من دهاليز السجن الى كرسي الرئاسة .. وبينهما مسيرة مثيرة , لافتة و فريدة في تفاصيلها خوّلت لباسيرو ديوماي فاي مرشح المعارضة الذي خرج من السجن قبل موعد الانتخابات الرئاسية في السينيغال بعشر أيام فقط -وبعد أسبوع من بدئ الحملة الانتخابية- ان يصبح رئيسا للسينغال في انتخابات دارت بعد موجة من الاحتجاجات والمظاهرات.. عشرة أيام فقط كانت كفيلة بإحداث تغيير جذري في حياة باسيرو ديوماي فاي فيوم 24 مارس الجاري سيبقى تاريخا عالقا في ذاكرة الرجل بعد ان أصبح مرشح المعارضة، باسيرو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السنغال و البالغ من العمر 44 سنة أصغر رئيس في تاريخ السينيغال وفي إفريقيا وذلك بعد ازاحته لـ 19 مترشحا في السباق الرئاسي كان هو اصغرهم...وهو الذي أفرج عنه يوم 14 مارس الجاري بعفو رئاسي غايته تهدئة الوضع السياسي في البلاد... حملة انتخابية قصيرة كانت كفيلة بتحقيق فوز ساحق حيث فاجأ فاي السنغاليين ليلة 24 مارس الجاري بفوز عريض من الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية مكنته من الحصول على 57 بالمائة من الأصوات بحسب النتائج الأولية غير الرسمية متفوقا على أقرب منافسيه أمادو با مرشح الائتلاف الحاكم الذي حصل على 31 بالمائة من الأصوات فقط . قبل ان يتمكن من دواليب العمل الإداري ويتقن مهاراته , تحصل فاي على شهادة الماجستير في القانون بجامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار (أوكاد ) بعدها التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة وتخرج منها بعد ثلاث سنوات ليصبح موظفا في إدارة الضرائب. هناك في المديرية العامة للضرائب والمجالات التقى فاي بالمعارض الشهير عثمان سونكو.. رفيق الدرب ورفيق البدايات الصعبة ...وشريك العمل والتفاصيل المتشابهة .. وصانع النجاح ايضا.. فكلاهما يشتركان في العمل كموظفين سامين في إدارة الضرائب ..ويشتركان أيضا في العمل السياسي وفي تأسيس "باستيف".. كما انهما كانا طرفي النزاع والنضال ضد نظام الرئيس ماكي سال.. يلقب فاي الذي ينحدر من عائلة متواضعة تقطن قرية زراعية تسمى ندياجانيا التابعة لمقاطعة مبور (غرب السينيغال).. بانه مهندس المشروع" لحزب "الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة" المعروف اختصارا بحزب "باستيف" والذي اسسه سنة 2014 بمعية صديقه عثمان سونكو..." تطوّرت العلاقة بينهما لتصبح اكثر من وطيدة فباسيرو كان يلقب بالعضد الأيمن لعثمان سانكو ..علاقة يصفها كثيرون بالمتينة والقوية بلغت درجة جعلت باسيرو يطلق على ابنه اسم عثمان . وقد تجلت هذه العلاقة بوضوح في شعار الحملة الانتخابية لحزب "الوطنيون" حيث كان انصار الحزب يهتفون التالي : "سونكو يعني ديوماي وديوماي يعني سونكو. .رحلة وصول باسيرو الى كرسي الرئاسة كانت مثيرة في تفاصيلها مفعمة بالمفاجات فقبل بلوغه سدة الحكم قضى الرئيس الشاب 11 شهرا في سجن "كاب مانوال" بالعاصمة السنغالية داكار بعد ان زج به في السجن في أفريل الماضي بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء ليجد نفسه في زنزانة مع نخبة من قيادات حزبه "باستيف" الذي تم حظره بعد ذلك بشهرين فقط لم يكن باسيرو اسما متداولا او معروفا قبل بدئ مسار الانتخابات الرئاسية الامر الذي جعله يتعرض لوابب من الانتقادات جراء قلة خبرته وحنكته السياسية كما انه على عكس باقي الرؤساء الأربع المنتخبين الذين تداولوا على حكم السينيغال لم يشغل الرئيس الشاب مناصب سياسية مهمة لكن صورته التي عكست مفهوم "رجل دولة جديد" في القارة الإفريقية قد شفعت له.. وحدها الصدفة حوّلت باسيرو من شخص مغمور الى رجل لدولة تعرف "بالاستثناء الديمقراطي" في افريقيا, فقد قاد رفيقه عثمان سونكو حزب "باستيف" الى خوض غمار الانتخابات الرئاسية سنة 2019 وحاز آنذاك على المركز الثالث. لكن وجّهت له سنة 2021 تهمة الاغتصاب اعتبرها سونكو مجرد اتهامات كيدية .. تولى باسيرو الأمانة العامة للحزب بعد اعتقال سونكو على خلفية تهمة الاغتصاب الموجهة له ومكنته جولاته المتعددة في أوروبا بشكل خاص من حشد التأييد والدعم السياسي والمالي للحزب الذي استطاع في فترة وجيزة أن ينال حشد ودعم الشباب في بلاده. باسيرو كان الجواد الرابح الذي راهن عليه مهندس وصانع نجاحه عثمان سونكو لكسب غمار الانتخابات الرئاسية . فبعد قرار المجلس الدستوري إبعاد سونكو عن قائمة المرشحين لوجود حكم قضائي بحقه وقع الخيار على ديوماي فاي الذي كان بدوره يقبع في السجن مرشحا عن الحزب لخوض غمار الانتخابات الرئاسية. ليكون بذلك عثمان سونكو حجر الأساس في كل الفعاليات الانتخابية عبر توجيه دعم مناصريه صوب فاي . باسيرو ديوماي فاي بفوزه في هذه الانتخابات الرئاسية التي مكنته من ان يصبح الرئيس الخامس للسينيغال يكتب مجدا من نوع فريد بعد ان تحولت تجربته الى حالة خاصة في المشهد السياسي السنيغالي وحتى الافريقي وهو الذي يؤسس على حد توصيف الخبراء لثقافة جديدة في القارة السمراء قوامها الوصول الى سدة الحكم بطرق سلمية وبتاييد شعبي بعيدا عن شبح الانقلابات ...
منال حرزي
من دهاليز السجن الى كرسي الرئاسة .. وبينهما مسيرة مثيرة , لافتة و فريدة في تفاصيلها خوّلت لباسيرو ديوماي فاي مرشح المعارضة الذي خرج من السجن قبل موعد الانتخابات الرئاسية في السينيغال بعشر أيام فقط -وبعد أسبوع من بدئ الحملة الانتخابية- ان يصبح رئيسا للسينغال في انتخابات دارت بعد موجة من الاحتجاجات والمظاهرات.. عشرة أيام فقط كانت كفيلة بإحداث تغيير جذري في حياة باسيرو ديوماي فاي فيوم 24 مارس الجاري سيبقى تاريخا عالقا في ذاكرة الرجل بعد ان أصبح مرشح المعارضة، باسيرو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السنغال و البالغ من العمر 44 سنة أصغر رئيس في تاريخ السينيغال وفي إفريقيا وذلك بعد ازاحته لـ 19 مترشحا في السباق الرئاسي كان هو اصغرهم...وهو الذي أفرج عنه يوم 14 مارس الجاري بعفو رئاسي غايته تهدئة الوضع السياسي في البلاد... حملة انتخابية قصيرة كانت كفيلة بتحقيق فوز ساحق حيث فاجأ فاي السنغاليين ليلة 24 مارس الجاري بفوز عريض من الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية مكنته من الحصول على 57 بالمائة من الأصوات بحسب النتائج الأولية غير الرسمية متفوقا على أقرب منافسيه أمادو با مرشح الائتلاف الحاكم الذي حصل على 31 بالمائة من الأصوات فقط . قبل ان يتمكن من دواليب العمل الإداري ويتقن مهاراته , تحصل فاي على شهادة الماجستير في القانون بجامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار (أوكاد ) بعدها التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة وتخرج منها بعد ثلاث سنوات ليصبح موظفا في إدارة الضرائب. هناك في المديرية العامة للضرائب والمجالات التقى فاي بالمعارض الشهير عثمان سونكو.. رفيق الدرب ورفيق البدايات الصعبة ...وشريك العمل والتفاصيل المتشابهة .. وصانع النجاح ايضا.. فكلاهما يشتركان في العمل كموظفين سامين في إدارة الضرائب ..ويشتركان أيضا في العمل السياسي وفي تأسيس "باستيف".. كما انهما كانا طرفي النزاع والنضال ضد نظام الرئيس ماكي سال.. يلقب فاي الذي ينحدر من عائلة متواضعة تقطن قرية زراعية تسمى ندياجانيا التابعة لمقاطعة مبور (غرب السينيغال).. بانه مهندس المشروع" لحزب "الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة" المعروف اختصارا بحزب "باستيف" والذي اسسه سنة 2014 بمعية صديقه عثمان سونكو..." تطوّرت العلاقة بينهما لتصبح اكثر من وطيدة فباسيرو كان يلقب بالعضد الأيمن لعثمان سانكو ..علاقة يصفها كثيرون بالمتينة والقوية بلغت درجة جعلت باسيرو يطلق على ابنه اسم عثمان . وقد تجلت هذه العلاقة بوضوح في شعار الحملة الانتخابية لحزب "الوطنيون" حيث كان انصار الحزب يهتفون التالي : "سونكو يعني ديوماي وديوماي يعني سونكو. .رحلة وصول باسيرو الى كرسي الرئاسة كانت مثيرة في تفاصيلها مفعمة بالمفاجات فقبل بلوغه سدة الحكم قضى الرئيس الشاب 11 شهرا في سجن "كاب مانوال" بالعاصمة السنغالية داكار بعد ان زج به في السجن في أفريل الماضي بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء ليجد نفسه في زنزانة مع نخبة من قيادات حزبه "باستيف" الذي تم حظره بعد ذلك بشهرين فقط لم يكن باسيرو اسما متداولا او معروفا قبل بدئ مسار الانتخابات الرئاسية الامر الذي جعله يتعرض لوابب من الانتقادات جراء قلة خبرته وحنكته السياسية كما انه على عكس باقي الرؤساء الأربع المنتخبين الذين تداولوا على حكم السينيغال لم يشغل الرئيس الشاب مناصب سياسية مهمة لكن صورته التي عكست مفهوم "رجل دولة جديد" في القارة الإفريقية قد شفعت له.. وحدها الصدفة حوّلت باسيرو من شخص مغمور الى رجل لدولة تعرف "بالاستثناء الديمقراطي" في افريقيا, فقد قاد رفيقه عثمان سونكو حزب "باستيف" الى خوض غمار الانتخابات الرئاسية سنة 2019 وحاز آنذاك على المركز الثالث. لكن وجّهت له سنة 2021 تهمة الاغتصاب اعتبرها سونكو مجرد اتهامات كيدية .. تولى باسيرو الأمانة العامة للحزب بعد اعتقال سونكو على خلفية تهمة الاغتصاب الموجهة له ومكنته جولاته المتعددة في أوروبا بشكل خاص من حشد التأييد والدعم السياسي والمالي للحزب الذي استطاع في فترة وجيزة أن ينال حشد ودعم الشباب في بلاده. باسيرو كان الجواد الرابح الذي راهن عليه مهندس وصانع نجاحه عثمان سونكو لكسب غمار الانتخابات الرئاسية . فبعد قرار المجلس الدستوري إبعاد سونكو عن قائمة المرشحين لوجود حكم قضائي بحقه وقع الخيار على ديوماي فاي الذي كان بدوره يقبع في السجن مرشحا عن الحزب لخوض غمار الانتخابات الرئاسية. ليكون بذلك عثمان سونكو حجر الأساس في كل الفعاليات الانتخابية عبر توجيه دعم مناصريه صوب فاي . باسيرو ديوماي فاي بفوزه في هذه الانتخابات الرئاسية التي مكنته من ان يصبح الرئيس الخامس للسينيغال يكتب مجدا من نوع فريد بعد ان تحولت تجربته الى حالة خاصة في المشهد السياسي السنيغالي وحتى الافريقي وهو الذي يؤسس على حد توصيف الخبراء لثقافة جديدة في القارة السمراء قوامها الوصول الى سدة الحكم بطرق سلمية وبتاييد شعبي بعيدا عن شبح الانقلابات ...