لا شك أن انعكاسات الوضع الاقتصادي والمالي تلوح بقوة على سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية ولا سيما الأورو، على إعتبار أن كل عملة هي عبارة عن مرآة تعكس الوضع الاقتصادي وهو ما يحصل اليوم بالنسبة لسعر صرف الدينار، إذ يشهد سعر الصرف تراجعا أمام اورو مقابل تماسك أمام الدولار. فبعد ارتفاع بنسبة 2 بالمائة في الفترة الممتدة بين 31 ماي 2020 و31 مارس 2021 أمام الأورو وفق ما أكده الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان وهو ارتفاع كان مصطنعا ويعود اساسا لتدخلات البنك المركزي في سوق الصرف في الوقت الذي تعيش فيه بلادنا عجزا تجاريا حيث تراجع التصدير وارتفع التوريد مع تسجيل نسبة نمو سلبية بـ -8 بالمائة تسبب هذا الوضع في تغذية التداين الأجنبي بهدف غلق فجوة هذا العجز. وكشف سعيدان أن سعر صرف الدينار بدأ في التراجع أمام الاورو منذ شهر افريل الماضي بعد تقليص البنك المركزي من تدخلاته في سوق الصرف وذلك بسبب التوجه لطلب قرض من صندوق النقد الدولي الذي طالب في تقريره السابق البنك المركزي بالتخلي عن دعم الدينار في سوق الصرف ، حيث طالبه بمرونة أكثر في التدخل في السوق على اعتبار سعر الدينار أعلى من قيمته بـ15 بالمائة وفق نفس التقرير. ومن المرجح أن يواصل سعر الصرف تراجعه في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية واستجابة لطلب صندوق النقد عدم تدخل البنك المركزي في سوق الصرف. وبلغ صرف الدينار أمام الدولار بتاريخ 1 جوان 2020 سعر 2,869 دينار ليبلغ بتاريخ اليوم 3 جوان 2,740. في حين أن سعر الدينار أمام الاورو بتاريخ 1 جوان 2020 كان يبلغ 3,188 ليصل بتاريخ اليوم 3 جوان 3,346.
حنان قيراط