منذ الأزمة الإقتصادية سنة 2008 أو ما يعبر عنه بفترة الكساد الإقتصادي التي شهدها العالم والتي أثرت أساسا على القوى العظمى ، بدأت ملامح التغيرات الجيوسياسية في العالم تتشكل ، وتمثلت أساسا في بداية تشكل صورة جديدة لموازين القوى العالمية، ليبدأ الحديث حينها على إمكانية تشكل قطب جديد ينافس الغرب خاصة أن بعض الدول التي كانت تخطو بخطى متسارعة للصعود الإقتصادي استفادت كثيرا من الأزمة حينها ، وتحديدا الصين وروسيا والهند والبرازيل وحققت نسب نمو محترمة جدا ، وفي الوقت الذي بقيت تسعى فيه دول الغرب الى ترميم اقتصادياتها للخروج من بوتقة الكساد ، استغلت القوى الصاعدة والمناوئة للغرب وسياساته المبنية على الهيمنة المطلقة الى بسط نفوذها بصورة جديدة تدريجيا في العالم اقتصاديا وسياسيا ، هذه الصورة التي تقوم على أساس احترام الآخر وإرساء شراكات عادلة بعيدة تمام البعد عن غطرسة الغرب ...ثم تسارعت الأحداث ليرى الغرب مجاله الحيوي في أفريقيا وفي أمريكا الجنوبية وفي بعض الدول الآسيوية قد أفلت من سيطرته متوجها نحو قطب آخر أكثر عدلا وإنسانية منه . حينها تحدث الرىيس الأمريكي بايدن بكل صراحة قائلا " إن العالم الآن قد أعاد التشكل و قد ولى زمن القطب الواحد ..." هناك دول نامية استغلت الفرصة عبر إعمال عقلها الاستراتيجي ونوعت شراكاتها بما يمكن شعوبها من الاستفادة على كل المستويات ، لأنها تعلم جيدا أن العقل الاستراتيجي الذي يفكك شيفرة التحولات الجيوسياسية ويقرأ مآلاتها جيدا هو من يستطيع أن يختار التوجه الصائب والتحالفات الصحيحة . في تونس وللأسف نفتقد للعقل الاستراتيجي في الحكم ، لذلك نجد أن الأحداث في العالم تسير بسرعة الضوء ونحن نسير بسرعة محرك الفحم الحجري مما انجر عنه أننا لم نواكب إعادة تشكل العالم وولادة أقطاب جديدة وبقينا في نفس بوتقة الدولة الوليدة ما بعد الاستقلال . المطلوب اليوم في ظل ما نعيشه من أزمات وخاصة الأزمة الاقتصادية أن يفكر الماسكون بزمام الحكم بعقل استراتيجي وأن يتجهوا نحو تعدد الشراكات ( ماقلناش نطردوا الغرب ) ، يا سيدي حافظ على شراكتك مع الغرب ، ولكن في نفس الوقت أسس لشراكات استراتيجية مع القوى الأكثر عدلا في العالم والتي تعمل وفقا لمبدأ الشراكة لا بمبدأ الغطرسة والقوة وعقلية السيد والتابع ...فالعالم أصبح رحبا فما علينا الا ان ننظر للعالم ولمصلحتنا الفضلى كدولة وشعب وفق منطق الزاوية المنفرجة وليس الحادة....
بقلم: حاتم البوبكري
منذ الأزمة الإقتصادية سنة 2008 أو ما يعبر عنه بفترة الكساد الإقتصادي التي شهدها العالم والتي أثرت أساسا على القوى العظمى ، بدأت ملامح التغيرات الجيوسياسية في العالم تتشكل ، وتمثلت أساسا في بداية تشكل صورة جديدة لموازين القوى العالمية، ليبدأ الحديث حينها على إمكانية تشكل قطب جديد ينافس الغرب خاصة أن بعض الدول التي كانت تخطو بخطى متسارعة للصعود الإقتصادي استفادت كثيرا من الأزمة حينها ، وتحديدا الصين وروسيا والهند والبرازيل وحققت نسب نمو محترمة جدا ، وفي الوقت الذي بقيت تسعى فيه دول الغرب الى ترميم اقتصادياتها للخروج من بوتقة الكساد ، استغلت القوى الصاعدة والمناوئة للغرب وسياساته المبنية على الهيمنة المطلقة الى بسط نفوذها بصورة جديدة تدريجيا في العالم اقتصاديا وسياسيا ، هذه الصورة التي تقوم على أساس احترام الآخر وإرساء شراكات عادلة بعيدة تمام البعد عن غطرسة الغرب ...ثم تسارعت الأحداث ليرى الغرب مجاله الحيوي في أفريقيا وفي أمريكا الجنوبية وفي بعض الدول الآسيوية قد أفلت من سيطرته متوجها نحو قطب آخر أكثر عدلا وإنسانية منه . حينها تحدث الرىيس الأمريكي بايدن بكل صراحة قائلا " إن العالم الآن قد أعاد التشكل و قد ولى زمن القطب الواحد ..." هناك دول نامية استغلت الفرصة عبر إعمال عقلها الاستراتيجي ونوعت شراكاتها بما يمكن شعوبها من الاستفادة على كل المستويات ، لأنها تعلم جيدا أن العقل الاستراتيجي الذي يفكك شيفرة التحولات الجيوسياسية ويقرأ مآلاتها جيدا هو من يستطيع أن يختار التوجه الصائب والتحالفات الصحيحة . في تونس وللأسف نفتقد للعقل الاستراتيجي في الحكم ، لذلك نجد أن الأحداث في العالم تسير بسرعة الضوء ونحن نسير بسرعة محرك الفحم الحجري مما انجر عنه أننا لم نواكب إعادة تشكل العالم وولادة أقطاب جديدة وبقينا في نفس بوتقة الدولة الوليدة ما بعد الاستقلال . المطلوب اليوم في ظل ما نعيشه من أزمات وخاصة الأزمة الاقتصادية أن يفكر الماسكون بزمام الحكم بعقل استراتيجي وأن يتجهوا نحو تعدد الشراكات ( ماقلناش نطردوا الغرب ) ، يا سيدي حافظ على شراكتك مع الغرب ، ولكن في نفس الوقت أسس لشراكات استراتيجية مع القوى الأكثر عدلا في العالم والتي تعمل وفقا لمبدأ الشراكة لا بمبدأ الغطرسة والقوة وعقلية السيد والتابع ...فالعالم أصبح رحبا فما علينا الا ان ننظر للعالم ولمصلحتنا الفضلى كدولة وشعب وفق منطق الزاوية المنفرجة وليس الحادة....