من جديد انطلقت طبول الحرب بالقرع مجددا في الشرق الأوسط، مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بـ"قرب التصادم" مع ايران، كما أكد وزير المالية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في تصريحات إعلامية.
وفي المقابل لم يجد الأمين العام لحزب الله اللبناني وحليف طهران حسن نصر الله، الا التلويح بأسلوب جديد في أي حرب قادمة تجعل من مستوطنات الجليل شمالي فلسطين المحتلة هدفا للاحتواء من قبل قوات الحزب في أي حرب قادمة.
ويبدو أن تصاعد اللهجات بين كل الأطراف المتداخلة في هذه الأزمة، إضافة إلى المناورات المشتركة بين تل أبيب وحلفائها الجدد من البلدان العربية قرب الصراعات المشتعلة في المنطقة (مناورات مشتركة بين إسرائيل والبحرين والامارات والولايات المتحدة في البحر الأحمر والمحيط الهندي على سبيل المثال)، قد يجعل مثل هذه التهديدات "المتجددة في الزمان والمكان" تأخذ طابعا جديا خاصة مع توجه طهران لعسكرة منطقة الخليج من خلال المناورات المتكررة وكذلك من خلال التفتيشات التي تقوم بها للسفن والناقلات التي تمر بالقرب من مضيق هرمز.
-ماذا بعد التصعيد؟
ولا يبدو أن هذا التوتر المتكرر والمتجدد في المنطقة بعيد من المناورات الإيرانية المتكررة على الصعيد الديبلوماسي للجلوس على طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي في العاصمة النمساوية فيينا، خاصة مع تصلبها في العودة لهذه المفاوضات وإعادة احياء الاتفاق النووي لسنة 2015، وعودة واشنطن لهذا الاتفاق والذي ترى فيه طهران أنه فرصة لتسريع وتيرة نشاط البرنامج ليحقق له مرحلة "الردع" وعدم العودة إلى الوراء والتفاوض حول مستقبله فقط.
ويبدو أن هذا التملص الإيراني تسعى من خلاله إيران كذلك تحقيق اختراق على مستوى العقوبات الأمريكية والأممية التي تخنقها منذ أكثر من 20 عاما، وهي بذلك تشترط التفاوض حول رزنامة زمنية لرفعها قبل التفاوض حول العودة للاتفاق النووي أو التفاوض حول اتفاق جديد وهو ما تريده طهران.
ويبدو أن أسلوب "طول النفس" الذي تتبعه إيران لا يمكن أن يفرز إلا "توترا متواصلا" في المنطقة، خاصة وأنها تدير المفاوضات بينها وبين الدول الخمس في اتفاق 2015 وفق مرحلية معينة ووفق أولويات محددة تبقي ملفها النووي ناشطا مقابل العمل على تفريع المحادثات إلى محاور أخرى مرتبطة به، كالعقوبات (التي تنقسم لأمريكية وأممية وأوروبية) وكذلك إطار هذه المفاوضات (مفاوضات لإعادة اتفاق 2015 أو اتفاق جديد) وكذلك موازنة هذه المفاوضات مع علاقاتها بدول المنطقة، وسلوكها معها.
-في انتظار المفاوضات القادمة
ويبدو أن المفاوضات النووية قد تذهب لإعادة توزيع خيوط اللعبة في الشرق الأوسط، خاصة وأن الحرب لا يمكن أن تكون في صالح أي من هذه الدول في الوقت الحاضر خاصة مع السعي السعودي لطي صفحة حرب اليمن من خلال العمل على التفاوض مع المملكة العربية السعودية ضمن "محادثات بغداد" بين الرياض وطهران، والتي تسعى من خلالها الرياض لقيام إيران بالضغط على الحوثيين في اليمن لإيقاف تقدمها في محافظة مأرب، مقابل القبول بالمبادرة السعودية للحل السياسي وهو ما يرفضه الحوثيون دون ضمانات ميدانية وسياسية (الحفاظ على توقعاتها الحالية والمشاركة في صياغة مشروع الحكم القادم في اليمن).
ان مستقبل مشروع "السلم الأمريكي" في الشرق الأوسط مرتبط بمدى التفاعلات التي يمكن أن تفرزها تطورات الملف النووي الإيراني، وإرادة تحقيق ذلك من الفاعلين فيها، وهو ما يبدو أن واشنطن ليست متأكدة منه، خاصة وأن تل أبيب باتت ترى أن الحل الوحيد في المنطقة هو الحرب ضد ايران لردعها نوويا وهذا ما لا تريده واشنطن في هذه المرحلة وتسعى لفرملة طموحات حكومة بنيت المتطرفة التي لا يمكن أن تعيش الا من خلال اليمين الصهيوني المتطرف المتنامي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
نزار مقني
تونس الصباح
من جديد انطلقت طبول الحرب بالقرع مجددا في الشرق الأوسط، مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بـ"قرب التصادم" مع ايران، كما أكد وزير المالية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في تصريحات إعلامية.
وفي المقابل لم يجد الأمين العام لحزب الله اللبناني وحليف طهران حسن نصر الله، الا التلويح بأسلوب جديد في أي حرب قادمة تجعل من مستوطنات الجليل شمالي فلسطين المحتلة هدفا للاحتواء من قبل قوات الحزب في أي حرب قادمة.
ويبدو أن تصاعد اللهجات بين كل الأطراف المتداخلة في هذه الأزمة، إضافة إلى المناورات المشتركة بين تل أبيب وحلفائها الجدد من البلدان العربية قرب الصراعات المشتعلة في المنطقة (مناورات مشتركة بين إسرائيل والبحرين والامارات والولايات المتحدة في البحر الأحمر والمحيط الهندي على سبيل المثال)، قد يجعل مثل هذه التهديدات "المتجددة في الزمان والمكان" تأخذ طابعا جديا خاصة مع توجه طهران لعسكرة منطقة الخليج من خلال المناورات المتكررة وكذلك من خلال التفتيشات التي تقوم بها للسفن والناقلات التي تمر بالقرب من مضيق هرمز.
-ماذا بعد التصعيد؟
ولا يبدو أن هذا التوتر المتكرر والمتجدد في المنطقة بعيد من المناورات الإيرانية المتكررة على الصعيد الديبلوماسي للجلوس على طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي في العاصمة النمساوية فيينا، خاصة مع تصلبها في العودة لهذه المفاوضات وإعادة احياء الاتفاق النووي لسنة 2015، وعودة واشنطن لهذا الاتفاق والذي ترى فيه طهران أنه فرصة لتسريع وتيرة نشاط البرنامج ليحقق له مرحلة "الردع" وعدم العودة إلى الوراء والتفاوض حول مستقبله فقط.
ويبدو أن هذا التملص الإيراني تسعى من خلاله إيران كذلك تحقيق اختراق على مستوى العقوبات الأمريكية والأممية التي تخنقها منذ أكثر من 20 عاما، وهي بذلك تشترط التفاوض حول رزنامة زمنية لرفعها قبل التفاوض حول العودة للاتفاق النووي أو التفاوض حول اتفاق جديد وهو ما تريده طهران.
ويبدو أن أسلوب "طول النفس" الذي تتبعه إيران لا يمكن أن يفرز إلا "توترا متواصلا" في المنطقة، خاصة وأنها تدير المفاوضات بينها وبين الدول الخمس في اتفاق 2015 وفق مرحلية معينة ووفق أولويات محددة تبقي ملفها النووي ناشطا مقابل العمل على تفريع المحادثات إلى محاور أخرى مرتبطة به، كالعقوبات (التي تنقسم لأمريكية وأممية وأوروبية) وكذلك إطار هذه المفاوضات (مفاوضات لإعادة اتفاق 2015 أو اتفاق جديد) وكذلك موازنة هذه المفاوضات مع علاقاتها بدول المنطقة، وسلوكها معها.
-في انتظار المفاوضات القادمة
ويبدو أن المفاوضات النووية قد تذهب لإعادة توزيع خيوط اللعبة في الشرق الأوسط، خاصة وأن الحرب لا يمكن أن تكون في صالح أي من هذه الدول في الوقت الحاضر خاصة مع السعي السعودي لطي صفحة حرب اليمن من خلال العمل على التفاوض مع المملكة العربية السعودية ضمن "محادثات بغداد" بين الرياض وطهران، والتي تسعى من خلالها الرياض لقيام إيران بالضغط على الحوثيين في اليمن لإيقاف تقدمها في محافظة مأرب، مقابل القبول بالمبادرة السعودية للحل السياسي وهو ما يرفضه الحوثيون دون ضمانات ميدانية وسياسية (الحفاظ على توقعاتها الحالية والمشاركة في صياغة مشروع الحكم القادم في اليمن).
ان مستقبل مشروع "السلم الأمريكي" في الشرق الأوسط مرتبط بمدى التفاعلات التي يمكن أن تفرزها تطورات الملف النووي الإيراني، وإرادة تحقيق ذلك من الفاعلين فيها، وهو ما يبدو أن واشنطن ليست متأكدة منه، خاصة وأن تل أبيب باتت ترى أن الحل الوحيد في المنطقة هو الحرب ضد ايران لردعها نوويا وهذا ما لا تريده واشنطن في هذه المرحلة وتسعى لفرملة طموحات حكومة بنيت المتطرفة التي لا يمكن أن تعيش الا من خلال اليمين الصهيوني المتطرف المتنامي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.