أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا قصف عشرات الأهداف في اليمن السبت رداً على هجمات الحوثيين المتكررة على سفن في البحر الأحمر أدت إلى تعثر التجارة العالمية.
وأصابت الضربات "36 هدفاً للحوثيين في 13 موقعاً باليمن رداً على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري وكذلك السفن الحربية التي تعبر البحر الأحمر"، وفق ما جاء في بيان للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى قدمت الدعم للضربات.
كما أضاف البيان أن "هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء".
كذلك أردف أن الهجوم استهدف "مواقع مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة مطمورة بعمق تابعة للحوثيين، وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات".
"ليس تصعيداً"
ولاحقاً قالت الحكومة البريطانية إن لندن شاركت في موجة ثالثة من "الضربات المتناسبة والمستهدفة" على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، بهدف مواصلة تقويض القدرات.
وذكر وزير الدفاع غرانت شابس في بيان أن "القوات الجوية الملكية شاركت في موجة ثالثة من الضربات المتناسبة والمستهدفة على أهداف عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن".
كما أضاف: "تحركنا جنباً إلى جنب مع حلفائنا الأميركيين، بدعم من العديد من الشركاء الدوليين ومن منطلق الدفاع عن النفس وبما يتفق مع القانون الدولي".
كذلك ختم قائلاً إن "هذا ليس تصعيداً. نجحنا بالفعل في استهداف منصات إطلاق ومواقع تخزين لها صلة بهجمات الحوثيين، وأنا واثق من أن أحدث ضرباتنا قوضت على نحو أكبر قدرات الحوثيين".
"لن نتردد"
بدوره أوضح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الضربات التي شنتها قوات بلاده بالاشتراك مع بريطانيا السبت ضد مواقع للحوثيين في اليمن تبعث برسالة مفادها أنهم سيواجهون المزيد من العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم على السفن والملاحة الدولية.
وأكد في بيان نقله البنتاغون: "لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وحرية التجارة في واحد من أهم الممرات المائية بالعالم".
من جهتها أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نفذت السبت ضربات بالتعاون مع القوات البريطانية على أهداف للحوثيين باليمن رداً على أنشطتهم المزعزعة للاستقرار بالمنطقة.
وقالت في بيان إن الأهداف التي تم قصفها شملت منشآت تخزين تحت الأرض ومراكز للقيادة والتحكم وأنظمة صاروخية ومواقع تخزين وتشغيل طائرات مسيرة ورادارات وطائرات هليكوبتر.
كما أضافت أن الغارات نفذت في الحادية عشرة والنصف مساء بتوقيت صنعاء على 36 هدفاً للحوثيين في 13 موقعاً بمناطق سيطرتهم باليمن "التي استخدمت لمهاجمة السفن التجارية الدولية وسفن البحرية الأميركية بالمنطقة".
كذلك أشارت إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى "إضعاف قدرات الحوثيين التي تستغلها لمواصلة هجماتها غير المشروعة والطائشة على سفن الولايات المتحدة وبريطانيا إلى جانب الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
بمعزل عن "الإجراءات الانتقامية"
من جانبهما صرح مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لشبكة "سي إن إن" أن الرئيس جو بايدن وافق الأسبوع الماضي على الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع للحوثيين السبت.
فيما أكد أحدهما أن هذه الغارات تأتي بمعزل عن "الإجراءات الانتقامية" التي اتخذتها واشنطن في سوريا والعراق الجمعة.
وأوضح أن الضربات ضد الحوثيين السبت مرتبطة بإجراءات الدفاع عن السفن الأميركية والسفن التجارية الدولية في البحر الأحمر"، مؤكداً أن واشنطن "لا تريد التصعيد".
العاصمة وغيرها
وكانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين قد أوردت بوقت سابق السبت على مواقع التواصل الاجتماعي أن غارات أميركية بريطانية استهدفت منطقتَي النهدين وعطان جنوب العاصمة صنعاء.
ثم أفادت عن ضربات أخرى استهدفت محافظات حجة وذمار والبيضاء وتعز والحديدة.
تهديد الملاحة
يذكر أنه خلال الأسابيع الماضية، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرتهم على تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وتقويض حركة التجارة العالمية بعدما أعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف سفن تجارية بصواريخ وطائرات مسيرة.
فمنذ نوفمبر الماضي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب في قطاع غزة، شن الحوثيون عشرات الهجمات على سفن قالوا إن إسرائيل تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها، تضامناً مع قطاع غزة.
إلا أن الدول الغربية أكدت أن تلك الهجمات تطال كافة سفن الشحن التجارية وتهدد سلامة الملاحة الدولية في هذا الممر المهم دولياً.
قلق القوى الكبرى
وأثارت تلك الهجمات قلق القوى الكبرى حيال اتساع نطاق حرب غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي ولا تزال مستمرة، إقليمياً.
ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لشن عدة ضربات على أهداف حوثية، كما أعادت واشنطن إدراج الحوثيين على قائمة "الجماعات الإرهابية".
كذلك أعلنت في ديسمبر الماضي إنشاء حلف دولي تحت مسمى "حارس الازدهار" من أجل حماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، انضمت إليه عشرات الدول الأوروبية.
العربية.نت