بقلم كمال بن يونس
فشلت مرة أخرى جلسات "مفاوضات القاهرة"... ولم تسفر عن أي اعلان لوقف اطلاق النار...رغم دخول حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة المحتل شهرها السابع..
وغادر وفد حركات المقاومة الوطنية الفلسطينية نحو العاصمة القطرية الدوحة "للتشاور"... بعد تصريحات جديدة اتهم فيها قادة" محور المقاومة" حكومة ناتنياهو المتطرفة مجددا ب" اضاعة الوقت "و التصلب والمناورة... وبرفض ايقاف المذبحة الجماعية للأطفال والنساء والمدنيين العزل...
مذبحة تتواصل للشهر السابع على التوالي ،في وقت اكدت فيه سلطات الاحتلال ووسائل الاعلام العبرية مرارا حصولها متذ اعوام على "ضوء أخضر" من عواصم عربية ودولية ل"تصفية القضية الفلسطينية" وحركات المقاومة الوطنية وخاصة حركات حماس والجهاد والجبهة الشعبية وحزب الله اللبناني وحلفائها في لبنان والعراق واليمن وسوريا وايران...
++فشلت الجولة الجديدة من "الوساطات" في القاهرة مثلما اجهض اليمين المتطرف الإسرائيلي وحلفاؤه في امريكا واوربا محادثات باريس والدوحة... بعد ان اجهضوا كل قرارات الأمم المتحدة و بقية المنظمات الأممية والدولية والإنسانية وبينها قرار محكمة العدل الدولية والأوروبية...
لماذا ؟
الأسباب عديدة...
لكن حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمياتها..
ما كان لحرب الإبادة الجماعية ان تبدا او ان تستمر... لولا تورط عدد كبير من قادة "الدول الديمقراطية الغربية" و زعماء بعض الدول العربية والإسلامية في الجريمة ...
صحيح ان كثيرا من العواصم الاوربية غيرت موقفها ،بينها مدريد ودوبلين وبروكسيل وباريس...
وصحيح ان هذه العواصم ضغطت من أجل وقف جرائم الاغتيالات والاعنقالات في الضفة الغربية والقدس المختلين.. َبما في ذلك الاغتيالات و عمليات التعذيب التي تورط فيها "المستوطنون المدنيون" بعد ان وزعت حكومة الإرهابي ناتنياهو عليهم عشرات الاف. الأسلحة النارية..
وصحيح ان بعض الحكومات العربية والغربية سمحت بتنظيم مظاهرات شعبية و"وقفات" تطالب بوقف حرب الإبادة والعدوان... بعد مدة من "التلكؤ" و الانحياز الاعلامي الأعمى للقاتل ضد القتيل... وللجلاد ضد الضحية.. ولسلطات الاحتلال ضد الشعب المقموع والمحتل..
لكن التمادي في قتل عشرات الالاف من الأطفال والنساء وفي وتجويع ملايين المدنيين خيار غالط ستكون نتائجه خطيرة جدا على كل "الذين يلعبون بالنار ".. داخل العواصم الغربية والعربية والإسلامية... بما في ذلك داخل بعض "اللوبيات الفلسطينية" في رام الله التي عطلت انخراط ملايين المواطنين الفلسطينيين داخل الضفة الغربية في المقاومة.. َوفي تنظيم مسيرات شعبية ضخمة مساندة للمقاومة ...
++ حتى متى تتواصل هذه الاعتداءات عبر القنابل والصواريخ وبقية انواع الأسلحة النارية على شعب وقع تشريد 90 بالمائة من أبنائه وتدمير غالبية مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومراكز عملهم ؟
الا يستحي الحكام "العرب" وقادة الدول "الإسلامية" و "الديمقراطية الغربية" رغم اللاف الفيديوهات والتقارير الصحفية المصورة التي كشفت وحشية غير مسبوقة وجرائم حرب بشعة جدا ؟
++ في كل الحالات لا يمكن لكل اسلحة العالم ان تقضي على الأفكار والمواقف الوطنية الشعوب تناضل من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والسياسي والحق في الكرامة وفي التنمية...
وستدفع كل الاطراف السياسية العربية والعالمية المتواطئة مع سلطات الاحتلال ثمنا غاليا لخياناتها لشعوبها و للقيم الكونية ومبادئ حقوق الإنسان الأممية..
كما ستتسبب مشاهد المذابح الجماعية و التقارير عن نتائج الحرب في استفحال مشاعر الكراهية والتطرف و الحقد... بما يعني المزيد من العنف والعنف المضاد...
عار يا عالم...
وعار يا حكام العرب