أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، عن رغبته في التوصل إلى "اتفاق" بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أميركي يدعم وقفا "فوريا" للمعارك مرتبطاً بالإفراج عن الرهائن.
وقال ماكرون "يجب الآن أن يقرر مجلس الأمن الدولي بشأن وقف فوري لإطلاق النار وإيصال للمساعدات الإنسانية. بعد الفيتو الذي فرضته روسيا والصين.. سنستأنف (البحث) على قاعدة مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن ونعمل مع شركائنا الأميركيين والأوروبيين والعرب في هذا الاتجاه للتوصل إلى اتفاق"، وذلك في تصريحات على هامش قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقبيل ذلك فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في إصدار مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة يؤكد على "الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة"، بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده.
وجاءت نتيجة التصويت على مشروع القرار بتأييد 11 دولة واعتراض ثلاث دول هي روسيا والصين والجزائر، وامتناع عضو بالمجلس عن التصويت.
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، إن الغاية الوحيدة من مشروع القرار الأميركي هو إغراء الناخبين الأميركيين من خلال منحهم ما وصفها بجائزة "وقف إطلاق النار في غزة" ولضمان إفلات إسرائيل من العقاب.
وأضاف أن مشروع القرار الأميركي يعطي ضوءا أخضر لإسرائيل لإجراء عملية عسكرية في رفح، مشيرا إلى أن تمرير مشروع القرار سيطلق العنان لإسرائيل لمواصلة سياسة الاضطهاد التي تمارسها ضد الفلسطينيين.
وأكد نيبينزيا أن روسيا لا يمكنها أن تقبل أن يتحول المجلس لخدمة "سياسة واشنطن الهدامة" في الشرق الأوسط، وقال إن هناك مشروع قرار بديلا يتضمن مطالب للتوصل لوقف إطلاق النار.
وكانت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد قد قالت قبل التصويت على مشروع القرار إن الوسطاء اقتربوا من هدف التوصل لوقف إطلاق فوري في غزة في إطار صفقة تفضي لإطلاق سراح المحتجزين، لكنهم لم يبلغوا ذلك الهدف بعد.
وأضافت "نحن نريد أن نشهد وقف إطلاق نار فوريا ومستداما في إطار صفقة تؤدي لإطلاق سراح كل الرهائن وإيصال المزيد من المساعدات لغزة"، مشيرة إلى جهود الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وتابعت في كلمتها أمام المجلس "كل يوم من دون صفقة يعني يوم معاناة إضافيا.. ومشروع القرار المقدم يسعى لجعل وقف إطلاق النار واقعا وعدم اعتماده سيكون خطأ تاريخيا".
وطرحت واشنطن الجمعة على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعم وقفاً "فورياً" لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن الرهائن، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، لكن إقراره يبقى موضع تساؤل مع مطالبة روسيا بـ"دعوة" أكثر وضوحا لإنهاء القتال. وكالات