أقدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأيام الفارطة على تزويد الجيش السوداني بمسيرات ليستعملها في مواجهة قوات الدعم السريع . هذه الخطوة تمثل دعما للبرهان في مواجهة الجنرال حميداتي و لكنها تتجاوز ذلك إلى تحقيق هدفين متكاملين و هما " إنقاذ " البرهان من تراجعه الميداني إلى درجة أنه أصبح مهددا بالهزيمة و خاصة النفخ في رماد النزاع المسلح ليتحول إلى نار مستعرة تلتهم السودان . وهذا الهدف الأساسي من التورط السافر للجمهورية الإسلامية الإيرانية يندرج ضمن الاستراتيجيات الايرانية في علاقة بالوطن العربي و التي تقوم على نشر بؤر التوتر و أيضا محاولة تحويل الاوضاع التي يخلقها التدخل الايراني إلى ورقة و تفاوض مع الدولة الغربية و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية. تقايض طهران ببرنامجها النووي و بما تدعوه " محور المقاومة " و تمارس سياسات ميكيافلية تنشر من خلالها الانقسام و التوتر و هو ما يبرز في العراق و اليمن و لبنان و سوريا و فلسطين. و يبدو أن التورط في دعم البرهان في السودان يندرج ضمن البحث عن أوراق ضغط أخرى خاصة بعد أن ارتفعت حدة المواجهة بين ايران و إسرائيل و بعد أن تأكد أن طهران لا ترغب في أن تواجه مباشرة تل أبيب و أنها تريد أن تكون ساحة المواجهة بعيدا عن الأراضي الإيرانية. تجاوزت ايران مستوى المراهنة على بعض القوى السياسية السودانية و هو ما قامت به منذ عقود خاصة في مرحلة حكم عمر البشير إلى تغذية نزاع مسلح يزيد وضع الشعب السوداني تعقيدا و يهدد بأن يتحول إلى حرب أهلية مدمرة على جميع المستويات .
هشام الحاجي
أقدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأيام الفارطة على تزويد الجيش السوداني بمسيرات ليستعملها في مواجهة قوات الدعم السريع . هذه الخطوة تمثل دعما للبرهان في مواجهة الجنرال حميداتي و لكنها تتجاوز ذلك إلى تحقيق هدفين متكاملين و هما " إنقاذ " البرهان من تراجعه الميداني إلى درجة أنه أصبح مهددا بالهزيمة و خاصة النفخ في رماد النزاع المسلح ليتحول إلى نار مستعرة تلتهم السودان . وهذا الهدف الأساسي من التورط السافر للجمهورية الإسلامية الإيرانية يندرج ضمن الاستراتيجيات الايرانية في علاقة بالوطن العربي و التي تقوم على نشر بؤر التوتر و أيضا محاولة تحويل الاوضاع التي يخلقها التدخل الايراني إلى ورقة و تفاوض مع الدولة الغربية و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية. تقايض طهران ببرنامجها النووي و بما تدعوه " محور المقاومة " و تمارس سياسات ميكيافلية تنشر من خلالها الانقسام و التوتر و هو ما يبرز في العراق و اليمن و لبنان و سوريا و فلسطين. و يبدو أن التورط في دعم البرهان في السودان يندرج ضمن البحث عن أوراق ضغط أخرى خاصة بعد أن ارتفعت حدة المواجهة بين ايران و إسرائيل و بعد أن تأكد أن طهران لا ترغب في أن تواجه مباشرة تل أبيب و أنها تريد أن تكون ساحة المواجهة بعيدا عن الأراضي الإيرانية. تجاوزت ايران مستوى المراهنة على بعض القوى السياسية السودانية و هو ما قامت به منذ عقود خاصة في مرحلة حكم عمر البشير إلى تغذية نزاع مسلح يزيد وضع الشعب السوداني تعقيدا و يهدد بأن يتحول إلى حرب أهلية مدمرة على جميع المستويات .