ما إن رصد العلماء متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا المستجد، في نوفمبر الماضي، حتى راجت عدة شائعات حول العدوى، فيما يخشى علماء أن تؤثر الأكاذيب والأخبار المزيفة على ثقة الناس في التطعيم.
واستغل مناوئو اللقاحات الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة، ظهور هذا المتحور فشككوا في نجاعة اللقاحات، علما بأن الأطباء لم يقولوا، جازمين، إن "أوميكرون" سيستعصي عن اللقاح.
وعندما جرى رصد متحور "أوميكرون" الذي يحمل عددا أكبر من الطفرات، أبدى الباحثون خشيتهم من أن يستطيع مراوغة المناعة المتأتية من اللقاح إلى حد ما، لكن هذا الأمر كان وما يزال بمثابة فرضية، أي مجرد احتمال، وليس حقيقة.
ويحث الباحثون، الناس على عدم التسرع، لأن إجراء دراسات مفصلة ودقيقة حول "أوميكرون" يحتاج إلى بيانات عدد كبير ممن أصيبوا بالمتحور الجديد ثم تعافوا منه أو ساءت حالتهم من جراء العدوى، وهذا الأمر يحتاج إلى أسابيع.
ومن بين الآراء المغلوطة، القول إن عدة حكومات وشركات أدوية روجت للمتحور الجديد، من أجل التضييق على دواء مضاد للطفيليات يقول أصحاب نظرية المؤامرة إنه ناجع في علاج "كوفيد 19"، في حين لا توجد أدلة علمية على هذه المزاعم.
واستفادت هذه المزاعم من منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، وأضحى جمهور عريض من الناس يستمع إلى "مؤثرين" بعيدين عن حقل العلوم، عوض الأخذ برأي خبراء الصحة وذوي الاختصاص.
"حالة تيه"
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن هذه المعلومات المضللة تأتي فيما يشعر الناس بالتعب بعد نحو عامين من ظهور فيروس كورونا المستجد.
ويشيع المؤمنون بنظرية المؤامرة، أن توالي ظهور المتحورات يعني أن اللقاحات غير ناجعة، وهو أمر غير صحيح، لأن المؤشرات الأولية التي أعلنتها هيئات علمية، كشفت أن المناعة التي يحدثها التطعيم في الجسم تساعد على خفض الأعراض، عند الإصابة بالمتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا.
وحتى في حال تراجعت نجاعة اللقاحات المتوافرة حاليا أمام المتحور "أوميكرون"، فإن شركات الأدوية تعهدت بإدخال تعديلات، حتى تكون قادرة على التصدي لعدوى كورونا.
أما ظهور متحورات جديدة بين الفينة والأخرى، فهو أمر طبيعي للغاية، بحسب علماء، والمطلوب إزاء هذا الوضع، هو الاحتكام إلى العلم وذوي الدراية بالموضوع، بعيدا عما يروج بمنطق المؤامرة وتفسيرات لا سند لها في الواقع.
سكاي نيوز عربية