يتصاعد التوتر بين موسكو والعواصم الغربية، ولا سيما لندن، على وقع الحرب الروسية الأوكرانية التي مضى على اندلاعها نحو شهرين ونصف، حيث لا يقتصر تبادل الاتهامات والتهديدات بين روسيا وبريطانيا على المستوى الرسمي بل وتطور للمستويات الإعلامية، لدرجة أن مذيعا روسيا معروفا هدد علانية من على شاشات التلفزة الروسية بتدمير بريطانيا نوويا ومسحها من خريطة العالم تماما.
ورغم أن مراقبين اعتبروا ذلك مجرد شطط كلامي من إعلامي، فإنه لا يمثل رأي موسكو الرسمي ولا يعبر عن توجهاتها، لكن آخرين في المقابل اعتبروه علامة على مدى التردي الذي يعصف بالعلاقات بين البلدين، معتبرين أن هكذا سيناريوهات كارثية قد تتحول لاحتمالات شبه واقعية مع مضي الطرفين الروسي والأطلسي في التصعيد المتبادل.
وكانت تصريحات لوزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، دافع فيها عن حق أوكرانيا في ضرب العمق الروسي، قد دفعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للرد بشدة والقول إن من حق روسيا في المقابل ضرب أهداف عسكرية داخل أراضي دول الناتو التي تزود كييف بالسلاح، ومن ضمنها بريطانيا.
وتعليقا على تصاعد التوتر بين موسكو ولندن والذي وصل حد التلويح قبل أيام من قبل روسيا باستهداف العمق البريطاني عسكريا، يقول رامي القليوبي، الأستاذ في كلية الاستشراق بمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "التلاسن والتوتر الروسي البريطاني ليس جديدا طبعا، كون لندن وعواصم أوروبية شرقية كوارسو وعواصم دول البلطيق فضلا عن واشنطن، هي الأكثر عداء لموسكو وتصعيدا ضدها في أوكرانيا ضمن الكتلة الأطلسية، ولا ننسى أن روسيا هددت سابقا أيضا باستهداف شحنات الأسلحة الغربية المرسلة لكييف والعناصر الأجنبية كمقاتلين مرتزقة أو كمستشارين عسكريين ".
وأكمل: "فيما نرى أن النبرة الروسية ضد دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا والنمسا أخف حدة وأكثر انفتاحا عليها، كونها ليست مصنفة ضمن معسكر الصقور الغربي في المواجهة الحالية المحتدة مع موسكو، لدرجة أن المستشار النمساوي كان في زيارة لموسكو مؤخرا، ولهذا لا يبدو أن التصعيد الثنائي هذا سيتطور بالضرورة نحو مواجهة عسكرية شاملة بين روسيا والاتحاد الأوروبي".
في المقابل، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، مهند العزاوي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "الملفت للنظر في مشهد الصراع الروسي الغربي طيلة الأيام القليلة الماضية، هو ارتفاع وتيرة حرب التصريحات تحديدا ما بين روسيا وبريطانيا، ورغم أنها ليست المرة الأولى، لكن آخر حلقة في مسلسل التصعيد بين الروس والبريطانيين تبدو أكثر حدة، متضمنة اشارات بالغة الخطورة تصل لحد التهديد بالاستهداف المتبادل لعمق أراضي البلدين، والحديث حتى عن خيارات نووية".
هذا التلاسن الحاد يندرج طبعا في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية بتجاذباتها الحادة، كما يشرح الخبير العسكري، والذي يضيف: "حيث ترى موسكو أن واشنطن ولندن والناتو ككل، يخوض حربا ضدها في الساحة الأوكرانية وإن وكالة، والتصعيد في التصريحات بين مسؤولي وزارتي الدفاع الروسية والبريطانية هو بطبيعة الحال انعكاس للتصعيد الحربي الميداني على الأرض، حيث تواصل بريطانيا امداد كييف بالأسلحة النوعية وبالخبراء والاستشاريين العسكريين، ولهذا فروسيا تستشعر خطر هذا الايغال البريطاني تحديدا في دعم أوكرانيا".
ويختم المتحدث: "الأزمة في تصاعد والحرب ستتواصل وربما ستتسع، ولا ضوء سياسي ودبلوماسي مع الأسف في نهاية هذا النفق حتى اللحظة، ولهذا فروسيا تنحو غالبا نحو تفعيل استراتيجية الصدمة العسكرية الروسية عبر التصعيد الميداني لإنهاء الحرب، واستخدام أسلحة أكثر فتكا وتدميرا، ووفق حرب الأرض المحروقة في المدن كما شاهدنا في بعض المناطق الأوكرانية، ومن خلال التلويح بضرب مراكز ومقرات قد تضم عناصر استشارية مخابراتية وعسكرية غربية داخل أوكرانيا وحتى تلك المنخرطة في ذلك خارجها".
وكالات
يتصاعد التوتر بين موسكو والعواصم الغربية، ولا سيما لندن، على وقع الحرب الروسية الأوكرانية التي مضى على اندلاعها نحو شهرين ونصف، حيث لا يقتصر تبادل الاتهامات والتهديدات بين روسيا وبريطانيا على المستوى الرسمي بل وتطور للمستويات الإعلامية، لدرجة أن مذيعا روسيا معروفا هدد علانية من على شاشات التلفزة الروسية بتدمير بريطانيا نوويا ومسحها من خريطة العالم تماما.
ورغم أن مراقبين اعتبروا ذلك مجرد شطط كلامي من إعلامي، فإنه لا يمثل رأي موسكو الرسمي ولا يعبر عن توجهاتها، لكن آخرين في المقابل اعتبروه علامة على مدى التردي الذي يعصف بالعلاقات بين البلدين، معتبرين أن هكذا سيناريوهات كارثية قد تتحول لاحتمالات شبه واقعية مع مضي الطرفين الروسي والأطلسي في التصعيد المتبادل.
وكانت تصريحات لوزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، دافع فيها عن حق أوكرانيا في ضرب العمق الروسي، قد دفعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للرد بشدة والقول إن من حق روسيا في المقابل ضرب أهداف عسكرية داخل أراضي دول الناتو التي تزود كييف بالسلاح، ومن ضمنها بريطانيا.
وتعليقا على تصاعد التوتر بين موسكو ولندن والذي وصل حد التلويح قبل أيام من قبل روسيا باستهداف العمق البريطاني عسكريا، يقول رامي القليوبي، الأستاذ في كلية الاستشراق بمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "التلاسن والتوتر الروسي البريطاني ليس جديدا طبعا، كون لندن وعواصم أوروبية شرقية كوارسو وعواصم دول البلطيق فضلا عن واشنطن، هي الأكثر عداء لموسكو وتصعيدا ضدها في أوكرانيا ضمن الكتلة الأطلسية، ولا ننسى أن روسيا هددت سابقا أيضا باستهداف شحنات الأسلحة الغربية المرسلة لكييف والعناصر الأجنبية كمقاتلين مرتزقة أو كمستشارين عسكريين ".
وأكمل: "فيما نرى أن النبرة الروسية ضد دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا والنمسا أخف حدة وأكثر انفتاحا عليها، كونها ليست مصنفة ضمن معسكر الصقور الغربي في المواجهة الحالية المحتدة مع موسكو، لدرجة أن المستشار النمساوي كان في زيارة لموسكو مؤخرا، ولهذا لا يبدو أن التصعيد الثنائي هذا سيتطور بالضرورة نحو مواجهة عسكرية شاملة بين روسيا والاتحاد الأوروبي".
في المقابل، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، مهند العزاوي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "الملفت للنظر في مشهد الصراع الروسي الغربي طيلة الأيام القليلة الماضية، هو ارتفاع وتيرة حرب التصريحات تحديدا ما بين روسيا وبريطانيا، ورغم أنها ليست المرة الأولى، لكن آخر حلقة في مسلسل التصعيد بين الروس والبريطانيين تبدو أكثر حدة، متضمنة اشارات بالغة الخطورة تصل لحد التهديد بالاستهداف المتبادل لعمق أراضي البلدين، والحديث حتى عن خيارات نووية".
هذا التلاسن الحاد يندرج طبعا في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية بتجاذباتها الحادة، كما يشرح الخبير العسكري، والذي يضيف: "حيث ترى موسكو أن واشنطن ولندن والناتو ككل، يخوض حربا ضدها في الساحة الأوكرانية وإن وكالة، والتصعيد في التصريحات بين مسؤولي وزارتي الدفاع الروسية والبريطانية هو بطبيعة الحال انعكاس للتصعيد الحربي الميداني على الأرض، حيث تواصل بريطانيا امداد كييف بالأسلحة النوعية وبالخبراء والاستشاريين العسكريين، ولهذا فروسيا تستشعر خطر هذا الايغال البريطاني تحديدا في دعم أوكرانيا".
ويختم المتحدث: "الأزمة في تصاعد والحرب ستتواصل وربما ستتسع، ولا ضوء سياسي ودبلوماسي مع الأسف في نهاية هذا النفق حتى اللحظة، ولهذا فروسيا تنحو غالبا نحو تفعيل استراتيجية الصدمة العسكرية الروسية عبر التصعيد الميداني لإنهاء الحرب، واستخدام أسلحة أكثر فتكا وتدميرا، ووفق حرب الأرض المحروقة في المدن كما شاهدنا في بعض المناطق الأوكرانية، ومن خلال التلويح بضرب مراكز ومقرات قد تضم عناصر استشارية مخابراتية وعسكرية غربية داخل أوكرانيا وحتى تلك المنخرطة في ذلك خارجها".