مع تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن العملية الإسرائيلية في رفح أعادت مفاوضات الهدنة إلى الوراء.
وأضاف في تصريحات اليوم الثلاثاء، أن بلاده مستمرة في دور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، مشيراً إلى أنها لم توقف الوساطة رغم التحديات.
كذلك أوضح أن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود، لافتاً في ذات الوقت إلى إمكانية التوصل لهدنة خلال أيام.
لكنه قال إن موقف إسرائيل ليس واضحاً لإنهاء الحرب.
تعثر المحادثات
تزامنت التصريحات مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح حيث توغلت دبابات إسرائيلية صباح اليوم شرق المدينة ودخلت أحياء الجنينة والسلام والبرازيل.
وتعثّرت الجولة الأخيرة من المحادثات بوساطة واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف إرساء هدنة تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل.
في حين كانت الحركة أعلنت أنها وافقت على مقترح من الوسطاء بشأن الهدنة، لكن إسرائيل رأت أنه "بعيد كل البعد عن مطالبها".
كما اعتبرت حماس الأحد أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن تشكّل "تراجعاً" عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، متهّمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ"الانقلاب" على مسار المحادثات.
واستضافت القاهرة عدة جولات مفاوضات من أجل التوصل إلأى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس بحضور وسطاء أميركيين وقطريين ولكن لم يتم التوصل إلى نتيجة.
حرب مدمرة
ومنذ أكثر من سبعة أشهر، يشهد قطاع غزة حرباً مدمّرة اندلعت بعد هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الإسلامية الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
ردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسبّبت بسقوط أكثر من 35 ألف قتيل غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وساطة قطر
يذكر أن قطر قالت الشهر الماضي إنها تعيد تقييم دور الوساطة الذي تضطلع به في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها بفعل ساسة يسعون إلى تحقيق مكاسب.
وقال مسؤول لرويترز حينا إنه في حالة عدم اضطلاع قطر بدور وساطة، فلن تكون هناك فائدة من الاحتفاظ بالمكتب السياسي لحماس لديها، لذا فإن هذا جزء من إعادة التقييم.وكالات