 ألف طن، وطاقة التكييف والتصدير 32 ألف طن، وحدّد طاقة خزن وحدات الخزن في الضيعات الفلاحية والمناطق العمرانية بـ 20 ألف طن.

خطة جديدة لمواجهة خطر عنكبوت الغبار الموسم القادم

من جهته، أفاد علي الطاهر بوعزيزي كاهية مدير المجمع المهني المشترك للتمور لـ"الصباح" جلسة بمقر المجمع المهني المشترك للتمور بتوزر، بحضور عديد الأطراف، للنظر في برتوكول جديد للوقاية من آفة عنكبوت الغبار وطرق علاجها في الموسم الفلاحي الجديد، على أن تنتظم جلسة أخرى لعرض الخطة على صندوق النهضة بجودة التمور، بهدف تمويل هذه الإستراتيجية.

وقال بوعزيزي أن أبرز ملامح هذه الخطة توفير المبيدات الضرورية، وتوفير آليات العمل، والمصادقة عليها من الهياكل في الآجال المحددة قبل فوات أوان المداواة.

وأبرز أن نسبة تضرّر الواحات من هذه الآفة في توزر بين 10 و18% وفي قبلي تتجاوز النسبة 30% مؤكدا أنه في العادة النسبة أقلّ بكثير، ولا تكاد تذكر لكن بفعل التغيرات المناخية، وقلّة مياه الري ارتفعت في الموسم الحالي.

منافسة خارجية قوية من الجزائر والسعودية

وبخصوص مسألة مشاكل التصدير، أوضح أنه سابقا، عندما كان يشتري المُصدّر المنتوج كان يعرف الوجهة مُحدّدة مُسبقا، بينما الآن لا يعرف الدول التي يرسل إليها، وغير مُدرك لأحوال العالم وهل هناك غلق ببعض البلدان أم لا، وأشار الى وجود منافسة قوية في الأسواق الخارحية، من الجزائر التي أصبحت تسعى الى أن تكون قوة تصديرية، والممكلة العربية السعودية التي باتت تبحث عن ترويج تمورها للتقص الكبير في سوقها الداخلية على خلفية تقلّص أعداد الوافدين من المُعتمرين والحجيج.

واستدرك أنه بالنسبة للفلاح أصبحت كلفة الإنتاج مرتفعة، بحكم أن استعمال المبيدات بات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، مع ارتفاع في معاليم الكهرباء والماء.

وتابع بالقول "الأفضل الضغط على مصاريف الإنتاج أكثر، على مستوى الإنتاح لأن سعر بيع التمور حر".

الفلاح تورّط

هذا وقد ذكر عارف ناجي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بولاية توزر، أن الفلاح في هذا الموسم قد تورّط  ولم يعد يبحث عن الربح، وشدّد على أن عنكوبت الغبار ضرب أكثر من 30%، على أقل تقدير، وليس كما يُقال، وفق تقديره.

وذكر أن المئات من الفلاحين يتصلون به يوميا سواء في المقر أو هاتفيا يشتكون من هذه الآفة "قالوا لنا حرفيا لقد أصبحنا عاجزين أمامها".

تمور حوّلتها الآفة من البنية الى بيضاء كالطباشير

وأكد أن البياض غطى التمور عوض اللون الأصفر الذهبي أو البني، مُحدّدا أن أكثر المناطق تضرّرا هي شباط والتعمير وحزوة وضربت الآفة حتى الواحات القديمة.

وبحديثنا عن البيوعات، تساءل "ماذا سيبيع الفلاح الذي اُصيبت صابته، هل سيبيع الطباشير، بعد أن تحوّلت بيضاء؟".

ووصف الأسعار بـ "البخسة وأنها تتراوح بين 2000 و800 مليم للكيلوغرام على رؤوس النخيل، وشبّه السعر المرجعي بـ "الفيلم"، وأن الآلاف من العراجين لا تزال مُعلّقة ولم يقع لا بيعها  ولا جنيها.

وضع مزري والفلاح يطارد قوته وليس البيع ووصف ناجي وضعية الفلاح بـ "المزرية".

وقال "لم يعد الفلاح يبحث إن باع تموره من عدمه، أو بأي سعر، ما يهمه أصبح فقط ماذا سيقتات وعائلته وكيف السبيل الى إعالتهم لا سيما صغار الفلاحين وهم السواد الأعظم من فلاحي منطقة الجريد". مُشيرا الى أن المديونية قاربت 24 مليون دينار، للشركة التونسية للكهرباء والغاز "الستاغ"، بين الموسم الفارط والموسم الحالي، من ضمنها 17 مليار من الموسم الفارط.

20 %  من الفلاحين بتوزر تمورهم مُعلّقة الى الآن دون بيع

وذكر أن أغلب الفلاحين خيروا جني تمور واحاتهم بأنفسهم، على حسابهم الخاص دون شاري أو مُصدّر وبيعها مباشرة في الأسواق، لافتا، الى أن نسبتهم تُقارب 40% من الفلاحين، بينما 40% فقط من الفلاحين باعوا منتوجهم من على رؤوس النخيل، و20% من الفلاحين لا تزال تمورهم تنشد الجني وبقيت معلّقة، وستبقى كذلك الى شهر مارس موعد تلقيح التمور، لأن الفلاح حاليا غير قادر على تغطية مصاريف الجني خاصة وأن اليد العاملية مشطة ولا وجود لمُشترٍ، بينما في فصل الربيع فمن يصعد الى النخلة بغاية تلقيحها يمكنه أن يجني أيضا التمور، لكنها لن تكون حينها تمورا صالحة للإستهلاك بل للرمي.

وأوضح أنه مثلا من كان يبيع صابته في المواسم الأخيرة بـ 50 ألف دينار، باعها هذا الموسم بـ 10 آلاف دينار، مُبرزا أن عدّة اعتبارات أدت الى تهاوي الأسعار على غرار التغيرات المناخية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم هطول الأمطار وبالتالي تراجع الجودة مع آفة عنكبوت الغبار.

الفلاح لا يُمكنه المواصلة ولا حلّ الا بطرح المديونية 24 مليارا

وبيّن أن وزارة الفلاحة وجّهت له دعوة أوائل شهر نوفمبر مع العديد من الأطراف المتداخلة في قطاع التمور لحضور جلسة عمل، تحت إشراف وزير الفلاحة والموارد المائية والصّيد البحري محمود الياس حمزة، مُتطرّقا الى أنه خلال هذه الجلسة كممثل عن اتحاد الفلاحين شرح أنه لا يمكن المواصلة بهذه الطريقة، وأنه ليس بالإمكان الحديث عن موسم قادم، والفلاح ليس باستطاعته في الفترة القادمة تلقيح النخيل وتنظيف الواحة وتقليب التربة، وتوفير الأسمدة، وأنه دعا الى طرح المديونية لدى "الستاغ" المُقدرة بـ 2 مليون دينار، وذكر أن الإجابة هي الترقب وسيقع النظر في ذلك مع رئاسة الحكومة، مُشيرا الى أنه حتى في حال الجدولة فان الفلاح ليس بإمكانه الالتزام فلا أموال كافية لديه.

وأضاف قائلا "من هذه الناحية ردّ معظم الفلاحين كان واضحا، خذوا التمور وأقطعوا الماء، ولن ندفع".مُشيرا الى أن  أقل الأضرار تم تسجيلها في منطقة رجيم معتوق، وأكثر الاضرار في منطقتي دوز وسوق الأحد.

 %40  نسبة تلف صابة التمور بعنكبوت الغبار في قبلي

من جانبه، قال توفيق التومي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بقبلي بخصوص نسبة تقدم الجني أنها نحو 60%، وهي تقريبا نفس نسبة الموسم الفارط، لكن ما يختلف هو أن حجم الإنتاج قد تراجع على خلفية تلف نسبة من الصابة بسبب عنكبوت الغبار، مُشيرا أن حجم الصابة لا يتجاوز الموسم الحالي 200 ألف طن.

وتطرّق الى الجودة لافتا الى أن هناك واحات جودة تمورها عالية تكون فيها الدورة المائية منتظمة والفلاحون يقومون بالعناية اللازمة، بينما واحات أخرى جودتها عرفت تراجعا.

وحول الأسعار أوضح أن التمور ذات الجودة المقبولة تسعيرتها بين 5 و6 دنانير، الجودة الجيدة، و3 دنانير للجودة المتوسطة، وذلك بالجملة، وبالتفصيل 8000 و5000 مليم وهذا بعد الجني، مؤكدا أن أغلب الفلاحين تحملوا بأنفسهم مصاريف حضائر الجني أي العمال والصناديق البلاستيكية وشاحنات النقل وعاملات الفرز، نظرا لضعف إقبال المُصدّرين على الشراء.

وأفاد أن طاقة الخزن في وحدات التبريد بالجهة تصل الى 60 ألف طن، وأن نسبة الخزن في الوقت الحاضر بين 50 و60 بالمائة.

عدم تدخّل الدولة

وانتقد التومي عدم تدخل الدولة في منظومة قطاع التمور من ناحية كهربة آبار ضخّ المياه، اذ أن أسعارها مرتفعة ولا يتمتع الفلاحون من هذه الناحية بالتعريفة الفلاحية، الى جانب عدم هيكلة الواحات لا سيما الواحات الخاصة، التي لم تصرف عليها وزارة الفلاحة في أي حلقة من الحلقات وفق قوله، عدم مساعدة الفلاح بتجهيز المقاسم، بتجهيزات تخص مياه الري، مُبرزا أنه الى الآن لا وجود لأي رؤية واضحة واستراتيجية دقيقة حول عنكبوت الغبار بالنسبة للبحث العلمي للقضاء عليها.

الحديث دائما عن استراتيجية لمكافحة عنكبوت الغبار لكن لا خطة ولا تطبيق ، وقال "دائما يتحدثون عن خطة في مجال مكافحة عنكبوت الغبار لكننا لا ترى خطة ولا تطبيقا وفي النهاية تتضرّر الصابة".

وذكر أن السعر المرجعي ورغم أن هذا الموسم استثنائي ومسّ فيه عنكبوت الغبار آلاف الأطنان، الا أنه لا يوجد أي شخص قادر رسميا على تحديد السعر المرجعي على المستوى الوطني، لافتا الى أن الموسم الفارط، وقع الاتفاق حوله مع المصدّرين على سعر مرجعي وحتى أن وزارة التجارة أمضت عليه وأعلنته الا أنه لم يقع تطبيقه واحترامه، ولو بنسبة ضئيلة، وهذا الموسم تُرك دون سعر مرجعي.

المنافسة في الأسواق الخارجية تحتاج الى الاستقرار السياسي

وبيّن أن هناك مخاوف على مستوى التصدير، وأن تونس بصدد خسارة أسواق دولية اعتادت ترويج تمورها فيها، على غرار السوق الفرنسية التي اقتحمتها الجزائر بقوة، ولاحظ أن المنافسة تحتاح الى استقرار سياسي يطمئن المُصّدر والمنتج فالمستثمر يريد تشجيعات لتنقلاته وتوزيعه، وهناك مخاوف حتى من عزوف الفلاحين على الانتاح الفلاحي نظرا للخسائر الفادحة المتتالية التي يتكبّدونها.

يشار الى الكميات المصدرة نهائيا من التمور بلغت 120 الفا و730 طنا بقيمة 768.9 مليون دينار، بالنسبة لموسم 2020/2021 مقابل 125 الفا و 400 طن بقيمة 3ر848 مليون دينار الموسم الذي سبقه، على أن حجم صابة التمور الجديدة لموسم 2021/2022 قُدّر بحوالي 5ر368 ألف طن.

درصاف اللموشي

 
قفصة: إلحاق خسائر فادحة بواحات "السقدود "..عنكبوت الغبار يجتاح النخيل ويفتك بالتمور

قفصة-الصباح
شكل اجتياح آفة عنكبوت النخيل هاجسا حقيقيا لفلاحي منطقة السقدود الحدودية حيث عصفت هذه الآفة بآمالهم في جني منتوج جيد لدقلة النور التي اشتهرت بها المنطقة منذ أواخر الثمانينيات ومن ورائه تحقيق مداخيل مالية تكفل لهم أسباب العيش الكريم.

حيث اجتاحت هذه الآفة ما يفوق 20 بالمائة من المساحات التي يتواجد بها النخيل بكامل واحات ولاية قفصة الممتدة على 3 آلاف هكتار والمشتملة على 290 الف نخلة منتجة منها 80 بالمائة بواحات السقدود بمعتمدية الرديف التي تضررت كثيرا مقارنة ببقية الواحات الاخرى المتواجدة اساسا بقفصة والقصر ولالة والقطار وهو ما يبرز حجم الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة التي تسمى محليا بـ" بوفروة ".


التغيرات المناخية.. ونقص المياه


وحول هذه الآفة ابرزت الدكتورة سماح بن شعبان الخبيرة الفلاحية بالمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش لـ"الصباح" أنها من العنكبوتيات المعروفة منذ أمد بعيد لكنها انتشرت بشكل عام في الثمانينيات قبل ان تستفحل أكثر خلال الـ 5 سنوات الأخيرة تقريبا لتصبح في عداد الآفات الأساسية التي تضرب النخيل وتنعكس سلبيا على جودة التمور .
عن خاصية آفة غبار النخيل لاحظت محدثتنا أنها تتلاءم بشكل كبير مع التغيرات المناخية الراهنة التي تتسم بقلة الأمطار والارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة صيفا على غرار ما عشناه خلال الصائفة الفارطة حيث ترى أن هذه العوامل المناخية تعد من الظروف المثلى المساعدة على تنامي هذه العنكبوتيات والإضرار بمحاصيل التمور .

الفلاحون يطالبون بتوفير مياه الري

النوي الطبابي وهو أحد الفلاحين المتضررين بواحات السقدود نتيجة غبار النخيل شدد لـ"الصّباح "على مدى الاضرار التي لحقت بصابة هذا الموسم نتيجة النقص الفادح على مستوى التزود بمياه الري الضروري لانعاش النخيل والمحافظة على مردوديته الاقتصادية من ناحية ومن اجل الحد من خطورة هذه الآفة من جهة أخرى، موضحا ان أشجار النخيل تتطلب الري مرة واحدة كل أسبوع غير ان الأمر بالنسبة إليهم يتطلب الانتظار لأكثر من شهر حتى يتوفر الماء وهو امر يبعث على الانشغال.
وبين ان ذلك يعود الى تعطل احد الآبار الرئيسية عن العمل منذ سنوات تزامنا مع ضعف مردودية البئر رقم 5 الذي يغطي سائر الضيعات الفلاحية المتواجدة بمنطقة السقدود .
من ناحيته دعا الفلاح الطاهر عميدي في تصريح لـ"الصباح " المسؤولين الجهويين والقائمين على القطاع الفلاحي بالجهة الى صيانة الشبكة المائية التي تشكو من الترهل بسبب تقادمها حيث يعود تاريخ تركيزها الى عام 1988 اي منذ احداثها حتى الآن . في نفس الاطار لاحظ محدثنا ان آفة غبار النخيل تجد مرتعا لها في غياب كميات الماء المستوجبة لري واحاتهم بحكم تلاؤمها مع عامل انخفاض نسبة الرطوبة خصوصا بالتزامن مع الارتفاع الشديد للحرارة وهو ما لوحظ في الصائفة المنصرمة .

الخاصيات البيولوجية للآفة

الانعكاسات السلبية لهذه الآفة على منتوج التمور تستأثر باهتمام الخبراء في الميدان الفلاحي على غرار ما تقوم به الدكتورة سماح بن شعبان التي تواصل الدراسات الميدانية المتعلقة بعنكبوت الغبار فضلا عن دراسة الخاصيات البيولوجية لهذه الآفة ومن هذا المنطلق تشير الباحثة الى ان دورة حياة عنكبوت النخيل تبدأ بوضع بيضاً خصباً من الإناث الملقحة لتعطي ذكوراً وإناثا فيما الإناث التي لم تلقح بعد فانها تضع بيضاً غير ملقح أي ذكوراً فقط كما تضع الإناث البيض على الشماريخ والثمار وذلك بمعدل 20 إلى 25 بيضة خلال مدة حياتها موضحة ان البيض يفقس بعد 4 أيام ويعطي يرقات صغيرة كما ان لونها أخضر فاتح لتبدأ في التغذية بواسطة الامتصاص للعصارة النباتية طيلة 3 أيام لتسكن (تنام) بعدها لمدة قصيرة لا تتجاوز يوماً واحداً لتنسلخ إلى حوريات صغيرة الحجم أكبر من اليرقات ، ملاحظة ان فترة الجيل الواحد تستغرق من 7 الى 14 يوماً خلال فترة نشاط العنكبوت انطلاقا من شهر ماي إلى شهر اوت وذلك بحسب درجات الحرارة السائدة إذ تزداد هذه الفترة في حال سادت درجات حرارة منخفضة وعلى هذا الأساس تتقلص فترة الجيل الواحد عند درجات الحرارة المرتفعة وقد يصل عدد الأجيال نحو 10 أجيال خلال فترة الصيف . من الاستنتاجات المهمة الأخرى المتعلقة بنشاط عنكبوت الغبار خلال فترة الشتاء تلاحظ الخبيرة الفلاحية سماح بن شعبان ان هذه الآفة تنتقل في اغلب الحالات خلال الفترة المذكورة الى السعف المحيط بقلب النخلة أو على الأعشاب الموجودة في الحقول حتى تتحسن الظروف الجوية وترتفع درجات الحرارة لتبدأ مرحلة جديدة تهاجم خلالها الثمار كما ان لها القدرة على الانتقال من شجرة إلى أخرى أو من عرجون مصاب أو من نخلة الى ثانية بمساعدة الرياح كما تشير إلى أن عنكبوت الغبار يقضي فترة الشتاء على شكل إناث بالغة حول قلب شجرة النخيل والليف وتبدأ البالغات بمهاجمة العذوق بداً من مرحلة الكمري إلى موعد جمع الصابة . أما من حيث الأضرار ومظاهر الإصابة فان ابرز ملاحظة تتلخص في كون يرقات وبالغات حلم الغبار تمتص العصارة النباتية من الأجزاء النباتية التي تصيبها اي من الثمار او الأزهار لتكون الإصابة بعد خدش القشرة وامتصاص العصارة النباتية .

هذه أهم النصائح

للحد من خطورة هذه الآفة والتقليص من تداعياتها السلبية على ثمار النخيل شددت الدكتورة سماح بن شعبان الاخصائية بالمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش على أنه كان من الضروري القيام بالمراقبة المستمرة لأشجار النخيل ليتسنى معاينة بروز عنكبوت الغبار من عدمه للتدخل الفوري في حال ملاحظة تواجده بأي جزء من النخلة، قبل انتشاره ببقية الأجزاء الاخرى على أن يكون من الأجدى مع حلول شهر ماي.
في نفس الاطار توصي محدثتنا بتنظيف الضيعات المهملة وكذلك النخيل الموجود وسط المدن والتجمعات السكانية نظرا لاحتمال استيطان عنكبوت الغبار بها حتى لا ينتقل عبر الرياح الى باقي واحات النخيل فضلا عن ضرورة تفعيل التنظيف التشاركي وتكريس البعد الجماعي من قبل الفلاحين للقضاء على هذه الآفة عبر التنظيف المستمر لجميع أجزاء الواحة والمناطق المحيطة بها درءً لمداهمة عنكبوت الغبار للنخيل في وقت وجيز وذلك قبل المرور الى مرحلة التدخل المباشر الذي توصي محدثتنا بان يكون بواسطة المواد البيولوجية مع تجنب الاستعانة بالمواد الكيميائية في عملية المداواة تجنبا للرواسب التي تبقى عالقة بالثمرة . في نفس الاطار تشدد محدثتنا على ضرورة تغيير وسائل التدخل لدى الفلاح لمواكبة المتغيرات الطارئة على سلوك هذه الآفة بحكم التغيرات المناخية الأخيرة حيث باتت حرارة الطقس لا تقتصر على 5 أشهر فحسب بل أصبحت تمتد قرابة 7 أشهر وهو عامل يساعد عنكبوت الغبار على التنامي وعلى مزيد التكاثر، ازاء ذلك تدعو الدكتورة سماح بن شعبان الخبيرة في البحوث الفلاحية السلطات المعنية الى ضرورة التدخل الناجع في سبيل توفير مياه الري لتجنب جفاف الواحات بما من شأنه ان يمنع بروز هذه الآفة أو يحد من انتشارها فضلا عن ضرورة تفعيل منظومة الإرشاد الفلاحي نظرا لاهمية الدور الذي يلعبه المرشد الفلاحي في هذا المجال من حيث التوعية والإرشاد لفائدة الفلاح حتى ينجح في تجاوز تداعيات هذه الآفة ومخلفاتها السلبية على قطات التمور .

ضعف المردود والدخل المحدود

التغيرات المناخية الراهنة وضعف الموارد المائية الكفيلة بري النخيل تبدو من الأسباب الرئيسية التي تحول دون تطور قطاع التمور بالجهة وهو ما اكده لنا الفلاح البشير دليقة الذي ظل متشبثا بالزراعة بواحات قفصة هديا بعادات أجداده وأبناء عمومته المتجذرين في خدمة الأرض وملازمة النشاط الفلاحي الواحي حيث يرى ان النقص الواضح في التزود بمياه الري الى جانب ندرة الأمطار لا سيما خلال فصل الشتاء هما عاملان رئيسيان لا يساعدان على رفع الانتاج وحجم الصابة، الشيء الذي انعكس على نوعية التمور وقلص في أسعارها مقدما لنا عينة عن الأسعار التي يروج بها منتوجه للوسطاء من ذلك أن سعر عرجون الدقلة يتراوح بين 7 دنانير و 7 نانير و 500 مليم لتصل اثمانها الى المستهلك في حدود 10 دنانير او ما يزيد كما أورد لنا أسعار قطع الدقلة والشماريخ بين 1500 مليم و 3 دنانير لتعرض في الأسواق بأسعار قد تتعدى الخمسة دنانير وهو ما يراه حيفا مسلطا على الفلاحين ولا يساعده على تغطية تكاليف الري .

رؤوف العياري 

"كورونا" التمور تضرب بقوة وتقضي على 40 % من المنتوج !!

 

خسائر فادحة للفلاحين..صندوق الجوائح في خبر كان.. وإحداث ديوان مطلب عاجل



تونس-الصباح

يعيش فلاحو التمور على وقع كارثة متعددة الأبعاد أهمها الانتشار المهول لـ"عنكبوت الغبار" الذي أتى على جزء كبير من واحات قبلي وتوزر خاصة وباقي الواحات المنتجة للتمور، أضرار جسيمة لحقت المحصول الذي عبثت به "كورونا التمور" التي بدأت في الانتشارمنذ الموسم الفارط وتفشت أكثر خلال الموسم الحالي بسبب قلة الأمطار وعدم قدرة الفلاح على ري الواحة لا سيما صغار الفلاحين. آفة خلفت حالة من الألم لدى الفلاح خاصة في ظل الغياب التام للدولة ولوزارة الفلاحة التي لم تحرك ساكنا لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
حول وضع القطاع في هذه الجائحة الفلاحية أكد توفيق تومي رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري بقبلي لـ"الصباح" أن القطاع والسنة الثانية على التوالي يصاب بهذه الكارثة.

خسارة 40 بالمائة من المنتوج

وأضاف أن "عنكبوت الغبار " او "بوفروة" او "كورونا التمور" قد قضت على قرابة 40 بالمائة من المحصول إذ تضررت الصابة فكانت الأضرار جسيمة بالنسبة لصغار الفلاحين الذين تعد المساحات التمور الصغيرة مورد رزقهم الاساسي ما جعلهم غير قادرين على مجارات خلاص معلوم الكهرباء  باعتبار ان الري يتم عبر تقنية الضخ ، وهو ما دفعنا لطلبنا بإعفاء صغار الفلاحين من خلاص معلوم الكهرباء وتعويضهم بواسطة صندوق الجوائح وهي آفة للسنة الثانية تعصف بالواحات وهو ما يعد كارثة خاصة بالنسبة لصغار الفلاحين.

الدولة تخلت عن الفلاح

وطالب اتحاد الفلاحة والصيد البحري الدولة بالحركات العاجلة منذ السنة الماضية لان الوضح يحتم على الدولة التحرك لدعم قطاع التمور الذي يمول خزينة الدولة ويوفر عائدات هامة من التصدير تفوق 1000 مليون دينار.

وأضاف رئيس الاتحاد بقبلي أن الفلاحين والهياكل المشرفة على القطاع قد اقترحوا في جلسة مع وزير الفلاحة  العديد من الحلول الا انه لم تقع اي استجابة من قبل سلطة الإشراف التي تخلت عن الفلاح لا سيما صغار الفلاحين الذين يعانون الأمرين بسبب استفحال آفة العنكبوت التي أتت على مساحات شاسعة ما كبد الفلاح خسائر فاتحة.
وكشف أن الفلاحين قد قرروا الدخول في تحركات احتجاجية بالنظر الى كم الخسائر التي تكبدوها ولا مبالاة السلطات بمشاكلهم وبالازمة التي يعيشون عليها منذ سنتين رغم نداءات الاستغاثة المتكررة التي اطلقوها حيث لم يجدوا اي آذان صاغية من وزارة الفلاحة التي تخلت عنهم رغم ما يعانوه بفعل هذه الآفة التي تفشت بسبب التغيرات المناخية ونقص الأمطار
وضعف عملية الري .

وبين أن الواحات الأكثر تضررا هي تلك التي بها دورة مائية متباعدة حيث لا يصل دورهم للقيام بالرياض الا بعد شهر او شهر ونصف ما أضر بالمنتج ما جعلهم يخرجون بخفي حنين على اعتبار المصاريف الكبيرة بالنظر الى التدخلات القبلية التي يتطلبها الإنتاج من عملية التلقيح والتعديل فوضع "الناموسية" لحماية المنتوج ثم عملية الجني والسقي ووضع السماد.

ديوان التمور أبرز المطالب


وبين أن قطاع التمور الذي يعتبر من القطاعات الفلاحية الاستراتيجية في تونس غرار  القطاعات  الاستراتيجية الأخرى كالحبوب والزيت يحتم احداث ديوان للتمور حتى يعتني بالقطاع الذي يتكون من ثلاث حلقات وهو المنتج  والمجمع والمصدر .
وشدد توفيق تومي أن من بين الإشكاليات الكبيرة التي يعاني منها القطاع هي على مستوى التجميع وهو ما يحتم أحداث ديوان للتمور،  على اعتبار أن الاسعار غير مجدية بالنسبة للمنتج لأنها لا تغطي التكلفة حيث يقدر سعر الكلغ بـ 4500 مليم الا ان سعر البيع الان لا يتجاوز 3000 او 3500 بالنسبة للتمور ذات الجودة العالية والتي تصل للمستهلك بأسعار مرتفعة .

واشار أن الإنتاج بحسب تقديرات وزارة الفلاحة في حدود 300 الف طن في حين ان تقديرات الفلاحين تؤكد أنها لا يتجاوز 240 الف طن بفعل الخسائر الكبيرة التي لحقت الصابة بسبب "عنكبوت الغبار" وهو ما دفعنا للمطالبة باحداث لجنة لضبط حجم الخسائر تكون بالشراكة بين مختلف الجهات المعنية لجرد حجم الصابة التي اتلفت وهو ما يمكن من تعويض الفلاحين.
وابرز أن دور ديوان التمور يتمثل في الإشراف وتاطير القطاع بما في ذلك التخزين على اعتبار أن في قبلي توجد مخازن قادرة على تخزين 60 الف طن من الصابة وذلك بفضل جهود الخواص لكن دور الديوان هنا هو التأطير والمتابعة في إطار التفاعل بين القطاع العام والخاص، إذ لابد من وجود هيكل مؤطر لاصحاب المخازن للحفاظ على جودة المنتوج التونسي في الأسواق العالمية بما يساهم في دعمه خاصة في ظل المزاحمة الكبيرة التي واجهها المنتوج الوطني أمام باقي الدول حيث أن بلادنا كانت تحتل المرة الأولى من حيث التصدير على المستوى العالمي ما يوفر موارد هامة للبلاد الا انه في السنوات الأخيرة تراجع هذا المردود بسبب الكورونا.
كما يكمن دوره ايضا في البحث عن أسواق جديدة خاصة في ظل المزاحمة من قبل المغرب والجزائر، علما وان هناك احداثيات جديدة تدخل اليوم حيز الإنتاج بمنطقة رجيم معتوق تتمثل في 4000 هكتار من التمور عالية الجودة،  وهو ما يحتم على الجهات المعنية مزيد العمل للبحث عن أسواق جديدة ودعم الفلاح بما يساعد على اقتحام أسواق جديدة .
فدور الديوان هو تأهيل وهيكلة هذا القطاع حتى لا يخسر المزيد من الاسواق على غرار خسارة السوق الفرنسية ، وحتى يحافظ على الحجم الهام للصادرات ومواردها التي في حدود 120 الف طن وتوفر مداخيل باكثر 1000 مليون دينار منها 30 بالمائة للمغرب التي تقوم اليوم بمشاريع كبرى في القطاع وهذا يعني ان وارداتها من تونس ستتراجع مستقبلا ما بعني بالضرورة بحثنا عن أسواق جديدة.

أين صندوق التعويضات؟؟

واعتبر رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري أنه كان على صندوق التعويضات التكفل بتعويض الفلاحين عن خسائرهم التي تكبدوها فصندوق التعويضات والذي يعتبر اسم دون مسمى لن يكون له اي دور ولن يقوم بواجبه وهو في صيغته الحالية إذ يعتبر صندوق تأمين وليس تعويض على اعتبار أنه يعوض فقط الفلاحين المساهمين فيه فقط.
وشدد تومي أن مفهوم صندوق الجوائح عن الدولة شيء وعند الفلاح شيء آخر، كون الدولة تعتبره صندوق تأمين فلاحي اي انها لا تعوض الا الفلاح الذي يساهم في هذا الصندوق ، الا ان الفلاح يعتبره صندوقا ممولا من الدول وهي تعوض اي فلاح متضرر من الجوائح مهما كان نشاطه ومهما كان نوع الجائحة.
وأكد 

 

أن القطاع تضرر من هذه الآفة للسنة الثانية على التوالي وهي اضرار جسيمة وهو ما يحتم على الدولة التدخل لدعم فلاحة التمور الذين مكنوا خزينة الدولة من مداخيل مالية بالعملة الصعبة فاقت قبل عامين من بداية الجائحة اكثر من 1000 مليون دينار.
وبين محدثنا ان هذه العائدات تراجعت بفعل الحائحة الى حوالي 750 مليون دينار اي بنسبة تراجع بقرابة 25 بالمائة.

حنان قيراط


توزر-قبلي: موسم جني التمور .. من عنبكوت الغبار الى انعدام الشراءات.. موسم قاس للنسيان

*تمور معلّقة الى غاية الشتاء وآلاف العراجين للرمي
توزر –قبلي-الصباح

حلّ فصل الشتاء معلنا بشكل شبه رسمي اعلان انتهاء جني التمور، موسم رافقته صيحات فزع، نداءات استغاثة، احتجاجات، مصدرها فلاحو الجريد ونفزاوة، بعد أن اجتمعت على تمورهم ثلاث آفات في موسم واحد، آفة طبيعية جراء التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وهي عنكبوت الغبار حيث اللون الأبيض كسى الآلاف من الأطنان، وآفة تدنّي الأسعار الى أقلّ من دينارين من على رؤوس النخيل حتى أن العديد من الفلاحين بقيت عيونهم تراقب تمورهم وهي مُعلّقة الى الآن رغم انتهاء موسم الجني والشرءات بشكل شبه رسمي وهو ما يعني رميها أو تحويلها كعلف للحيوانات، مع آفة ارتفاع كلفة الانتاج وتعدّد حلقات المصاريف على مدار السنة والمديونية.

تُقدّر صابة الموسم الحالي، وفق رئيس قسم الارشاد والنهوض بالإنتاج الفلاحي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر طلال حمزة بالجهة 66510 طنّ، مقابل 58 ألف طن في الموسم السابق أي بزيادة 13 بالمائة في حجم الإنتاج.

 وتتوزّع 61.3 ألف طن في المناطق السقوية العمومية، و5.2 ألف طن في التوسعات أي زيادة في 13%.

60 %   تقدم الجني رغم انتهاء الموسم

وبحسب آخر التقارير، وفق طلال حمزة، فإن نسبة تقدّم الجني بلغت 60% فقط، من بينها 35% بالواحات القديمة و70% واحات حديثة، على أنه ومقارنة بالموسم الفارط فان هناك تراجعا وصفه بـ الرهيب" وكانت في حدود 90%.

مُشيرا الى وجود فئة خيّرت عدم جني الصابة، بما أن أسعار البيع بخسة، أو لعدم وجود عرض، أو لغلاء حضائر الجني، وان تعدّدت الأسباب فان النتيجة واحدة وهي خسارة محتمة، تجعل التمور التي لم يقع جنيها تتحوّل الى علف للحيوانات.

وشرح حمزة بأن 11% هي نسبة صابة المتلفة جرّاء آفة عنكبوت الغبار بربوع الجريد، بينما العام الفارط أقلّ من 3%.

وتوجد في توزر 25 وحدة تكييف وتصدير مصادق عليها واعمل بشكل قانوني، ذات طاقة خزن 30 ألف طن، وطاقة التكييف والتصدير 32 ألف طن، وحدّد طاقة خزن وحدات الخزن في الضيعات الفلاحية والمناطق العمرانية بـ 20 ألف طن.

خطة جديدة لمواجهة خطر عنكبوت الغبار الموسم القادم

من جهته، أفاد علي الطاهر بوعزيزي كاهية مدير المجمع المهني المشترك للتمور لـ"الصباح" جلسة بمقر المجمع المهني المشترك للتمور بتوزر، بحضور عديد الأطراف، للنظر في برتوكول جديد للوقاية من آفة عنكبوت الغبار وطرق علاجها في الموسم الفلاحي الجديد، على أن تنتظم جلسة أخرى لعرض الخطة على صندوق النهضة بجودة التمور، بهدف تمويل هذه الإستراتيجية.

وقال بوعزيزي أن أبرز ملامح هذه الخطة توفير المبيدات الضرورية، وتوفير آليات العمل، والمصادقة عليها من الهياكل في الآجال المحددة قبل فوات أوان المداواة.

وأبرز أن نسبة تضرّر الواحات من هذه الآفة في توزر بين 10 و18% وفي قبلي تتجاوز النسبة 30% مؤكدا أنه في العادة النسبة أقلّ بكثير، ولا تكاد تذكر لكن بفعل التغيرات المناخية، وقلّة مياه الري ارتفعت في الموسم الحالي.

منافسة خارجية قوية من الجزائر والسعودية

وبخصوص مسألة مشاكل التصدير، أوضح أنه سابقا، عندما كان يشتري المُصدّر المنتوج كان يعرف الوجهة مُحدّدة مُسبقا، بينما الآن لا يعرف الدول التي يرسل إليها، وغير مُدرك لأحوال العالم وهل هناك غلق ببعض البلدان أم لا، وأشار الى وجود منافسة قوية في الأسواق الخارحية، من الجزائر التي أصبحت تسعى الى أن تكون قوة تصديرية، والممكلة العربية السعودية التي باتت تبحث عن ترويج تمورها للتقص الكبير في سوقها الداخلية على خلفية تقلّص أعداد الوافدين من المُعتمرين والحجيج.

واستدرك أنه بالنسبة للفلاح أصبحت كلفة الإنتاج مرتفعة، بحكم أن استعمال المبيدات بات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، مع ارتفاع في معاليم الكهرباء والماء.

وتابع بالقول "الأفضل الضغط على مصاريف الإنتاج أكثر، على مستوى الإنتاح لأن سعر بيع التمور حر".

الفلاح تورّط

هذا وقد ذكر عارف ناجي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بولاية توزر، أن الفلاح في هذا الموسم قد تورّط  ولم يعد يبحث عن الربح، وشدّد على أن عنكوبت الغبار ضرب أكثر من 30%، على أقل تقدير، وليس كما يُقال، وفق تقديره.

وذكر أن المئات من الفلاحين يتصلون به يوميا سواء في المقر أو هاتفيا يشتكون من هذه الآفة "قالوا لنا حرفيا لقد أصبحنا عاجزين أمامها".

تمور حوّلتها الآفة من البنية الى بيضاء كالطباشير

وأكد أن البياض غطى التمور عوض اللون الأصفر الذهبي أو البني، مُحدّدا أن أكثر المناطق تضرّرا هي شباط والتعمير وحزوة وضربت الآفة حتى الواحات القديمة.

وبحديثنا عن البيوعات، تساءل "ماذا سيبيع الفلاح الذي اُصيبت صابته، هل سيبيع الطباشير، بعد أن تحوّلت بيضاء؟".

ووصف الأسعار بـ "البخسة وأنها تتراوح بين 2000 و800 مليم للكيلوغرام على رؤوس النخيل، وشبّه السعر المرجعي بـ "الفيلم"، وأن الآلاف من العراجين لا تزال مُعلّقة ولم يقع لا بيعها  ولا جنيها.

وضع مزري والفلاح يطارد قوته وليس البيع ووصف ناجي وضعية الفلاح بـ "المزرية".

وقال "لم يعد الفلاح يبحث إن باع تموره من عدمه، أو بأي سعر، ما يهمه أصبح فقط ماذا سيقتات وعائلته وكيف السبيل الى إعالتهم لا سيما صغار الفلاحين وهم السواد الأعظم من فلاحي منطقة الجريد". مُشيرا الى أن المديونية قاربت 24 مليون دينار، للشركة التونسية للكهرباء والغاز "الستاغ"، بين الموسم الفارط والموسم الحالي، من ضمنها 17 مليار من الموسم الفارط.

20 %  من الفلاحين بتوزر تمورهم مُعلّقة الى الآن دون بيع

وذكر أن أغلب الفلاحين خيروا جني تمور واحاتهم بأنفسهم، على حسابهم الخاص دون شاري أو مُصدّر وبيعها مباشرة في الأسواق، لافتا، الى أن نسبتهم تُقارب 40% من الفلاحين، بينما 40% فقط من الفلاحين باعوا منتوجهم من على رؤوس النخيل، و20% من الفلاحين لا تزال تمورهم تنشد الجني وبقيت معلّقة، وستبقى كذلك الى شهر مارس موعد تلقيح التمور، لأن الفلاح حاليا غير قادر على تغطية مصاريف الجني خاصة وأن اليد العاملية مشطة ولا وجود لمُشترٍ، بينما في فصل الربيع فمن يصعد الى النخلة بغاية تلقيحها يمكنه أن يجني أيضا التمور، لكنها لن تكون حينها تمورا صالحة للإستهلاك بل للرمي.

وأوضح أنه مثلا من كان يبيع صابته في المواسم الأخيرة بـ 50 ألف دينار، باعها هذا الموسم بـ 10 آلاف دينار، مُبرزا أن عدّة اعتبارات أدت الى تهاوي الأسعار على غرار التغيرات المناخية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم هطول الأمطار وبالتالي تراجع الجودة مع آفة عنكبوت الغبار.

الفلاح لا يُمكنه المواصلة ولا حلّ الا بطرح المديونية 24 مليارا

وبيّن أن وزارة الفلاحة وجّهت له دعوة أوائل شهر نوفمبر مع العديد من الأطراف المتداخلة في قطاع التمور لحضور جلسة عمل، تحت إشراف وزير الفلاحة والموارد المائية والصّيد البحري محمود الياس حمزة، مُتطرّقا الى أنه خلال هذه الجلسة كممثل عن اتحاد الفلاحين شرح أنه لا يمكن المواصلة بهذه الطريقة، وأنه ليس بالإمكان الحديث عن موسم قادم، والفلاح ليس باستطاعته في الفترة القادمة تلقيح النخيل وتنظيف الواحة وتقليب التربة، وتوفير الأسمدة، وأنه دعا الى طرح المديونية لدى "الستاغ" المُقدرة بـ 2 مليون دينار، وذكر أن الإجابة هي الترقب وسيقع النظر في ذلك مع رئاسة الحكومة، مُشيرا الى أنه حتى في حال الجدولة فان الفلاح ليس بإمكانه الالتزام فلا أموال كافية لديه.

وأضاف قائلا "من هذه الناحية ردّ معظم الفلاحين كان واضحا، خذوا التمور وأقطعوا الماء، ولن ندفع".مُشيرا الى أن  أقل الأضرار تم تسجيلها في منطقة رجيم معتوق، وأكثر الاضرار في منطقتي دوز وسوق الأحد.

 %40  نسبة تلف صابة التمور بعنكبوت الغبار في قبلي

من جانبه، قال توفيق التومي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بقبلي بخصوص نسبة تقدم الجني أنها نحو 60%، وهي تقريبا نفس نسبة الموسم الفارط، لكن ما يختلف هو أن حجم الإنتاج قد تراجع على خلفية تلف نسبة من الصابة بسبب عنكبوت الغبار، مُشيرا أن حجم الصابة لا يتجاوز الموسم الحالي 200 ألف طن.

وتطرّق الى الجودة لافتا الى أن هناك واحات جودة تمورها عالية تكون فيها الدورة المائية منتظمة والفلاحون يقومون بالعناية اللازمة، بينما واحات أخرى جودتها عرفت تراجعا.

وحول الأسعار أوضح أن التمور ذات الجودة المقبولة تسعيرتها بين 5 و6 دنانير، الجودة الجيدة، و3 دنانير للجودة المتوسطة، وذلك بالجملة، وبالتفصيل 8000 و5000 مليم وهذا بعد الجني، مؤكدا أن أغلب الفلاحين تحملوا بأنفسهم مصاريف حضائر الجني أي العمال والصناديق البلاستيكية وشاحنات النقل وعاملات الفرز، نظرا لضعف إقبال المُصدّرين على الشراء.

وأفاد أن طاقة الخزن في وحدات التبريد بالجهة تصل الى 60 ألف طن، وأن نسبة الخزن في الوقت الحاضر بين 50 و60 بالمائة.

عدم تدخّل الدولة

وانتقد التومي عدم تدخل الدولة في منظومة قطاع التمور من ناحية كهربة آبار ضخّ المياه، اذ أن أسعارها مرتفعة ولا يتمتع الفلاحون من هذه الناحية بالتعريفة الفلاحية، الى جانب عدم هيكلة الواحات لا سيما الواحات الخاصة، التي لم تصرف عليها وزارة الفلاحة في أي حلقة من الحلقات وفق قوله، عدم مساعدة الفلاح بتجهيز المقاسم، بتجهيزات تخص مياه الري، مُبرزا أنه الى الآن لا وجود لأي رؤية واضحة واستراتيجية دقيقة حول عنكبوت الغبار بالنسبة للبحث العلمي للقضاء عليها.

الحديث دائما عن استراتيجية لمكافحة عنكبوت الغبار لكن لا خطة ولا تطبيق ، وقال "دائما يتحدثون عن خطة في مجال مكافحة عنكبوت الغبار لكننا لا ترى خطة ولا تطبيقا وفي النهاية تتضرّر الصابة".

وذكر أن السعر المرجعي ورغم أن هذا الموسم استثنائي ومسّ فيه عنكبوت الغبار آلاف الأطنان، الا أنه لا يوجد أي شخص قادر رسميا على تحديد السعر المرجعي على المستوى الوطني، لافتا الى أن الموسم الفارط، وقع الاتفاق حوله مع المصدّرين على سعر مرجعي وحتى أن وزارة التجارة أمضت عليه وأعلنته الا أنه لم يقع تطبيقه واحترامه، ولو بنسبة ضئيلة، وهذا الموسم تُرك دون سعر مرجعي.

المنافسة في الأسواق الخارجية تحتاج الى الاستقرار السياسي

وبيّن أن هناك مخاوف على مستوى التصدير، وأن تونس بصدد خسارة أسواق دولية اعتادت ترويج تمورها فيها، على غرار السوق الفرنسية التي اقتحمتها الجزائر بقوة، ولاحظ أن المنافسة تحتاح الى استقرار سياسي يطمئن المُصّدر والمنتج فالمستثمر يريد تشجيعات لتنقلاته وتوزيعه، وهناك مخاوف حتى من عزوف الفلاحين على الانتاح الفلاحي نظرا للخسائر الفادحة المتتالية التي يتكبّدونها.

يشار الى الكميات المصدرة نهائيا من التمور بلغت 120 الفا و730 طنا بقيمة 768.9 مليون دينار، بالنسبة لموسم 2020/2021 مقابل 125 الفا و 400 طن بقيمة 3ر848 مليون دينار الموسم الذي سبقه، على أن حجم صابة التمور الجديدة لموسم 2021/2022 قُدّر بحوالي 5ر368 ألف طن.

درصاف اللموشي

 
قفصة: إلحاق خسائر فادحة بواحات "السقدود "..عنكبوت الغبار يجتاح النخيل ويفتك بالتمور

قفصة-الصباح
شكل اجتياح آفة عنكبوت النخيل هاجسا حقيقيا لفلاحي منطقة السقدود الحدودية حيث عصفت هذه الآفة بآمالهم في جني منتوج جيد لدقلة النور التي اشتهرت بها المنطقة منذ أواخر الثمانينيات ومن ورائه تحقيق مداخيل مالية تكفل لهم أسباب العيش الكريم.

حيث اجتاحت هذه الآفة ما يفوق 20 بالمائة من المساحات التي يتواجد بها النخيل بكامل واحات ولاية قفصة الممتدة على 3 آلاف هكتار والمشتملة على 290 الف نخلة منتجة منها 80 بالمائة بواحات السقدود بمعتمدية الرديف التي تضررت كثيرا مقارنة ببقية الواحات الاخرى المتواجدة اساسا بقفصة والقصر ولالة والقطار وهو ما يبرز حجم الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة التي تسمى محليا بـ" بوفروة ".


التغيرات المناخية.. ونقص المياه


وحول هذه الآفة ابرزت الدكتورة سماح بن شعبان الخبيرة الفلاحية بالمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش لـ"الصباح" أنها من العنكبوتيات المعروفة منذ أمد بعيد لكنها انتشرت بشكل عام في الثمانينيات قبل ان تستفحل أكثر خلال الـ 5 سنوات الأخيرة تقريبا لتصبح في عداد الآفات الأساسية التي تضرب النخيل وتنعكس سلبيا على جودة التمور .
عن خاصية آفة غبار النخيل لاحظت محدثتنا أنها تتلاءم بشكل كبير مع التغيرات المناخية الراهنة التي تتسم بقلة الأمطار والارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة صيفا على غرار ما عشناه خلال الصائفة الفارطة حيث ترى أن هذه العوامل المناخية تعد من الظروف المثلى المساعدة على تنامي هذه العنكبوتيات والإضرار بمحاصيل التمور .

الفلاحون يطالبون بتوفير مياه الري

النوي الطبابي وهو أحد الفلاحين المتضررين بواحات السقدود نتيجة غبار النخيل شدد لـ"الصّباح "على مدى الاضرار التي لحقت بصابة هذا الموسم نتيجة النقص الفادح على مستوى التزود بمياه الري الضروري لانعاش النخيل والمحافظة على مردوديته الاقتصادية من ناحية ومن اجل الحد من خطورة هذه الآفة من جهة أخرى، موضحا ان أشجار النخيل تتطلب الري مرة واحدة كل أسبوع غير ان الأمر بالنسبة إليهم يتطلب الانتظار لأكثر من شهر حتى يتوفر الماء وهو امر يبعث على الانشغال.
وبين ان ذلك يعود الى تعطل احد الآبار الرئيسية عن العمل منذ سنوات تزامنا مع ضعف مردودية البئر رقم 5 الذي يغطي سائر الضيعات الفلاحية المتواجدة بمنطقة السقدود .
من ناحيته دعا الفلاح الطاهر عميدي في تصريح لـ"الصباح " المسؤولين الجهويين والقائمين على القطاع الفلاحي بالجهة الى صيانة الشبكة المائية التي تشكو من الترهل بسبب تقادمها حيث يعود تاريخ تركيزها الى عام 1988 اي منذ احداثها حتى الآن . في نفس الاطار لاحظ محدثنا ان آفة غبار النخيل تجد مرتعا لها في غياب كميات الماء المستوجبة لري واحاتهم بحكم تلاؤمها مع عامل انخفاض نسبة الرطوبة خصوصا بالتزامن مع الارتفاع الشديد للحرارة وهو ما لوحظ في الصائفة المنصرمة .

الخاصيات البيولوجية للآفة

الانعكاسات السلبية لهذه الآفة على منتوج التمور تستأثر باهتمام الخبراء في الميدان الفلاحي على غرار ما تقوم به الدكتورة سماح بن شعبان التي تواصل الدراسات الميدانية المتعلقة بعنكبوت الغبار فضلا عن دراسة الخاصيات البيولوجية لهذه الآفة ومن هذا المنطلق تشير الباحثة الى ان دورة حياة عنكبوت النخيل تبدأ بوضع بيضاً خصباً من الإناث الملقحة لتعطي ذكوراً وإناثا فيما الإناث التي لم تلقح بعد فانها تضع بيضاً غير ملقح أي ذكوراً فقط كما تضع الإناث البيض على الشماريخ والثمار وذلك بمعدل 20 إلى 25 بيضة خلال مدة حياتها موضحة ان البيض يفقس بعد 4 أيام ويعطي يرقات صغيرة كما ان لونها أخضر فاتح لتبدأ في التغذية بواسطة الامتصاص للعصارة النباتية طيلة 3 أيام لتسكن (تنام) بعدها لمدة قصيرة لا تتجاوز يوماً واحداً لتنسلخ إلى حوريات صغيرة الحجم أكبر من اليرقات ، ملاحظة ان فترة الجيل الواحد تستغرق من 7 الى 14 يوماً خلال فترة نشاط العنكبوت انطلاقا من شهر ماي إلى شهر اوت وذلك بحسب درجات الحرارة السائدة إذ تزداد هذه الفترة في حال سادت درجات حرارة منخفضة وعلى هذا الأساس تتقلص فترة الجيل الواحد عند درجات الحرارة المرتفعة وقد يصل عدد الأجيال نحو 10 أجيال خلال فترة الصيف . من الاستنتاجات المهمة الأخرى المتعلقة بنشاط عنكبوت الغبار خلال فترة الشتاء تلاحظ الخبيرة الفلاحية سماح بن شعبان ان هذه الآفة تنتقل في اغلب الحالات خلال الفترة المذكورة الى السعف المحيط بقلب النخلة أو على الأعشاب الموجودة في الحقول حتى تتحسن الظروف الجوية وترتفع درجات الحرارة لتبدأ مرحلة جديدة تهاجم خلالها الثمار كما ان لها القدرة على الانتقال من شجرة إلى أخرى أو من عرجون مصاب أو من نخلة الى ثانية بمساعدة الرياح كما تشير إلى أن عنكبوت الغبار يقضي فترة الشتاء على شكل إناث بالغة حول قلب شجرة النخيل والليف وتبدأ البالغات بمهاجمة العذوق بداً من مرحلة الكمري إلى موعد جمع الصابة . أما من حيث الأضرار ومظاهر الإصابة فان ابرز ملاحظة تتلخص في كون يرقات وبالغات حلم الغبار تمتص العصارة النباتية من الأجزاء النباتية التي تصيبها اي من الثمار او الأزهار لتكون الإصابة بعد خدش القشرة وامتصاص العصارة النباتية .

هذه أهم النصائح

للحد من خطورة هذه الآفة والتقليص من تداعياتها السلبية على ثمار النخيل شددت الدكتورة سماح بن شعبان الاخصائية بالمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش على أنه كان من الضروري القيام بالمراقبة المستمرة لأشجار النخيل ليتسنى معاينة بروز عنكبوت الغبار من عدمه للتدخل الفوري في حال ملاحظة تواجده بأي جزء من النخلة، قبل انتشاره ببقية الأجزاء الاخرى على أن يكون من الأجدى مع حلول شهر ماي.
في نفس الاطار توصي محدثتنا بتنظيف الضيعات المهملة وكذلك النخيل الموجود وسط المدن والتجمعات السكانية نظرا لاحتمال استيطان عنكبوت الغبار بها حتى لا ينتقل عبر الرياح الى باقي واحات النخيل فضلا عن ضرورة تفعيل التنظيف التشاركي وتكريس البعد الجماعي من قبل الفلاحين للقضاء على هذه الآفة عبر التنظيف المستمر لجميع أجزاء الواحة والمناطق المحيطة بها درءً لمداهمة عنكبوت الغبار للنخيل في وقت وجيز وذلك قبل المرور الى مرحلة التدخل المباشر الذي توصي محدثتنا بان يكون بواسطة المواد البيولوجية مع تجنب الاستعانة بالمواد الكيميائية في عملية المداواة تجنبا للرواسب التي تبقى عالقة بالثمرة . في نفس الاطار تشدد محدثتنا على ضرورة تغيير وسائل التدخل لدى الفلاح لمواكبة المتغيرات الطارئة على سلوك هذه الآفة بحكم التغيرات المناخية الأخيرة حيث باتت حرارة الطقس لا تقتصر على 5 أشهر فحسب بل أصبحت تمتد قرابة 7 أشهر وهو عامل يساعد عنكبوت الغبار على التنامي وعلى مزيد التكاثر، ازاء ذلك تدعو الدكتورة سماح بن شعبان الخبيرة في البحوث الفلاحية السلطات المعنية الى ضرورة التدخل الناجع في سبيل توفير مياه الري لتجنب جفاف الواحات بما من شأنه ان يمنع بروز هذه الآفة أو يحد من انتشارها فضلا عن ضرورة تفعيل منظومة الإرشاد الفلاحي نظرا لاهمية الدور الذي يلعبه المرشد الفلاحي في هذا المجال من حيث التوعية والإرشاد لفائدة الفلاح حتى ينجح في تجاوز تداعيات هذه الآفة ومخلفاتها السلبية على قطات التمور .

ضعف المردود والدخل المحدود

التغيرات المناخية الراهنة وضعف الموارد المائية الكفيلة بري النخيل تبدو من الأسباب الرئيسية التي تحول دون تطور قطاع التمور بالجهة وهو ما اكده لنا الفلاح البشير دليقة الذي ظل متشبثا بالزراعة بواحات قفصة هديا بعادات أجداده وأبناء عمومته المتجذرين في خدمة الأرض وملازمة النشاط الفلاحي الواحي حيث يرى ان النقص الواضح في التزود بمياه الري الى جانب ندرة الأمطار لا سيما خلال فصل الشتاء هما عاملان رئيسيان لا يساعدان على رفع الانتاج وحجم الصابة، الشيء الذي انعكس على نوعية التمور وقلص في أسعارها مقدما لنا عينة عن الأسعار التي يروج بها منتوجه للوسطاء من ذلك أن سعر عرجون الدقلة يتراوح بين 7 دنانير و 7 نانير و 500 مليم لتصل اثمانها الى المستهلك في حدود 10 دنانير او ما يزيد كما أورد لنا أسعار قطع الدقلة والشماريخ بين 1500 مليم و 3 دنانير لتعرض في الأسواق بأسعار قد تتعدى الخمسة دنانير وهو ما يراه حيفا مسلطا على الفلاحين ولا يساعده على تغطية تكاليف الري .

رؤوف العياري 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews