إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ازمة النقل المدرسي تتواصل.. أسطول متقادم.. بنية مهترئة.. والنقل الريفي متذبذب

تونس _ الصباح
عندما يطرح ملف التسرب المدرسي أو الانقطاع المدرسي يستعرض إطارات وزارات التربية جملة من الأسباب منها التي تعود لعوامل أسرية ومجتمعية تتعلق بتدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي والنفسي علاوة على عوامل تتعلق بإخلالات ونواقص صلب المنظومة التربوية، لكنهم لم يذكروا ابدا ان معضلة النقل المدرسي وما يعانيه التلاميذ ، في كل الولايات دون استثناء، من ويلات بسبب نواقص أو اخلالات أو غياب النقل المدرسي ، يعد أحد اهم أسباب أو ربما الأهم على الاطلاق للانقطاع المبكر عن الدراسة.

صحيح ان الأسباب التي يقدمها المسؤولون بوزارة التربية تعد من بين المشاكل التي قد تحول دون مواصلة التلميذ لدراسته لكن رغم ذلك يخير التلاميذ وخاصة تلاميذ مناطق التنمية الجهوية مجابهة الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة لتحصيل العلم على البقاء في منازلهم على اعتبار ان التعليم متنفسهم الوحيد في غياب اي سبيل للترفيه لتواجدهم في مناطق ريفية بعيدة نائية. لكن في ظل هذه الظروف يزيد غياب النقل المدرسي وعدم انتظامه وخاصة عدم تلائمه مع الزمن المدرسي من معاناة التلاميذ ما يدفعهم مكرهين للانقطاع المبكر عن التعليم.
فمنذ 2010 وعلى امتداد 10 سنوات انقطع حوالي 1 مليون تلميذ عن الدراسة، حيث قدرت وزارة التربية عدد التلاميذ الذين انقطعوا عن الدراسة في نهاية السنة الدراسية 2019 2020 فقط بـ 72991 تلميذ من بينهم أكثر من 34 ألف  تلميذ من مرحلة التعليم الثانوي، و31 ألف تلميذ من مرحلة التعليم الإعدادي و7220 تلميذا من المرحلة الابتدائية ، أرقام مفزعة في دولة لا يتجاوز عدد سكانها 12 مليونا وفي دولة يعتبر التعليم والمعرفة والعلم الثروة الوحيدة لسكانها على امتداد عقود.

وإلى اليوم لا وجود لمعطيات حول عدد الحافلات التي تم تخصيصها للنقل المدرسي خلال الموسم الدراسي الحالي ، كون الملف لدى الشركات الجهوية للنقل وفق ما أكدته لنا وزارة التربية.

وفي سياق متصل أفادنا مدير عام ديوان الخدمات المدرسية

ولئن ماطلت وزارة النقل في مدنا بالمعطيات اللازمة المتعلقة بعدد الحافلات التي اسندت للنقل المدرسي والخطوط التي تغطيها والبرامج المستقبلية في هذا الغرض، بتعلة انها معطيات غير متوفرة لديها بل لدى وزارة التربية، إلا أن وزارة التربية وفي شخص مدير عام ديوان الخدمات المدرسية محمد ماني أكد ان هذه المعطيات لا تتوفر لدى وزارته بل أن الملف الوحيد المتعلق بالنقل المدرسي لدى الوزارة يتعلق بالنقل الريفي المدرسي.

حيث صرح ل" الصباح" ان وزارة وضعت على ذمة التلاميذ 172 سيارة نقل ريفي تقل 17 الف تلميذا في 15 ولاية وهي كل من ولاية بنزرت وباجة وجندوبة وزغوان والقيروان والقصرين وسيدي بوزيد والمهدية وصفاقس والكاف وسوسة وقصفة ومدنين وتطاوين وسليانة.

وأوضح أن ميزانية نقل التلاميذ بواسطة النقل الريفي ارتفعت من 1.5 مليون دينار سنة 2020 إلى 2 مليون دينار في 2021.

وابرز أن الاشكال يكمن في عدم تسديد مستحقات النقل الريفي ب 3 ولايات وذلك بسبب عدم وضوح على مستوى المعطيات التي تم تقديمها حول عدد السفرات والتلاميذ الذين تم نقلهم ، في ما تم خلاص مستحقات باقي الولايات لسنة الدراسية الفارطة، مبرزا أن التعاقد مع الناقلين يتم عبر المجلس الجهوية.

وكشف أنه ولحل هذا الاشكال سيتم رقمنة هذه الخدمة من خلال توفير آلة قراءة البطاقات ذكية للناقلين تمرر عليها البطاقات الذكية التي ستمنح للتلاميذ وذلك لتحديد عدد التلاميذ الذين تم نقلهم وأيضا للإطلاع على مكان تنقل التلميذ.

وكشف أن الوزارة ولتدعيم النقل المدرسي الريفي اقتنت 100 حافلة ستوزع على عدد من المناطق التي تعاني نقصا في هذا المجال ما سيمكن من نقل 7000 آلاف تلميذ إضافي، مبينا أنه من المنتظر وصول هذه الحافلات مع وفى العام الحالي على أن تدخل حيز النشاط بداية من 2022.

وللوقوف على مشاكل النقل المدرسي فتحت "الصباح" هذا الملف وفي ما يلي جملة المشاكل التي يعاني منها تلاميذ عدة مناطق...

 

 

حنان قيراط

 

القصرين: بنية تحتية مهترئة واسطول حافلات متقادم حال دون التوغل في أعماق الجهات.. والنقل الريفي ملف حاسم


القصرين _ الصباح

مع كل عام دراسي يطفو اشكال النقل المدرسي على سطح الملفات العميقة في ولاية القصرين لا سيما مع تضاعف عدد التلاميذ من عام لاخر وما يتطلبه من اضافة خطوط جديدة وآليات أخرى قادرة على التوغل أكثر داخل المعتمديات التي يعيش عدد كبير منها حالة من العزلة لا سيما خلال فصل الشتاء ويحرم تلاميذها من الدراسة طيلة موسم الأمطار باعتبار تضاريسها الوعرة والخصوصية الجغرافية لولاية مترامية الأطراف لا تزال ظروف الدراسة فيها غير متوازنة ما جعل شبح الانقطاع المدرسي، ببعض جهاتها الجبلية والحدودية، يفتك بأبنائها مع توفر المناخ الملائم من فقر وخصاصة الى بنية تحتية مهترئة وصولا الى أهم مسبباته  الافتقار للنقل المدرسي العمومي أو الريفي . 


 النقل المدرسي يعمق معاناة التلاميذ   

"الصباح " في تسليطها الضوء على هذا الإشكال وغيره من الصعوبات التي تعترض التلاميذ في  أعماق ولاية القصرين بأفقر معتمدياتها على المستوى الوطني، واقع أليم تدمى فيه أقدام الطفولة بقطع كيلومترات عديدة للوصول الى المدارس ، أطفال يجابهون المخاطر وقساوة الطبيعة في ظل غياب تام السلطات المعنية لايجاد حل جذري لعدم توفر النقل المدرسي.

في أصقاع حاسي الفريد أين تغيب الدولة بكافة هياكلها يجد  تلاميذها أنفسهم مجبرين على شتى أنواع العذابات من فقر وخصاصة فيزيد بعد المؤسسات التربوية عن منازلهم من معاناتهم، حيث يجدون أنفسهم مجبرين على مجابهة الأخطار بشكل يومي ، فهنا الطرقات الوعرة شاهدة على تنقل الجماعات الإرهابية وانفجار الألغام ورغم ذلك يواصل التلاميذ تحمل المخاطر للوصول إلى مدارسهم على اعتبار أنه لا متنفس لهم غير الدراسة، رغم بعد المسافات عن المدارس وطول الساعات المقضاة بشكل يومي  في المدارس لعدم توفر نقل مدرسي يؤمن عودتهم بين الحصص الصباحية والمسائية وهو ما عمق معاناتهم وأثر سلبا على مردود ونتائج اغلبهم . عضو نقابة التعليم الاساسي بحاسي الفريد محمد الهادي سائحي وهو مربي مباشر في احدى المدارس الريفية بحاسي الفريد وقضى أكثر من 14 سنة تدريس في هذه الربوع التي لا تزال تئن تحت نفس الاشكاليات منذ زمن طويل أكد لـ"الصباح" حدوث حوادث للتلاميذ الصغار مثل تعرضهم للنهش من الكلاب السائبة أو الحيوانات الأخرى جراء قطعهم لمسافات تتجاوز اغلبها 7 كلم  بأغلب مناطق حاسي الفريد على غرار أطفال الفكة ، والرميلة ، والبيبات ، وفج حديد على سفوح الجبال المحاذية لها ومقسم التراب وغيرها من المناطق كما تذكر من جرفتهم سيول الأمطار في فصل الشتاء وفيضان الأودية ، مضيفا أن تلاميذ ارياف حاسي الفريد يحرمون من الدراسة في فصل الشتاء لتعرض مناطقهم الى العزلة بسبب المسالك الريفية غير المهيأة والخطرة مبينا أن إشكال غياب النقل المدرسي وخاصة النقل الريفي المدرسي المخصص لهذه الفئات والذي كان بمثابة الوسيلة الوحيدة التي تمثل حلا ناجعا خلال الثلاثة سنوات الأخيرة لتيسير التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة ،لكنهم فوجئوا بالتخلي عن هذه الآلية والتوقف عن اسداء الخدمات وذلك لعدم احترام الولاية او المجلس الجهوي لتعهدات الاتفاقية بعدم تسديد خلاص سائقي سيارات النقل الريفي المدرسي .

 فقطع هذه الآلية أدى الى تزايد نزيف التسرب المدرسي حيث تضاعفت أعداد المنقطعون عن الدراسة حيث تمثل معتمدية حاسي الفريد الأولى على المستوى الجهوي في نسبة الانقطاع المبكر عن الدراسة، وفق محدثنا، الذي أبرز أن هذا التسرب خلق تبعات أخرى للمنقطعين عن الدراسة ليجدوا أنفسهم عرضة للاتجار بالبشر والتسول ، مؤكدا أنه وفي كل مرة يصادفه البعض من تلاميذه الذين تعانون من هذه الظواهر المؤلمة. 


في معتمدية العيون لا يختلف الواقع كثيرا عن سابقتها فوفق الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي والتربية البدنية بالعيون عبد المنعم نصراوي لـ "الصباح" مؤكدا النقص الواضح في أسطول النقل المدرسي العمومي وتقادمه وذلك رغم احداث فرع للشركة الجهوية للنقل بالقصرين بهدف التقليص من التأخير المتواصل للحافلات في نقل التلاميذ ذهابا وإيابا وما ترتب عنه من مشاكل جانبية وأخطار خاصة في فصل الشتاء ، إضافة إلى  البراكاجات التي يتعرض لها التلاميذ والحافلة في حد ذاتها باحدى المؤسسات التربوية بالعيون ، ما دفع بالشركة للتهديد بسحب أسطولها خاصة في ظل والمضايقات والتحرش الذي طال تلاميذ الاعدادية بالعيون في ساعات الانتظار، دون نسيان حوادث انزلاق الحافلات بسبب البنية التحتية المهترئة، وصولا الى الحديث عن معاناة مواصلة السير على الاقدام لأكثر من 5 كلم في الظلام الدامس وفي تضاريس تعد الأخطر في المناطق الجبلية خاصة وأن معتمدية العيون ذات خصوصية جغرافية فريدة ومسالك غابية مليئة بالأخطار، جميعها أسباب كفيلة لتدني النتائج المدرسية او الانقطاع عن الدراسة حسب تعبيره.

واعتبر محدثنا ان  النقص الفادح في النقل الريفي المدرسي ،بالنظر إلى وجود نقل ريفي يتيم يقل تلاميذ ما يزيد عن 12 مدرسة ابتدائية موزعة على 6 عمادات وفي مسالك مهترئة، تسبب في عدم الاستجابة لكل طلبات نقل التلاميذ في نفس الوقت. عوامل تجعل العملية التربوية عسيرة في منطقة العيون وغيرها من المناطق الحدودية على غرار فوسانة والبعض من المناطق على سفوح جبال على غرار سبيطلة وسبيبة حيث اللاعدل في ظروف المنظومة التربوية ككل على حد قول محدثنا.

النقل الريفي المدرسي ملف خارج الحسابات 

 النقل الريفي المدرسي كان بمثابة حل لانقاذ الكثير من التلاميذ من الانقطاعات عن الدراسة لبعد المنازل عن المدارس، لكن التجربة أجهضت في العديد من المناطق بالولاية،  لعدم تحمل الاطراف المتداخلة في الملف لمسؤولياتها وتعهداتها، هكذا استهل الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الاساسي بالقصرين والمربي عز الدين المروشي حديثه لـ" الصباح" مبديا ألمه عن توقف هذه الآلية في عدة مناطق ريفية كسبيل وحيد للتوغل داخل أعماق المعتمديات التي تكون تضاريسها وعرة وفي نفس الوقت التي يقطع ابنائها ما يعادل 10الى 11 كلم ذهابا وإيابا من أجل الدراسة، وهي مناطق ترتفع فيها نسب الانقطاع عن الدراسة ، خاصة وأنه من الأشخاص الأوائل الذين عملوا على هذا المشروع الذي كان مخصصا بشكل خاص بمعتمديات حاسي الفريد والعيون وفوسانة وبعض المناطق الجبلية بمعتمدية سبيطلة . كما بيّن المروشي أن هذه الآلية توقفت في بعض المناطق لعدم خلاص سائقي سيارات النقل الريفي المدرسي إخلال المجلس الجهوي بالتزاماته.

من جانبها أكدت الغرفة الجهوية لأصحاب النقل الريفي في شخص رئيسيها السابق والحالي في حديثهما لـ'الصباح " حيث أكد الرئيس السابق للغرفة عادل القرمازي أن المشروع انطلق منذ سنوات 2015 و2016 حيث انطلق على خلفية الارتفاع المتواصل للتسرب المدرسي بالجهة، حيث كان برنامج النقل الريفي موجها بشكل خاص الى المعتمديات الأكثر فقرا وهما حاسي الفريد والعيون حيث تم خلال العامين الاولين من إنطلاق المشروع ارجاع مايقارب 105 تلميذ الى مقاعد الدراسة، لكن بعد ذلك بدأ المشروع في التعثر لغياب المراقبة والمتابعة من الأطراف المتداخلة وعدم لمس الجدية من الإدارات الجهوية بشكل خاص في المضي قدما نحو تدعيم المشروع الذي بقي مبتورا من خلال عدم خلاص الناقلين العاملين ومطالبتهم ببطاقات الحضور التي سيتم وفقها الخلاص وهي عملية لم يتم الاتفاق حولها منذ البداية، وفق قوله .نفس الشيء ذهب إليه الرئيس الحالي للغرفة بالجهة الناجي المسعوي في حديثه لـ "الصباح" مبرزا عدم الاهتمام والمتابعة من السلط الجهوية والادرات المتداخلة التي كانت تستطيع المشاركة والقيام بالدور المنوط بعهدتها للتقدم أكثر بالنقل الريفي المدرسي خدمة للصغار ولأطفال القصرين في المناطق المهمشة بطبعها ، مبينا أن أغلب الناقلين العاملين خصوصا في الخطوط التي تفوق 5 كلم لم يتم خلاصهم في مستحقاتهم لما يقارب العام ولامبالاة المجلس الجهوي لولاية القصرين لهذا الاشكال رغم استمراريتهم في العمل ورغم الخسائر التي يتكبدونها في هذه المهمة. موضحا أن نطاق عملهم في الوقت الحالي يمسح عدد من المناطق الريفية بكل من معتمديات حاسي الفريد التي أكد توفر 4 وسائل نقل ريفي مدرسي بها والعيون وسبيبة وفوسانة وفريانة رغم الصعوبات التي يمرون بها الا أنه تم احداث خطوط جديدة وكان بالامكان ماهو أفضل لو توفر الدعم والمتابعة . مبرزا أن الجمعية المدنية الشريك الاول في المشروع الوطني النقل الريفي المدرسي حملت على عاتقها خلاص الناقلين للخطوط التي تقل عن 5 كلم مع دعوة الغرفة الى ايجاد خطوط جديدة تقل عن هذه المسافة المذكورة بالجهة وستتكفل الجمعية بعملية الخلاص على حد قوله.

 الامكانيات اللوجستية والبشرية والبنية التحتية تحول دون الوصول إلى عدد من المعتمديات :

الشركة الجهوية للنقل بالقصرين وعلى لسان مديرها العام محمد الهادي السعيدي وفي تصريحات اعلامية متزامنة مع حالات احتجاجية من الأولياء أو تلاميذ ببعض المؤسسات التربوية التي شهدت عودة متعثرة هذا العام بسبب اشكالات النقل المختلفة على غرار مدرسة الجراولة بسبيطلة ومعهد أبو القاسم الشابي بفريانة ومدرسة المزيرعة بحاسي الفريد،  وضح خلالها أن استعدادتهم لهذه السنة الدراسية والجامعية ابتدأت منذ شهر أفريل من سنة 2021 من أعمال صيانات وما جاورها لتجهز 109 حافلة معدة للنقل المدرسي بكافة ولاية القصرين من جملة 121 حافلة مع الفشل في اقتناء 15 حافلة جديدة لتعزيز أسطولها وذلك بسبب الوضع العام الذي فرضته جائحة الكورونا . مضيفا أنهم لا يزالون يستعملون الأسطول القديم بسبب عدم تنفيذ البرامج المصادق عليها مع وزارة النقل واللوجستيك والمتعلقة بتجديد الأسطول وتدعيمه منذ اواخر سنة 2017 . السعيدي أكد محدودية الموارد البشرية والأسطول والصعوبات المالية التي تعاني منها الشركة من أجل احداث خطوط أخرى ومجاراة تسقط ارتفاع التلاميذ أو المشاكل المفاجئة والمنجرة عن غلق المبيتات المدرسية أو عدم رغبة الأولياء في خدمات المبيتات وبالتالي ازدياد أعداد أخرى خارج حسابات الشركة وضرورة التصرف السريع الذي خلق نوع من الضغط على الموارد البشرية وامكانيات الشركة التي وصلت رغم الظروف الصعبة الى اضافة أربع أو خمسة خطوط جديدة بكل من حاسي الفريد وفوسانة وسبيطلة  والعيون التي تم بها احداث فرع للشركة الجهوية للنقل بالقصرين باعتبار خصوصيتها الجبلية والبعد عن مركز الولاية ولتفادي التأخير المتكرر للحافلات في نقل التلاميذ. مشيرا الى أن احداث خطوط جديدة مرتبط بعدد التلاميذ والكيلومترات المقطوعة والبنية التحتية حيث أن  التضاريس الوعرة والبنية التحتية المهترئة جدا لعديد المناطق لا تسمح بالمجازفة باحداثات جديدة وتشكل خطرا على التلاميذ والحافلات كما حدث في عين جنان الحدودية من معتمدية فوسانة التي تم وضع حافلة على ذمة التلاميذ ولكن خطورة المسلك لا يمكن من الاستمرار في هذا الخط الا اذا قامت ادارة التجهيز بصيانة هذا الطريق والقيام بما يترتب عليها وكذلك الحال لمسالك عدة بحاسي الفريد والعيون والتي تتعطل بسبب اشكال الاجراءات الادارية التي تتجاوزها . مضيفا أنه متى توفرت الظروف الملائمة لأي احداثات جديدة فلن تتوانى الشركة في التفاعل مع الموضوع مع اعتماد مبدأ الاولويات بين المناطق خاصة مع فتح باب الانتدابات لتعزيز الموارد البشرية . 

  صفوة قرمازي



جندوبة.. نجاحات لاتخفي جملة الإشكاليات  ..وتجمعات باكملها في عزلة

جندوبة -الصباح

رغم الجهود المبذولة من قبل الشركة الجهوية للنقل بجندوبة في تعصير القطاع والاستجابة لمختلف طلبات السكان، لا سيما احتياجات التلاميذ ، إلا ان تواضع البنية التحتية بالجهة حال دون وصول حافلات الشركة إلى العديد من المناطق النائية ولا سيما المناطق الحدودية، فالى اليوم العشرات من التجمعات السكنية مازالت في عزلة ما يستدعي من سلطة الاشراف مزيد العناية بالنية التحتية بالجهة حتى تساهم في تنمية حقيقية تنهض بالانسان في هذه الربوع التي مازالت تلملم جراح سنوات التهميش والاقصاء. فتحسين نتائج التلاميذ في الجهة والقضاء على الانقطاع المبكر عن الدراسة رهين توفير الضروريات الحياتية الأساسية من بنى تحتية ونقل ....

تطور ملحوظ..لكن


ويعرف النقل المدرسي بولاية جندوبة ، في السنوات الأخيرة، إقبالا منقطع النظير إذ يفضل العشرات من التلاميذ استغلال الحافلات والنقل الريفي عوض الإقامة بالمبيتات التي تعرف نفور التلاميذ منها بسبب سوء الخدمات بل وانعدامها احيانا.
ورغم جهود الشركة الجهوية للنقل لتغطية اكبر عدد من المناطق والوصول إلى أكثرها صعوبة إلا أن هذا القطاع الحيوي يتعرض إلى بعض الإشكاليات التي حالت دون تطويره.

وعلى الرغم من تعزيز الشركة الجهوية للنقل، مع كل سنة دراسية  أسطولها بحافلات إضافية  استجابة لرغبة حرفائها، وهو ما أكده عادل العبيدي رئيس دائرة الاستغلال بالشركة الجهوية للنقل بجندوبة لـ"الصباح" حيث أفاد أن عدد الحافلات المخصصة للنقل المدرسي والجامعي في حدود 155حافلة ويبلغ عدد الخطوط 450 خطا ، كما تم هذه السنة الدراسية إحداث 9 خطوط جديدة بمختلف المعتمديات بعد الإلحاح الكبير من أولياء التلاميذ للعودة الى مسقط الرأس، وأضاف العبيدي أن أسطول الشركة سيتعزز بـ9 حافلات من فرنسا و18حافلة جديدة خلال هذه السنة،
الا أن هناك العديد من الإشكاليات، وتحدث العبيدي عن تواضع البنية التحتية بأغلب المعتمديات خاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي والتي تتطلب مزيدا من العناية لا سيما وأن هذا الوضع يكلف الشركة خسائر بالملايين، هذا بالإضافة الى ما تتعرض له الحافلات من تهشيم واعتداء على الأعوان  ، وكشف عن تعرض بعض الحافلات إلى اعتداءات كلف الشركة ،في يوم واحد، خسائر بـ3 آلاف دينار.

معضلة النقل الريفي المدرسي

ولئن كانت الاتفاقية بين وزارة التربية وقطاع النقل الريفي حلا لفك عزل بعض الناطق وذلك من السماح لسائقي سيارات النقل الريفي بنقل تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية ، في إطار شراكة مبرمة بين سلطة الإشراف وعدد من السائقين حيث يتكفل النقل الريفي بنقل التلاميذ وخلاص وزارة التربية ووزارة النقل لهذه الخدمة، إلا أن التلاميذ والأولياء تذمروا من استغلال وسائل النقل هذه بسبب عدم التزام بعض  أصحاب السيارات بالتوقيت إلى جانب كثرة التزاماتهم المهنية وغيابهم المتكررة خاصة أثناء أيام الأسواق الأسبوعية او بسبب إصلاح سياراتهم جراء كثرة الأعطاب المتكررة، ما أدى إلى غياب بعض التلاميذ عن الدروس أو إجبارهم على قطع مسافات طويلة على الأرجل للوصول إلى المؤسسات التربوية ، أو ان البعض منهم تجبرهم المسالك الفلاحية الوعرة على ركوب شاحنات فلاحية دون حماية أو تأمين .

جمعيات على الخط لكن...

وتمكنت إحدى الجمعيات بمعتمدية عين دراهم من اقتناء حافلة في شكل هبة من إحدى المنظمات الألمانية وتمت تسوية وضعيتها القانونية لاستغلالها في نقل تلاميذ المدارس الابتدائية بمعتمدية عين دراهم مجانا، إلا أن بعض الإجراءات الإدارية لاستغلالها مثل إشكالا طالما أرق أولياء التلاميذ بالإضافة إلى فقدان قطع الغيار أثناء حدوث أعطاب بها وبقيت طيلة السنة الدراسية الفارطة متوقفة ولم تنقل تلاميذ المدارس الابتدائية بالجهة إلا مطلع هذا الأسبوع .

بنية تحتية متواضعة

ويبلغ طول الطرقات المرقمة والمعبدة بولاية جندوبة 630 كلم في حين بلغ طول المسالك الفلاحية المعبدة والمهيأة 1215كلم ولئن تحقق التطور النسبي للبنية التحتية مقارنة بالوضع بما قبل الثورة،  الا أن العوامل المناخية وبعض المشاريع المعطلة حالت دون تطوير البنية التحتية بولاية جندوبة اذ مازالت الانزلاقات الأرضية ببعض المناطق الى جانب عزلة التجمعات السكنية في ظل غياب بعض الجسور ، بالإضافة الى المشاريع المعطلة بالمسالك الفلاحية والطرقات الضيقة حالت دون توفير خطوط للنقل المدرسي ودون وصول الحافلات إليها.

هذا الوضع أثر سلبا على نتائج التلاميذ وزاد من حدة ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة إذ أن المئات منهم ينقطعون سنويا عن التعليم بسبب صعوبات التنقل، الى جانب تنامي ظاهرة العنف وكثرة الغيابات في صفوف التلاميذ الذين يستغلون النقل المدرسي خاصة بالعمادات والأرياف لا سيما وأن أغلب المناطق تعرف تشتتا سكانيا أجبرت أغلب التلاميذ على قطع مسافات طويلة على الأقدام.    


عمارمويهبي

 


القيروان..تشكيات المدارس الإعدادية والمعاهد من غياب النقل..وتلاميذ بين براثم الانحراف والخطر المحدق


كم هائل من التشكيات أطلقها التلاميذ وأوليائهم في مناطق مختلفة من ولاية القيروان منذ انطلاق السنة الدراسية 2021-2022 تشكيات تمحور أغلبها حول خدمات النّقل المدرسي، حيث أبدى عدد من التلاميذ  تذكرهم من غياب الخطوط اللازمة لتغطية شبكة المؤسسات التعليمية في الولاية، علاوة على الاضطراب الحاصل في توقيت الحافلات المخصصة لنقل التلاميذ والتي أكد العديد من الاولياء أنّها لا تتلاءم مع جداول اوقات  التلاميذ.

تشكيات تلاميذ الإعداديات والمعاهد بالمناطق الريفية


وقد اشتكى أولياء تلاميذ إعداديّة الذّهيبات بمعتمديّة العلا من ولاية القيروان لـ"الصباح" من توقيت وصول أبنائهم إلى الإعدادية،  حيث تبدأ رحلة نقلهم منذ السّادسة صباحا من مناطقهم السّكنيّة الرّيفيّة لتصل عند السّادسة والنّصف ثمّ ينتظر التّلاميذ ساعة ونصف أمام الإعدادية إلى حين انطلاق الدروس، وهو ما يضعهم أمام مشاكل ومخاطر كثيرة، في ظلّ غياب قاعة للمراجعة.
هذا الوضع ليس حكرا على تلاميذ الذّهيبات بل وينسحب أيضا على المقيمين بمختلف المناطق الريّفية والبعيدين عن مؤسساتهم التربوية أين تعدّ الحافلة والنّقل الريفي وسائل النقل الوحيدة التي تنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية.

 وهذا الأشكال تعاني منه العديد من معتمديات الولاية على السّبيخة وحفوز والعلا وبوحجلة ونصر الله والوسلاتيّة والحاجب ومنزل المهيري وعين جلولة، حيث يتجلى مشكل النقل المدرسي في ظل غياب قاعات المراجعة بالمعاهد الثانويّة والمدارس الإعداديّة ممّا يعمّق المصاعب التي يواجهها التلاميذ لا سيما خلال الفترة الفاصلة بين الحصة الصباحية والمسائية ، ما يعرض التلاميذ ، المنتشرون في الشارع طيلة ساعتين لمخاطر كبيرة.
اما بالنسبة لإعداديّة “الزّملة” بمعتمديّة حفوز فيشتكي التّلاميذ والأولياء من اقتصار سفرات الحافلة، على الصباح الباكر في حين أن توقيت العودة يكون في ساعة متأخرة وهو ما يتسبب في مغادرة بعض التلاميذ لمساكنهم منذ السّادسة صباحا ولا يعودون الا بعد السابعة مساء ، وفي هذا السياق حاولنا الاتصال بالمكلف الإعلامي بالشركة الجهوية للنقل بالقيروان لتسليط الضوء على ملف النقل المدرسي لكن لم نتلق اي رد.

نقل هش ولا يلبي حاجيات التلاميذ

وفي ذات الصدد أوضح الناشط في المجتمع المدني  رضوان الفطناسي لـ"الصباح" أن من أبرز إشكاليات النقل المدرسي بالجهة هو غياب التكامل والتناسق  بين خدمات الحافلة والنّقل الرّيفي، معتبرا أنّ خدمة النقل الريفي المدرسي هش وضعيف.
 ودعا الفطناسي المندوبيّة الجهوية للتربية الى وضع برنامج نقل يتم من خلاله التنسيق بين توقيت الحافلات والنقل الريفي على أن يلتزم كل طرف بالتوقيت المتفق عليه، مقترحات انهاء الدروس يوميا على الساعة الخامسة مساء كي يتجنب التلاميذ التنقل ليلا. من جهة أخرى أشار الفطناسي إلى ضعف البنية التحتيّة حيث تنتشر في هذه المناطق المسالك الفلاحية غير المهيأة،   داعيا سلطة الاشراف الى تهيئة الطرقات والمسالك وإحداث محطات جديدة .
وأشار محدثنا كذلك  إلى ظاهرة الاكتظاظ التي تعرفه حافلات نقل التلاميذ في الوسط الريفي وحتى الحضري التي تنقل على متنها ضعف العدد المخول لها حيث تبقى الأبواب مفتوحة ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة الأطفال.
وشدد الفطناسي لـ"الصباح" ان النقل المدرسي قد تحول إلى معاناة يومية واحيانا إلى نقمة خاصة بالنسبة لتلاميذ أرياف  ولاية القيروان حيث  يضطر التلاميذ  إلى البقاء أمام المعهد إلى السادسة مساء، موعد الرحلة المسائية بغض النظر عن انتهاء ساعات دراستهم،  وهو ما يفرض عليهم قضاء ساعات طويلة تصل إلى 14 ساعة خارج المنزل ما يشكل خطرا على صحتهم وذلك في ظل غياب وجبة صحية ، كما أن بقاءهم لساعات طويلة في الشارع سينعكس على سلوكهم ومكتسباتهم العلمية، ليضطرهم هذا الوضع في غالب الأحيان إلى الانحراف والانقطاع ، مبكرا، عن الدراسة.

مروان الدعلول



 
في بنزرت.. احتجاجات بسبب تردي خدمات النقل ..وفي  غياب الدولة   المجتمع المدني يتحرك


اعلنت الشركة الجهوية لنقل المسافرين ببنزرت مع انطلاق السنة الدراسية 2021-2022 عن انتداب 51 سائقا وتخصيص 137 حافلة لتامين نقل التلاميذ والطلبة على ان يتم دعمها  قبل نهاية السنة الحالية بـ 14 حافلة مزدوجة و3 عاديّة لتلبية الاحتياجات المتزايدة بعد ارتفاع عدد الاشتراكات المدرسية، لكن بعد مرور اسابيع قليلة على انطلاق السنة الدراسية  تصاعدت الاحتجاجات  خاصة  في المنطقة الغربية من ولاية بنزرت للتنديد بتردي خدمات الناقلة العمومية التي  خذلها  ترهل الاسطول وارهقتها المصاعب المادية  .

احتجاجات على تردي الخدمات

احتجاجات عارمة نفذها يوم 29 سبتمبر 2021  عدد من  الاولياء في منطقة بوزارية من معتمدية  بنزرت الجنوبية  بسبب اضطراب  توقيت السفرات الصباحية للحافلة المدرسية ما اثر على انتظام التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة.
ويوم  03 اكتوبر 2021  قطع جيرانهم، في سيدي احمد ، الطريق الوطنية عدد 11 الرابطة بين بنزرت وماطر احتجاجا  على غياب حافلات النقل المدرسي. ويوم 22 اكتوبر  اغلق عدد من اهالي وادي الزيتون والجفنة الطريق الوطنية عدد 07 الرابطة بين ماطر وسجنان على مستوى منطقة "ركب" احتجاجا على تردي خدمات الشركة الجهوية للنقل التي سخرت حافلة واحدة لنقل  قرابة 150 تلميذا نحو معاهد واعداديات مدينة غزالة رغم خطورة الوضع الوبائي، حيث طالب المحتجون من الادارات المعنية توفير محطات انتظار تقي التلاميذ  الحر والقر، كما طالبوا  بتهيئة  الطرقات والمسالك المتضررة بفعل سيول الأمطار وهو  ايضا  مطلب  اهالي مناطق دريد 1 ودريد 2 التي لا تغطيها خدمات الناقلة العمومية ولا النقل الريفي المدرسي  فيجبر ابناؤها على قطع  من 05 الى 07 كم  بين الجبال والاودية  لنهل العلم في مدرسة "رواحة".
  ولا تبدو الامور افضل في  الجارة "غزالة" اين يتنقل تلاميذ الذواودة واولاد الماي  عبر شاحنات متطوعين  في ظروف  مهينة وخطيرة.

غريبة في سجنان

ولا تبدو الامور افضل في معتمدية سجنان حسب" راضي " معلم اشتغل  خمس سنوات في منطقة كاف عباد خبر خلالها تأثير غياب النقل المنتظم على التحصيل الدراسي  " صعوبات كثيرة يواجهها أبناء كاف عباد والمناطق القريبة في غدوهم ورواحهم  من وإلى المدرسة الابتدائية على مسافات تصل الى 12 كلم ذهابا وايابا يصلون على اثرها  مرهقين الى القسم وقد اعتدت وزملائي  غيابهم  بعد نزول كميات  متوسطة من الامطار بسبب صعوبة المسالك وارتفاع منسوب الاودية ، وقد عملنا بجد  رفقة الادارات المتدخلة على تشجيع التلاميذ واوليائهم  بطرق مختلفة  لمنع التسرب المدرسي المبكر لكن الخطر لا يزال  قائما مادمت  مشكلة النقل موجودة  " ...

البيروقراطية تحرم الأطفال من حافلة


بعيدا عن كاف عباد وتحديد في عمادة " امادن "تحتضن المدرسة الابتدائية  " المناصرية "  يوميا 10 تلاميذ  من منطقة البركة يقطعون مسافة 14 كم ذهابا وايابا فيما يمشي رفقائهم من مناطق"  المخيش"، " العمايرية" ، "المناجلية"  ما بين 8 و 10 كم يوميا للوصول الى المؤسسة التربوية بعد تجاوز  وادي البركة وتخطي  مياه السد القريب من المعايزية  مع  التحفز دائما  لمقارعة الكلاب السائبة او خنزير  هائج  في كل لحظة ..لكن الوصول الآمن لا يضمن للأطفال الحصول على الدرس لان معلميهم  يعانون ايضا  من مشكل غياب النقل المنتظم  بين المناصرية وسجنان من جهة واضطرابه بين  سجنان وبنزرت من جهة اخرى ..

الوضعية  القاسية في مدرسة المناصرية لاقت اهتمام "جمعية العمل ضد الاقصاء والتهميش "التي اهدتها  في اطار مشروع " وصلني لمدرستي "  حافلة صغيرة يتراوح ثمنها بين 50 و 60 الف دينار  كانت  قادرة على نقل التلاميذ بأمان من والى ديارهم لكن الهدية الغالية لم تستغل من نوفمبر 2019  الى اليوم   لأسباب بيروقراطية كان يمكن تجاوزها بسهولة لو تحركت الادارات المركزية والجهوية  لانتداب سائق ورصد الاعتمادات اللازمة لشراء المحروقات وصيانة  العربة مباشرة اثر تغيير لوحتها المنجمية وادراجها ضمن اسطول وزارة التربية الوطنية..

وفي تعليق مقتضب اكدت زهرة بن نصر رئيسة جمعية " العمل ضد الاقصاء والتهميش لـ" الصباح " ان تعامل الدولة مع موضوع العربة  لم يكن موفقا  واضاع  الجهد الذي بذله اعضاء الجمعية وشركائها كمنظمة " الستوم"  وزارة التّربية ،والمندوبيّة الجهويّة للتّنمية الفلاحيّة ببنزرت واحد البنوك للحد  من التسرب  المدرسي في المنطقة " وفي انتظار البت في موضوع العربة وانتداب سائق علمت " الصباح " ان تلميذين قد غادرا المدرسة  نهائيا ويبقى  العدد مرشح للارتفاع خلال الاسابيع القادمة.

في غياب الدولة.. المجتمع المدني يتحرك

وعلى عكس التجربة الفاشلة في معتمدية سجنان اين ثبت غياب الدولة فقد استغلت  جمعية التنمية المحلية باوتيك الجديدة  هبة قدرها  173 الف دينار تونسي تحصلت عليها في اطار برنامج دولي لتحسين ظروف عيش متساكني المناطق الريفية بالدول النامية تموله الامبراطورية اليابانية لشراء حافلة فخمة امنت منذ بداية شهر  اكتوبر 2020 النقل المدرسي المريح لمائة تلميذ من "الخشة " ،" الزقب" والعوينة  وغيرهم من ابناء التجمعات السكنية النائية  نحو مؤسساتهم التربوية ..  والمميز في تجربة اوتيك انها تخضع سنويا للتقييم كما تتم  دعوة الاولياء في مستهل كل سنة دراسية لتسجيل ابنائهم للحصول على نقل مجاني وامن .. وهو ما حاول استنساخه  الاتحاد المحلي للشغل بماطر الذي فاوض عددا  من اصحاب عربات النقل الريفي لضمان نقل منتظم للعشرات من تلاميذ المناطق القريبة من عين غلال نحو المؤسسات التربوية  لكن تلكؤ الجهات الرسمية في صرف مستحقات الناقلين خلال السنوات الماضية  اجهض الفكرة في المهد.

ساسي الطرابلسي

 


سيدي بوزيد.. وزارتا النقل والتربية في سبات ..ونداءات استغاثة لرئاسة الجمهورية


 إذا كان النقل المدرسي في ظاهره نعمة للتلاميذ والطلبة، ولأوليائهم أيضا كونه يقيهم مخاطر التنقل لمسافات طويلة قد تكون محفوفة بالمخاطر، فإنه تحول إلى معاناة لكي لا نقول نقمة، وخاصة بالنسبة لتلاميذ الأرياف والمناطق البعيدة.


هنا ..وزارتا النقل والتربية غائبتان

سلبيات كثيرة ونقائص عديدة متراكمة يتعامل معها التلاميذ في مختلف المناطق بولاية سيدي بوزيد، من قبيل توفير حافلة واحدة تقوم بسفرة صباحية تنطلق في الصباح الباكر وأخرى مسائية بعد السادسة.
"الصباح" التقت بعدد من التلاميذ الذين تحدثوا بكثير من الألم عن معاناتهم اليومية مع النقل المدرسي،
فمحمد أمين، وهو تلميذ يدرس بالسنة الرابعة من التعليم الابتدائي، أكد انه يقطع نحو أربعة كيلومترات مشياً على الأقدام يومياً ذهابا وايابا إلى مدرسته ، بمعتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد، بسبب عدم توفر النقل المدرسي في المنطقة على غرار مناطق ريفية أخرى بعدة معتمديات من الولاية.

وبدوره افادنا "رابح" وهو والد التلميذ محمد أمين ،"مشهد التلاميذ وهم يسلكون كلومترات عديدة في عدة مناطق ريفية بجهة سيدي بوزيد، بات أمرا عاديا في ظل غياب كلي لوزارتي التربية والنقل في هذه الربوع، ما يدفع التلاميذ للسير على الأقدام أكثر من ثلاثة كيلومترات للوصول إلى قاعات الدرس، فتلاميذ هذه الأرياف محرومين من النقل المدرسي بسبب الطرق الوعرة والتضاريس الصعبة، ومساكنهم المتفرقة التي لا تصل إليها الحافلات.

احتجاجات وغضب

وبسبب غياب النقل المدرسي شهدت الأسابيع القليلة الأخيرة التي تلت انطلاق الموسم  الدراسي الحالي،عدة تحركات احتجاجية بعدد من المناطق الريفية بولاية سيدي بوزيد،على غرار منطقة المكارم من معتمدية سيدي بوزيد الشرقية وعويثة الغزال من معتمدية سيدي بوزيد الغربية، اذ يشتكي هؤلاء من وسائل النقل بما فيها النقل الريفي إذ أن أصحاب النقل الريفي يرفضون نقل التلاميذ إلى المدارس والمعاهد بسبب عدم دفع مستحقاتهم المالية الخاصة بالعام الدراسي السابق من قبل سلطة الإشراف التي تربطها مع هؤلاء اتفاقية تقضي بنقل التلاميذ مقابل تكفلها بخلاصهم.

كل هذا دفع الأولياء إلى اللجوء إلى حلول ترقيعة، كنقل أبنائهم على الدواب بسبب بُعد المدارس عن المنازل، فتجدهم يواجهون خطر التنقل في الظروف المناخية الصعبة وعقبات الطرق الوعرة التي لا يستطيع الأبناء سلوكها.

وللاشارة فان ازمة النقل المدرسي لا تقتصر على المناطق الريفية النائية بولاية سيدي بوزيد، إذ يشتكي سكان قرى ومدن صغيرة، من عدم توفر النقل المدرسي بالكيفية المطلوبة، على غرار قريتي النصر والمبروكة من معتمدية المكناسي، فظروف تنقل أبنائهم إلى المدارس والمعاهد بالمكناسي المدينة، وفق ما أكده عدد من أولياء التلاميذ، في تصريح لـ" الصباح" أثناء إجراء هذا التحقيق الميداني.

ورغم أن العام الدراسي الحالي انطلق وسط معاناة مؤسسات التعليم من نواقص في الصيانة والتجهيزات ومن افتقار للمياه الصالحة للشرب، والنقص في عدد المعلمين، مثلت احتجاجات الأهالي في بعض المناطق على عدم توفر وسائل نقل لأبنائهم المطلب الابرز على الاطلاق.

اذ اشتكى بعضهم من غياب خطوط كافية لتغطية شبكة المؤسّسات التربوية في غالبية المناطق، وحصول اضطراب مستمر في مواعيد رحلات حافلات النقل المدرسي، ما يجعل تلاميذ كُثرا يتخلفون عن حضور الحصص الصباحية الأولى.

نداءات متكررة لرئاسة الجمهورية

وقد وجّه أهالي منطقة المش من ولاية سيدي بوزيد، ومن مختلف المناطق المهمشة والمنسية والمحكمة من النقل المدرسي نداءات متكررة لرئاسة الجمهورية للتحرك في هذا الملف قصد الدفع نحو توفير وسائل نقل كافية لتلاميذ.

حيث افاد مبروك المشي، أحد أهالي منطقة المش، لـ" الصباح"، أن تلاميذ كُثر يضطرون إلى البقاء أمام المعاهد والمدارس حتى موعد الرحلة المسائية الأخيرة في الساعة السادسة مساء لنقلهم إلى منازلهم، بغض النظر عن ساعة انتهاء دروسهم، ما يجبر عدداً منهم على البقاء ساعات طويلة تفوق الثلاث أحياناً أمام المعهد في انتظار قدوم الحافلة، بعد خفض عدد الرحلات اليومية ذهاباً وإياباً. وقد يعرّض ذلك حياة التلاميذ إلى الخطر بسبب انتظارهم في الشارع لوقت طويل.

"صالح" ، وهو موظف يعمل بسيدي بوزيد المدينة، لكنه يتنقل في الحافلة المخصصة للتلاميذ لأنها الوحيدة التي تطابق أوقات عمله، قال انه يصل إلى عمله متأخرا في بعض الأحيان وهذا بسبب النقص في عدد حافلات نقل الطلبة والتلاميذ الذين يجدون صعوبة كبيرة للظفر بمكان في الحافلة التي تكون مزدحمة فيجبرون على التنقل بوسائل أخرى وبمصاريف زائدة تثقل كاهل العائلات.

ويضيف أن نقص الحافلات وغيابها في غالب الأحيان يمثل عائقا أمام تنقل الطلبة والتلاميذ الذين يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة إلى غاية وصول إحدى وسائل النقل الأخرى لأن قدوم حافلات النقل المدرسي غير محدد ،على حد تعبيره.

أما "أحلام" وهي أم لتلميذين، فترى أن قطاع النقل مازال محدودا حتى في المناطق الحضرية وذكرت أنها كثيرا ما ترى مئات التلاميذ ينتظرن الحافلات حتى ساعة متأخرة على قارعة الطريق أو أمام الإعداديات والمعاهد، وهذا ما يؤكد محدودية أسطول الحافلات في ساعات الذروة رغم جهود تحسين خدمات النقل الا انه يبقى دون المأمول ولا يلبي حاجيات التلاميذ والاهالي على حدالسواء.

ومن جهته يقول الهادي «لابد للدولة والجهات المسؤولة أن تفكر جيدا في معاناة أبناء الريف من صعوبات التنقل والنقل الذي أضحى يمثل هاجس ملح في الحياة اليومية والذي بات يعتبر سببا اساسيا لتدني النتائج المدرسية وانقطاع التلاميذ عن الدراسة.

فرغم تدعيم أسطول النقل بجهة سيدي بوزيد بـ 9 حافلات إضافية لتيسير نقل التلاميذ والطلبة ليبلغ عدد الحافلات المخصصة في الغرض 63 حافلة، على امتداد 74 خطا، دون اعتبار سيارات النقل الريفي المعدة لنقل التلاميذ والطلبة، فإن القطاع لا يخلو من نقائص تؤرق المواطنين والتلاميذ على حد السواء.

 وتعكس نقائص سلبية تحد من عملية التزود بالمعرفة خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين ينحدرون من مناطق ريفية نائية.

 ابراهيم سليمي

ازمة النقل المدرسي تتواصل.. أسطول متقادم.. بنية مهترئة.. والنقل الريفي متذبذب

تونس _ الصباح
عندما يطرح ملف التسرب المدرسي أو الانقطاع المدرسي يستعرض إطارات وزارات التربية جملة من الأسباب منها التي تعود لعوامل أسرية ومجتمعية تتعلق بتدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي والنفسي علاوة على عوامل تتعلق بإخلالات ونواقص صلب المنظومة التربوية، لكنهم لم يذكروا ابدا ان معضلة النقل المدرسي وما يعانيه التلاميذ ، في كل الولايات دون استثناء، من ويلات بسبب نواقص أو اخلالات أو غياب النقل المدرسي ، يعد أحد اهم أسباب أو ربما الأهم على الاطلاق للانقطاع المبكر عن الدراسة.

صحيح ان الأسباب التي يقدمها المسؤولون بوزارة التربية تعد من بين المشاكل التي قد تحول دون مواصلة التلميذ لدراسته لكن رغم ذلك يخير التلاميذ وخاصة تلاميذ مناطق التنمية الجهوية مجابهة الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة لتحصيل العلم على البقاء في منازلهم على اعتبار ان التعليم متنفسهم الوحيد في غياب اي سبيل للترفيه لتواجدهم في مناطق ريفية بعيدة نائية. لكن في ظل هذه الظروف يزيد غياب النقل المدرسي وعدم انتظامه وخاصة عدم تلائمه مع الزمن المدرسي من معاناة التلاميذ ما يدفعهم مكرهين للانقطاع المبكر عن التعليم.
فمنذ 2010 وعلى امتداد 10 سنوات انقطع حوالي 1 مليون تلميذ عن الدراسة، حيث قدرت وزارة التربية عدد التلاميذ الذين انقطعوا عن الدراسة في نهاية السنة الدراسية 2019 2020 فقط بـ 72991 تلميذ من بينهم أكثر من 34 ألف  تلميذ من مرحلة التعليم الثانوي، و31 ألف تلميذ من مرحلة التعليم الإعدادي و7220 تلميذا من المرحلة الابتدائية ، أرقام مفزعة في دولة لا يتجاوز عدد سكانها 12 مليونا وفي دولة يعتبر التعليم والمعرفة والعلم الثروة الوحيدة لسكانها على امتداد عقود.

وإلى اليوم لا وجود لمعطيات حول عدد الحافلات التي تم تخصيصها للنقل المدرسي خلال الموسم الدراسي الحالي ، كون الملف لدى الشركات الجهوية للنقل وفق ما أكدته لنا وزارة التربية.

وفي سياق متصل أفادنا مدير عام ديوان الخدمات المدرسية

ولئن ماطلت وزارة النقل في مدنا بالمعطيات اللازمة المتعلقة بعدد الحافلات التي اسندت للنقل المدرسي والخطوط التي تغطيها والبرامج المستقبلية في هذا الغرض، بتعلة انها معطيات غير متوفرة لديها بل لدى وزارة التربية، إلا أن وزارة التربية وفي شخص مدير عام ديوان الخدمات المدرسية محمد ماني أكد ان هذه المعطيات لا تتوفر لدى وزارته بل أن الملف الوحيد المتعلق بالنقل المدرسي لدى الوزارة يتعلق بالنقل الريفي المدرسي.

حيث صرح ل" الصباح" ان وزارة وضعت على ذمة التلاميذ 172 سيارة نقل ريفي تقل 17 الف تلميذا في 15 ولاية وهي كل من ولاية بنزرت وباجة وجندوبة وزغوان والقيروان والقصرين وسيدي بوزيد والمهدية وصفاقس والكاف وسوسة وقصفة ومدنين وتطاوين وسليانة.

وأوضح أن ميزانية نقل التلاميذ بواسطة النقل الريفي ارتفعت من 1.5 مليون دينار سنة 2020 إلى 2 مليون دينار في 2021.

وابرز أن الاشكال يكمن في عدم تسديد مستحقات النقل الريفي ب 3 ولايات وذلك بسبب عدم وضوح على مستوى المعطيات التي تم تقديمها حول عدد السفرات والتلاميذ الذين تم نقلهم ، في ما تم خلاص مستحقات باقي الولايات لسنة الدراسية الفارطة، مبرزا أن التعاقد مع الناقلين يتم عبر المجلس الجهوية.

وكشف أنه ولحل هذا الاشكال سيتم رقمنة هذه الخدمة من خلال توفير آلة قراءة البطاقات ذكية للناقلين تمرر عليها البطاقات الذكية التي ستمنح للتلاميذ وذلك لتحديد عدد التلاميذ الذين تم نقلهم وأيضا للإطلاع على مكان تنقل التلميذ.

وكشف أن الوزارة ولتدعيم النقل المدرسي الريفي اقتنت 100 حافلة ستوزع على عدد من المناطق التي تعاني نقصا في هذا المجال ما سيمكن من نقل 7000 آلاف تلميذ إضافي، مبينا أنه من المنتظر وصول هذه الحافلات مع وفى العام الحالي على أن تدخل حيز النشاط بداية من 2022.

وللوقوف على مشاكل النقل المدرسي فتحت "الصباح" هذا الملف وفي ما يلي جملة المشاكل التي يعاني منها تلاميذ عدة مناطق...

 

 

حنان قيراط

 

القصرين: بنية تحتية مهترئة واسطول حافلات متقادم حال دون التوغل في أعماق الجهات.. والنقل الريفي ملف حاسم


القصرين _ الصباح

مع كل عام دراسي يطفو اشكال النقل المدرسي على سطح الملفات العميقة في ولاية القصرين لا سيما مع تضاعف عدد التلاميذ من عام لاخر وما يتطلبه من اضافة خطوط جديدة وآليات أخرى قادرة على التوغل أكثر داخل المعتمديات التي يعيش عدد كبير منها حالة من العزلة لا سيما خلال فصل الشتاء ويحرم تلاميذها من الدراسة طيلة موسم الأمطار باعتبار تضاريسها الوعرة والخصوصية الجغرافية لولاية مترامية الأطراف لا تزال ظروف الدراسة فيها غير متوازنة ما جعل شبح الانقطاع المدرسي، ببعض جهاتها الجبلية والحدودية، يفتك بأبنائها مع توفر المناخ الملائم من فقر وخصاصة الى بنية تحتية مهترئة وصولا الى أهم مسبباته  الافتقار للنقل المدرسي العمومي أو الريفي . 


 النقل المدرسي يعمق معاناة التلاميذ   

"الصباح " في تسليطها الضوء على هذا الإشكال وغيره من الصعوبات التي تعترض التلاميذ في  أعماق ولاية القصرين بأفقر معتمدياتها على المستوى الوطني، واقع أليم تدمى فيه أقدام الطفولة بقطع كيلومترات عديدة للوصول الى المدارس ، أطفال يجابهون المخاطر وقساوة الطبيعة في ظل غياب تام السلطات المعنية لايجاد حل جذري لعدم توفر النقل المدرسي.

في أصقاع حاسي الفريد أين تغيب الدولة بكافة هياكلها يجد  تلاميذها أنفسهم مجبرين على شتى أنواع العذابات من فقر وخصاصة فيزيد بعد المؤسسات التربوية عن منازلهم من معاناتهم، حيث يجدون أنفسهم مجبرين على مجابهة الأخطار بشكل يومي ، فهنا الطرقات الوعرة شاهدة على تنقل الجماعات الإرهابية وانفجار الألغام ورغم ذلك يواصل التلاميذ تحمل المخاطر للوصول إلى مدارسهم على اعتبار أنه لا متنفس لهم غير الدراسة، رغم بعد المسافات عن المدارس وطول الساعات المقضاة بشكل يومي  في المدارس لعدم توفر نقل مدرسي يؤمن عودتهم بين الحصص الصباحية والمسائية وهو ما عمق معاناتهم وأثر سلبا على مردود ونتائج اغلبهم . عضو نقابة التعليم الاساسي بحاسي الفريد محمد الهادي سائحي وهو مربي مباشر في احدى المدارس الريفية بحاسي الفريد وقضى أكثر من 14 سنة تدريس في هذه الربوع التي لا تزال تئن تحت نفس الاشكاليات منذ زمن طويل أكد لـ"الصباح" حدوث حوادث للتلاميذ الصغار مثل تعرضهم للنهش من الكلاب السائبة أو الحيوانات الأخرى جراء قطعهم لمسافات تتجاوز اغلبها 7 كلم  بأغلب مناطق حاسي الفريد على غرار أطفال الفكة ، والرميلة ، والبيبات ، وفج حديد على سفوح الجبال المحاذية لها ومقسم التراب وغيرها من المناطق كما تذكر من جرفتهم سيول الأمطار في فصل الشتاء وفيضان الأودية ، مضيفا أن تلاميذ ارياف حاسي الفريد يحرمون من الدراسة في فصل الشتاء لتعرض مناطقهم الى العزلة بسبب المسالك الريفية غير المهيأة والخطرة مبينا أن إشكال غياب النقل المدرسي وخاصة النقل الريفي المدرسي المخصص لهذه الفئات والذي كان بمثابة الوسيلة الوحيدة التي تمثل حلا ناجعا خلال الثلاثة سنوات الأخيرة لتيسير التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة ،لكنهم فوجئوا بالتخلي عن هذه الآلية والتوقف عن اسداء الخدمات وذلك لعدم احترام الولاية او المجلس الجهوي لتعهدات الاتفاقية بعدم تسديد خلاص سائقي سيارات النقل الريفي المدرسي .

 فقطع هذه الآلية أدى الى تزايد نزيف التسرب المدرسي حيث تضاعفت أعداد المنقطعون عن الدراسة حيث تمثل معتمدية حاسي الفريد الأولى على المستوى الجهوي في نسبة الانقطاع المبكر عن الدراسة، وفق محدثنا، الذي أبرز أن هذا التسرب خلق تبعات أخرى للمنقطعين عن الدراسة ليجدوا أنفسهم عرضة للاتجار بالبشر والتسول ، مؤكدا أنه وفي كل مرة يصادفه البعض من تلاميذه الذين تعانون من هذه الظواهر المؤلمة. 


في معتمدية العيون لا يختلف الواقع كثيرا عن سابقتها فوفق الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي والتربية البدنية بالعيون عبد المنعم نصراوي لـ "الصباح" مؤكدا النقص الواضح في أسطول النقل المدرسي العمومي وتقادمه وذلك رغم احداث فرع للشركة الجهوية للنقل بالقصرين بهدف التقليص من التأخير المتواصل للحافلات في نقل التلاميذ ذهابا وإيابا وما ترتب عنه من مشاكل جانبية وأخطار خاصة في فصل الشتاء ، إضافة إلى  البراكاجات التي يتعرض لها التلاميذ والحافلة في حد ذاتها باحدى المؤسسات التربوية بالعيون ، ما دفع بالشركة للتهديد بسحب أسطولها خاصة في ظل والمضايقات والتحرش الذي طال تلاميذ الاعدادية بالعيون في ساعات الانتظار، دون نسيان حوادث انزلاق الحافلات بسبب البنية التحتية المهترئة، وصولا الى الحديث عن معاناة مواصلة السير على الاقدام لأكثر من 5 كلم في الظلام الدامس وفي تضاريس تعد الأخطر في المناطق الجبلية خاصة وأن معتمدية العيون ذات خصوصية جغرافية فريدة ومسالك غابية مليئة بالأخطار، جميعها أسباب كفيلة لتدني النتائج المدرسية او الانقطاع عن الدراسة حسب تعبيره.

واعتبر محدثنا ان  النقص الفادح في النقل الريفي المدرسي ،بالنظر إلى وجود نقل ريفي يتيم يقل تلاميذ ما يزيد عن 12 مدرسة ابتدائية موزعة على 6 عمادات وفي مسالك مهترئة، تسبب في عدم الاستجابة لكل طلبات نقل التلاميذ في نفس الوقت. عوامل تجعل العملية التربوية عسيرة في منطقة العيون وغيرها من المناطق الحدودية على غرار فوسانة والبعض من المناطق على سفوح جبال على غرار سبيطلة وسبيبة حيث اللاعدل في ظروف المنظومة التربوية ككل على حد قول محدثنا.

النقل الريفي المدرسي ملف خارج الحسابات 

 النقل الريفي المدرسي كان بمثابة حل لانقاذ الكثير من التلاميذ من الانقطاعات عن الدراسة لبعد المنازل عن المدارس، لكن التجربة أجهضت في العديد من المناطق بالولاية،  لعدم تحمل الاطراف المتداخلة في الملف لمسؤولياتها وتعهداتها، هكذا استهل الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الاساسي بالقصرين والمربي عز الدين المروشي حديثه لـ" الصباح" مبديا ألمه عن توقف هذه الآلية في عدة مناطق ريفية كسبيل وحيد للتوغل داخل أعماق المعتمديات التي تكون تضاريسها وعرة وفي نفس الوقت التي يقطع ابنائها ما يعادل 10الى 11 كلم ذهابا وإيابا من أجل الدراسة، وهي مناطق ترتفع فيها نسب الانقطاع عن الدراسة ، خاصة وأنه من الأشخاص الأوائل الذين عملوا على هذا المشروع الذي كان مخصصا بشكل خاص بمعتمديات حاسي الفريد والعيون وفوسانة وبعض المناطق الجبلية بمعتمدية سبيطلة . كما بيّن المروشي أن هذه الآلية توقفت في بعض المناطق لعدم خلاص سائقي سيارات النقل الريفي المدرسي إخلال المجلس الجهوي بالتزاماته.

من جانبها أكدت الغرفة الجهوية لأصحاب النقل الريفي في شخص رئيسيها السابق والحالي في حديثهما لـ'الصباح " حيث أكد الرئيس السابق للغرفة عادل القرمازي أن المشروع انطلق منذ سنوات 2015 و2016 حيث انطلق على خلفية الارتفاع المتواصل للتسرب المدرسي بالجهة، حيث كان برنامج النقل الريفي موجها بشكل خاص الى المعتمديات الأكثر فقرا وهما حاسي الفريد والعيون حيث تم خلال العامين الاولين من إنطلاق المشروع ارجاع مايقارب 105 تلميذ الى مقاعد الدراسة، لكن بعد ذلك بدأ المشروع في التعثر لغياب المراقبة والمتابعة من الأطراف المتداخلة وعدم لمس الجدية من الإدارات الجهوية بشكل خاص في المضي قدما نحو تدعيم المشروع الذي بقي مبتورا من خلال عدم خلاص الناقلين العاملين ومطالبتهم ببطاقات الحضور التي سيتم وفقها الخلاص وهي عملية لم يتم الاتفاق حولها منذ البداية، وفق قوله .نفس الشيء ذهب إليه الرئيس الحالي للغرفة بالجهة الناجي المسعوي في حديثه لـ "الصباح" مبرزا عدم الاهتمام والمتابعة من السلط الجهوية والادرات المتداخلة التي كانت تستطيع المشاركة والقيام بالدور المنوط بعهدتها للتقدم أكثر بالنقل الريفي المدرسي خدمة للصغار ولأطفال القصرين في المناطق المهمشة بطبعها ، مبينا أن أغلب الناقلين العاملين خصوصا في الخطوط التي تفوق 5 كلم لم يتم خلاصهم في مستحقاتهم لما يقارب العام ولامبالاة المجلس الجهوي لولاية القصرين لهذا الاشكال رغم استمراريتهم في العمل ورغم الخسائر التي يتكبدونها في هذه المهمة. موضحا أن نطاق عملهم في الوقت الحالي يمسح عدد من المناطق الريفية بكل من معتمديات حاسي الفريد التي أكد توفر 4 وسائل نقل ريفي مدرسي بها والعيون وسبيبة وفوسانة وفريانة رغم الصعوبات التي يمرون بها الا أنه تم احداث خطوط جديدة وكان بالامكان ماهو أفضل لو توفر الدعم والمتابعة . مبرزا أن الجمعية المدنية الشريك الاول في المشروع الوطني النقل الريفي المدرسي حملت على عاتقها خلاص الناقلين للخطوط التي تقل عن 5 كلم مع دعوة الغرفة الى ايجاد خطوط جديدة تقل عن هذه المسافة المذكورة بالجهة وستتكفل الجمعية بعملية الخلاص على حد قوله.

 الامكانيات اللوجستية والبشرية والبنية التحتية تحول دون الوصول إلى عدد من المعتمديات :

الشركة الجهوية للنقل بالقصرين وعلى لسان مديرها العام محمد الهادي السعيدي وفي تصريحات اعلامية متزامنة مع حالات احتجاجية من الأولياء أو تلاميذ ببعض المؤسسات التربوية التي شهدت عودة متعثرة هذا العام بسبب اشكالات النقل المختلفة على غرار مدرسة الجراولة بسبيطلة ومعهد أبو القاسم الشابي بفريانة ومدرسة المزيرعة بحاسي الفريد،  وضح خلالها أن استعدادتهم لهذه السنة الدراسية والجامعية ابتدأت منذ شهر أفريل من سنة 2021 من أعمال صيانات وما جاورها لتجهز 109 حافلة معدة للنقل المدرسي بكافة ولاية القصرين من جملة 121 حافلة مع الفشل في اقتناء 15 حافلة جديدة لتعزيز أسطولها وذلك بسبب الوضع العام الذي فرضته جائحة الكورونا . مضيفا أنهم لا يزالون يستعملون الأسطول القديم بسبب عدم تنفيذ البرامج المصادق عليها مع وزارة النقل واللوجستيك والمتعلقة بتجديد الأسطول وتدعيمه منذ اواخر سنة 2017 . السعيدي أكد محدودية الموارد البشرية والأسطول والصعوبات المالية التي تعاني منها الشركة من أجل احداث خطوط أخرى ومجاراة تسقط ارتفاع التلاميذ أو المشاكل المفاجئة والمنجرة عن غلق المبيتات المدرسية أو عدم رغبة الأولياء في خدمات المبيتات وبالتالي ازدياد أعداد أخرى خارج حسابات الشركة وضرورة التصرف السريع الذي خلق نوع من الضغط على الموارد البشرية وامكانيات الشركة التي وصلت رغم الظروف الصعبة الى اضافة أربع أو خمسة خطوط جديدة بكل من حاسي الفريد وفوسانة وسبيطلة  والعيون التي تم بها احداث فرع للشركة الجهوية للنقل بالقصرين باعتبار خصوصيتها الجبلية والبعد عن مركز الولاية ولتفادي التأخير المتكرر للحافلات في نقل التلاميذ. مشيرا الى أن احداث خطوط جديدة مرتبط بعدد التلاميذ والكيلومترات المقطوعة والبنية التحتية حيث أن  التضاريس الوعرة والبنية التحتية المهترئة جدا لعديد المناطق لا تسمح بالمجازفة باحداثات جديدة وتشكل خطرا على التلاميذ والحافلات كما حدث في عين جنان الحدودية من معتمدية فوسانة التي تم وضع حافلة على ذمة التلاميذ ولكن خطورة المسلك لا يمكن من الاستمرار في هذا الخط الا اذا قامت ادارة التجهيز بصيانة هذا الطريق والقيام بما يترتب عليها وكذلك الحال لمسالك عدة بحاسي الفريد والعيون والتي تتعطل بسبب اشكال الاجراءات الادارية التي تتجاوزها . مضيفا أنه متى توفرت الظروف الملائمة لأي احداثات جديدة فلن تتوانى الشركة في التفاعل مع الموضوع مع اعتماد مبدأ الاولويات بين المناطق خاصة مع فتح باب الانتدابات لتعزيز الموارد البشرية . 

  صفوة قرمازي



جندوبة.. نجاحات لاتخفي جملة الإشكاليات  ..وتجمعات باكملها في عزلة

جندوبة -الصباح

رغم الجهود المبذولة من قبل الشركة الجهوية للنقل بجندوبة في تعصير القطاع والاستجابة لمختلف طلبات السكان، لا سيما احتياجات التلاميذ ، إلا ان تواضع البنية التحتية بالجهة حال دون وصول حافلات الشركة إلى العديد من المناطق النائية ولا سيما المناطق الحدودية، فالى اليوم العشرات من التجمعات السكنية مازالت في عزلة ما يستدعي من سلطة الاشراف مزيد العناية بالنية التحتية بالجهة حتى تساهم في تنمية حقيقية تنهض بالانسان في هذه الربوع التي مازالت تلملم جراح سنوات التهميش والاقصاء. فتحسين نتائج التلاميذ في الجهة والقضاء على الانقطاع المبكر عن الدراسة رهين توفير الضروريات الحياتية الأساسية من بنى تحتية ونقل ....

تطور ملحوظ..لكن


ويعرف النقل المدرسي بولاية جندوبة ، في السنوات الأخيرة، إقبالا منقطع النظير إذ يفضل العشرات من التلاميذ استغلال الحافلات والنقل الريفي عوض الإقامة بالمبيتات التي تعرف نفور التلاميذ منها بسبب سوء الخدمات بل وانعدامها احيانا.
ورغم جهود الشركة الجهوية للنقل لتغطية اكبر عدد من المناطق والوصول إلى أكثرها صعوبة إلا أن هذا القطاع الحيوي يتعرض إلى بعض الإشكاليات التي حالت دون تطويره.

وعلى الرغم من تعزيز الشركة الجهوية للنقل، مع كل سنة دراسية  أسطولها بحافلات إضافية  استجابة لرغبة حرفائها، وهو ما أكده عادل العبيدي رئيس دائرة الاستغلال بالشركة الجهوية للنقل بجندوبة لـ"الصباح" حيث أفاد أن عدد الحافلات المخصصة للنقل المدرسي والجامعي في حدود 155حافلة ويبلغ عدد الخطوط 450 خطا ، كما تم هذه السنة الدراسية إحداث 9 خطوط جديدة بمختلف المعتمديات بعد الإلحاح الكبير من أولياء التلاميذ للعودة الى مسقط الرأس، وأضاف العبيدي أن أسطول الشركة سيتعزز بـ9 حافلات من فرنسا و18حافلة جديدة خلال هذه السنة،
الا أن هناك العديد من الإشكاليات، وتحدث العبيدي عن تواضع البنية التحتية بأغلب المعتمديات خاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي والتي تتطلب مزيدا من العناية لا سيما وأن هذا الوضع يكلف الشركة خسائر بالملايين، هذا بالإضافة الى ما تتعرض له الحافلات من تهشيم واعتداء على الأعوان  ، وكشف عن تعرض بعض الحافلات إلى اعتداءات كلف الشركة ،في يوم واحد، خسائر بـ3 آلاف دينار.

معضلة النقل الريفي المدرسي

ولئن كانت الاتفاقية بين وزارة التربية وقطاع النقل الريفي حلا لفك عزل بعض الناطق وذلك من السماح لسائقي سيارات النقل الريفي بنقل تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية ، في إطار شراكة مبرمة بين سلطة الإشراف وعدد من السائقين حيث يتكفل النقل الريفي بنقل التلاميذ وخلاص وزارة التربية ووزارة النقل لهذه الخدمة، إلا أن التلاميذ والأولياء تذمروا من استغلال وسائل النقل هذه بسبب عدم التزام بعض  أصحاب السيارات بالتوقيت إلى جانب كثرة التزاماتهم المهنية وغيابهم المتكررة خاصة أثناء أيام الأسواق الأسبوعية او بسبب إصلاح سياراتهم جراء كثرة الأعطاب المتكررة، ما أدى إلى غياب بعض التلاميذ عن الدروس أو إجبارهم على قطع مسافات طويلة على الأرجل للوصول إلى المؤسسات التربوية ، أو ان البعض منهم تجبرهم المسالك الفلاحية الوعرة على ركوب شاحنات فلاحية دون حماية أو تأمين .

جمعيات على الخط لكن...

وتمكنت إحدى الجمعيات بمعتمدية عين دراهم من اقتناء حافلة في شكل هبة من إحدى المنظمات الألمانية وتمت تسوية وضعيتها القانونية لاستغلالها في نقل تلاميذ المدارس الابتدائية بمعتمدية عين دراهم مجانا، إلا أن بعض الإجراءات الإدارية لاستغلالها مثل إشكالا طالما أرق أولياء التلاميذ بالإضافة إلى فقدان قطع الغيار أثناء حدوث أعطاب بها وبقيت طيلة السنة الدراسية الفارطة متوقفة ولم تنقل تلاميذ المدارس الابتدائية بالجهة إلا مطلع هذا الأسبوع .

بنية تحتية متواضعة

ويبلغ طول الطرقات المرقمة والمعبدة بولاية جندوبة 630 كلم في حين بلغ طول المسالك الفلاحية المعبدة والمهيأة 1215كلم ولئن تحقق التطور النسبي للبنية التحتية مقارنة بالوضع بما قبل الثورة،  الا أن العوامل المناخية وبعض المشاريع المعطلة حالت دون تطوير البنية التحتية بولاية جندوبة اذ مازالت الانزلاقات الأرضية ببعض المناطق الى جانب عزلة التجمعات السكنية في ظل غياب بعض الجسور ، بالإضافة الى المشاريع المعطلة بالمسالك الفلاحية والطرقات الضيقة حالت دون توفير خطوط للنقل المدرسي ودون وصول الحافلات إليها.

هذا الوضع أثر سلبا على نتائج التلاميذ وزاد من حدة ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة إذ أن المئات منهم ينقطعون سنويا عن التعليم بسبب صعوبات التنقل، الى جانب تنامي ظاهرة العنف وكثرة الغيابات في صفوف التلاميذ الذين يستغلون النقل المدرسي خاصة بالعمادات والأرياف لا سيما وأن أغلب المناطق تعرف تشتتا سكانيا أجبرت أغلب التلاميذ على قطع مسافات طويلة على الأقدام.    


عمارمويهبي

 


القيروان..تشكيات المدارس الإعدادية والمعاهد من غياب النقل..وتلاميذ بين براثم الانحراف والخطر المحدق


كم هائل من التشكيات أطلقها التلاميذ وأوليائهم في مناطق مختلفة من ولاية القيروان منذ انطلاق السنة الدراسية 2021-2022 تشكيات تمحور أغلبها حول خدمات النّقل المدرسي، حيث أبدى عدد من التلاميذ  تذكرهم من غياب الخطوط اللازمة لتغطية شبكة المؤسسات التعليمية في الولاية، علاوة على الاضطراب الحاصل في توقيت الحافلات المخصصة لنقل التلاميذ والتي أكد العديد من الاولياء أنّها لا تتلاءم مع جداول اوقات  التلاميذ.

تشكيات تلاميذ الإعداديات والمعاهد بالمناطق الريفية


وقد اشتكى أولياء تلاميذ إعداديّة الذّهيبات بمعتمديّة العلا من ولاية القيروان لـ"الصباح" من توقيت وصول أبنائهم إلى الإعدادية،  حيث تبدأ رحلة نقلهم منذ السّادسة صباحا من مناطقهم السّكنيّة الرّيفيّة لتصل عند السّادسة والنّصف ثمّ ينتظر التّلاميذ ساعة ونصف أمام الإعدادية إلى حين انطلاق الدروس، وهو ما يضعهم أمام مشاكل ومخاطر كثيرة، في ظلّ غياب قاعة للمراجعة.
هذا الوضع ليس حكرا على تلاميذ الذّهيبات بل وينسحب أيضا على المقيمين بمختلف المناطق الريّفية والبعيدين عن مؤسساتهم التربوية أين تعدّ الحافلة والنّقل الريفي وسائل النقل الوحيدة التي تنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية.

 وهذا الأشكال تعاني منه العديد من معتمديات الولاية على السّبيخة وحفوز والعلا وبوحجلة ونصر الله والوسلاتيّة والحاجب ومنزل المهيري وعين جلولة، حيث يتجلى مشكل النقل المدرسي في ظل غياب قاعات المراجعة بالمعاهد الثانويّة والمدارس الإعداديّة ممّا يعمّق المصاعب التي يواجهها التلاميذ لا سيما خلال الفترة الفاصلة بين الحصة الصباحية والمسائية ، ما يعرض التلاميذ ، المنتشرون في الشارع طيلة ساعتين لمخاطر كبيرة.
اما بالنسبة لإعداديّة “الزّملة” بمعتمديّة حفوز فيشتكي التّلاميذ والأولياء من اقتصار سفرات الحافلة، على الصباح الباكر في حين أن توقيت العودة يكون في ساعة متأخرة وهو ما يتسبب في مغادرة بعض التلاميذ لمساكنهم منذ السّادسة صباحا ولا يعودون الا بعد السابعة مساء ، وفي هذا السياق حاولنا الاتصال بالمكلف الإعلامي بالشركة الجهوية للنقل بالقيروان لتسليط الضوء على ملف النقل المدرسي لكن لم نتلق اي رد.

نقل هش ولا يلبي حاجيات التلاميذ

وفي ذات الصدد أوضح الناشط في المجتمع المدني  رضوان الفطناسي لـ"الصباح" أن من أبرز إشكاليات النقل المدرسي بالجهة هو غياب التكامل والتناسق  بين خدمات الحافلة والنّقل الرّيفي، معتبرا أنّ خدمة النقل الريفي المدرسي هش وضعيف.
 ودعا الفطناسي المندوبيّة الجهوية للتربية الى وضع برنامج نقل يتم من خلاله التنسيق بين توقيت الحافلات والنقل الريفي على أن يلتزم كل طرف بالتوقيت المتفق عليه، مقترحات انهاء الدروس يوميا على الساعة الخامسة مساء كي يتجنب التلاميذ التنقل ليلا. من جهة أخرى أشار الفطناسي إلى ضعف البنية التحتيّة حيث تنتشر في هذه المناطق المسالك الفلاحية غير المهيأة،   داعيا سلطة الاشراف الى تهيئة الطرقات والمسالك وإحداث محطات جديدة .
وأشار محدثنا كذلك  إلى ظاهرة الاكتظاظ التي تعرفه حافلات نقل التلاميذ في الوسط الريفي وحتى الحضري التي تنقل على متنها ضعف العدد المخول لها حيث تبقى الأبواب مفتوحة ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة الأطفال.
وشدد الفطناسي لـ"الصباح" ان النقل المدرسي قد تحول إلى معاناة يومية واحيانا إلى نقمة خاصة بالنسبة لتلاميذ أرياف  ولاية القيروان حيث  يضطر التلاميذ  إلى البقاء أمام المعهد إلى السادسة مساء، موعد الرحلة المسائية بغض النظر عن انتهاء ساعات دراستهم،  وهو ما يفرض عليهم قضاء ساعات طويلة تصل إلى 14 ساعة خارج المنزل ما يشكل خطرا على صحتهم وذلك في ظل غياب وجبة صحية ، كما أن بقاءهم لساعات طويلة في الشارع سينعكس على سلوكهم ومكتسباتهم العلمية، ليضطرهم هذا الوضع في غالب الأحيان إلى الانحراف والانقطاع ، مبكرا، عن الدراسة.

مروان الدعلول



 
في بنزرت.. احتجاجات بسبب تردي خدمات النقل ..وفي  غياب الدولة   المجتمع المدني يتحرك


اعلنت الشركة الجهوية لنقل المسافرين ببنزرت مع انطلاق السنة الدراسية 2021-2022 عن انتداب 51 سائقا وتخصيص 137 حافلة لتامين نقل التلاميذ والطلبة على ان يتم دعمها  قبل نهاية السنة الحالية بـ 14 حافلة مزدوجة و3 عاديّة لتلبية الاحتياجات المتزايدة بعد ارتفاع عدد الاشتراكات المدرسية، لكن بعد مرور اسابيع قليلة على انطلاق السنة الدراسية  تصاعدت الاحتجاجات  خاصة  في المنطقة الغربية من ولاية بنزرت للتنديد بتردي خدمات الناقلة العمومية التي  خذلها  ترهل الاسطول وارهقتها المصاعب المادية  .

احتجاجات على تردي الخدمات

احتجاجات عارمة نفذها يوم 29 سبتمبر 2021  عدد من  الاولياء في منطقة بوزارية من معتمدية  بنزرت الجنوبية  بسبب اضطراب  توقيت السفرات الصباحية للحافلة المدرسية ما اثر على انتظام التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة.
ويوم  03 اكتوبر 2021  قطع جيرانهم، في سيدي احمد ، الطريق الوطنية عدد 11 الرابطة بين بنزرت وماطر احتجاجا  على غياب حافلات النقل المدرسي. ويوم 22 اكتوبر  اغلق عدد من اهالي وادي الزيتون والجفنة الطريق الوطنية عدد 07 الرابطة بين ماطر وسجنان على مستوى منطقة "ركب" احتجاجا على تردي خدمات الشركة الجهوية للنقل التي سخرت حافلة واحدة لنقل  قرابة 150 تلميذا نحو معاهد واعداديات مدينة غزالة رغم خطورة الوضع الوبائي، حيث طالب المحتجون من الادارات المعنية توفير محطات انتظار تقي التلاميذ  الحر والقر، كما طالبوا  بتهيئة  الطرقات والمسالك المتضررة بفعل سيول الأمطار وهو  ايضا  مطلب  اهالي مناطق دريد 1 ودريد 2 التي لا تغطيها خدمات الناقلة العمومية ولا النقل الريفي المدرسي  فيجبر ابناؤها على قطع  من 05 الى 07 كم  بين الجبال والاودية  لنهل العلم في مدرسة "رواحة".
  ولا تبدو الامور افضل في  الجارة "غزالة" اين يتنقل تلاميذ الذواودة واولاد الماي  عبر شاحنات متطوعين  في ظروف  مهينة وخطيرة.

غريبة في سجنان

ولا تبدو الامور افضل في معتمدية سجنان حسب" راضي " معلم اشتغل  خمس سنوات في منطقة كاف عباد خبر خلالها تأثير غياب النقل المنتظم على التحصيل الدراسي  " صعوبات كثيرة يواجهها أبناء كاف عباد والمناطق القريبة في غدوهم ورواحهم  من وإلى المدرسة الابتدائية على مسافات تصل الى 12 كلم ذهابا وايابا يصلون على اثرها  مرهقين الى القسم وقد اعتدت وزملائي  غيابهم  بعد نزول كميات  متوسطة من الامطار بسبب صعوبة المسالك وارتفاع منسوب الاودية ، وقد عملنا بجد  رفقة الادارات المتدخلة على تشجيع التلاميذ واوليائهم  بطرق مختلفة  لمنع التسرب المدرسي المبكر لكن الخطر لا يزال  قائما مادمت  مشكلة النقل موجودة  " ...

البيروقراطية تحرم الأطفال من حافلة


بعيدا عن كاف عباد وتحديد في عمادة " امادن "تحتضن المدرسة الابتدائية  " المناصرية "  يوميا 10 تلاميذ  من منطقة البركة يقطعون مسافة 14 كم ذهابا وايابا فيما يمشي رفقائهم من مناطق"  المخيش"، " العمايرية" ، "المناجلية"  ما بين 8 و 10 كم يوميا للوصول الى المؤسسة التربوية بعد تجاوز  وادي البركة وتخطي  مياه السد القريب من المعايزية  مع  التحفز دائما  لمقارعة الكلاب السائبة او خنزير  هائج  في كل لحظة ..لكن الوصول الآمن لا يضمن للأطفال الحصول على الدرس لان معلميهم  يعانون ايضا  من مشكل غياب النقل المنتظم  بين المناصرية وسجنان من جهة واضطرابه بين  سجنان وبنزرت من جهة اخرى ..

الوضعية  القاسية في مدرسة المناصرية لاقت اهتمام "جمعية العمل ضد الاقصاء والتهميش "التي اهدتها  في اطار مشروع " وصلني لمدرستي "  حافلة صغيرة يتراوح ثمنها بين 50 و 60 الف دينار  كانت  قادرة على نقل التلاميذ بأمان من والى ديارهم لكن الهدية الغالية لم تستغل من نوفمبر 2019  الى اليوم   لأسباب بيروقراطية كان يمكن تجاوزها بسهولة لو تحركت الادارات المركزية والجهوية  لانتداب سائق ورصد الاعتمادات اللازمة لشراء المحروقات وصيانة  العربة مباشرة اثر تغيير لوحتها المنجمية وادراجها ضمن اسطول وزارة التربية الوطنية..

وفي تعليق مقتضب اكدت زهرة بن نصر رئيسة جمعية " العمل ضد الاقصاء والتهميش لـ" الصباح " ان تعامل الدولة مع موضوع العربة  لم يكن موفقا  واضاع  الجهد الذي بذله اعضاء الجمعية وشركائها كمنظمة " الستوم"  وزارة التّربية ،والمندوبيّة الجهويّة للتّنمية الفلاحيّة ببنزرت واحد البنوك للحد  من التسرب  المدرسي في المنطقة " وفي انتظار البت في موضوع العربة وانتداب سائق علمت " الصباح " ان تلميذين قد غادرا المدرسة  نهائيا ويبقى  العدد مرشح للارتفاع خلال الاسابيع القادمة.

في غياب الدولة.. المجتمع المدني يتحرك

وعلى عكس التجربة الفاشلة في معتمدية سجنان اين ثبت غياب الدولة فقد استغلت  جمعية التنمية المحلية باوتيك الجديدة  هبة قدرها  173 الف دينار تونسي تحصلت عليها في اطار برنامج دولي لتحسين ظروف عيش متساكني المناطق الريفية بالدول النامية تموله الامبراطورية اليابانية لشراء حافلة فخمة امنت منذ بداية شهر  اكتوبر 2020 النقل المدرسي المريح لمائة تلميذ من "الخشة " ،" الزقب" والعوينة  وغيرهم من ابناء التجمعات السكنية النائية  نحو مؤسساتهم التربوية ..  والمميز في تجربة اوتيك انها تخضع سنويا للتقييم كما تتم  دعوة الاولياء في مستهل كل سنة دراسية لتسجيل ابنائهم للحصول على نقل مجاني وامن .. وهو ما حاول استنساخه  الاتحاد المحلي للشغل بماطر الذي فاوض عددا  من اصحاب عربات النقل الريفي لضمان نقل منتظم للعشرات من تلاميذ المناطق القريبة من عين غلال نحو المؤسسات التربوية  لكن تلكؤ الجهات الرسمية في صرف مستحقات الناقلين خلال السنوات الماضية  اجهض الفكرة في المهد.

ساسي الطرابلسي

 


سيدي بوزيد.. وزارتا النقل والتربية في سبات ..ونداءات استغاثة لرئاسة الجمهورية


 إذا كان النقل المدرسي في ظاهره نعمة للتلاميذ والطلبة، ولأوليائهم أيضا كونه يقيهم مخاطر التنقل لمسافات طويلة قد تكون محفوفة بالمخاطر، فإنه تحول إلى معاناة لكي لا نقول نقمة، وخاصة بالنسبة لتلاميذ الأرياف والمناطق البعيدة.


هنا ..وزارتا النقل والتربية غائبتان

سلبيات كثيرة ونقائص عديدة متراكمة يتعامل معها التلاميذ في مختلف المناطق بولاية سيدي بوزيد، من قبيل توفير حافلة واحدة تقوم بسفرة صباحية تنطلق في الصباح الباكر وأخرى مسائية بعد السادسة.
"الصباح" التقت بعدد من التلاميذ الذين تحدثوا بكثير من الألم عن معاناتهم اليومية مع النقل المدرسي،
فمحمد أمين، وهو تلميذ يدرس بالسنة الرابعة من التعليم الابتدائي، أكد انه يقطع نحو أربعة كيلومترات مشياً على الأقدام يومياً ذهابا وايابا إلى مدرسته ، بمعتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد، بسبب عدم توفر النقل المدرسي في المنطقة على غرار مناطق ريفية أخرى بعدة معتمديات من الولاية.

وبدوره افادنا "رابح" وهو والد التلميذ محمد أمين ،"مشهد التلاميذ وهم يسلكون كلومترات عديدة في عدة مناطق ريفية بجهة سيدي بوزيد، بات أمرا عاديا في ظل غياب كلي لوزارتي التربية والنقل في هذه الربوع، ما يدفع التلاميذ للسير على الأقدام أكثر من ثلاثة كيلومترات للوصول إلى قاعات الدرس، فتلاميذ هذه الأرياف محرومين من النقل المدرسي بسبب الطرق الوعرة والتضاريس الصعبة، ومساكنهم المتفرقة التي لا تصل إليها الحافلات.

احتجاجات وغضب

وبسبب غياب النقل المدرسي شهدت الأسابيع القليلة الأخيرة التي تلت انطلاق الموسم  الدراسي الحالي،عدة تحركات احتجاجية بعدد من المناطق الريفية بولاية سيدي بوزيد،على غرار منطقة المكارم من معتمدية سيدي بوزيد الشرقية وعويثة الغزال من معتمدية سيدي بوزيد الغربية، اذ يشتكي هؤلاء من وسائل النقل بما فيها النقل الريفي إذ أن أصحاب النقل الريفي يرفضون نقل التلاميذ إلى المدارس والمعاهد بسبب عدم دفع مستحقاتهم المالية الخاصة بالعام الدراسي السابق من قبل سلطة الإشراف التي تربطها مع هؤلاء اتفاقية تقضي بنقل التلاميذ مقابل تكفلها بخلاصهم.

كل هذا دفع الأولياء إلى اللجوء إلى حلول ترقيعة، كنقل أبنائهم على الدواب بسبب بُعد المدارس عن المنازل، فتجدهم يواجهون خطر التنقل في الظروف المناخية الصعبة وعقبات الطرق الوعرة التي لا يستطيع الأبناء سلوكها.

وللاشارة فان ازمة النقل المدرسي لا تقتصر على المناطق الريفية النائية بولاية سيدي بوزيد، إذ يشتكي سكان قرى ومدن صغيرة، من عدم توفر النقل المدرسي بالكيفية المطلوبة، على غرار قريتي النصر والمبروكة من معتمدية المكناسي، فظروف تنقل أبنائهم إلى المدارس والمعاهد بالمكناسي المدينة، وفق ما أكده عدد من أولياء التلاميذ، في تصريح لـ" الصباح" أثناء إجراء هذا التحقيق الميداني.

ورغم أن العام الدراسي الحالي انطلق وسط معاناة مؤسسات التعليم من نواقص في الصيانة والتجهيزات ومن افتقار للمياه الصالحة للشرب، والنقص في عدد المعلمين، مثلت احتجاجات الأهالي في بعض المناطق على عدم توفر وسائل نقل لأبنائهم المطلب الابرز على الاطلاق.

اذ اشتكى بعضهم من غياب خطوط كافية لتغطية شبكة المؤسّسات التربوية في غالبية المناطق، وحصول اضطراب مستمر في مواعيد رحلات حافلات النقل المدرسي، ما يجعل تلاميذ كُثرا يتخلفون عن حضور الحصص الصباحية الأولى.

نداءات متكررة لرئاسة الجمهورية

وقد وجّه أهالي منطقة المش من ولاية سيدي بوزيد، ومن مختلف المناطق المهمشة والمنسية والمحكمة من النقل المدرسي نداءات متكررة لرئاسة الجمهورية للتحرك في هذا الملف قصد الدفع نحو توفير وسائل نقل كافية لتلاميذ.

حيث افاد مبروك المشي، أحد أهالي منطقة المش، لـ" الصباح"، أن تلاميذ كُثر يضطرون إلى البقاء أمام المعاهد والمدارس حتى موعد الرحلة المسائية الأخيرة في الساعة السادسة مساء لنقلهم إلى منازلهم، بغض النظر عن ساعة انتهاء دروسهم، ما يجبر عدداً منهم على البقاء ساعات طويلة تفوق الثلاث أحياناً أمام المعهد في انتظار قدوم الحافلة، بعد خفض عدد الرحلات اليومية ذهاباً وإياباً. وقد يعرّض ذلك حياة التلاميذ إلى الخطر بسبب انتظارهم في الشارع لوقت طويل.

"صالح" ، وهو موظف يعمل بسيدي بوزيد المدينة، لكنه يتنقل في الحافلة المخصصة للتلاميذ لأنها الوحيدة التي تطابق أوقات عمله، قال انه يصل إلى عمله متأخرا في بعض الأحيان وهذا بسبب النقص في عدد حافلات نقل الطلبة والتلاميذ الذين يجدون صعوبة كبيرة للظفر بمكان في الحافلة التي تكون مزدحمة فيجبرون على التنقل بوسائل أخرى وبمصاريف زائدة تثقل كاهل العائلات.

ويضيف أن نقص الحافلات وغيابها في غالب الأحيان يمثل عائقا أمام تنقل الطلبة والتلاميذ الذين يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة إلى غاية وصول إحدى وسائل النقل الأخرى لأن قدوم حافلات النقل المدرسي غير محدد ،على حد تعبيره.

أما "أحلام" وهي أم لتلميذين، فترى أن قطاع النقل مازال محدودا حتى في المناطق الحضرية وذكرت أنها كثيرا ما ترى مئات التلاميذ ينتظرن الحافلات حتى ساعة متأخرة على قارعة الطريق أو أمام الإعداديات والمعاهد، وهذا ما يؤكد محدودية أسطول الحافلات في ساعات الذروة رغم جهود تحسين خدمات النقل الا انه يبقى دون المأمول ولا يلبي حاجيات التلاميذ والاهالي على حدالسواء.

ومن جهته يقول الهادي «لابد للدولة والجهات المسؤولة أن تفكر جيدا في معاناة أبناء الريف من صعوبات التنقل والنقل الذي أضحى يمثل هاجس ملح في الحياة اليومية والذي بات يعتبر سببا اساسيا لتدني النتائج المدرسية وانقطاع التلاميذ عن الدراسة.

فرغم تدعيم أسطول النقل بجهة سيدي بوزيد بـ 9 حافلات إضافية لتيسير نقل التلاميذ والطلبة ليبلغ عدد الحافلات المخصصة في الغرض 63 حافلة، على امتداد 74 خطا، دون اعتبار سيارات النقل الريفي المعدة لنقل التلاميذ والطلبة، فإن القطاع لا يخلو من نقائص تؤرق المواطنين والتلاميذ على حد السواء.

 وتعكس نقائص سلبية تحد من عملية التزود بالمعرفة خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين ينحدرون من مناطق ريفية نائية.

 ابراهيم سليمي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews