إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

هنا في غزة.. نحتسي القهوة بحذر لنحرس اطفالنا

قهوة بحذر

بينما كنت احتسى فنجان قهوة حتى يساعدني على السهر لبقية الليل احرس به اطفالي خوفا من قصف مفاجئ كي اهدئ من روعهم و استطيع السيطرة على ردة فعلهم و تخبطهم في صحوة مفاجئة سمعت حركة غريبة في الشارع حيث اصوات همهمة و حركة مواطنين ، نظرت من شرفتي فرأيت جموع من الناس تحمل بعضا من امتعتها تسير في اتجاه الشمال من بيتي فسالتهم ما الذي يحدث فاخبروني ان هنالك انذار بقصف منطقة تدعى صافي بين ميدان الشهداء الستة و بركة ابو راشد فسارعت الى ايقاظ ابنائي و حملنا الامتعة و تجمعنا في بيت والدي الذي اسكن فيه في الطابق العلوي و هذا كان اقصى حد استطيع الخروج اليه نظرا لعدم وفرة الاماكن الامنة في قطاع غزة ككل.

مساء مرعب

ليلة مروعة قضاها سكان مخيم جباليا للاجئين الشهداء الستة بعد اتصال جاء من ضابط مخابرات الاحتلال الاسرائيلي الى احد المواطنين الذين يسكنون في تلك المنطقة مفادها انه يريد قصف شارع الشهداء الستة الى بركة ابو راشد و لكن المتصل مجهول الهوية كدولته اللقيطة لم يحدد المكان الذي سيتم قصفه بالضبط مما اضطر المواطنين الذين يسكنون في المكان و ما حوله ان يتركوا بيوتهم و بالكاد استطاعوا ان يأخذوا بعضا من امتعتهم و اوراقهم الثبوتية و الخروج مسرعين الى حيث لا يعلمون.

حضن آمن

حاول والدي السبعيني و حوله ابناءه و زوجاتهم و احفاده السيطرة عليهم بان يذكرهم بالله ونظرا لكثرة الموجودين آثر ان يفتح القران و يقرأ بصوت خافت مع استراق النظر الى تحركات الموجودين حولهم و الاشارة الى بعضهم باخذ اماكن اكثر امنا داخل البيت ثم انتهى من التلاوة و اخذ يقول حسبنا الله و نعم الوكيل آمرا الجميع بترديدها و بينما نحن كذلك و اذا بصوت انفجار قوي يهز البيت فهرول الجميع الى مدخل البيت مختبأ تحت ادراج المنزل فحشر الجميع في منطقة لا تتعدى مترين في مترين مرددين دعوات مختلطة بصراخ الاطفال.

انفجارات أخرى

ترقب شديد تلك الليلة من تتابع الانفجارات في محيط بيتنا و لكنها كانت بعيدة الى حد نستطيع سماعه و الان بينما انا اكتب هذا المقال هزني صوت قصف لا اعلم قربه من بعده فكل المناطق تعد قريبة نظرا لقوة الاسلحة المستخدمة من الاحتلال الاسرائيلي لا سيما ان هنالك تهديد اخر لقصف منزل مجاور سأضطر لاكمال مقالي من مكان اخر، فالكثير من أصوات الانفجارات  التي منعت الجميع ليس في بيتنا فحسب و لكن في المنطقة المحيطة ان لم يكن في قطاع غزة ككل من العودة الى منازلهم.

أذان الفجر

لا كهرباء و لا انترنت و بطاريات جوالاتنا على وشك الانتهاء و في محاولة للتخفيف عن الموجودين بالبيت بعد ان جاء اتصال يخبرني ان الناس تجمعوا حول المكان المقصوف و نشروا صورا له على المواقع الاخبارية و اذا بالجميع يصمت و حالة هدوء تامة على المجتمعين في البيت و اذا بصوت اذان الفجر يخترق الصمت و يعطي طمأنينة فلا تخافوا فان الله اكبر، توضا والدي و صلى بالجميع ثم ذهب الى مضجعه للنوم، من ثم تحرك الجميع الى شقته السكنية في الطوابق العلوية ، جلسنا بجوار بعضنا حتى غالبنا النعاس و استيقظنا صباحا على صوت بائع خضرة يبدأ يوما جديدا و يطوي صفحة تلك الليلة بكل اوجاعها و آلامها لترسل زوجتي ابني الاكبر ليشتري بعض الخضرة التي استطاع ذلك المزارع التقاطها من ارضه خلسة خوفا من ان تراه طائرات الاحتلال الاسرائيلي  و بالكاد استطعنا ان نأخذ منه بعض الخضروات نظرا لتجمع الحي عليه و ندرتها في الوقت الحالي.

دمار و عدوان متواصل

 اخذت جولة في منطقة القصف فكان حجم الدمار كبير و معظم البيوت المجاورة للقصف شبه مدمرة فتلك البيوت لا يستطيع اصحابها العودة اليها و لا النوم فيها حاليا نظرا لسؤء حالتها فهم الان بلا مأوى كباقي المنازل و الابراج التي دمرتها ترسانة الحرب الاسرائيلية.

ازدادت وتيرة اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي  على كل ما هو فلسطيني من اعتقال بحق الاطفال و النساء في الضفة و القدس الى قتل المدنيين العزل و هدم المباني على رؤوس ساكنيها في قطاع غزة اضافة الى منع الصحفيين الدوليين من التغطية لنقل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي الى العالم فمنذ بدء العدوان على قطاع غزة والذي جاء على اثر اعتداء قطعان المستوطنين على اهلنا في الشيخ جراح في مدينة القدس و محاولة سرقة باقي منازلهم و الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون الويلات لليوم الحادي عشر على التوالي و كل وساطات التهدئة مع الكيان المغتصب بائت بالفشل نظرا لوحشية الاحتلال الاسرائيلي و عطشه لدماء الفلسطينيين و لم يحرك قادة العرب ساكنا امام هذه العنجهية الصهيونية حتى دبلوماسيا بطرد سفير دولة الاحتلال الاسرائيلي و سحب سفراء الدول العربية من دولة الاحتلال
فرب وا معتصماه قد لامست اسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم .
لنا الله ..............

الامضاء : عزيز الكحلوت / مراسل الصباح نيوز من قطاع غزة
 
61
62
63
64
65
66
68
67
69
70
71
هنا في غزة.. نحتسي القهوة بحذر لنحرس اطفالنا

قهوة بحذر

بينما كنت احتسى فنجان قهوة حتى يساعدني على السهر لبقية الليل احرس به اطفالي خوفا من قصف مفاجئ كي اهدئ من روعهم و استطيع السيطرة على ردة فعلهم و تخبطهم في صحوة مفاجئة سمعت حركة غريبة في الشارع حيث اصوات همهمة و حركة مواطنين ، نظرت من شرفتي فرأيت جموع من الناس تحمل بعضا من امتعتها تسير في اتجاه الشمال من بيتي فسالتهم ما الذي يحدث فاخبروني ان هنالك انذار بقصف منطقة تدعى صافي بين ميدان الشهداء الستة و بركة ابو راشد فسارعت الى ايقاظ ابنائي و حملنا الامتعة و تجمعنا في بيت والدي الذي اسكن فيه في الطابق العلوي و هذا كان اقصى حد استطيع الخروج اليه نظرا لعدم وفرة الاماكن الامنة في قطاع غزة ككل.

مساء مرعب

ليلة مروعة قضاها سكان مخيم جباليا للاجئين الشهداء الستة بعد اتصال جاء من ضابط مخابرات الاحتلال الاسرائيلي الى احد المواطنين الذين يسكنون في تلك المنطقة مفادها انه يريد قصف شارع الشهداء الستة الى بركة ابو راشد و لكن المتصل مجهول الهوية كدولته اللقيطة لم يحدد المكان الذي سيتم قصفه بالضبط مما اضطر المواطنين الذين يسكنون في المكان و ما حوله ان يتركوا بيوتهم و بالكاد استطاعوا ان يأخذوا بعضا من امتعتهم و اوراقهم الثبوتية و الخروج مسرعين الى حيث لا يعلمون.

حضن آمن

حاول والدي السبعيني و حوله ابناءه و زوجاتهم و احفاده السيطرة عليهم بان يذكرهم بالله ونظرا لكثرة الموجودين آثر ان يفتح القران و يقرأ بصوت خافت مع استراق النظر الى تحركات الموجودين حولهم و الاشارة الى بعضهم باخذ اماكن اكثر امنا داخل البيت ثم انتهى من التلاوة و اخذ يقول حسبنا الله و نعم الوكيل آمرا الجميع بترديدها و بينما نحن كذلك و اذا بصوت انفجار قوي يهز البيت فهرول الجميع الى مدخل البيت مختبأ تحت ادراج المنزل فحشر الجميع في منطقة لا تتعدى مترين في مترين مرددين دعوات مختلطة بصراخ الاطفال.

انفجارات أخرى

ترقب شديد تلك الليلة من تتابع الانفجارات في محيط بيتنا و لكنها كانت بعيدة الى حد نستطيع سماعه و الان بينما انا اكتب هذا المقال هزني صوت قصف لا اعلم قربه من بعده فكل المناطق تعد قريبة نظرا لقوة الاسلحة المستخدمة من الاحتلال الاسرائيلي لا سيما ان هنالك تهديد اخر لقصف منزل مجاور سأضطر لاكمال مقالي من مكان اخر، فالكثير من أصوات الانفجارات  التي منعت الجميع ليس في بيتنا فحسب و لكن في المنطقة المحيطة ان لم يكن في قطاع غزة ككل من العودة الى منازلهم.

أذان الفجر

لا كهرباء و لا انترنت و بطاريات جوالاتنا على وشك الانتهاء و في محاولة للتخفيف عن الموجودين بالبيت بعد ان جاء اتصال يخبرني ان الناس تجمعوا حول المكان المقصوف و نشروا صورا له على المواقع الاخبارية و اذا بالجميع يصمت و حالة هدوء تامة على المجتمعين في البيت و اذا بصوت اذان الفجر يخترق الصمت و يعطي طمأنينة فلا تخافوا فان الله اكبر، توضا والدي و صلى بالجميع ثم ذهب الى مضجعه للنوم، من ثم تحرك الجميع الى شقته السكنية في الطوابق العلوية ، جلسنا بجوار بعضنا حتى غالبنا النعاس و استيقظنا صباحا على صوت بائع خضرة يبدأ يوما جديدا و يطوي صفحة تلك الليلة بكل اوجاعها و آلامها لترسل زوجتي ابني الاكبر ليشتري بعض الخضرة التي استطاع ذلك المزارع التقاطها من ارضه خلسة خوفا من ان تراه طائرات الاحتلال الاسرائيلي  و بالكاد استطعنا ان نأخذ منه بعض الخضروات نظرا لتجمع الحي عليه و ندرتها في الوقت الحالي.

دمار و عدوان متواصل

 اخذت جولة في منطقة القصف فكان حجم الدمار كبير و معظم البيوت المجاورة للقصف شبه مدمرة فتلك البيوت لا يستطيع اصحابها العودة اليها و لا النوم فيها حاليا نظرا لسؤء حالتها فهم الان بلا مأوى كباقي المنازل و الابراج التي دمرتها ترسانة الحرب الاسرائيلية.

ازدادت وتيرة اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي  على كل ما هو فلسطيني من اعتقال بحق الاطفال و النساء في الضفة و القدس الى قتل المدنيين العزل و هدم المباني على رؤوس ساكنيها في قطاع غزة اضافة الى منع الصحفيين الدوليين من التغطية لنقل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي الى العالم فمنذ بدء العدوان على قطاع غزة والذي جاء على اثر اعتداء قطعان المستوطنين على اهلنا في الشيخ جراح في مدينة القدس و محاولة سرقة باقي منازلهم و الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون الويلات لليوم الحادي عشر على التوالي و كل وساطات التهدئة مع الكيان المغتصب بائت بالفشل نظرا لوحشية الاحتلال الاسرائيلي و عطشه لدماء الفلسطينيين و لم يحرك قادة العرب ساكنا امام هذه العنجهية الصهيونية حتى دبلوماسيا بطرد سفير دولة الاحتلال الاسرائيلي و سحب سفراء الدول العربية من دولة الاحتلال
فرب وا معتصماه قد لامست اسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم .
لنا الله ..............

الامضاء : عزيز الكحلوت / مراسل الصباح نيوز من قطاع غزة
 
61
62
63
64
65
66
68
67
69
70
71

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews