إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في الذكرى 61 للجلاء.. بنزرت مدينة النضالات والانتظارات

احتفلت بلادنا، يوم أمس الثلاثاء 15 أكتوبر ،2024 بالذكرى 61 لجلاء آخر جندي أجنبي عن  ترابها الذي خضبته دماء الشهداء  على وقع آهات الجرحى ودموع الايتام والثكالى بعد احداث اختلفت تفاصيلها حيث شدد  الناشط الحقوقي والنائب السابق المرحوم  علي بن سالم ان المعركة  كان بالإمكان  تجنبها و بالتالي حقن الدماء  لكن الرغبة في الزعامة والشهرة زجت ب ألاف التونسيين  في أتون حرب غير متكافئة خلفت حسب الرواية الرسمية قرابة 700 شهيد في حين قدّر  المناضل السياسي الراحل قدور بن يشرط الذي شهد  المعركة أن عدد الشهداء قد يصل الى 12 الف من أبناء جهة  بنزرت والمتطوعين  القادمين من بقية  ارجاء البلاد التي استقلت سنة 1956.

 في المقابل، اتفقت الشهادات على جسامة  التضحيات وضرورة جبر ضرر العائلات والمناضلين الذين  بذلوا كل شيء خلال الفترة الممتدة من  19 جويلية 1961  إلى غاية 15 أكتوبر 1963  للحفاظ على  بنزرت التي فرض عليها اثر الجلاء الدخول في  معركة ضد التهميش الذي أضاع  تدريجيا مكتسباتها التاريخية و جمالها الفريد فاصبح حاضرها قاتما ومستقبلها ضبابيا رغم توفرها على إمكانيات هائلة والموارد البشرية التي اهدرتها طيلة العقود السابقة السياسات الحكومية التي لم تحرص على تطوير بنيتها الأساسية المتواضعة .

عمليات تجميل

وقد اختلفت طريقة الاحتفال بالذكرى الغالية حيث نظمت جمعيات  في بنزرت وراس الجبل  معارض و ندوات فكرية راقية اثثها عدد من المؤرخين و المثقفين والإعلاميين قدموا مداخلات  استحضرت الماضي واستمعوا لشهادات مؤثرة خاصة خلال الندوة  التي احتضنها يوم 11 أكتوبر 2024  المركب الثقافي الشيخ إدريس بنزرت حول وقائع الإسعاف الطبي الاستعجالي خلال معركة الجلاء بحضور  المسعفة الطبية عيشة بية جبالية  و الأستاذين  صالح البلغاجي و يوسف الحاج سالم  في حين اختار عدد من المسؤولين الاحتفال عبر (استزراع ) العشرات من الأشجار والازهار التي أضفت   مسحة من الجمال المؤقت  على طول مسار الموكب الرئاسي من محطة الاستخلاص بمنزل جميل  مرورا بالجسر المتحرك المتهالك الذي خضع لعمليات تنظيف استثنائية  في عمليات ترقيعية تعكس ثقافة "نوفمبرية"  لإخفاء  ضعف البنية الأساسية  التي يعلمها القاصي و الداني.

  و يبدو ان ذاكرة المسؤولين قد اسقطت  استجابة رئيس الجمهورية قيس سعيد  يوم 15 أكتوبر 2020 لحملة " بدّل الثنية "  التي  أطلقها أبناء بنزرت على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تغيير مسلك عبور الموكب الرئاسي  المعتاد  الذي تتم  تهيئته  وتنظيفه مسبقا و  قد اطلع حينها الرئيس ميدانيا  على الوضع المتردي بالمدينة كما استمع مباشرة  لعدد من  المتساكنين...

هذا وقد دفع الوجه الجديد ( المؤقت )  لبنزرت و ضواحيها الشرقية  بعض المواطنين للمطالبة بالاحتفال بعيد الجلاء مرة كل شهر لعل المنطقة  تحافظ على مظهرها الاستثنائي  او عقد مجلس جهوي ممتاز خاص بكل الولاية لتدارس كل  النقائص  التي تعانيها معتمدياتها ، إنجاز المشاريع المتعثرة  و استقطاب أخرى تغير واقعها الصعب.

نقائص في كل المناطق

ويتطلب اصلاح أوضاع الجهة  العمل على تطوير  البنية الأساسية و الخدمات الإدارية و الصحية، حل الإشكاليات العقارية مع استغلال الرصيد المتوفر ، تحسين وضعية المؤسسات التربوية خاصة في معتمديات  ماطر ، بنزرت الجنوبية ، سجنان ، جومين و غزالة التي تحتل رغم ثرواتها  الهامة مراتب متاخرة في  مؤشرات التنمية الوطنية كما تعاني  كبقية المعتمديات من تدهور وضعية المؤسسات الشبابية و الثقافية و تراجع عدد المنشات الرياضية الصالحة للاستغلال بما في ذلك المركب الرياضي الناظور ببنزرت الشمالية الذي كان تحفة  قبل ان يغلق في ظروف غامضة  و يتعرض  للسرقة و التخريب مثله مثل قسم التوليد المغلق  الذي اذن رئيس الجمهورية يوم 15 أكتوبر 2023  بالعمل على رفع التعطيلات التي تؤجل دخوله حيز الاستغلال  لكن طلب العروض الأول لم يثمر  فتم  نشر طلب للمرة الثانية  اعلن والي الجهة سالم بن يعقوب يوم 20 سبتمبر الماضي انه سيتم  عقد جلسة عمل فنية  للنظر في العروض التي قدمتها مقاولات  لاستكمال اشغال المشروع المتعثر  كما وعد بن يعقوب يوم 11 أكتوبر الجاري بان اشغال تهيئة المسبح البلدي بمدينة بنزرت ستنتهي خلال شهر ديسمبر القادم على اقصى تقدير  وهو أيضا  موعد نهاية اشغال المرحلة الأولى من مشروع مد ولاية بنزرت بالغاز الطبيعي في حين لم يتم بعد تحديد موعد تسليم مركز الفحص الفني للسيارت بمنزل بورقيبة .

بنزرت  تستحق الأفضل

وعلى امل تدشين المشاريع الجارية  في الاجال المحددة  و استحثاث المتعلقة بحماية مدن منزل عبد الرحمان ،  جرزونة ، منزل بورقيبة وتينجة  من الفيضانات ، لم تفصح الجهات المسؤولة  بعد عن الطريقة التي تعتمدها  للحفاظ على الغابات  من الاعتداءات والتوسع  العمراني خاصة في معتمديات بنزرت الشمالية وراس الجبل التي لا توجد بها فرقة قارة للحماية المدنية  مثلها مثل جومين  والعالية وغار الملح  كما لم يتم الاعلان عن برنامج قابل للتطبيق لإحياء الميناء العتيق وسط مدينة بنزرت  الذي حوله  التلوث    الى مستنقع  رغم أهميته بالنسبة  للعشرات من  مراكب البحارة و كمصدر  رزق  أصحاب المحلات المجاورة.

 تلوث تعانيه أيضا بحيرة بنزرت التي ناءت بحملها خلال الأيام الماضية مما تسبب في نفوق كميات هامة من الأحياء البحرية في ظاهرة  من الوارد ان  تتكرر على ضفافها عديد المرات  الى حين  استكمال البرنامج المندمج لتحسين وضعها البيئي الذي يتضمن انجاز محطة التطهير ببنزرت واستصلاح قنوات وشبكات الصرف الصحي  واحداث  كورنيش  منزل عبد الرحمان وتوسعة مينائها   مما يمكن من تحسين جودة و ظروف العيش على الأقل في  08 معتمديات على 14  على رأسها   منزل بورقيبة التي تعاني  من مخلفات  مصنع الفولاذ  الذي ينتظر تدخلا ساميا لانقاذه وتاهيله مثله مثل شركة اسمنت بنزرت و مصنع السكر  مما يمكن بلادنا من توجيه الاعتمادات المخصصة لاستيراد هذه المواد الى مشاريع تنموية .

وتجدر الإشارة ان مصادر نقابية قد اكدت لـ"الصباح" استثناء شركات  الفولاذ واسمنت بنزرت  من المشاركة في  توفير  المواد الأساسية  لمشروع  الجسر الجديد ببنزرت  الذي  سلك أخيرا  طريق الإنجاز  بنسبة بلغت 45 بالمائة للاشغال الأرضية التي تهم القسط الأول و القسط الثالث في حين تتواصل بثبات اشغال  الوصلة المعلّقة ( القسط الثاني  الرئيسي )  التي تربط   ضفتي قنال بنزرت  ليتحقق  جزء من حلم الأجيال التي بذلت حياتها دفاعا عن حق المنطقة في الكرامة ،  النمو الاقتصادي و الحصول على  بنية أساسية متطورة كان بالإمكان ان تضم  شبكات طرقات مهيئة في المعتمديات الغربية تتواصل مع  الخط الحديدي بنزرت -طبرقة الذي توقف مشروع إحيائه لاسباب غامضة رغم رصد الاعتمادات المقدرة بـ600 مليون دينار والمطار الدولي الذي كان من الممكن احداثه  (بعد المفاضلة بين عديد الملفات من ولايات أخرى مجاورة)  على الأراضي التابعة للدولة في منطقة المبطوح من معتمدية اوتيك قبل ان يتبخر المشروع تماما...

ورغم هذه النقائص فان جهة بنزرت  التي تحظى بموقع متميز  تبقى قادرة  -شرط الحصول على دعم الإدارات المركزية بالعاصمة - على استقطاب المستثمرين لتركيز  نواة صناعات غذائية تحويلية  في الجهة الغربية من ولاية بنزرت  تثبّت المئات من الفلاحين الصغار و تمكنهم من تحسين ظروفهم الاجتماعية ودعم قطاع تربية الماشية المتعثر في المنطقة الشرقية  مع  احداث ميناء حديث في دمنة الماتلين راس الجبل   وبعث مشاريع  سياحية  تخلق المئات من فرص الشغل  في كاب سراط و سيدي مشرق  سجنان ، وادي الزيتون غزالة، عين مازر  جومين  وراس انجله بنزرت الجنوبية اقصى نقطة في شمال قارة افريقيا  والشواطئ الساحرة في  رفراف وغار الملح وصونين  و تثمين  غابة الرمال منزل جميل و محمية اشكل بمعتمدية  تينجة وهي  المنطقة  الوحيدة في العالم المرسمة بثلاث اتفاقيات بيئية دولية .

ساسي الطرابلسي

في الذكرى 61 للجلاء.. بنزرت مدينة النضالات والانتظارات

احتفلت بلادنا، يوم أمس الثلاثاء 15 أكتوبر ،2024 بالذكرى 61 لجلاء آخر جندي أجنبي عن  ترابها الذي خضبته دماء الشهداء  على وقع آهات الجرحى ودموع الايتام والثكالى بعد احداث اختلفت تفاصيلها حيث شدد  الناشط الحقوقي والنائب السابق المرحوم  علي بن سالم ان المعركة  كان بالإمكان  تجنبها و بالتالي حقن الدماء  لكن الرغبة في الزعامة والشهرة زجت ب ألاف التونسيين  في أتون حرب غير متكافئة خلفت حسب الرواية الرسمية قرابة 700 شهيد في حين قدّر  المناضل السياسي الراحل قدور بن يشرط الذي شهد  المعركة أن عدد الشهداء قد يصل الى 12 الف من أبناء جهة  بنزرت والمتطوعين  القادمين من بقية  ارجاء البلاد التي استقلت سنة 1956.

 في المقابل، اتفقت الشهادات على جسامة  التضحيات وضرورة جبر ضرر العائلات والمناضلين الذين  بذلوا كل شيء خلال الفترة الممتدة من  19 جويلية 1961  إلى غاية 15 أكتوبر 1963  للحفاظ على  بنزرت التي فرض عليها اثر الجلاء الدخول في  معركة ضد التهميش الذي أضاع  تدريجيا مكتسباتها التاريخية و جمالها الفريد فاصبح حاضرها قاتما ومستقبلها ضبابيا رغم توفرها على إمكانيات هائلة والموارد البشرية التي اهدرتها طيلة العقود السابقة السياسات الحكومية التي لم تحرص على تطوير بنيتها الأساسية المتواضعة .

عمليات تجميل

وقد اختلفت طريقة الاحتفال بالذكرى الغالية حيث نظمت جمعيات  في بنزرت وراس الجبل  معارض و ندوات فكرية راقية اثثها عدد من المؤرخين و المثقفين والإعلاميين قدموا مداخلات  استحضرت الماضي واستمعوا لشهادات مؤثرة خاصة خلال الندوة  التي احتضنها يوم 11 أكتوبر 2024  المركب الثقافي الشيخ إدريس بنزرت حول وقائع الإسعاف الطبي الاستعجالي خلال معركة الجلاء بحضور  المسعفة الطبية عيشة بية جبالية  و الأستاذين  صالح البلغاجي و يوسف الحاج سالم  في حين اختار عدد من المسؤولين الاحتفال عبر (استزراع ) العشرات من الأشجار والازهار التي أضفت   مسحة من الجمال المؤقت  على طول مسار الموكب الرئاسي من محطة الاستخلاص بمنزل جميل  مرورا بالجسر المتحرك المتهالك الذي خضع لعمليات تنظيف استثنائية  في عمليات ترقيعية تعكس ثقافة "نوفمبرية"  لإخفاء  ضعف البنية الأساسية  التي يعلمها القاصي و الداني.

  و يبدو ان ذاكرة المسؤولين قد اسقطت  استجابة رئيس الجمهورية قيس سعيد  يوم 15 أكتوبر 2020 لحملة " بدّل الثنية "  التي  أطلقها أبناء بنزرت على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تغيير مسلك عبور الموكب الرئاسي  المعتاد  الذي تتم  تهيئته  وتنظيفه مسبقا و  قد اطلع حينها الرئيس ميدانيا  على الوضع المتردي بالمدينة كما استمع مباشرة  لعدد من  المتساكنين...

هذا وقد دفع الوجه الجديد ( المؤقت )  لبنزرت و ضواحيها الشرقية  بعض المواطنين للمطالبة بالاحتفال بعيد الجلاء مرة كل شهر لعل المنطقة  تحافظ على مظهرها الاستثنائي  او عقد مجلس جهوي ممتاز خاص بكل الولاية لتدارس كل  النقائص  التي تعانيها معتمدياتها ، إنجاز المشاريع المتعثرة  و استقطاب أخرى تغير واقعها الصعب.

نقائص في كل المناطق

ويتطلب اصلاح أوضاع الجهة  العمل على تطوير  البنية الأساسية و الخدمات الإدارية و الصحية، حل الإشكاليات العقارية مع استغلال الرصيد المتوفر ، تحسين وضعية المؤسسات التربوية خاصة في معتمديات  ماطر ، بنزرت الجنوبية ، سجنان ، جومين و غزالة التي تحتل رغم ثرواتها  الهامة مراتب متاخرة في  مؤشرات التنمية الوطنية كما تعاني  كبقية المعتمديات من تدهور وضعية المؤسسات الشبابية و الثقافية و تراجع عدد المنشات الرياضية الصالحة للاستغلال بما في ذلك المركب الرياضي الناظور ببنزرت الشمالية الذي كان تحفة  قبل ان يغلق في ظروف غامضة  و يتعرض  للسرقة و التخريب مثله مثل قسم التوليد المغلق  الذي اذن رئيس الجمهورية يوم 15 أكتوبر 2023  بالعمل على رفع التعطيلات التي تؤجل دخوله حيز الاستغلال  لكن طلب العروض الأول لم يثمر  فتم  نشر طلب للمرة الثانية  اعلن والي الجهة سالم بن يعقوب يوم 20 سبتمبر الماضي انه سيتم  عقد جلسة عمل فنية  للنظر في العروض التي قدمتها مقاولات  لاستكمال اشغال المشروع المتعثر  كما وعد بن يعقوب يوم 11 أكتوبر الجاري بان اشغال تهيئة المسبح البلدي بمدينة بنزرت ستنتهي خلال شهر ديسمبر القادم على اقصى تقدير  وهو أيضا  موعد نهاية اشغال المرحلة الأولى من مشروع مد ولاية بنزرت بالغاز الطبيعي في حين لم يتم بعد تحديد موعد تسليم مركز الفحص الفني للسيارت بمنزل بورقيبة .

بنزرت  تستحق الأفضل

وعلى امل تدشين المشاريع الجارية  في الاجال المحددة  و استحثاث المتعلقة بحماية مدن منزل عبد الرحمان ،  جرزونة ، منزل بورقيبة وتينجة  من الفيضانات ، لم تفصح الجهات المسؤولة  بعد عن الطريقة التي تعتمدها  للحفاظ على الغابات  من الاعتداءات والتوسع  العمراني خاصة في معتمديات بنزرت الشمالية وراس الجبل التي لا توجد بها فرقة قارة للحماية المدنية  مثلها مثل جومين  والعالية وغار الملح  كما لم يتم الاعلان عن برنامج قابل للتطبيق لإحياء الميناء العتيق وسط مدينة بنزرت  الذي حوله  التلوث    الى مستنقع  رغم أهميته بالنسبة  للعشرات من  مراكب البحارة و كمصدر  رزق  أصحاب المحلات المجاورة.

 تلوث تعانيه أيضا بحيرة بنزرت التي ناءت بحملها خلال الأيام الماضية مما تسبب في نفوق كميات هامة من الأحياء البحرية في ظاهرة  من الوارد ان  تتكرر على ضفافها عديد المرات  الى حين  استكمال البرنامج المندمج لتحسين وضعها البيئي الذي يتضمن انجاز محطة التطهير ببنزرت واستصلاح قنوات وشبكات الصرف الصحي  واحداث  كورنيش  منزل عبد الرحمان وتوسعة مينائها   مما يمكن من تحسين جودة و ظروف العيش على الأقل في  08 معتمديات على 14  على رأسها   منزل بورقيبة التي تعاني  من مخلفات  مصنع الفولاذ  الذي ينتظر تدخلا ساميا لانقاذه وتاهيله مثله مثل شركة اسمنت بنزرت و مصنع السكر  مما يمكن بلادنا من توجيه الاعتمادات المخصصة لاستيراد هذه المواد الى مشاريع تنموية .

وتجدر الإشارة ان مصادر نقابية قد اكدت لـ"الصباح" استثناء شركات  الفولاذ واسمنت بنزرت  من المشاركة في  توفير  المواد الأساسية  لمشروع  الجسر الجديد ببنزرت  الذي  سلك أخيرا  طريق الإنجاز  بنسبة بلغت 45 بالمائة للاشغال الأرضية التي تهم القسط الأول و القسط الثالث في حين تتواصل بثبات اشغال  الوصلة المعلّقة ( القسط الثاني  الرئيسي )  التي تربط   ضفتي قنال بنزرت  ليتحقق  جزء من حلم الأجيال التي بذلت حياتها دفاعا عن حق المنطقة في الكرامة ،  النمو الاقتصادي و الحصول على  بنية أساسية متطورة كان بالإمكان ان تضم  شبكات طرقات مهيئة في المعتمديات الغربية تتواصل مع  الخط الحديدي بنزرت -طبرقة الذي توقف مشروع إحيائه لاسباب غامضة رغم رصد الاعتمادات المقدرة بـ600 مليون دينار والمطار الدولي الذي كان من الممكن احداثه  (بعد المفاضلة بين عديد الملفات من ولايات أخرى مجاورة)  على الأراضي التابعة للدولة في منطقة المبطوح من معتمدية اوتيك قبل ان يتبخر المشروع تماما...

ورغم هذه النقائص فان جهة بنزرت  التي تحظى بموقع متميز  تبقى قادرة  -شرط الحصول على دعم الإدارات المركزية بالعاصمة - على استقطاب المستثمرين لتركيز  نواة صناعات غذائية تحويلية  في الجهة الغربية من ولاية بنزرت  تثبّت المئات من الفلاحين الصغار و تمكنهم من تحسين ظروفهم الاجتماعية ودعم قطاع تربية الماشية المتعثر في المنطقة الشرقية  مع  احداث ميناء حديث في دمنة الماتلين راس الجبل   وبعث مشاريع  سياحية  تخلق المئات من فرص الشغل  في كاب سراط و سيدي مشرق  سجنان ، وادي الزيتون غزالة، عين مازر  جومين  وراس انجله بنزرت الجنوبية اقصى نقطة في شمال قارة افريقيا  والشواطئ الساحرة في  رفراف وغار الملح وصونين  و تثمين  غابة الرمال منزل جميل و محمية اشكل بمعتمدية  تينجة وهي  المنطقة  الوحيدة في العالم المرسمة بثلاث اتفاقيات بيئية دولية .

ساسي الطرابلسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews