لقي عدد من الأشخاص حتفهم وأصيب مئات آخرون عندما هز زلزالان جديدان تركيا وسوريا مساء الاثنين في الوقت الذي تستجيب فيه المنطقة للدمار الذي أحدثته الزلازل قبل أسبوعين والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى.
ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم بعد أحدث زلزالين في ولاية هطاي، بينما أصيب 294 شخصا بينهم 18 في حالة حرجة، وفقا لوزير الصحة فخر الدين قوجة.
وجاءت تصريحاته بعد وقوع زلزالين، يفصل بينهما ثلاث دقائق، بقوة 6.4 و 5.8 درجة، وفقا لهيئة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد).
وكان مركز الزلزالين في منطقة سمنداج في تركيا وفقا للمرصد التركي "كانديللي"، لكن السكان في سوريا وإسرائيل والعراق ولبنان والأراضي الفلسطينية شعروا به، وفقا لتقارير إعلامية.
وحذر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو من دخول المباني قائلا إن 26 هزة ارتدادية وقعت حتى الآن.
ويعمل عمال الإنقاذ في مدينة أنطاكيا على تحرير ثلاثة أشخاص محاصرين تحت الأنقاض في المساء، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وعبر الحدود في سوريا، وقعت إصابات أخرى حيث سيطر الخوف على الأشخاص وسقطت المباني المتضررة.
ونشر رائد صالح، رئيس مجموعة الإنقاذ السورية "الخوذ البيضاء" تغريدة عبر تويتر قال فيها: "سجلت المستشفيات والمراكز الطبية حتى الآن، وفقا للمعلومات التي تلقيتها، أكثر من 125 إصابة في شمال غرب سوريا بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، معظمها إصابات ناتجة عن الخوف والهلع أو القفز من المباني أو حالات الإغماء".
وقفز أشخاص من أسطح المنازل وشرفاتها أثناء محاولتهم الإسراع إلى بر الأمان في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن هناك أيضا ضحايا جراء سقوط الأنقاض في سلقين وحارم وإدلب وخربة الجوز ومناطق ريفية قرب حلب.
وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، سقطت المباني المتضررة في حيي الميدان والجميلية في حلب، بحسب المرصد.
كما انهارت المباني في بلدة جنديرس الصغيرة، التي تضررت بالفعل بشدة من الزلازل السابقة، وفقا لمتحدثة باسم الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز).
وأضافت أن نحو 30 شخصا عولجوا من إصابات في خمس عيادات تابعة للمنظمة، بما في ذلك طفل جراء إصابته بنوبة قلبية.
وكتبت رولا أمين، المتحدثة باسم باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في المنطقة على موقع تويتر إن العديد من الأشخاص تركوا منازلهم ويتجولون في الشوارع خوفا من حدوث المزيد من الزلازل، بما في ذلك في العاصمة دمشق.
ويأتي الزلزالين الأخيرين بعد أسبوعين من زلزال مدمر في نفس المنطقة أودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص في تركيا وسوريا.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أنقرة يوم الاثنين، قبيل توجه الرئيس التركي إلى ولاية هطاي المنكوبة بسبب الزلزال المدمر.
وكان بلينكن التقى في وقت سابق أثناء زيارته للمنطقة الحدودية التركية السورية التي دمرها الزلزال، مع عمال إغاثة تابعين لمنظمة "الخوذ البيضاء" السورية للدفاع المدني، التي تقوم بإحصاء الخسائر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.
ووصفت جماعة الإنقاذ المدنية الوضع اليائس بين الانقاض في شمال غرب سوريا، حيث أدت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من 10 أعوام إلى تعقيد الجهود الدولية المبذولة من أجل تقديم المساعدات وسبل الإغاثة.
وتستمر الحصيلة الإجمالية للقتلى في تركيا وسوريا جراء الزلازل المدمرة، في الارتفاع، حيث وصلت الآن إلى أكثر من 47 ألفا.
وفي تركيا، أعلنت هيئة الكوارث والطوارئ (آفاد)، يوم الاثنين، أن 41 ألفا و156 شخصا لقوا حتفهم في تركيا جراء الزلازل.
ويبلغ العدد الرسمي للقتلى في سوريا 5900 لكن لم يتم تحديثه منذ أيام. ويخشى أن يكون آلاف آخرون قد لقوا حتفهم في كلا البلدين.
ومع ذلك، في تركيا، يعتقد الأطباء أن عدد القتلى الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وكالات