تواصل الإدارة الأميركية جهودها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإتمام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل.
وفي الوقت الذي تطالب فيه واشنطن من الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في المحادثات بضرورة الضغط على قادة حماس من أجل المواقفة على اتفاق التهدئة، تحاول الإدارة الأميركية تشجيع تل أبيب على وقف الحرب وإتمام صفقة التبادل ووضع مسار لإقامة الدولة الفلسطينية مقابل ما تصفه واشنطن بالفرصة التارخية لإسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية.
وأشار الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حسين عبد الحسين، خلال مداخلته مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، إلى عدم وجود بوادر توحي بقرب وقف لإطلاق النار.
وأوضح أن ذروة الاقتراحات الأميركية تمثلت في ما قدمه الرئيس جو بايدن، مضيفا أن هذا الاقتراح كان يكتنفه بعض الغموض، ولم يحظَ بقبول لا من قبل حماس ولا من الجانب الإسرائيلي.
لا وجود لوقف لإطلاق النار في الوقت الراهن وإنما محاولات دبلوماسية لتشجيع المبادرات الأخرى.
تجري جهود حثيثة لتنشيط الخط السعودي الإسرائيلي بهدف التوصل إلى اتفاق سلام يشمل الفلسطينيين والإسرائيليين دون الوصول لاي اتفاق لوقف إطلاق النار.
إدارة الرئيس بايدن تسعى أكثر لتحسين صورتها أمام الناخب الأميركي بدلاً من تغيير الوقائع على الأرض في الشرق الأوسط، ويبدو أن هذه الخطط ليست معدة لتحقيق نتائج ملموسة بقدر ما هي موجهة لدعم فرص إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن لولاية ثانية.
الولايات المتحدة تكتفي بتقديم مجموعة من التصريحات المتعارضة، دون أن توفر أياً من الخيارات.
يتركز اهتمام الولايات المتحدة على تحقيق النجاح في الانتخابات، بدلاً من الانخراط بحل المشكلات أو معالجتها في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، صرح الباحث في العلاقات الدولية، سالم اليامي، بأن الزيارات المتكررة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، على الرغم من الجهود المبذولة، لم تحقق سوى الفشل بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضح أن هذه الزيارات لم تكن فعالة في ممارسة الضغط المطلوب لصالح المجتمع الدولي أو لتحسين الوضع الإنساني الذي يعاني منه الفلسطينيون في غزة.
هناك مساران لتحقيق السلام: الأول كما تتبناه الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، يتمثل في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني دون مكافأة الجانب الإسرائيلي، أما المسار الثاني، فإنه يتعلق بالجانب الإسرائيلي الذي لا يبدو مستعداً حالياً للسلام.
في هذه الأثناء، يسعى الجانب الأمبركي إلى دعم إيجاد حل أو مسار للسلام العربي الإسرائيلي أو تحقيق حالة من التطبيع بين المملكة وإسرائيل.
يفوت الجانب الإسرائيلي فرصة تاريخية مهمة، حيث يركز اهتمامه على الحرب دون النظر إلى عواقبها.
إن استمرارية اتباع هذا الأسلوب من العمليات لن تؤدي إلا إلى تصعيد الوضع وزيادة وتيرة خطابات الكراهية، سواء في المنطقة أو تجاه إسرائيل.
هناك حالة عجز أميركية وهناك حالة تصلب إسرائيلية من شأنها ان تسهم في هدر كل هذه الفرص للسلام في المنطقة.
قضية السلام العربي الإسرائيلي لا تُقدم لإسرائيل فقط على أساس وقف العدوان.
الرؤية العربية، والسعودية تحديداً، تعتبر أن العدوان جريمة يجب أن تتوقف فوراً، وبالتالي، لا ترى الحكومات العربية أن الحكومة الإسرائيلية أو دولة إسرائيل تستحق مكافأة نظير هذه العملية.
الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني دفعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى إدراج جيش إسرائيل على قائمة العار.
ما زال الدور الأمبركي بعيدًا عن المستوى المطلوب، في حين يزداد النفوذ الإسرائيلي بشكل ملحوظ.
يُظهر التاريخ بوضوح أن استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى تفاقم خطاب الكراهية والصراع في منطقة تعيش على مدار 75 عامًا في حالة من النزاعات المتواصلة والحروب المستمرة والعداء الذي يُورث للأجيال القادمة.
التعنت الإسرائيلي ضد الدولة الفلسطينية يتطلب مواجهة باستخدام وسائل الضغط الدولي الفعّال، وذلك وفقاً لكافة الأعراف والقوانين والأنظمة الدولية.
في حال تمكنت الإدارة الأميركية الحالية من تنفيذ مسار السلام العربي الإسرائيلي الذي وُضع عام 2002، والذي يتضمن بنوداً وفصولاً محددة ومعروفة، وإتمام هذا المخطط خلال الفترة المتبقية من ولايتها، فإنها ستحقق بذلك إنجازاً كبيراً سيُسجل تاريخياً كإسهام بارز في تحقيق السلام في المنطقة.سكاي نيوز عربية