كشف 270 عالما من 67 بلدا من المجموعة الحكومية للخبراء حول تقييم المناخ، الإثنين، عن الجزء الثاني من تقريرهم، الذّي وصفه رئيس المجموعة، هوزنغ لي، ب"التحذير المخيف" في مواجهة جمود الدول.
ويتعلّق الأمر بالجزء الثاني لسادس تقرير تنشره المجموعة العلمية. وكان التقرير الأوّل للمجموعة، الذّي صدر منذ 9 أوت 2021، أكّد مسؤوليّة الإنسان في الاحتباس الحراري.
ويظهر تقرير المجموعة، اليوم، وفق بلاغ صادر عنها، أنّ التغيّرات المناخيّة يعد "تهديدا خطيرا متنامي على رفاه الانسان وصحّة الكوكب".
"ما نقوم به اليوم سيحدد كيفية تأقلم البشرية والطبيعة مع المخاطر المناخية المتنامية" وسيتم نشر جزء آخر من الدراسة بخصوص سبل الحد من الاحتباس الحراري خلال شهر أفريل 2022.
"هناك انعكاسات خطيرة للتغيرات المناخية تحدث اليوم. وتعد الفئات الهشّة اجتماعيّا واقتصاديا الأكثر عرضة لهذه الانعكاسات بحيازتهم على موارد أقل للتأقلم".
وتعتبر مجموعة الخبراء الحكومية، من جهة أخرى، إمكانية أن يكون "تأقلمنا الجماعي أو الفردي استراتيجية ناجعة. لكن هناك حدود لقدرتنا ولقدرة بقيّة الكائنات على التأقلم. وعند تجاوز درجات الحرارة مستويات معيّنة فإن التأقلم غير ممكن لعدد من الكائنات".
وجاء في تعليق امين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غواتيراس، على حسابه على تويتر "لقد اطلعت على العديد من التقارير لكن هذا التقرير الاخير يعتبر أطلسا لمعاناة الإنسانية وإدانة لإخفاق الزعماء في مجال المناخ. أعلم بأنّ الناس خائفون وبأنّهم غاضبون كما أنا، أيضا. لكن حان الوقت لترجمة هذا الغضب إلى عمل لأجل المناخ".
إنّ الاحتباس الحراري ليس مشكل مستقبلي لكن واقع نعيشه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض ب1,09 درجة مائوية مقارنة بالعصر ما قبل الثورة الصناعية: موجات حر أكبر وبتواتر أرفع وتزايد الحرائق بالغابات والتساقطات وارتفاع مستوى البحر وحموضة المحيطات...
وتطرّق معدّو التقرير، أيضا، إلى انعكاسات الاحتباس الحراري على تزايد الامراض النفسية بسبب الحرائق بالغابات أو أمراض مرتبطة بالغذاء والمياه وبالحيوانات. ويذكر التقرير، مثلا، ارتفاع مرض الكوليرا بسبب تزايد الامطار والفيضانات. وكان للظواهر المناخية القصوى وارتفاع درجات الحرارة في عدد من المناطق انعكاسات على الصحة العقلية للسكان.
وأشار التقرير أنّه "إذا أخذنا مثال الفيضانات فإن الخسائر، التّي تنتج عنها مقارنة بالاحتباس الحراري ب1،5 درجة مائوية، هي أرفع بمرتين بالنسبة للاحتباس بدرجتين وبأربع مرّات بالنسبة لاحتباس ب4 درجات مائوية. "حوالي مليار شخص يمكن أن يكونوا عرضة للتهديدات العشوائية المناخية على السواحل على المدى المتوسط وفي كل السيناريوهات". حاليا فإن وعود الدول (التّي لم يتم الإيفاء بها إلى حد الآن) تقودنا نحو احتباس ب2،7 درجة مائوية.
ويوصي العلماء، في هذا السياق، بمواصلة جهود التأقلم لأنّ ذلك من شأنه التقليص من المخاطر بشرط الحد من مستوى الاحتباس وحماية الطبيعة لأجل مستقبل مجتمعاتنا وحماية التنوّع البيولوجي والانظمة الإيكولوجية كعمل اساسي لضمان نمو قادر على مواجهة التغيّرات المناخيّة.
ووفق تقدير علماء المجموعة الحكومية يمر ذلك عبر حماية ناجعة من 30 الى 50 بالمائة للأراضي ومجاري المياه والمحيطات.وات