تعتبر معتمدية الجديدة من ولاية منوبة الاكثر تضررا من الفيضانات خلال السنوات الأخيرة مقارنة ببقية معتمديات الجهة و يرجع ذلك اساسا لقطع عدد من مجاري الاودية لأراضيها و اهمها وادي مجردة و شافرو بمختلف تفرعاتهما و تسبب عدم قدرتها على استيعاب كميات المياه الناتجة خاصة على تهاطل الامطار الموسمية القوية بداية كل فصل خريف و ايضا للكميات المرتفعة منها خلال فصل الشتاء و يرجع جزء من اسبابها و لعله الاهم الى عدم جهر هذه المجاري او التأخر عن جهرها في موعدها ..واستعدادا لموسم الامطار المنتظر انطلقت مصالح بلدية الجديدة من ولاية منوبة في عمليات جهر البالوعات و عدد من مجاري المياه المجانبة للطرقات و الانهج برفع الاتربة و الفضلات العالقة بها و هو تدخل من شأنه أن يقلل من مخاطر الفيضانات التي تشهدها المنطقة باستمرار كل سنة غير أن هذا التدخل يبقى منقوصا باعتبار انه لم يشمل مجاري الأودية التي تمثل تهديدا حقيقيا للأحياء السكنية و قطع الطرقات و التي أتينا على ذكرها آنفا ( وادي مجردة و وادي شافرو على مستوى مفترق الحبيبية) اللذين احتلت النباتات و الأشجار و القصب نسبة كبيرة منهما لتقلل من حجم طاقة استيعابهما لمياه الامطار و ايضا وادي شواط الذي تسد الفضلات و القصب مجراه بشكل يكاد يكون كليا دون تسجيل اي تدخل يذكر من جهر و تنظيف لفترات زمنية طويلة حسب متساكني المناطق المجاورة لها.و في هذا الشأن ارتفعت الدعوات لكل من السلط المحلية من بلدية و معتمدية و الجهوية من ولاية و مصالح تجهيز لايلاء هذه الاودية ما يناسبها من اهتمام و التدخل لتنظيف مجاريها التي اصبحت بشهادة الجميع غير مؤهلة لاستيعاب المياه المنهمرة من المرتفعات عند نزول الامطار و التي اصبحت بذلك مصدر خطر و تهديد المناطق السكنية و سببا لانقطاع حركة المرور و عدم الاكتفاء بالتنظير و عرض الوضع خلال جلسات العمل المتعاقبة و المتكررة و اتخاذ القرارات التي لا تطبق في الواقع و لا تشملها اي متابعة ..
عادل عونلي