كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن شركة أميركية ترفض بيع دوائها الحيوي في الدول الفقيرة، رغم قدرته على علاج مرض يودي بحياة الكثير من الأطفال.
وبحسب المصدر، فإن شركة "Vertex Pharmaceuticals"، المختصة في التقنيات الحيوية، والتي تتخذ من ولاية ماساشوستس مقرا لها، تملك حقوق الملكية الفكرية لدواء فعال ضد مرض التليف الكيسي.
والتليف الكيسي عبارة عن مرض وراثي يسبب تلفا شديدا في الرئتين والجهاز الهضمي وباقي الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم.
ويؤثر هذا المرض على الخلايا المسؤولة عن إنتاج المخاط والعرق والعصارة الهضمية في جسم الإنسان.
ويظهر المرض من خلال أعراض مزعجة للغاية كالسعال المخاطي، وضيق التنفس والإسهال وفقدان الشهية وعدم القدرة على كسب الوزن.
في الهند، مثلا، كان سيشاجيري بودانا، وهو أب طفل مريض، مفعما بالأمل حين سمع بوجود دواء فعال ضد المرض في أميركا وأوروبا، فاعتقد أن معاناة ابنه ستنفرج، لكن تفاؤله كان في غير محله.
وعانى الرجل الهندي كثيرا وهو يصطحب ابنه الطفل إلى المستشفى بين الفينة والأخرى، فيما لم تستطع الأسرة أن تحصل على الدواء لأنها تعيش في الهند.
ولا تتيح الشركة بيع الدواء في الهند وباقي الدول النامية، كما أنها لا تقوم بأي خطوة حتى تسهل هذا الأمر، من خلال السماح لشركات محلية بأن تنتجه في الخارج.
رفض قاطع
وترفض الشركة أن تقوم أي شركة أدوية بأن تطورا عقارا "جنيسا"، أي مشابها له من حيث التركيبة والفعالية، في حين تحاول الكثير من الشركات أن تحصل على ترخيص في عدة دول، لكن بدون جدوى.
وفي ديسمبر الماضي، توفي الطفل الهندي المصاب بالمرض، هيمانث، قبل يوم من إتمام عامه التاسع، في حين كان مجرى حياته سيتغير لو أنه أخذ الدواء المسمى "تريكافتا"، لكن الشركة فضلت أن تواصل جني الأموال الطائلة.
وتقول عائلات كثيرة في إفريقيا وأميركا اللاتينية إنها تتحسر أمام حال أبنائها المرضى بالتليف الكيسي، في بينما تتابع كيف يتمكن آباء آخرون في دول غنية من علاج أبنائهم.
ويجري أخذ هذا العلاج على شكل ثلاث حبات في اليوم، وهو فعال للغاية، لكنه باهظ أيضا، لأنه يكلف المريض 322 ألف دولار في السنة، وربما تصل فاتورة التداوي به مدى الحياة إلى ملايين الدولارات.
ويجري بيع هذا الدواء بسعر باهظ، في حين كشف باحثون بريطانيون أنه من الممكن أن يجري تصنيعه بتكلفة لا تتجاوز 5700 دولار.
وتشير بيانات الشركة، إلى أن الدواء أدر عليها 17 مليار دولار منذ بدء بيعه، إثر نيله موافقة السلطات الصحية المختصة في الولايات المتحدة سنة 2019.
وكالات