لأول مرة في تاريخ مفاوضات المناخ، سيكون هناك صوت متوسطي في مؤتمر الأطراف بشرم الشيخ. وسيجتمع تحالف متنوع من أجل تنظيم وافتتاح جناح المتوسط في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27): الشمال والجنوب، القطاعان العام والخاص، رجال الأعمال والأوساط الأكاديمية، النساء والرجال.
وقال ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ومنسق ائتلاف جناح المتوسط في كلمته بمناسبة قمة cop27 ما يلي:
"لقد اجتمعنا لنزع فتيل أكبر تهديد وجودي على الإطلاق للبحرالمتوسط والمنطقة، التي طالما كانت حاضنة للتاريخ والمعرفة والحضارة. فجناح المتوسط لن يسلط فقط الضوء على الحالة الطارئة المتمثلة في أزمة المناخ والحاجة لتعزيز الاستدامة، ولكن أيضًا على الحلول والسياسات المبتكرة التي خرجت من هذه المنطقة التي غالبًا ما يتم تجاهلها.
أن الأزمة المناخية هي ظاهرة عالمية تتطلب انتباه الجميع و تتفاوت آثارها وحدتها من مكان إلى أخر. ويعد المتوسط من أكثر المناطق المعرضة للخطر لأسباب مناخية واجتماعية واقتصادية. وإذا لم نتحرك الآن، فسنواجه سيناريوهات كارثية، كانهيار النظم البيئية وتأثرالمدن والهياكل الاجتماعية. ففي هذا الصيف فقط، تسببت موجة الحر في حدوث كوارث مع الجفاف وحرائق الغابات في جميع أنحاء المنطقة والتي ألحقت أضرارا جسيمة بالنظم البيئية البحرية. فيما أُجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم ومات العشرات وهو ما رأيناه في شمال الجزائر حيث لقي 40 شخصًا على الأقل حتفهم في حرائق أوت. أما في جنوب غرب فرنسا فقد تم إجلاء أكثر من 36700 شخص بينما واجهت إسبانيا والبرتغال موجة جفاف هي الأشد منذ أكثر من ألف عام. إن خطر تفشي الفقر وعدم الاستقرار في منطقة المتوسط لأسباب مناخية ستتجاوز عواقبه الشواغل الإقليمية- وسيشكل تهديدا عالميا باعتبار هذه المنطقة ملتقى لثلاث قارات.
في ظل أزمة المناخ الحالية، أصبح الآن واضحا أكثر من أي وقت مضى وجوب اتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ منطقة المتوسط من التدهور السريع للوضع الراهن. فصيف 2022 لم يكن مثالاً منعزلاً، إذ تعد منطقة المتوسط ثاني أسرع المناطق إرتفاعاً في درجات الحرارة على مستوى العالم، وبما في ذلك مياه هذا البحر المشترك. وتتفاقم هذه المخاطر بسبب ارتفاع مستويات التلوث".
ونشرت شبكة خبراء حوض المتوسط المعنية بتغير المناخ والبيئة (MedECC) تقريرًا رائدًا وشاملًا حول القضايا البيئية والمناخية التي تواجه منطقتنا. يوضح إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية في وقت قريب، ستزداد موجات الحر الشديدة حتى تصبح العديد من المدن غير قابلة للسكن تقريبًا، خاصة بالنسبة للسكان الأكثر فقرًا.
كما ستتعرض الحياة على الساحل أيضًا للتهديد، حيث من المقرر أن يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد بحلول عام 2100 ، الأمر الذي لن يضر بسواحلنا فحسب، بل يعرض للخطر أيضًا أكثر من 37 مليون شخص، مع احتمالية نقص الغذاء وانتشار الأمراض التي تنقلها المياه ومسببات الأمراض. قد يؤدي هذا إلى انعدام الاستقرار السياسي، ونزوح البشر ونشوب الصراعات.
وواصل: "هذا سيناريو لا يستطيع أحد تحمله. لكن هذه ليست مجرد صرخة لزيادة الوعي وطلب المساعدة، بل إنها دعوة للعمل الحاسم والحلول الطموحة. فنحن نسعى من خلال قمة المناخ بشرم الشيخ لإظهار كيف اننا، نتبع في المنطقة نهجًا بسيطا و لكن فعالا في الوقت ذاته للتعامل مع تغير المناخ: معًا نستطيع، معًا علينا التحرك.
لقد أدى التنوع الذي تتسم به منطقة المتوسط في كثير من الأحيان إلى التشرذم و حالة من عدم الفهم، إلا أن هذا الواقع يمكن تحويله لصالحنا، المعرفة والموارد التي نملكها متنوعة بالقدر الذي يسمح بالتخفيف من التهديدات القائمة وتهيئة الوضع ليصب في صالح الجميع.
تتمتع منطقة المتوسط بإمكانيات هائلة تمكنها من توفير بعض الحلول التي نحتاجها لمواجهة التحديات وتجنب أسوأ السيناريوهات المتوقعة. يجب أن تصبح المشاركة الاستباقية للمعرفة والخبرة هي المعيار. فعلى سبيل المثال، هناك في جنوب وشرق المتوسط، إمكانات هائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة البحرية. ولكن إذا كانت منحصرة على الصعيد المحلي فقط، فلن يكون هناك طلب كافٍ لتمويل تنميتها. ونلاحظ انه في شمال المتوسط، يتسارع التصحر نتيجة للجفاف والاستخدام غير المستدام للمياه وفي المقابل فأن النظم الزراعية التقليدية، وقدرتها على إستنباط النباتات والمحاصيل التي تتكيف تقليديًا مع المناخ الأكثر جفافاً - والخبرة القديمة حول كيفية استغلالها تتركز بشكل حصري تقريبًا في الجنوب. فهل يحتفظ كل منا بما لديه من خبرات لنفسه؟
خبراتنا الجماعية في مجال التعاون الإقليمي سيكون لها أثر حاسم في مواجهة التحديات. لقد اجتمعنا معًا لنبعث برسالة إلى المفاوضين من كل مكان بأنه لا يمكن لأي حكومة أو سياسة وطنية بمفردها مواجهة مثل هذا التهديد العالمي. عندما تتبنى البلدان سياسات مناخية قوية بشكل منعزل، فإننا نفقد الفوائد المحتملة الهائلة التي يمكن أن يوفرها لنا التعاون المشترك في مجال موارد الطاقة المتجددة.
فمن خلال الاحتفاء باختلافاتنا، بدلاً من الخوف منها، يمكننا حل أزمة المناخ مع إرساء أسس السلام.
"لقد تكاتفنا لتشييد جناح" ليست القصة الكاملة. لقد اجتمعنا، بصفتنا التحالف الذي يقف وراء هذه المبادرة، لنبعث برسالة: لقد اختبرنا مطالباتنا بشأن الاستدامة في العالم. وإذا تمكنا من رؤية الاختلاف كمورد بدلاً من الخوف منه، فيمكننا حل أزمة المناخ والعمل بالتوازي ، على وضع أسس كوكب يسوده السلام".
لأول مرة في تاريخ مفاوضات المناخ، سيكون هناك صوت متوسطي في مؤتمر الأطراف بشرم الشيخ. وسيجتمع تحالف متنوع من أجل تنظيم وافتتاح جناح المتوسط في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27): الشمال والجنوب، القطاعان العام والخاص، رجال الأعمال والأوساط الأكاديمية، النساء والرجال.
وقال ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ومنسق ائتلاف جناح المتوسط في كلمته بمناسبة قمة cop27 ما يلي:
"لقد اجتمعنا لنزع فتيل أكبر تهديد وجودي على الإطلاق للبحرالمتوسط والمنطقة، التي طالما كانت حاضنة للتاريخ والمعرفة والحضارة. فجناح المتوسط لن يسلط فقط الضوء على الحالة الطارئة المتمثلة في أزمة المناخ والحاجة لتعزيز الاستدامة، ولكن أيضًا على الحلول والسياسات المبتكرة التي خرجت من هذه المنطقة التي غالبًا ما يتم تجاهلها.
أن الأزمة المناخية هي ظاهرة عالمية تتطلب انتباه الجميع و تتفاوت آثارها وحدتها من مكان إلى أخر. ويعد المتوسط من أكثر المناطق المعرضة للخطر لأسباب مناخية واجتماعية واقتصادية. وإذا لم نتحرك الآن، فسنواجه سيناريوهات كارثية، كانهيار النظم البيئية وتأثرالمدن والهياكل الاجتماعية. ففي هذا الصيف فقط، تسببت موجة الحر في حدوث كوارث مع الجفاف وحرائق الغابات في جميع أنحاء المنطقة والتي ألحقت أضرارا جسيمة بالنظم البيئية البحرية. فيما أُجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم ومات العشرات وهو ما رأيناه في شمال الجزائر حيث لقي 40 شخصًا على الأقل حتفهم في حرائق أوت. أما في جنوب غرب فرنسا فقد تم إجلاء أكثر من 36700 شخص بينما واجهت إسبانيا والبرتغال موجة جفاف هي الأشد منذ أكثر من ألف عام. إن خطر تفشي الفقر وعدم الاستقرار في منطقة المتوسط لأسباب مناخية ستتجاوز عواقبه الشواغل الإقليمية- وسيشكل تهديدا عالميا باعتبار هذه المنطقة ملتقى لثلاث قارات.
في ظل أزمة المناخ الحالية، أصبح الآن واضحا أكثر من أي وقت مضى وجوب اتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ منطقة المتوسط من التدهور السريع للوضع الراهن. فصيف 2022 لم يكن مثالاً منعزلاً، إذ تعد منطقة المتوسط ثاني أسرع المناطق إرتفاعاً في درجات الحرارة على مستوى العالم، وبما في ذلك مياه هذا البحر المشترك. وتتفاقم هذه المخاطر بسبب ارتفاع مستويات التلوث".
ونشرت شبكة خبراء حوض المتوسط المعنية بتغير المناخ والبيئة (MedECC) تقريرًا رائدًا وشاملًا حول القضايا البيئية والمناخية التي تواجه منطقتنا. يوضح إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية في وقت قريب، ستزداد موجات الحر الشديدة حتى تصبح العديد من المدن غير قابلة للسكن تقريبًا، خاصة بالنسبة للسكان الأكثر فقرًا.
كما ستتعرض الحياة على الساحل أيضًا للتهديد، حيث من المقرر أن يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد بحلول عام 2100 ، الأمر الذي لن يضر بسواحلنا فحسب، بل يعرض للخطر أيضًا أكثر من 37 مليون شخص، مع احتمالية نقص الغذاء وانتشار الأمراض التي تنقلها المياه ومسببات الأمراض. قد يؤدي هذا إلى انعدام الاستقرار السياسي، ونزوح البشر ونشوب الصراعات.
وواصل: "هذا سيناريو لا يستطيع أحد تحمله. لكن هذه ليست مجرد صرخة لزيادة الوعي وطلب المساعدة، بل إنها دعوة للعمل الحاسم والحلول الطموحة. فنحن نسعى من خلال قمة المناخ بشرم الشيخ لإظهار كيف اننا، نتبع في المنطقة نهجًا بسيطا و لكن فعالا في الوقت ذاته للتعامل مع تغير المناخ: معًا نستطيع، معًا علينا التحرك.
لقد أدى التنوع الذي تتسم به منطقة المتوسط في كثير من الأحيان إلى التشرذم و حالة من عدم الفهم، إلا أن هذا الواقع يمكن تحويله لصالحنا، المعرفة والموارد التي نملكها متنوعة بالقدر الذي يسمح بالتخفيف من التهديدات القائمة وتهيئة الوضع ليصب في صالح الجميع.
تتمتع منطقة المتوسط بإمكانيات هائلة تمكنها من توفير بعض الحلول التي نحتاجها لمواجهة التحديات وتجنب أسوأ السيناريوهات المتوقعة. يجب أن تصبح المشاركة الاستباقية للمعرفة والخبرة هي المعيار. فعلى سبيل المثال، هناك في جنوب وشرق المتوسط، إمكانات هائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة البحرية. ولكن إذا كانت منحصرة على الصعيد المحلي فقط، فلن يكون هناك طلب كافٍ لتمويل تنميتها. ونلاحظ انه في شمال المتوسط، يتسارع التصحر نتيجة للجفاف والاستخدام غير المستدام للمياه وفي المقابل فأن النظم الزراعية التقليدية، وقدرتها على إستنباط النباتات والمحاصيل التي تتكيف تقليديًا مع المناخ الأكثر جفافاً - والخبرة القديمة حول كيفية استغلالها تتركز بشكل حصري تقريبًا في الجنوب. فهل يحتفظ كل منا بما لديه من خبرات لنفسه؟
خبراتنا الجماعية في مجال التعاون الإقليمي سيكون لها أثر حاسم في مواجهة التحديات. لقد اجتمعنا معًا لنبعث برسالة إلى المفاوضين من كل مكان بأنه لا يمكن لأي حكومة أو سياسة وطنية بمفردها مواجهة مثل هذا التهديد العالمي. عندما تتبنى البلدان سياسات مناخية قوية بشكل منعزل، فإننا نفقد الفوائد المحتملة الهائلة التي يمكن أن يوفرها لنا التعاون المشترك في مجال موارد الطاقة المتجددة.
فمن خلال الاحتفاء باختلافاتنا، بدلاً من الخوف منها، يمكننا حل أزمة المناخ مع إرساء أسس السلام.
"لقد تكاتفنا لتشييد جناح" ليست القصة الكاملة. لقد اجتمعنا، بصفتنا التحالف الذي يقف وراء هذه المبادرة، لنبعث برسالة: لقد اختبرنا مطالباتنا بشأن الاستدامة في العالم. وإذا تمكنا من رؤية الاختلاف كمورد بدلاً من الخوف منه، فيمكننا حل أزمة المناخ والعمل بالتوازي ، على وضع أسس كوكب يسوده السلام".