إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الرئيس المدير العام لديوان السياحة لـ"الصباح ": 2000 م.د خسائر السياحة.. ومخطط الإنعاش جاهز

تونس- الصباح

كشف الرئيس المدير العام لديوان السياحة، محمد المعز بلحسين، في حوار مع "الصباح"، أمس، عن تطور العائدات السياحية بتاريخ 20 سبتمبر 2021 لتبلغ 1736 مليون دينار بزيادة قدرت بـ 6.1% عن سنة 2020، لافتا الى ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على تطور القطاع الذي يمثل 14% من الناتج القومي الاجمالي.

واكد محمد المعز بلحسين ان الوزارة اتخذت جملة من الاجراءات لإنعاش القطاع انطلقت منذ أفريل الماضي عبر برمجة 540 رحلة جوية من مختلف بلدان العالم نحو تونس، وهناك قرابة 537 رحلة جديدة تمت برمجتها خلال شهر سبتمبر الحالي والى موفى السنة الحالية، مؤكدا وجود برنامج انعاش للسياحة يمتد الى غاية 2024 ويحتاج الى المصادقة حتى يقع تنفيذه على المدى القصير.

واكد المدير العام لديوان السياحة، ان بإمكان تونس ان تطور من ايرادات السياحة، وذلك عبر استقطاب الاستثمارات الكبرى، وانشاء مشاريع سياحية جديدة ، وتونس مازالت متأخرة في تشييد مثل هذه المدن السياحية التي ستغير الكثير في بلادنا، وترفع من حجم ايرادات السياحة الى مستويات تضاهي البلدان المتقدمة، او البلدان التي تنافس تونس في مجال السياحة.

وفيما يلي الحوار الكامل مع الرئيس المدير العام لديوان السياحة، والذي تضمن استعدادات وزارة السياحة لفترة ما بعد كورونا وأبرز التحديات التي تواجه تونس لتعود قطبا سياحيا في منطقة شمال افريقيا.

*بداية سيدي المدير العام ، كم بلغ حجم الخسائر التي سببتها جائحة كورونا خلال هذه السنة؟

-لا شك ان هذه السنة كانت صعبة على جميع القطاعات بسبب الازمة الصحية التي تمر بها بلادنا ، وآخر الارقام المسجلة لدينا بتاريخ 20 سبتمبر 2021 تشير الى ارتفاع مداخيل السياحة لتبلغ 1736 مليون دينار بزيادة 6.1% مقارنة بسنة 2020 وبانخفاض قدرت نسبته 58% عن سنة 2019 ، وخسائر القطاع اجمالا بلغت 2000 مليون دينار ، وهي خسائر فادحة ناجمة عن الاجراءات الصحية الصارمة التي اتخذت منذ بداية ظهور جائحة كوفيد-19 ببلادنا ، كما ان تصنيف بلادنا كمنطقة حمراء في فرنسا والدول الاوروبية اثر بشكل كبير على توافد السياح الى بلادنا وخاصة من الجنسيات الاوروبية ، لكن وعلى الرغم من خطر التصنيفات الذي يؤرق وزارة السياحة في المقام الاول، تمكنا من استقطاب دفعة هامة من السياح الاجانب منذ بداية السنة وذلك من خلال التخفيف من قيود السفر، والاكتفاء بالاستظهار بالاختبارات الطبية التي تثبت خلو الوافدين من فيروس كورونا، الى جانب قبول من اتموا عمليات التطعيم ضد الفيروس ، علما وان الخسائر لم تطل تونس فقط بل دول العالم بأسره، وقدرت منظمة السياحة العالمية خسائر السياحة في العالم بنحو 1.3 تريليون دولار خلال سنة 2020 فقط، وهي أسوأ ازمة يمر بها القطاع السياحي في شتى الدول.

*وزير السياحة وعد مؤخرا، بإستقطاب 20 الف سائح مع موفى جوان الماضي، لكننا سجلنا الاسبوع الماضي توافد 465 سائحا روسيا فقط؟

-(يضحك)...هذه مجرد رحلة من اصل 540 رحلة جوية تمت برمجتها منذ افريل الماضي ، وهناك المزيد من الرحلات التي تمت برمجتها خلال هذا الشهر والى موفى السنة وعددها 537 رحلة جوية، علما وان شهر جوان شهد قفزة من حيث عدد الاصابات بالفيروس المتحور مما دفع بالسلطات الى اغلاق البلاد ، وهذ أثر بشكل فادح على برامج الوزارة ،الا انه منذ نجاح حملات التطعيم في الآونة الاخيرة بدأ القطاع يسترجع نشاطه ونحن نلمس ذلك على ارض الواقع اليوم.

*جامعة النزل تحدثت عن اغلاق 80% من النزل خلال الجائحة وفقدان آلاف مواطن الشغل ، فما هو عدد الفنادق التي اغلقت وهل مازالت مغلقة اليوم؟

- أولا دعني اصحح هذا الخطأ الشائع في مختلف وسائل الاعلام ، للجامعة ارقمها الخاصة وهي غير دقيقة، كما ان مواطن الشغل المفقودة والتي تتحدث عنها عدة تقارير غير رسمية، لا يمكن اعتمادها ما لم نسجل اشعارا بذلك ، وحاليا القطاع يشغل 70 الفا بشكل مباشر وهؤلاء تمتعوا بمساعدات اجتماعية عاجلة من الدولة، كما من الضروري ان تعمل اليوم كافة المؤسسات السياحية على دخول "البورصة" لتمويل أنشطتها وتطوير مشاريعها.

*يعاب على وزارتكم اليوم عدم اطلاق حملات ترويجية لإنعاش السياحة في بلادنا، ولاحظنا عديد الدول المنافسة لتونس تطلق حملاتها الترويجية وتغزو كافة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟

-هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، الوزارة أطلقت حملات ترويجية كبرى للوجهة التونسية بثماني لغات ورصدت ميزانية لذلك، وبالامكان ان تطلع على جزء من حملاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال وبمختلف اللغات، والوزارة تعاقدت مع العديد من الفاعلين والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك الآلاف من الفيديوهات والصور ذات الجودة العالية التي تتحدث عن تونس ونجاحها في السيطرة على جائحة كورونا وتبسيط كافة الاجراءات لفائدة التونسيين والاجانب ، وجزء كبير منها ممول على شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها ، ولا بد من الاشارة هنا، أنه لايجوز مقارنة ميزانية الحملات الترويجية لبلادنا مع بلدان اخرى تفوقها من حيث الامكانيات المالية ، ورغم ان حجم الميزانية لمثل هذه الحملات ضئيل ولا يتجاوز 7 مليون اورو ، فإن حسن انفاقها وادارتها ملموس ، ورغم الامكانيات الضئيلة نجحنا الى حد ما في التعريف بالوجهة التونسية في العالم ، ونحن نوظف كافة جهودنا للتعريف بالوجهة التونسية وفق الامكانيات المتاحة ، ولا بد ان تتضافر كافة الجهود لدعم مثل هذه الحملات الترويجية من مختلف القطاعات وأيضا من كافة التونسيين سواء في تونس او خارجها، ونحن نعول على وعي التونسيين جميعا في خدمة وطنهم كل من موقعه.

*لاحظنا في الآونة الاخيرة تردي حالة بعض الشواطئ الساحلية ، فهل هناك برنامج لإعادة تهيئة بعضها خاصة وان بلادنا تعول بشكل كبير على السياحة الشاطئية؟

-هناك خطر الانجراف الذي يهدد مختلف الشواطئ التونسية ، وأثر ذلك بشكل لافت على مستوى توزيع الحصص للشمسيات في عدد من الشواطئ ، وبالنسبة لعمليات التهيئة فهي مكلفة جدا وهي تحتاج الى تمويلات ضخمة وتضافر جهود كافة الوزارات وعلى رأسها وزارة شؤون البيئة والشركات الخاصة التي تملك الآليات والتجهيزات المناسبة ، والوزارة حريصة على نظافة المناطق السياحية، وهي تبذل جهودا كبيرة في مراقبة مستوى جودة الخدمات في مختلف الفنادق ولا تتسامح مع المخالفين، علما وان هناك خططا مع عديد الوزارات المعنية لتهيئة كافة الشواطئ التونسية والمحافظة على جماليتها، خاصة وأنها الوجهة المفضلة للسياح الاوروبيين بوجه خاص.

*كم بلغ عدد الوافدين على بلادنا منذ بداية العام، والى غاية اليوم وفق تقديرات الوزارة ؟

-عدد الوافدين بلغ منذ بداية العام الحالي والى غاية سبتمبر 2021، وهي آخر الاحصائيات الرسمية التي تملكها الوزارة ، قرابة مليون و600 الف سائح وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة لكنه يعد مطمئنا بالمقارنة مع سنة 2020 والتي شهدت أسوأ نكسة للسياحة التونسية، ونحن نعمل اليوم على الوصول الى مستويات ما قبل الجائحة من خلال مخطط يمتد الى سنة 2024 ويهدف الى الرفع من عدد الوافدين الاجانب الى مستويات ما قبل الجائحة، وهذا الامر رهين ما سيصل اليه الوضع الوبائي العالمي من تحسن وقدرة الدول على السيطرة على السلالات المتحورة من فيروس كورونا .

 *ما هو رأي وزارتكم بخصوص ما تردد حول الحاق وزارة السياحة بالثقافة ؟

-نحن نعمل من موقعنا على انقاذ السياحة في بلادنا من اي خطر يتهددها، وليس مهما ان كنا نعمل بشكل مستقل او بمرافقة وزارة أخرى ، لكن ما يهم هو وضع الخطط الاستشرافية والدقيقة للمحافظة على استقرار القطاع وعدم تعرضه لهزات جديدة من شانها ان تعمق من ازمة السياحة في بلادنا، والهدف الاساسي هو الرفع من حجم الايرادات من العملة الصعبة ، وتنمية القطاع وبعث آلاف مواطن الشغل الجديدة والمحافظة على المكتسبات التي عملت بلادنا منذ الاستقلال على تشييدها .

*كم بلغ حجم الاستثمارات السياحية في بلادنا في الفترة الاخيرة؟

-المستوى الذي بلغته الاستثمارات السياحية في تونس مطمئن جدا اليوم وسجلنا في سنة 2020 انجاز مشاريع سياحية بقيمة 294 مليون دينار وهي مشاريع انجزت بالكامل، ويعد هذا المعطى مهم جدا مقارنة بسنة 2019، والتي شهدت انجاز استثمارات بقيمة 196 مليون دينار ، والاهم من ذلك كله، تم تسجيل نوايا استثمار بقيمة 2 مليار دينار في سنة 2020 ، وتمتد للسنوات القادمة ، ورغم الوضع الوبائي الذي مرت به بلادنا من مارس 2020، مستوى الاستثمار السياحي في بلادنا ارتفع وبلغ مستويات مطمئنة ، ولا بد من العمل مستقبلا على توسعة الخطط الاستثمارية في هذا المجال وبإمكان بلادنا ان تجني مستقبلا ايرادات بقيمة 50 مليار دولار سنويا لو تم العمل منذ اليوم على استقطاب المشاريع السياحية الكبرى في بلادنا على غرار ما تم انجازه بياسمين الحمامات و"القنطاوي" بسوسة والذي يعد مشروعا نموذجيا تم انجازه منذ سنة 1979 وما يزال الى اليوم يبهر السياح الاجانب ، وهذه المشاربع الضخمة تحتاج الى تضافر كافة الجهود والعمل على استقطابها ، علما وان بلادنا نجحت في الآونة الاخيرة من الاستقطاب 3 علامات تجارية عالمية كبرى تنشط اليوم بالعاصمة.

*كيف تقيمون الوضع السياحي في الفترة القادمة وهل سنشهد تحسنا خلال سنة 2022 ؟

-الامر حاليا متروك لجهود اعوان الصحة في عمليات التطعيم والهدف الاساسي تحقيق المناعة الجماعية وتطعيم نصف التونسيين، وعلى ضوء ذلك، بالامكان القول ان مستوى السياحة سيعود انطلاقا من سنة 2022 الى مستويات ما قبل الجائحة ،ونحن في انتظار المصادقة على مخطط جديد لإنعاش السياحة يمتد الى غاية سنة 2024 وسيتم تنفيذه بداية من السنة القادمة .

 

حوار : سفيان المهداوي

الرئيس المدير العام لديوان السياحة لـ"الصباح ": 2000 م.د خسائر السياحة.. ومخطط الإنعاش جاهز

تونس- الصباح

كشف الرئيس المدير العام لديوان السياحة، محمد المعز بلحسين، في حوار مع "الصباح"، أمس، عن تطور العائدات السياحية بتاريخ 20 سبتمبر 2021 لتبلغ 1736 مليون دينار بزيادة قدرت بـ 6.1% عن سنة 2020، لافتا الى ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على تطور القطاع الذي يمثل 14% من الناتج القومي الاجمالي.

واكد محمد المعز بلحسين ان الوزارة اتخذت جملة من الاجراءات لإنعاش القطاع انطلقت منذ أفريل الماضي عبر برمجة 540 رحلة جوية من مختلف بلدان العالم نحو تونس، وهناك قرابة 537 رحلة جديدة تمت برمجتها خلال شهر سبتمبر الحالي والى موفى السنة الحالية، مؤكدا وجود برنامج انعاش للسياحة يمتد الى غاية 2024 ويحتاج الى المصادقة حتى يقع تنفيذه على المدى القصير.

واكد المدير العام لديوان السياحة، ان بإمكان تونس ان تطور من ايرادات السياحة، وذلك عبر استقطاب الاستثمارات الكبرى، وانشاء مشاريع سياحية جديدة ، وتونس مازالت متأخرة في تشييد مثل هذه المدن السياحية التي ستغير الكثير في بلادنا، وترفع من حجم ايرادات السياحة الى مستويات تضاهي البلدان المتقدمة، او البلدان التي تنافس تونس في مجال السياحة.

وفيما يلي الحوار الكامل مع الرئيس المدير العام لديوان السياحة، والذي تضمن استعدادات وزارة السياحة لفترة ما بعد كورونا وأبرز التحديات التي تواجه تونس لتعود قطبا سياحيا في منطقة شمال افريقيا.

*بداية سيدي المدير العام ، كم بلغ حجم الخسائر التي سببتها جائحة كورونا خلال هذه السنة؟

-لا شك ان هذه السنة كانت صعبة على جميع القطاعات بسبب الازمة الصحية التي تمر بها بلادنا ، وآخر الارقام المسجلة لدينا بتاريخ 20 سبتمبر 2021 تشير الى ارتفاع مداخيل السياحة لتبلغ 1736 مليون دينار بزيادة 6.1% مقارنة بسنة 2020 وبانخفاض قدرت نسبته 58% عن سنة 2019 ، وخسائر القطاع اجمالا بلغت 2000 مليون دينار ، وهي خسائر فادحة ناجمة عن الاجراءات الصحية الصارمة التي اتخذت منذ بداية ظهور جائحة كوفيد-19 ببلادنا ، كما ان تصنيف بلادنا كمنطقة حمراء في فرنسا والدول الاوروبية اثر بشكل كبير على توافد السياح الى بلادنا وخاصة من الجنسيات الاوروبية ، لكن وعلى الرغم من خطر التصنيفات الذي يؤرق وزارة السياحة في المقام الاول، تمكنا من استقطاب دفعة هامة من السياح الاجانب منذ بداية السنة وذلك من خلال التخفيف من قيود السفر، والاكتفاء بالاستظهار بالاختبارات الطبية التي تثبت خلو الوافدين من فيروس كورونا، الى جانب قبول من اتموا عمليات التطعيم ضد الفيروس ، علما وان الخسائر لم تطل تونس فقط بل دول العالم بأسره، وقدرت منظمة السياحة العالمية خسائر السياحة في العالم بنحو 1.3 تريليون دولار خلال سنة 2020 فقط، وهي أسوأ ازمة يمر بها القطاع السياحي في شتى الدول.

*وزير السياحة وعد مؤخرا، بإستقطاب 20 الف سائح مع موفى جوان الماضي، لكننا سجلنا الاسبوع الماضي توافد 465 سائحا روسيا فقط؟

-(يضحك)...هذه مجرد رحلة من اصل 540 رحلة جوية تمت برمجتها منذ افريل الماضي ، وهناك المزيد من الرحلات التي تمت برمجتها خلال هذا الشهر والى موفى السنة وعددها 537 رحلة جوية، علما وان شهر جوان شهد قفزة من حيث عدد الاصابات بالفيروس المتحور مما دفع بالسلطات الى اغلاق البلاد ، وهذ أثر بشكل فادح على برامج الوزارة ،الا انه منذ نجاح حملات التطعيم في الآونة الاخيرة بدأ القطاع يسترجع نشاطه ونحن نلمس ذلك على ارض الواقع اليوم.

*جامعة النزل تحدثت عن اغلاق 80% من النزل خلال الجائحة وفقدان آلاف مواطن الشغل ، فما هو عدد الفنادق التي اغلقت وهل مازالت مغلقة اليوم؟

- أولا دعني اصحح هذا الخطأ الشائع في مختلف وسائل الاعلام ، للجامعة ارقمها الخاصة وهي غير دقيقة، كما ان مواطن الشغل المفقودة والتي تتحدث عنها عدة تقارير غير رسمية، لا يمكن اعتمادها ما لم نسجل اشعارا بذلك ، وحاليا القطاع يشغل 70 الفا بشكل مباشر وهؤلاء تمتعوا بمساعدات اجتماعية عاجلة من الدولة، كما من الضروري ان تعمل اليوم كافة المؤسسات السياحية على دخول "البورصة" لتمويل أنشطتها وتطوير مشاريعها.

*يعاب على وزارتكم اليوم عدم اطلاق حملات ترويجية لإنعاش السياحة في بلادنا، ولاحظنا عديد الدول المنافسة لتونس تطلق حملاتها الترويجية وتغزو كافة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟

-هذا الامر غير صحيح على الاطلاق، الوزارة أطلقت حملات ترويجية كبرى للوجهة التونسية بثماني لغات ورصدت ميزانية لذلك، وبالامكان ان تطلع على جزء من حملاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال وبمختلف اللغات، والوزارة تعاقدت مع العديد من الفاعلين والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك الآلاف من الفيديوهات والصور ذات الجودة العالية التي تتحدث عن تونس ونجاحها في السيطرة على جائحة كورونا وتبسيط كافة الاجراءات لفائدة التونسيين والاجانب ، وجزء كبير منها ممول على شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها ، ولا بد من الاشارة هنا، أنه لايجوز مقارنة ميزانية الحملات الترويجية لبلادنا مع بلدان اخرى تفوقها من حيث الامكانيات المالية ، ورغم ان حجم الميزانية لمثل هذه الحملات ضئيل ولا يتجاوز 7 مليون اورو ، فإن حسن انفاقها وادارتها ملموس ، ورغم الامكانيات الضئيلة نجحنا الى حد ما في التعريف بالوجهة التونسية في العالم ، ونحن نوظف كافة جهودنا للتعريف بالوجهة التونسية وفق الامكانيات المتاحة ، ولا بد ان تتضافر كافة الجهود لدعم مثل هذه الحملات الترويجية من مختلف القطاعات وأيضا من كافة التونسيين سواء في تونس او خارجها، ونحن نعول على وعي التونسيين جميعا في خدمة وطنهم كل من موقعه.

*لاحظنا في الآونة الاخيرة تردي حالة بعض الشواطئ الساحلية ، فهل هناك برنامج لإعادة تهيئة بعضها خاصة وان بلادنا تعول بشكل كبير على السياحة الشاطئية؟

-هناك خطر الانجراف الذي يهدد مختلف الشواطئ التونسية ، وأثر ذلك بشكل لافت على مستوى توزيع الحصص للشمسيات في عدد من الشواطئ ، وبالنسبة لعمليات التهيئة فهي مكلفة جدا وهي تحتاج الى تمويلات ضخمة وتضافر جهود كافة الوزارات وعلى رأسها وزارة شؤون البيئة والشركات الخاصة التي تملك الآليات والتجهيزات المناسبة ، والوزارة حريصة على نظافة المناطق السياحية، وهي تبذل جهودا كبيرة في مراقبة مستوى جودة الخدمات في مختلف الفنادق ولا تتسامح مع المخالفين، علما وان هناك خططا مع عديد الوزارات المعنية لتهيئة كافة الشواطئ التونسية والمحافظة على جماليتها، خاصة وأنها الوجهة المفضلة للسياح الاوروبيين بوجه خاص.

*كم بلغ عدد الوافدين على بلادنا منذ بداية العام، والى غاية اليوم وفق تقديرات الوزارة ؟

-عدد الوافدين بلغ منذ بداية العام الحالي والى غاية سبتمبر 2021، وهي آخر الاحصائيات الرسمية التي تملكها الوزارة ، قرابة مليون و600 الف سائح وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة لكنه يعد مطمئنا بالمقارنة مع سنة 2020 والتي شهدت أسوأ نكسة للسياحة التونسية، ونحن نعمل اليوم على الوصول الى مستويات ما قبل الجائحة من خلال مخطط يمتد الى سنة 2024 ويهدف الى الرفع من عدد الوافدين الاجانب الى مستويات ما قبل الجائحة، وهذا الامر رهين ما سيصل اليه الوضع الوبائي العالمي من تحسن وقدرة الدول على السيطرة على السلالات المتحورة من فيروس كورونا .

 *ما هو رأي وزارتكم بخصوص ما تردد حول الحاق وزارة السياحة بالثقافة ؟

-نحن نعمل من موقعنا على انقاذ السياحة في بلادنا من اي خطر يتهددها، وليس مهما ان كنا نعمل بشكل مستقل او بمرافقة وزارة أخرى ، لكن ما يهم هو وضع الخطط الاستشرافية والدقيقة للمحافظة على استقرار القطاع وعدم تعرضه لهزات جديدة من شانها ان تعمق من ازمة السياحة في بلادنا، والهدف الاساسي هو الرفع من حجم الايرادات من العملة الصعبة ، وتنمية القطاع وبعث آلاف مواطن الشغل الجديدة والمحافظة على المكتسبات التي عملت بلادنا منذ الاستقلال على تشييدها .

*كم بلغ حجم الاستثمارات السياحية في بلادنا في الفترة الاخيرة؟

-المستوى الذي بلغته الاستثمارات السياحية في تونس مطمئن جدا اليوم وسجلنا في سنة 2020 انجاز مشاريع سياحية بقيمة 294 مليون دينار وهي مشاريع انجزت بالكامل، ويعد هذا المعطى مهم جدا مقارنة بسنة 2019، والتي شهدت انجاز استثمارات بقيمة 196 مليون دينار ، والاهم من ذلك كله، تم تسجيل نوايا استثمار بقيمة 2 مليار دينار في سنة 2020 ، وتمتد للسنوات القادمة ، ورغم الوضع الوبائي الذي مرت به بلادنا من مارس 2020، مستوى الاستثمار السياحي في بلادنا ارتفع وبلغ مستويات مطمئنة ، ولا بد من العمل مستقبلا على توسعة الخطط الاستثمارية في هذا المجال وبإمكان بلادنا ان تجني مستقبلا ايرادات بقيمة 50 مليار دولار سنويا لو تم العمل منذ اليوم على استقطاب المشاريع السياحية الكبرى في بلادنا على غرار ما تم انجازه بياسمين الحمامات و"القنطاوي" بسوسة والذي يعد مشروعا نموذجيا تم انجازه منذ سنة 1979 وما يزال الى اليوم يبهر السياح الاجانب ، وهذه المشاربع الضخمة تحتاج الى تضافر كافة الجهود والعمل على استقطابها ، علما وان بلادنا نجحت في الآونة الاخيرة من الاستقطاب 3 علامات تجارية عالمية كبرى تنشط اليوم بالعاصمة.

*كيف تقيمون الوضع السياحي في الفترة القادمة وهل سنشهد تحسنا خلال سنة 2022 ؟

-الامر حاليا متروك لجهود اعوان الصحة في عمليات التطعيم والهدف الاساسي تحقيق المناعة الجماعية وتطعيم نصف التونسيين، وعلى ضوء ذلك، بالامكان القول ان مستوى السياحة سيعود انطلاقا من سنة 2022 الى مستويات ما قبل الجائحة ،ونحن في انتظار المصادقة على مخطط جديد لإنعاش السياحة يمتد الى غاية سنة 2024 وسيتم تنفيذه بداية من السنة القادمة .

 

حوار : سفيان المهداوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews