في خطوة يرى مراقبون أنها ستزيد من التوتر بين برلين وموسكو، يعتزم البرلمان الألماني، الأربعاء، اعتماد مشروع قرار يعتبر المجاعة التي حدثت في أوكرانيا قبل 90 عاما "إبادة جماعية" مقصودة من قبل الاتحاد السوفييتي .
وسيتبنى القرار مختلف الكتل البرلمانية الرئيسية بالبوندستاغ، في الائتلاف الحاكم المشكل من الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر والحزب الديموقراطي الليبرالي، مع المعارضة المحافظة ممثلة بالاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.
المجاعة الكبرى
المجاعة التي حدثت خلال الحقبة السوفييتية، يختلف المؤرخون حولها، حيث يعتبرها البعض "إبادة" للأوكرانيين أمر بها زعيم الاتحاد السوفييتي حينها جوزيف ستالين، فيما يرى آخرون أنها كانت مجاعة عامة شملت مختلف مناطق الاتحاد السوفييتي آنذاك، ولم تقتصر على أوكرانيا فقط، وأنها لم تكن مخططة بل نتاج تضافر عوامل الجفاف والشحة المطرية، مع سوء الادارة والتخطيط الحكومي السوفييتي .
والمجاعة وقعت بين عامي 1932 و1933 إثر تراجع المحاصيل الزراعية، وقيام شرطة ستالين بمصادرة الحبوب ومواد غذائية أخرى من المزارع، وقضى ما بين 3 إلى 4 ملايين أوكراني جوعا جراء ما يسمى في أوكرانيا "هولودومور" أي "الإبادة بالتجويع".
تفاصيل مسودة القرار
المجاعة التي تحيي أوكرانيا ذكراها السنوية كل رابع يوم أحد من شهر نوفمبر، تندرج على لائحة الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبتها أنظمة شمولية تسببت في القضاء على ملايين الأرواح البشرية في أوروبا ولا سيما في النصف الأول من القرن العشرين"، وفق ما جاء في مشروع القرار الذي أطلعت عليه وكالة فرانس برس .
يضيف المشروع أن هذه الجريمة "جزء من تاريخنا المشترك كأوروبيين"، مشددا على أن "أوكرانيا بأسرها تأثرت بالمجاعة والقمع وليس مناطق زراعة الحبوب فيها فقط".
ويخلص إلى أن "من المنظور الحالي، من الواضح أن هذه إبادة جماعية على المستوى التاريخي والسياسي".
البوندستاغ "يستنتج من ماضي ألمانيا مسؤولية خاصة، وهي تحديد الجرائم ضد الإنسانية والتعامل معها داخل المجتمع الدولي"، وفق مسودة القرار.
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتز ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، على لسان المتحدثين باسمهما الجمعة، عن تأييدهما لمشروع القرار.
وترفض روسيا وبشكل مطلق هذا التوصيف، مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفييتي في مطالع ثلاثينات القرن المنصرم لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط، بل من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولغا وغيرهم من الشعوب السوفييتية حينذاك .
انتقائية وتوظيف نفعي
الخطوة الألمانية المرتقبة بتعريف المجاعة الأوكرانية في ثلاثينات القرن الماضي "إبادة جماعية"، يرى باحثون ومراقبون فيها مثالا ساطعا على كيفية تحويل المآسي التاريخية وبانتقائية لأوراق ضغط وانتقام، في سياق الأزمات والصراعات بين الدول الكبرى، وأن هذا قد يفتح الباب على مصراعيها للإيغال النفعي وليس المبدئي في فتح ملفات حساسة ومثيرة للانقسام الحاد وتوظيفها في سياق لعبة المصالح ومساوماتها، كما هي الحال مثلا مع مسألة إبادة الأرمن في العام 1915 في الدولة العثمانية، ويتم توظيفها كورقة ضغط على تركيا الحالية .
سكاي نيوز عربية
في خطوة يرى مراقبون أنها ستزيد من التوتر بين برلين وموسكو، يعتزم البرلمان الألماني، الأربعاء، اعتماد مشروع قرار يعتبر المجاعة التي حدثت في أوكرانيا قبل 90 عاما "إبادة جماعية" مقصودة من قبل الاتحاد السوفييتي .
وسيتبنى القرار مختلف الكتل البرلمانية الرئيسية بالبوندستاغ، في الائتلاف الحاكم المشكل من الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر والحزب الديموقراطي الليبرالي، مع المعارضة المحافظة ممثلة بالاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.
المجاعة الكبرى
المجاعة التي حدثت خلال الحقبة السوفييتية، يختلف المؤرخون حولها، حيث يعتبرها البعض "إبادة" للأوكرانيين أمر بها زعيم الاتحاد السوفييتي حينها جوزيف ستالين، فيما يرى آخرون أنها كانت مجاعة عامة شملت مختلف مناطق الاتحاد السوفييتي آنذاك، ولم تقتصر على أوكرانيا فقط، وأنها لم تكن مخططة بل نتاج تضافر عوامل الجفاف والشحة المطرية، مع سوء الادارة والتخطيط الحكومي السوفييتي .
والمجاعة وقعت بين عامي 1932 و1933 إثر تراجع المحاصيل الزراعية، وقيام شرطة ستالين بمصادرة الحبوب ومواد غذائية أخرى من المزارع، وقضى ما بين 3 إلى 4 ملايين أوكراني جوعا جراء ما يسمى في أوكرانيا "هولودومور" أي "الإبادة بالتجويع".
تفاصيل مسودة القرار
المجاعة التي تحيي أوكرانيا ذكراها السنوية كل رابع يوم أحد من شهر نوفمبر، تندرج على لائحة الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبتها أنظمة شمولية تسببت في القضاء على ملايين الأرواح البشرية في أوروبا ولا سيما في النصف الأول من القرن العشرين"، وفق ما جاء في مشروع القرار الذي أطلعت عليه وكالة فرانس برس .
يضيف المشروع أن هذه الجريمة "جزء من تاريخنا المشترك كأوروبيين"، مشددا على أن "أوكرانيا بأسرها تأثرت بالمجاعة والقمع وليس مناطق زراعة الحبوب فيها فقط".
ويخلص إلى أن "من المنظور الحالي، من الواضح أن هذه إبادة جماعية على المستوى التاريخي والسياسي".
البوندستاغ "يستنتج من ماضي ألمانيا مسؤولية خاصة، وهي تحديد الجرائم ضد الإنسانية والتعامل معها داخل المجتمع الدولي"، وفق مسودة القرار.
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتز ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، على لسان المتحدثين باسمهما الجمعة، عن تأييدهما لمشروع القرار.
وترفض روسيا وبشكل مطلق هذا التوصيف، مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفييتي في مطالع ثلاثينات القرن المنصرم لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط، بل من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولغا وغيرهم من الشعوب السوفييتية حينذاك .
انتقائية وتوظيف نفعي
الخطوة الألمانية المرتقبة بتعريف المجاعة الأوكرانية في ثلاثينات القرن الماضي "إبادة جماعية"، يرى باحثون ومراقبون فيها مثالا ساطعا على كيفية تحويل المآسي التاريخية وبانتقائية لأوراق ضغط وانتقام، في سياق الأزمات والصراعات بين الدول الكبرى، وأن هذا قد يفتح الباب على مصراعيها للإيغال النفعي وليس المبدئي في فتح ملفات حساسة ومثيرة للانقسام الحاد وتوظيفها في سياق لعبة المصالح ومساوماتها، كما هي الحال مثلا مع مسألة إبادة الأرمن في العام 1915 في الدولة العثمانية، ويتم توظيفها كورقة ضغط على تركيا الحالية .