راهنت الصين منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في الـ 24 من فيفري الماضي على مبدأ الحياد الصريح، إذ امتنعت عن التصويت بخصوص إدانة هجوم موسكو على كييف، سواء في مجلس الأمن الدولي، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما امتنعت الصين أيضا عن دعوة فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا، بل اتجهت إلى اتهام واشنطن بأنها "أججت التوترات وأشعلت تهديدات الحرب في أوكرانيا"، ورفضت استخدام مصطلح "غزو" لتوصيف الحرب .
ويبدو اصطفاف الصين إلى جانب روسيا هو اختيار للحفاظ على العلاقات الوثيقة بينهما، حيث تتجلى العلاقة بين هذين العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي بتصويتهما في أغلب الأحيانبشكل مماثل في اجتماعاته.
جبهة ضد واشنطن
كما يبدو التفاهم السياسي بينهما اصطفاف جبهة واحدة ضد واشنطن، فمنذ تولي شيجينبينغ السلطة قبل حوالي عقد، حققت الصين وروسيا البلدان اللذان كانا عدوين لدودين خلال الحرب الباردة، تقاربا غير مسبوق وجمعتهما الرغبة في مواجهة النفوذ الأميركي.
غير ان اشتداد أزمة الحرب في اوكرانيا، جعل الصين تتعرض لضغوط دبلوماسية كثيفة من الأمريكيين والأوروبيين حتى لا تكون طوق نجاة لوسيا التي تواجه العديد من العقوبات الاقتصادية منذ غزوها اوكرانيا.
وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية الاثنين عن "قلقها العميق" إزاء ما أسمته "انحياز" بكين الى موسكو، بعد لقاء عقد في روما بين جايك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي ويانغ جيشي، أعلى مسؤول في الحزب الشيوعي الصيني للشؤون الدبلوماسية.
فما هي خطوة بكين القادمة، هل ستواصل دعمها لروسيا أو ستخضع للدعوات الأمريكية والأوروبية بالتخلي عنها حتى تحمي نفسها من التعرض إلى العقوبات هي أيضا سيما علاقتها التي تعرف توترا مع واشنطن؟
العلاقات الاقتصادية والعسكرية الوثيقة بين بكين وموسكو تجعل من الصعب توقع فرضية الانسحاب بالنسبة للصين وهو ما جعل الأخيرة تتخذ الحذر وتظهر نفسها في الوقت الراهن كقوة محايدة، وتدعو الروس والأوكرانيين الى "ضبط النفس" وإلى التفاوض.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية الثلاثاء بأن الدبلوماسي الصيني يانغ جيتشي أكد خلال اجتماع روما الاثنين مع مستشار الأمن القومي الأميركي جايكساليفان موقف الصين بأن بكين "ملتزمة بتعزيز محادثات السلام".
قلق أمريكي
ما فتئت الولايات المتحدة الأمريكية تعرب عن قلقها إزاء العلاقات الروسية الصينية، وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن روسيا طلبت من الصين عتادا عسكريا، مما أثار مخاوف من أن بكين قد تنسف الجهود الغربية الرامية لمساعدة القوات الأوكرانية في الدفاع عن بلادهم، لكن الصين رفضت "المزاعم الامريكية" متهمة واشنطن بـ "نشر معلومات مضللة".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان للصحفيين الثلاثاء بأن بكين "تحث الولايات المتحدة بشدة على عدم الإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للصين عند التعامل مع العلاقات مع روسيا".
ينتظر الغرب وواشنطن الخطوة الصينية القادمة التي ستحدد مسار الحرب الروسية الاوكرانية ، فهل أنها ستصطف إلى جانب روسيا أم أنها ستمسك العصا من الوسط وتكون وسيطا فعالا بين كييف وموسكو.
يذكر أن الصين أكبر مصدّر في العالم وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مورد أجنبي للبضائع للولايات المتحدة.
ويتوقع محللون سياسيون أن أي ضغط على التجارة الصينية قد يكون له تأثيرات اقتصادية غير مباشرة على أمريكا وحلفائها.
منال العابدي
راهنت الصين منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في الـ 24 من فيفري الماضي على مبدأ الحياد الصريح، إذ امتنعت عن التصويت بخصوص إدانة هجوم موسكو على كييف، سواء في مجلس الأمن الدولي، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما امتنعت الصين أيضا عن دعوة فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا، بل اتجهت إلى اتهام واشنطن بأنها "أججت التوترات وأشعلت تهديدات الحرب في أوكرانيا"، ورفضت استخدام مصطلح "غزو" لتوصيف الحرب .
ويبدو اصطفاف الصين إلى جانب روسيا هو اختيار للحفاظ على العلاقات الوثيقة بينهما، حيث تتجلى العلاقة بين هذين العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي بتصويتهما في أغلب الأحيانبشكل مماثل في اجتماعاته.
جبهة ضد واشنطن
كما يبدو التفاهم السياسي بينهما اصطفاف جبهة واحدة ضد واشنطن، فمنذ تولي شيجينبينغ السلطة قبل حوالي عقد، حققت الصين وروسيا البلدان اللذان كانا عدوين لدودين خلال الحرب الباردة، تقاربا غير مسبوق وجمعتهما الرغبة في مواجهة النفوذ الأميركي.
غير ان اشتداد أزمة الحرب في اوكرانيا، جعل الصين تتعرض لضغوط دبلوماسية كثيفة من الأمريكيين والأوروبيين حتى لا تكون طوق نجاة لوسيا التي تواجه العديد من العقوبات الاقتصادية منذ غزوها اوكرانيا.
وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية الاثنين عن "قلقها العميق" إزاء ما أسمته "انحياز" بكين الى موسكو، بعد لقاء عقد في روما بين جايك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي ويانغ جيشي، أعلى مسؤول في الحزب الشيوعي الصيني للشؤون الدبلوماسية.
فما هي خطوة بكين القادمة، هل ستواصل دعمها لروسيا أو ستخضع للدعوات الأمريكية والأوروبية بالتخلي عنها حتى تحمي نفسها من التعرض إلى العقوبات هي أيضا سيما علاقتها التي تعرف توترا مع واشنطن؟
العلاقات الاقتصادية والعسكرية الوثيقة بين بكين وموسكو تجعل من الصعب توقع فرضية الانسحاب بالنسبة للصين وهو ما جعل الأخيرة تتخذ الحذر وتظهر نفسها في الوقت الراهن كقوة محايدة، وتدعو الروس والأوكرانيين الى "ضبط النفس" وإلى التفاوض.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية الثلاثاء بأن الدبلوماسي الصيني يانغ جيتشي أكد خلال اجتماع روما الاثنين مع مستشار الأمن القومي الأميركي جايكساليفان موقف الصين بأن بكين "ملتزمة بتعزيز محادثات السلام".
قلق أمريكي
ما فتئت الولايات المتحدة الأمريكية تعرب عن قلقها إزاء العلاقات الروسية الصينية، وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن روسيا طلبت من الصين عتادا عسكريا، مما أثار مخاوف من أن بكين قد تنسف الجهود الغربية الرامية لمساعدة القوات الأوكرانية في الدفاع عن بلادهم، لكن الصين رفضت "المزاعم الامريكية" متهمة واشنطن بـ "نشر معلومات مضللة".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان للصحفيين الثلاثاء بأن بكين "تحث الولايات المتحدة بشدة على عدم الإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للصين عند التعامل مع العلاقات مع روسيا".
ينتظر الغرب وواشنطن الخطوة الصينية القادمة التي ستحدد مسار الحرب الروسية الاوكرانية ، فهل أنها ستصطف إلى جانب روسيا أم أنها ستمسك العصا من الوسط وتكون وسيطا فعالا بين كييف وموسكو.
يذكر أن الصين أكبر مصدّر في العالم وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مورد أجنبي للبضائع للولايات المتحدة.
ويتوقع محللون سياسيون أن أي ضغط على التجارة الصينية قد يكون له تأثيرات اقتصادية غير مباشرة على أمريكا وحلفائها.