إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي/ معاهدة نيو ستارت وانعكاساتها على السلم والأمن الدولي

بقلم: حسين الديك- خبير العلاقات الدولية

إن الاختراقات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية لتلك المعاهدة والتي أخلت بالتزاماتها الدولية والقانونية المنصوص عليها قد دفع روسيا إلى إعلان تعليق مشاركتها في تلك الاتفاقية في21/2/2023م ، أضف إلى ذلك فان روسيا لا زلت ترفض التفاوض على تلك المعاهدة حتى تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بكافة البنود والالتزامات المنصوص عليها في تلك المعاهدة وخاصة إجراء التجارب النووية والية التنسيق حسب ما ورد في بروتوكول وملاحق المعاهدة الموقعة بين الجانين في العام 2010م، مما يشكل إعادة لسباق التسلح العالمي مما يشكل تهدي للأمن والسلم الدولي.

 لقد جاء الاتفاق الروسي الأمريكي بالتوقيع على معاهدة نيو ستارت،  إذ وقع الرئيسان الروسي ديمتري مدفيدف والأمريكي باراك أوباما في العام 2010 م ودخلت حيز التنفيذ بعد أن تم إقراراها  من قبل الكونغرس الأمريكي  ومجلس الدوما الروسي في العام 2011م  ، بعد جهود حثيثة تم بذلها من قبل الطرفين للوصول إلى تفاهمات ثنائية حول توقيع معاهدة  (تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها) المعروفة بمعاهدة  ستاريت الجديدة (new start)، وتم تمديدها في العام 2021م في ظل إدارة الرئيسان جو بايدن وفلاديمير بوتين ولمدة (5) سنوات ، جاءت هذه المعاهدة كهدف استراتيجي للدولتين من أجل الحد من انتشار الرؤوس النووية الي يمكن لأي  منهما نشرها، ومثلت هذه المعاهدة عملية مراقبة للأسلحة النووية بين الدولتين ، وعلى اثر المعاهدة السابقة (معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية) الموقعة في العام 2002م،  والتي انتهى العمل بها بعد دخول معاهدة ستارت الجديدة حيز النفاذ، علماً بأن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تمتلكان حوالي (90% ) من الرؤوس  النووية في العالم.

لقد أكدت تلك المعاهدة على ضرورة السماح للمفتشين من كلا الجانبين الروسي والأمريكي بالتأكد من امتثال كل طرف بهذه المعاهدة بحيث يحق لكل طرف القيام ب (18)عملية تفتيش كل عام في الطرف الآخر للتأكد من التزام كل طرف ببنود المعاهدة، وانه من السموح لكل طرف نشر رؤوس نووية بحيث لا تتجاوز (1550) راس نووي، و (700) صاروخ بعيد المدى، وامتلاك (800)منصة صواريخ متحركة أو ثابتة لإطلاق صواريخ نووية.

لقد برزت الخلافات بين الطرفين بعد إعلان روسيا أن الولايات المتحدة لم تسمح للطواقم الروسية بتفتيش بعض المواقع الأمريكية خلال جولات التفتيش، وقامت بتجارب نووية منتهكة بذلك التزاماتها في الاتفاقية ،  والذي اعتبرته موسكو إخلالاً من قبل واشنطن بالتزاماتها بموجب المعاهدة ، مما دعا موسكو لتعليق مشاركتها فيها ، وللتهديد بعد تمديد المعاهدة عند انتهائها في العام 2026م، وقد أعلنت روسيا في 21/2/2023م تعليق التزامها بالمعاهدة احتجاجا على تحركات الولايات المتحدة الأمريكية وإجراؤها تجارب نووية، وتشكل معاهدة نيوستارت المعاهدة الوحيدة للحد من انتشار الأسلحة النووية بعد أن انسحبت الدولتان في العام 2019م من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى الموقعة بينهما في العام 1987م.

واشتملت معاهدة نيو ستارت على ثلاثة أجزاء وهي نص المعاهدة وبروتوكول المعاهدة والملاحق الفنية وتعتبر كلها ملزمة بشكل قانوني لكلا الجانبين، وهناك لجنة استشارية مشتركة من الجانبين تجتمع مرتين في العم في مدينة جنيف السويسرية لمناقشة أي قضايا أو إشكاليات تتعلق بتلك الاتفاقية.

إن ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في 19/1/2024م حول رفض روسيا التفاوض حول المعاهدة وعودة التزامها بما جاء في تلك المعاهدة يشكل تهديدا للأمن والسلم الدولي ، وقد يؤدي إلى إعادة سباق التسلح العالمي من جديد وخاصة بين القوى النووية، في ظل صعود قوى نووية جديدة غير ملتزمة باي معاهدة نووية دولية مثل الصين، وأصبح هناك قلق لدى صناع القرار في  واشنطن من التداعيات المحتملة لذلك في استمرار روسيا بتعليق التزامها بتلك المعاهدة ، والتكلفة اللازمة لتجديد الترسانة النووية الأمريكية في حال انطلاق سباق تسلح عالمي من جديد.

إن استمرا تعليق موسكو والتزامها بتلك المعاهدة يرسل رسالة سياسية لواشنطن حول التجاوزات التي قامت بها في انتهاك بنود المعاهدة وسياسة الغطرسة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وخاصة ما تشكله من تهديد للأمن القومي الروسي من  خلال دعمها المتواصل للحرب في أوكرانيا، وان استمرار واشنطن بتلك السياسية قد يجعل العالم على حافة سباق تسلح نووي جديد سيكون على حساب المصالح القومية ورفاهية العالم أجمع وقد يعيد أتون الحرب الباردة في القرن الماضي من جديد.

رأي/ معاهدة نيو ستارت وانعكاساتها على السلم والأمن الدولي

بقلم: حسين الديك- خبير العلاقات الدولية

إن الاختراقات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية لتلك المعاهدة والتي أخلت بالتزاماتها الدولية والقانونية المنصوص عليها قد دفع روسيا إلى إعلان تعليق مشاركتها في تلك الاتفاقية في21/2/2023م ، أضف إلى ذلك فان روسيا لا زلت ترفض التفاوض على تلك المعاهدة حتى تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بكافة البنود والالتزامات المنصوص عليها في تلك المعاهدة وخاصة إجراء التجارب النووية والية التنسيق حسب ما ورد في بروتوكول وملاحق المعاهدة الموقعة بين الجانين في العام 2010م، مما يشكل إعادة لسباق التسلح العالمي مما يشكل تهدي للأمن والسلم الدولي.

 لقد جاء الاتفاق الروسي الأمريكي بالتوقيع على معاهدة نيو ستارت،  إذ وقع الرئيسان الروسي ديمتري مدفيدف والأمريكي باراك أوباما في العام 2010 م ودخلت حيز التنفيذ بعد أن تم إقراراها  من قبل الكونغرس الأمريكي  ومجلس الدوما الروسي في العام 2011م  ، بعد جهود حثيثة تم بذلها من قبل الطرفين للوصول إلى تفاهمات ثنائية حول توقيع معاهدة  (تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها) المعروفة بمعاهدة  ستاريت الجديدة (new start)، وتم تمديدها في العام 2021م في ظل إدارة الرئيسان جو بايدن وفلاديمير بوتين ولمدة (5) سنوات ، جاءت هذه المعاهدة كهدف استراتيجي للدولتين من أجل الحد من انتشار الرؤوس النووية الي يمكن لأي  منهما نشرها، ومثلت هذه المعاهدة عملية مراقبة للأسلحة النووية بين الدولتين ، وعلى اثر المعاهدة السابقة (معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية) الموقعة في العام 2002م،  والتي انتهى العمل بها بعد دخول معاهدة ستارت الجديدة حيز النفاذ، علماً بأن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تمتلكان حوالي (90% ) من الرؤوس  النووية في العالم.

لقد أكدت تلك المعاهدة على ضرورة السماح للمفتشين من كلا الجانبين الروسي والأمريكي بالتأكد من امتثال كل طرف بهذه المعاهدة بحيث يحق لكل طرف القيام ب (18)عملية تفتيش كل عام في الطرف الآخر للتأكد من التزام كل طرف ببنود المعاهدة، وانه من السموح لكل طرف نشر رؤوس نووية بحيث لا تتجاوز (1550) راس نووي، و (700) صاروخ بعيد المدى، وامتلاك (800)منصة صواريخ متحركة أو ثابتة لإطلاق صواريخ نووية.

لقد برزت الخلافات بين الطرفين بعد إعلان روسيا أن الولايات المتحدة لم تسمح للطواقم الروسية بتفتيش بعض المواقع الأمريكية خلال جولات التفتيش، وقامت بتجارب نووية منتهكة بذلك التزاماتها في الاتفاقية ،  والذي اعتبرته موسكو إخلالاً من قبل واشنطن بالتزاماتها بموجب المعاهدة ، مما دعا موسكو لتعليق مشاركتها فيها ، وللتهديد بعد تمديد المعاهدة عند انتهائها في العام 2026م، وقد أعلنت روسيا في 21/2/2023م تعليق التزامها بالمعاهدة احتجاجا على تحركات الولايات المتحدة الأمريكية وإجراؤها تجارب نووية، وتشكل معاهدة نيوستارت المعاهدة الوحيدة للحد من انتشار الأسلحة النووية بعد أن انسحبت الدولتان في العام 2019م من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى الموقعة بينهما في العام 1987م.

واشتملت معاهدة نيو ستارت على ثلاثة أجزاء وهي نص المعاهدة وبروتوكول المعاهدة والملاحق الفنية وتعتبر كلها ملزمة بشكل قانوني لكلا الجانبين، وهناك لجنة استشارية مشتركة من الجانبين تجتمع مرتين في العم في مدينة جنيف السويسرية لمناقشة أي قضايا أو إشكاليات تتعلق بتلك الاتفاقية.

إن ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في 19/1/2024م حول رفض روسيا التفاوض حول المعاهدة وعودة التزامها بما جاء في تلك المعاهدة يشكل تهديدا للأمن والسلم الدولي ، وقد يؤدي إلى إعادة سباق التسلح العالمي من جديد وخاصة بين القوى النووية، في ظل صعود قوى نووية جديدة غير ملتزمة باي معاهدة نووية دولية مثل الصين، وأصبح هناك قلق لدى صناع القرار في  واشنطن من التداعيات المحتملة لذلك في استمرار روسيا بتعليق التزامها بتلك المعاهدة ، والتكلفة اللازمة لتجديد الترسانة النووية الأمريكية في حال انطلاق سباق تسلح عالمي من جديد.

إن استمرا تعليق موسكو والتزامها بتلك المعاهدة يرسل رسالة سياسية لواشنطن حول التجاوزات التي قامت بها في انتهاك بنود المعاهدة وسياسة الغطرسة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وخاصة ما تشكله من تهديد للأمن القومي الروسي من  خلال دعمها المتواصل للحرب في أوكرانيا، وان استمرار واشنطن بتلك السياسية قد يجعل العالم على حافة سباق تسلح نووي جديد سيكون على حساب المصالح القومية ورفاهية العالم أجمع وقد يعيد أتون الحرب الباردة في القرن الماضي من جديد.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews