اهتزت مدينة تبسة، أول أمس، على وقع نتائج صادمة للتحقيقات التي قامت بها عناصر شرطة الأمن الحضري الثاني وحلها لغز الاختفاء المشبوه للمسمى “ق. ك” في العقد الثالث من عمره، منذ ما يزيد عن خمسة أشهر إلى غاية الخامس من شهر ماي الحالي. تاريخ العثور على جثته مدفونة داخل حفرة بمنطقة عين ساري في منطقة جبل الدكان المطل على الأحياء الحضرية بتبسة أين اتضح أنه تعرض للتصفية من طرف زوجته وشقيقتها وشقيقها.
أطوار الجريمة البشعة تعود إلى تاريخ 12 ديسمبر الماضي لما أقدمت زوجة الضحية وهي أم لطفلين. بتقديم بلاغ أمام مصالح الأمن الحضري الثاني، مدعية خلاله عن اختفاء زوجها في ظروف غامضة.. وبعد إطلاق عناصر الضبطية القضائية لحملة بحث مكثفة تواصلت طيلة خمسة أشهر دون الحصول على أي معلومات أو نتائج إيجابية إلى غاية تقدم مجموعة من أقارب المفقود بدورهم أمام الضبطية القضائية ليؤكدوا وبإصرار شديد أن قريبهم اختفى في ظروف غير طبيعية موجهين أصابع الاتهام لزوجته قائلين بأنها مسؤولة عن قتله وإخفاء جثته مع شركاء من أقاربها.
وأوضحوا أن هذا السيناريو غير مستبعد لأن قريبهم وزوجته يعيشان في أجواء مشحونة بينهما وأنهما لا يتفقان حول أبسط الأشياء وأمام هذا الإصرار، قامت الضبطية القضائية بالتنسيق مع وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة وبعد اطلاعه على تطور القضية، وجه بدوره أوامر تقضي بمباشرة التحقيق.
وكانت المفاجأة بداية حل لغز الاختفاء عند سماع طفل قاصر دون 16 سنة وهو ابن أخ زوجة الضحية الذي أدلى بمعلومات تثير الشبهة حول زوجة الضحية التي حامت حولها الشكوك من طرف أقارب الضحية ليتم استجوابهما على عدة مراحل لكنها تمسكت بنفي الاتهام الموجه إليها ومع تقديم قرائن وأدلة انتهت بالاعتراف بتفاصيل الجريمة.
حيث أكدت زوجة الضحية بأنها فعلا سئمت من زوجها العنيف لذا خططت رفقة شقيقها وشقيقتها في العقد الثاني من أعمارهما للتخلص من زوجها لتنهي معاناتها من عنف وقهر عاشته معه حسب تصريحاتها.
وقد تم فعلا وضع خطة القتل قيد التنفيذ، حيث في ليلة الحادثة كانت الزوجة متواجدة في منزل عائلتها أين اتصلت بزوجها الضحية داعية إياه للحضور لأجل إرجاعها إلى منزلها العائلي وعند حضوره لبيت أهل زوجته لاصطحابها إلى المنزل حوالي الساعة منتصف الليل كان الثلاثة الذين خططوا للجريمة متواجدون وفي الانتظار. حيث قام أخ الزوجة بتحضير فأس والاختباء في بيت الضيوف، وعند حضور الزوج شرعت زوجته في استفزازه ما أدى إلى نشوب مناوشات بينهما، هناك ومباشرة خرج أخ الزوجة وقام بضرب الزوج خلف الرقبة بالفأس مسقطا إياه أرضا في بركة من الدماء.
ومع ذلك حاول الوقوف لتقوم الزوجة بدورها بأخذ قدح يستعمل لتسخين الماء وتوجيه عدة ضربات على مستوى الرأس والجسم ثم خنقه بواسطة حبل متين يستعمل في نشر الملابس إلى غاية أن لفظ أنفاسه الأخيرة عندئذ قاموا بتنظيف المنزل من بقع الدم ورش مادة الإسمنت لإزالة الآثار ثم التفكير في كيفية إخفاء الجثة والتخلص منها أين توصلوا إلى اتفاق لوضع الجثة داخل برميل بيلاستيكي بسعة 200 لتر، ثم نقلها لمنطقة عين ساري بجبل الدكان.
كما قاموا باستدعاء أحد الأشخاص من معارف شقيق الزوجة لمساعدتهم في نقل الجثة على متن شاحنته صغيرة الحجم من نوع “هيربين” ودون أن يعلم بما يوجد في البرميل تم نقل الجثة داخل البرميل ومعها أغراض منزلية أخرى للتمويه في الساعة السادسة صباحا كي لا يتفطن الجيران، وبعد الوصول إلى المنطقة الجبلية قام السائق بتفريغ الأغراض دون علمه بما في داخل البرميل، وبمغادرته المكان قام شقيق الزوجة بدحرجة البرميل إلى غاية حافة الوادي المحاذي لمسكنه الريفي بعين ساري بالدكان وحفر حفرة عميقة بالفأس قبل فتح غطاء البرميل ورمى الجثة داخلها وأرجع التراب عليها وغطاها ببعض أغصان الأشجار.
وتواصل الضبطية القضائية تعميق التحقيقات مع مجموعة المشتبه بهم والشهود للتوصل للمزيد من معلومات وينتظر التوصل لشركاء وشهود آخرين يحتمل أن تكون لهم علاقة بالجريمة، قبل تحويل ملف القضية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة لاحقا.
يذكر أن الجريمة شبيهة بالجريمة التي وقعت مطلع سنة 2017 حينما أقدمت زوجة وهي قريبة لهذه زوجة المتهم في قضية الحال بتخدير زوجها ثم قتله بواسطة بندقية لتقوم رفقة صديقها بدفنه داخل باحة المنزل في سرير خشبي على شكل تابوت وادعت أنه سافر إلى تونس.
وكالات