إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"سمارت تونس" تدخل البورصة كاول شركة في مجال توزيع معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

 

 

تونس- الصباح

توشك شركة Smart Tunisie ، اهم الشركات في سوق معدات تكنولوجيا المعلومات ومستلزمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، على قرع الجرس التميز، وذلك بعد اعلانها مؤخرا، طرح أسهمها في بورصة تونس لمزيد توسيع انشطتها ، وخلق مواطن شغل جديدة ، وهي بالتالي الأولى في هذا القطاع التي تخوض زمام المبادرة ، تقديراً لرحلة تميزت بالنجاحات ، في أكثر من 35 عاماً من النمو المستمر.

وتعد شركة " سمارت تونس"، من بين أبرز الشركات العملاقة في تونس ، وهي من ساهمت بشكل مباشر في الثورة الرقمية التي بدأت تونس تشهدها بداية من السبعينات من القرن الماضي، وساهمت بشكل كبير في انتشار أجهزة الحاسوب وبرمجياته المتعددة الاستعمال، وزودت العديد من المؤسسات البنكية والمصرفية والحكومية، في تلك الفترة والى اليوم، بأحدث البرمجيات في مجالات متعددة ، كما ساهمت في وضع برامج رقمية للعديد من المؤسسات في الدولة، وتزويدها بآخر التقنيات الحديثة، وهي شركة رائدة في المجالات الرقمية ، وفازت ، مؤخرا بالعديد من الصفقات في مجالات التكنولوجيا.

نجاح هذه الشركة اليوم يعود الفضل فيه الى كل من المؤسسين عبد الوهاب الصافي ومحمود بودن وتوفيق خميس، وهم من خيرة الكفاءات في مجال الهندسة الحاسوبية والبرمجيات في تونس ، ونجحوا برأس مال بسيط لا يتجاوز 10 آلاف دينار ، من الريادة في سوق معدات تكنولوجيا المعلومات ومستلزمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومضاعفة رأس مال الشركة آلاف المرات، ليبلغ اليوم حاجز 300 مليون دينار سنويا ، وهي ايرادات قياسية بالنظر للأزمة الصحية التي يشهدها العالم في الآونة الاخيرة.

" الصباح" ، زارت ، مؤخرا ، هذه الشركة الناجحة، وطافت في أغلب اجنحتها بجهة "الشرقية" بالعاصمة، وكان لها حديث مطول مع مؤسسيها، وذلك بعد اعتزام هذه المؤسسة الضخمة، طرح اسهمها في"البورصة".

ايرادات قياسية خلال 2020

وحسب ما كشف عنه المدير العام لشركة "سمارت تونس" عبد الوهاب الصافي لـ"الصباح"، فإن الشركة تمكنت خلال سنة 2020، من تحقيق ايرادات بلغت 300 مليون دينار ، وامام التحديات ، التي يفرضها سوق المستلزمات التكنولوجية اليوم، كان لا بد من العمل على توسعة نشاط الشركة ، وخلق مواطن شغل جديد، وخيرت الشركة دخول" البورصة"، وايضا تشريك موظفيها في أسهمها ، كما ان هذه الخطوة تعزز من تواجد الشركة في مختلف المجالات الاقتصادية، وهي بالتالي تواصل الاستثمار في المجالات الرقمية والتكنولوجية ، وبعث المزيد من مواطن الشغل.

ويعد عبد الوهاب الصافي، من اهم مهندسي البرمجيات الحاسوبية في تونس خلال السبعينات ، وصل إلى باريس عام 1966 ، وكان يبلغ من العمر 19 عامًا ، بموارد شحيحة ، وكان عليه القيام بوظائف غريبة وإيجاد المسار الصحيح لدراسته. ونجح مقال منشور في مجلة امريكية حول مستقبل التكنولوجيا في العالم من تحفيزه، ليختار عبد الوهاب الصافي تكنولوجيا المعلومات من البداية ، معتبراً إياها مهنته. سيبدأ بالتسجيل في مدرسة للإلكترونيات ، ثم ينتقل إلى المعهد الوطني للفنون والحرف (Cnam) ، الذي بدأ بعد ذلك في تقديم المزيد من الدراسات المتعمقة. وسرعان ما سيتعلم البرمجة ويتعرف على برامج IBM. سيحصل عبد الوهاب الصافي على أول وظيفة له في مختبر صيدلاني في فرنسا ، والذي يدار ببرامج IBM ، مما جعله على اتصال دائم بشركة تكنولوجيا المعلومات العملاقة هذه، مع الخبرة المكتسبة ، انتقل إلى مختبر (ألماني) آخر أكبر، وفي سن 29 أصبح رئيسًا لنظام تكنولوجيا المعلومات للشركة بالكامل. أكسبه نجاح الحلول التي تم نشرها تقدير التسلسل الهرمي والاعتبار داخل شركة IBM حيث بدأ في اكتساب المهارة في صناعة البرمجيات الحاسوبية وبرع فيها، ثم يقرر العودة الى تونس، ويبعث اول شركة سنة 1997 تحت اسم كان غريبا وأصبح متداولا اليوم "smart tunisie"، والتي تحولت بفضل دعم مهندسين شابين آخرين آنذاك، الى شركة عملاقة اليوم في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، وتنضوي تحتها اكثر من 25 علامة تجارية عالمية كبرى.

بدايات صعبة أسست للتميز والريادة

ويقول الصافي، حول تلك الفترة، اي البدايات، التي انطلقت من خلالها تونس في اعتماد أجهزة الحاسوب في مختلف المرافق العمومية ، والخاصة بالدولة ، أي خلال السبعينات من القرن الماضي، لتبلغ اوجها سنة 1997 ، مع بعث اول شركة في مجال البرمجيات والتكنولوجيا الرقمية، ان تلك الفترة كانت صعبة للغاية، بإعتبار ان الكثيرين كانوا يعارضون استعمال التكنولوجيا في تلك الفترة، الى ان نجحت البرامج ، التي تقوم الشركة بطرحها في تغيير عقلية المسؤولين في تلك الفترة، بعد ان قلصت الوقت ويسرت العديد من الاعمال الادارية، وعلى رأسها برمجيات وزارة المالية ، مما مكن الوزراء والمسؤولين ، من اعداد ميزانياتهم في وقت قصير، ووضع البرامج التنموية المطلوبة ، لنصل الى ما نحن عليه اليوم من تطور تقني في عدد من اجهزة الدولة.

كما لا ينفي عبد الوهاب الصافي، مساهمة شركته ، في نشر الثقافة الرقمية لدى الشباب ، وتزويد البلاد بالآلاف من اجهزة الحاسوب، في مختلف نقاط البيع داخل الجمهورية باسعار في متناول الجميع، وايضا في فترة لاحقة توسيع نشاط الشركة دوليا ، لتفتح شركة لها بالمغرب، وهي محل نجاح باهر ، وثقة كبيرة من العملاء.

دخول "البورصة" والرفع من الايرادات

وحول مستقبل الشركة ، يرى النائب المدير العام محمود بودن، في تصريح لـ"الصباح" ، ان المستقبل اليوم هو في تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا ، وهو السبب الذي دفع بمؤسسي الشركة الى خوض تجربة جديدة في "البورصة"، مؤكدا ، ان دخول "البورصة"، كان مخططا له منذ سنوات، وهو امر يرفع من ثقة العملاء، وايضا يقدم العديد من الامتيازات، التي ستمكن الشركة فيما بعد من توسعة انشطتها التكنولوجية، وخلق مواطن شغل اضافية ، كما تقوم الشركة عبر هذه الخطوة بزيادة رأس المال وبيع الأسهم القديمة، كما يمثل فتح رأس المال للمساهمين الجدد الانتقال إلى مرحلة جديدة ،بالإضافة إلى استدامة الشركة.

ويعبر اختيار "البورصة" عن إرادة المؤسسين عبد الوهاب الصافي، ومحمود بودان، وتوفيق بن خميس لتعزيز تونس الذكية، والمضي بها نحو بُعد جديد، وذلك من خلال تمكين تونس من اقتحام كافة المجالات الجديدة الناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وترسيخ ريادتها في هذا القطاع ، وتحفيز وتوحيد موظفيها من خلال فتح جزء من رأس المال لهم بخصم 50٪ والاستعداد لذلك.

المستحيل يصبح حقيقة

في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات ، كانت أجهزة الكمبيوتر الشخصية تلوح في الأفق، آفاق جديدة تفتح مع توسع خدمات ومعدات تكنولوجيا المعلومات، سيقرر محمود بودن ركوب الزخم وإنشاء مشروعه التجاري الخاص. في نهاية سنة 1982 ، غادر محمود بودن الذي عمل في بدايته صحفي، شركة IMB تونس ، لتأسيس شركة خدمات تكنولوجية.

كان مؤسس شركة برولوجيك ، عبد الوهاب الصافي ، يتطلع إلى تطوير الشركة وسيقترح على محمود بودن الانضمام إليه. كلاهما يعرف بعضهما البعض لفترة طويلة ، ويحملان معرفة تامة ببرمجيات IBM، ويتشاركان نفس الرغبة في النجاح. كما كانت الشراكة قوية ومفيدة ومتينة ، في تآزر مهني مثالي، وسيتم توسيع الثنائي إلى ثلاثي ، عندما ينضم توفيق بن خميس ، خريج آخر من شركة IBM.

عين محمود بودن في بدايته سنة 1969 صحفيا في جريدة La Presse ، ثم في جريدة le Temps سنة 1975، وهو من مؤسسي الوكالة العامة للنشر والإعلان (AGEP) سنة 1974 ، كما انشأ شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات سنة 1982، وانضم إلى شركة Prologic في سنة 1988، وتم اختياره في شركة IbM الامريكية بعد منافسة شرسة من قرابة 100 مترشح ، ثم بدأ ، في عام 1975 ، تدريبًا طويلاً كمهندس تقني تجاري في تونس وفرنسا ، وهو الأول من نوعه في العالم ، عندما كانت علوم الكمبيوتر بالكاد تظهر. انتهى التدريب ، وسيبدأ العمل ، ويمارس عمله في مجال البرمجيات عن كثب ، ويساعد في إقامة مشاريع كبيرة لتكنولوجيا المعلومات ، طوال عقود في تونس.

ويؤكد بودن لـ"الصباح" ، ان بداياته كانت صعبة جدا، خاصة في ظل جهل تام باهمية التكنولوجيات الحديثة في تونس ، وكان من الصعب اقناع الجميع باهمية الاستثمار في مجالات التكنولوجيا ، ورغم ذلك خاض الثلاثي خرجي شركة Ibm التحدي والمخاطرة، وتمكنوا برأس مال متواضع لا يتجاوز 10 آلاف دينار ، من تاسيس شركة عملاقة في مجال التجهيزات التكنولوجية والاتصالات، وتحقيق ايرادات قياسية من سنة الى اخرى.

قوة الاقتصاد بالامكانيات التكنولوجية 

ويؤكد "بودن" ، انه رغم نجاح مؤسسي شركة "smart tunisie"، من الريادة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ورغم نجاح الشركة في تعميم استعمال الحواسيب في حياتنا اليومية، الا ان المسار مازال طويلا، فعديدة هي المرافق العمومية في الدولة مازالت في حاجة اليوم الى تحديث بنيتها التحتية التكنولوجية ، ومن الضروري العمل على تطوير الادارة التونسبة ، فبعض المرافق الحكومية مازالت تعتمد على الطريقة التقليدية في ادارة شؤونها وشؤون المواطنين، ومن الضروري العمل على تأهيلها وهيكلتها ، وتطوير بنيتها التكنولوجية، حتى تتمكن من التأقلم مع التقنيات الحديثة ، خاصة واننا ندخل مرحلة جديدة من الثورات الرقمية، والاجيال الجديدة من الاتصالات الرقمية.

ويعتبر محمود بودن ، ان قوة الاقتصاد، هي في بنيته الرقمية، وعلى المجموعة الوطنية ، ان تعمل مستقبلا ، على الدفع نحو تحيين أنظمتنا الرقمية ، لتواكب نظيرتها في العديد من دول العالم، لافتا الى ضرورة دعم المؤسسات الناشطة في المجال التكنولوجي.

وكشف "بودن" ، ان استراتيجية الشركة مستقبلا ، هي الدفع نحو تحويل تونس الى قطب تكنولوجي ذكي على المستوى الاقليمي والدولي ، وهي بصدد توسيع انشطتها ، في المجال الرقمي ، في كافة القطاعات.

الريادة في القطاعات التكنولوجية

ونجحت شركة "smart tunisie"، من تحقيق نجاح باهر في الآونة الاخيرة ، في سوق الاتصالات والتجهيزات الرقمية، وبلغت ايرادتها موفى سنة 2020 ، قرابة 300 مليون دينار ، وهي تشغل اليوم أكثر من 300 موظف ، وتشرف على توزيع منتجات ما لا يقل عن 25 علامة تجارية عالمية كبرى، كما تنضوي تحت الشركة الام، خمس شركات فرعية متخصصة في القطاعات التكنولوجية ، هي على التوالي شركة برولوجيك وتقوم بتسويق حلول تكنولوجيا المعلومات وتدعم الشركات في تطوير وتشغيل وصيانة حلولها ، وشركة ACT متخصصة في بيع معدات تكنولوجيا المعلومات ، وكذلك شركة simop مختصة في حلول البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وصيانة وإصلاح وبيع قطع الغيار والمواد الاستهلاكية ، وشركة "أزور كولورز " متخصصة في تجارة وتوزيع منتجات الطباعة الكبيرة الحجم ، بالاضافة الى شركة Smart Ink, SARL ، والتي انشأت ، بموجب القانون المغربي ، في نهاية عام 2020 لتسويق وتوزيع منتجات الطباعة بالحجم الكبير.

25 علامة تجارية مرموقة

تتمتع Smart Tunisie ، بثقة مرموقة، من قبل 25 علامة تجارية عالمية، يتم تجميعها في أربع مجموعات تمثل  المنتجات رئيسية ، وهي أجهزة الكمبيوتر والملحقات (HP و DELL و Asus و Lenovo ، بالإضافة إلى شركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة الأخرى ، والطباعة والمواد الاستهلاكية (EPSON و HP)، وحلول البرامج و الانتاجية  والأمان والسحابة (HPE و DELL EMC و Microsoft و Fortinet وما إلى ذلك)، والهواتف المحمولة (Huawei).

قطاع واعد

وحسب بيانات الشركة ، تظهر الآفاق المستقبلية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تونس إمكانات كبيرة ، حيث  من المتوقع أن يرتفع استيراد أجهزة الكمبيوتر ، الذي نما بنسبة 19٪ في عام 2019 ، كما هو الحال بالنسبة للطابعات (+ 14٪ المتوسط السنوي بين 2015 و 2019)، كما من المتوقع ان يشهد سوق الهاتف المحمول زيادة تقدر بـ 11٪ في عام 2021 ، بمعدل 96 خط  لكل 100 نسمة ، بالإضافة الى ارتفاع  نسبة استخدام التونسيين لشبكات التواصل الاجتماعي لتبلغ 69٪ وفق آخر الاحصائيات المنجزة  ، لا تزال الشركة واثقة ومتفائلة بشأن مستقبل أعمالها ، بفضل الطلب المستمر على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في تونس ، وكذلك بفضل فوزها بالعديد من  الصفقات الكبرى في مجال تكنولوجيا الاتصال.

 

 سفيان المهداوي

 "سمارت تونس" تدخل البورصة كاول شركة في مجال توزيع معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

 

 

تونس- الصباح

توشك شركة Smart Tunisie ، اهم الشركات في سوق معدات تكنولوجيا المعلومات ومستلزمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، على قرع الجرس التميز، وذلك بعد اعلانها مؤخرا، طرح أسهمها في بورصة تونس لمزيد توسيع انشطتها ، وخلق مواطن شغل جديدة ، وهي بالتالي الأولى في هذا القطاع التي تخوض زمام المبادرة ، تقديراً لرحلة تميزت بالنجاحات ، في أكثر من 35 عاماً من النمو المستمر.

وتعد شركة " سمارت تونس"، من بين أبرز الشركات العملاقة في تونس ، وهي من ساهمت بشكل مباشر في الثورة الرقمية التي بدأت تونس تشهدها بداية من السبعينات من القرن الماضي، وساهمت بشكل كبير في انتشار أجهزة الحاسوب وبرمجياته المتعددة الاستعمال، وزودت العديد من المؤسسات البنكية والمصرفية والحكومية، في تلك الفترة والى اليوم، بأحدث البرمجيات في مجالات متعددة ، كما ساهمت في وضع برامج رقمية للعديد من المؤسسات في الدولة، وتزويدها بآخر التقنيات الحديثة، وهي شركة رائدة في المجالات الرقمية ، وفازت ، مؤخرا بالعديد من الصفقات في مجالات التكنولوجيا.

نجاح هذه الشركة اليوم يعود الفضل فيه الى كل من المؤسسين عبد الوهاب الصافي ومحمود بودن وتوفيق خميس، وهم من خيرة الكفاءات في مجال الهندسة الحاسوبية والبرمجيات في تونس ، ونجحوا برأس مال بسيط لا يتجاوز 10 آلاف دينار ، من الريادة في سوق معدات تكنولوجيا المعلومات ومستلزمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومضاعفة رأس مال الشركة آلاف المرات، ليبلغ اليوم حاجز 300 مليون دينار سنويا ، وهي ايرادات قياسية بالنظر للأزمة الصحية التي يشهدها العالم في الآونة الاخيرة.

" الصباح" ، زارت ، مؤخرا ، هذه الشركة الناجحة، وطافت في أغلب اجنحتها بجهة "الشرقية" بالعاصمة، وكان لها حديث مطول مع مؤسسيها، وذلك بعد اعتزام هذه المؤسسة الضخمة، طرح اسهمها في"البورصة".

ايرادات قياسية خلال 2020

وحسب ما كشف عنه المدير العام لشركة "سمارت تونس" عبد الوهاب الصافي لـ"الصباح"، فإن الشركة تمكنت خلال سنة 2020، من تحقيق ايرادات بلغت 300 مليون دينار ، وامام التحديات ، التي يفرضها سوق المستلزمات التكنولوجية اليوم، كان لا بد من العمل على توسعة نشاط الشركة ، وخلق مواطن شغل جديد، وخيرت الشركة دخول" البورصة"، وايضا تشريك موظفيها في أسهمها ، كما ان هذه الخطوة تعزز من تواجد الشركة في مختلف المجالات الاقتصادية، وهي بالتالي تواصل الاستثمار في المجالات الرقمية والتكنولوجية ، وبعث المزيد من مواطن الشغل.

ويعد عبد الوهاب الصافي، من اهم مهندسي البرمجيات الحاسوبية في تونس خلال السبعينات ، وصل إلى باريس عام 1966 ، وكان يبلغ من العمر 19 عامًا ، بموارد شحيحة ، وكان عليه القيام بوظائف غريبة وإيجاد المسار الصحيح لدراسته. ونجح مقال منشور في مجلة امريكية حول مستقبل التكنولوجيا في العالم من تحفيزه، ليختار عبد الوهاب الصافي تكنولوجيا المعلومات من البداية ، معتبراً إياها مهنته. سيبدأ بالتسجيل في مدرسة للإلكترونيات ، ثم ينتقل إلى المعهد الوطني للفنون والحرف (Cnam) ، الذي بدأ بعد ذلك في تقديم المزيد من الدراسات المتعمقة. وسرعان ما سيتعلم البرمجة ويتعرف على برامج IBM. سيحصل عبد الوهاب الصافي على أول وظيفة له في مختبر صيدلاني في فرنسا ، والذي يدار ببرامج IBM ، مما جعله على اتصال دائم بشركة تكنولوجيا المعلومات العملاقة هذه، مع الخبرة المكتسبة ، انتقل إلى مختبر (ألماني) آخر أكبر، وفي سن 29 أصبح رئيسًا لنظام تكنولوجيا المعلومات للشركة بالكامل. أكسبه نجاح الحلول التي تم نشرها تقدير التسلسل الهرمي والاعتبار داخل شركة IBM حيث بدأ في اكتساب المهارة في صناعة البرمجيات الحاسوبية وبرع فيها، ثم يقرر العودة الى تونس، ويبعث اول شركة سنة 1997 تحت اسم كان غريبا وأصبح متداولا اليوم "smart tunisie"، والتي تحولت بفضل دعم مهندسين شابين آخرين آنذاك، الى شركة عملاقة اليوم في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، وتنضوي تحتها اكثر من 25 علامة تجارية عالمية كبرى.

بدايات صعبة أسست للتميز والريادة

ويقول الصافي، حول تلك الفترة، اي البدايات، التي انطلقت من خلالها تونس في اعتماد أجهزة الحاسوب في مختلف المرافق العمومية ، والخاصة بالدولة ، أي خلال السبعينات من القرن الماضي، لتبلغ اوجها سنة 1997 ، مع بعث اول شركة في مجال البرمجيات والتكنولوجيا الرقمية، ان تلك الفترة كانت صعبة للغاية، بإعتبار ان الكثيرين كانوا يعارضون استعمال التكنولوجيا في تلك الفترة، الى ان نجحت البرامج ، التي تقوم الشركة بطرحها في تغيير عقلية المسؤولين في تلك الفترة، بعد ان قلصت الوقت ويسرت العديد من الاعمال الادارية، وعلى رأسها برمجيات وزارة المالية ، مما مكن الوزراء والمسؤولين ، من اعداد ميزانياتهم في وقت قصير، ووضع البرامج التنموية المطلوبة ، لنصل الى ما نحن عليه اليوم من تطور تقني في عدد من اجهزة الدولة.

كما لا ينفي عبد الوهاب الصافي، مساهمة شركته ، في نشر الثقافة الرقمية لدى الشباب ، وتزويد البلاد بالآلاف من اجهزة الحاسوب، في مختلف نقاط البيع داخل الجمهورية باسعار في متناول الجميع، وايضا في فترة لاحقة توسيع نشاط الشركة دوليا ، لتفتح شركة لها بالمغرب، وهي محل نجاح باهر ، وثقة كبيرة من العملاء.

دخول "البورصة" والرفع من الايرادات

وحول مستقبل الشركة ، يرى النائب المدير العام محمود بودن، في تصريح لـ"الصباح" ، ان المستقبل اليوم هو في تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا ، وهو السبب الذي دفع بمؤسسي الشركة الى خوض تجربة جديدة في "البورصة"، مؤكدا ، ان دخول "البورصة"، كان مخططا له منذ سنوات، وهو امر يرفع من ثقة العملاء، وايضا يقدم العديد من الامتيازات، التي ستمكن الشركة فيما بعد من توسعة انشطتها التكنولوجية، وخلق مواطن شغل اضافية ، كما تقوم الشركة عبر هذه الخطوة بزيادة رأس المال وبيع الأسهم القديمة، كما يمثل فتح رأس المال للمساهمين الجدد الانتقال إلى مرحلة جديدة ،بالإضافة إلى استدامة الشركة.

ويعبر اختيار "البورصة" عن إرادة المؤسسين عبد الوهاب الصافي، ومحمود بودان، وتوفيق بن خميس لتعزيز تونس الذكية، والمضي بها نحو بُعد جديد، وذلك من خلال تمكين تونس من اقتحام كافة المجالات الجديدة الناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وترسيخ ريادتها في هذا القطاع ، وتحفيز وتوحيد موظفيها من خلال فتح جزء من رأس المال لهم بخصم 50٪ والاستعداد لذلك.

المستحيل يصبح حقيقة

في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات ، كانت أجهزة الكمبيوتر الشخصية تلوح في الأفق، آفاق جديدة تفتح مع توسع خدمات ومعدات تكنولوجيا المعلومات، سيقرر محمود بودن ركوب الزخم وإنشاء مشروعه التجاري الخاص. في نهاية سنة 1982 ، غادر محمود بودن الذي عمل في بدايته صحفي، شركة IMB تونس ، لتأسيس شركة خدمات تكنولوجية.

كان مؤسس شركة برولوجيك ، عبد الوهاب الصافي ، يتطلع إلى تطوير الشركة وسيقترح على محمود بودن الانضمام إليه. كلاهما يعرف بعضهما البعض لفترة طويلة ، ويحملان معرفة تامة ببرمجيات IBM، ويتشاركان نفس الرغبة في النجاح. كما كانت الشراكة قوية ومفيدة ومتينة ، في تآزر مهني مثالي، وسيتم توسيع الثنائي إلى ثلاثي ، عندما ينضم توفيق بن خميس ، خريج آخر من شركة IBM.

عين محمود بودن في بدايته سنة 1969 صحفيا في جريدة La Presse ، ثم في جريدة le Temps سنة 1975، وهو من مؤسسي الوكالة العامة للنشر والإعلان (AGEP) سنة 1974 ، كما انشأ شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات سنة 1982، وانضم إلى شركة Prologic في سنة 1988، وتم اختياره في شركة IbM الامريكية بعد منافسة شرسة من قرابة 100 مترشح ، ثم بدأ ، في عام 1975 ، تدريبًا طويلاً كمهندس تقني تجاري في تونس وفرنسا ، وهو الأول من نوعه في العالم ، عندما كانت علوم الكمبيوتر بالكاد تظهر. انتهى التدريب ، وسيبدأ العمل ، ويمارس عمله في مجال البرمجيات عن كثب ، ويساعد في إقامة مشاريع كبيرة لتكنولوجيا المعلومات ، طوال عقود في تونس.

ويؤكد بودن لـ"الصباح" ، ان بداياته كانت صعبة جدا، خاصة في ظل جهل تام باهمية التكنولوجيات الحديثة في تونس ، وكان من الصعب اقناع الجميع باهمية الاستثمار في مجالات التكنولوجيا ، ورغم ذلك خاض الثلاثي خرجي شركة Ibm التحدي والمخاطرة، وتمكنوا برأس مال متواضع لا يتجاوز 10 آلاف دينار ، من تاسيس شركة عملاقة في مجال التجهيزات التكنولوجية والاتصالات، وتحقيق ايرادات قياسية من سنة الى اخرى.

قوة الاقتصاد بالامكانيات التكنولوجية 

ويؤكد "بودن" ، انه رغم نجاح مؤسسي شركة "smart tunisie"، من الريادة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ورغم نجاح الشركة في تعميم استعمال الحواسيب في حياتنا اليومية، الا ان المسار مازال طويلا، فعديدة هي المرافق العمومية في الدولة مازالت في حاجة اليوم الى تحديث بنيتها التحتية التكنولوجية ، ومن الضروري العمل على تطوير الادارة التونسبة ، فبعض المرافق الحكومية مازالت تعتمد على الطريقة التقليدية في ادارة شؤونها وشؤون المواطنين، ومن الضروري العمل على تأهيلها وهيكلتها ، وتطوير بنيتها التكنولوجية، حتى تتمكن من التأقلم مع التقنيات الحديثة ، خاصة واننا ندخل مرحلة جديدة من الثورات الرقمية، والاجيال الجديدة من الاتصالات الرقمية.

ويعتبر محمود بودن ، ان قوة الاقتصاد، هي في بنيته الرقمية، وعلى المجموعة الوطنية ، ان تعمل مستقبلا ، على الدفع نحو تحيين أنظمتنا الرقمية ، لتواكب نظيرتها في العديد من دول العالم، لافتا الى ضرورة دعم المؤسسات الناشطة في المجال التكنولوجي.

وكشف "بودن" ، ان استراتيجية الشركة مستقبلا ، هي الدفع نحو تحويل تونس الى قطب تكنولوجي ذكي على المستوى الاقليمي والدولي ، وهي بصدد توسيع انشطتها ، في المجال الرقمي ، في كافة القطاعات.

الريادة في القطاعات التكنولوجية

ونجحت شركة "smart tunisie"، من تحقيق نجاح باهر في الآونة الاخيرة ، في سوق الاتصالات والتجهيزات الرقمية، وبلغت ايرادتها موفى سنة 2020 ، قرابة 300 مليون دينار ، وهي تشغل اليوم أكثر من 300 موظف ، وتشرف على توزيع منتجات ما لا يقل عن 25 علامة تجارية عالمية كبرى، كما تنضوي تحت الشركة الام، خمس شركات فرعية متخصصة في القطاعات التكنولوجية ، هي على التوالي شركة برولوجيك وتقوم بتسويق حلول تكنولوجيا المعلومات وتدعم الشركات في تطوير وتشغيل وصيانة حلولها ، وشركة ACT متخصصة في بيع معدات تكنولوجيا المعلومات ، وكذلك شركة simop مختصة في حلول البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وصيانة وإصلاح وبيع قطع الغيار والمواد الاستهلاكية ، وشركة "أزور كولورز " متخصصة في تجارة وتوزيع منتجات الطباعة الكبيرة الحجم ، بالاضافة الى شركة Smart Ink, SARL ، والتي انشأت ، بموجب القانون المغربي ، في نهاية عام 2020 لتسويق وتوزيع منتجات الطباعة بالحجم الكبير.

25 علامة تجارية مرموقة

تتمتع Smart Tunisie ، بثقة مرموقة، من قبل 25 علامة تجارية عالمية، يتم تجميعها في أربع مجموعات تمثل  المنتجات رئيسية ، وهي أجهزة الكمبيوتر والملحقات (HP و DELL و Asus و Lenovo ، بالإضافة إلى شركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة الأخرى ، والطباعة والمواد الاستهلاكية (EPSON و HP)، وحلول البرامج و الانتاجية  والأمان والسحابة (HPE و DELL EMC و Microsoft و Fortinet وما إلى ذلك)، والهواتف المحمولة (Huawei).

قطاع واعد

وحسب بيانات الشركة ، تظهر الآفاق المستقبلية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تونس إمكانات كبيرة ، حيث  من المتوقع أن يرتفع استيراد أجهزة الكمبيوتر ، الذي نما بنسبة 19٪ في عام 2019 ، كما هو الحال بالنسبة للطابعات (+ 14٪ المتوسط السنوي بين 2015 و 2019)، كما من المتوقع ان يشهد سوق الهاتف المحمول زيادة تقدر بـ 11٪ في عام 2021 ، بمعدل 96 خط  لكل 100 نسمة ، بالإضافة الى ارتفاع  نسبة استخدام التونسيين لشبكات التواصل الاجتماعي لتبلغ 69٪ وفق آخر الاحصائيات المنجزة  ، لا تزال الشركة واثقة ومتفائلة بشأن مستقبل أعمالها ، بفضل الطلب المستمر على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة في تونس ، وكذلك بفضل فوزها بالعديد من  الصفقات الكبرى في مجال تكنولوجيا الاتصال.

 

 سفيان المهداوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews