تعددت مؤشرات تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس على مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، قبل 3 اشهر عن موعد الانتخابات الامريكية..
هذا التطور دفع انصار الاعتدال في السياسة الدولية يتفاءلون بتجنب سيناريو عودة "أقصى اليمين العنصري والشعبوي" الى السلطة في واشنطن بزعامة ترامب "الحليف الأكبر لأقصى اليمين الشعبوي" في العالم اجمع..
زاد التفاؤل بسيناريو استبعاد عودة ترامب َورفاقه "الشعبويين" وسط المعنيين بمخاطر الانحياز الامريكي المبالغ فيه منذ مدة طويلة إلى بنيامين ناتنياهو و حلفائه المتهمين معه بارتكاب جرائم حرب و انتهاك القوانين الدولية و الضلوع في حرب إبادة جماعية وقتل عشرات الاف الأطفال والنساء في فلسطين المحتلة ولبنان وكامل المنطقة ...
ترشيح كامالا هاريس "المعتدلة" تطور مهم قد يغير أولويات الإدارة الامريكية القادمة، وهي التي قد تفوز بفضل ملايين الناخبين من اصول افريقية واسلامية واسيوية و أجنبية..
ورغم انحياز الحزب الديمقراطي الامريكي لتل ابيب وللوبيات الصهيونية فان مواقف كامالا هاريس وفريقها وانصارها من "تجاوزات " حكومةناتنياهو المتطرفة ورقة مهمة جدا قد يستفيد منها انصار السلام في امريكا والعالم بعد انتفاضة ملايين الطلاب وشباب الجامعات و تيار من اليهود المعتدلين المعارضين "للصقور" الذين يتحكمون في سياسات واشنطن الخارجية والعسكرية منذ عهد ترامب وفريقه الشعبوي المتطرف...
ويبدو العالم اليوم في مفترق طرق بعد "الضوء الاخضر" الذي أعطاه "اليمين المتطرف" في دول الحلف الاطلسي ليرتكب مجازر طوال ال300 يوما الماضية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن...
وزاد الخطر بعد تصعيد الايام والاسابيع القليلة الماضية ضد المدنيين في قطاع غزة المحتل والضفة الغربية و التورط في اغتيال عدد من الزعماء السياسيين الفلسطينيين واللبنانيين و شخصيات قيادية عراقية وسورية...
و اصبح الخطر اكبر بكثير بعد جريمة اغتيال زعيم المفاوضين السياسيين الفلسطينيين و القيادي المعتدل إسماعيل هنية.. رغم تصريحاته المطمئنة التي ادلى بها طوال الأسابيع الماضية في القاهرة وانقرة و الدوحة و بيروت ..و رغم مشاركته في موكب تنصيب "الرئيس الاصلاحي الايراني مسعود بزشكيان" وتفاعله ايجابا مع مبادرات سياسية إقليمية ودولية... تصب عمليا في مسار "واقع حل الدولتين"...
++ وفي الوقت الذي زاد فيه منسوب التفاؤل باستئناف مسار المصالحة بين طهران والعواصم الغربية، بما في ذلك حول الملف النووي، تعاقبت محاولات" أقصى اليمين العنصري والشعبوي" في تل ابيب وامريكا ودول الحلف الاطلسي لتوريط العالم في "حرب شاملة" مع إيران وكل حلفائها في المنطقة وفي العالم... من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق إلى اليمن و الخليج وافريقيا...
لايختلف اثنان في كون الهدف الاكبر من محاولات حكومة ناتنياهو المتطرفة وحلفائها "استعجال حرب شاملة بين إيران وإسرائيل " توريط واشنطن في الحرب قبل الانتخابات ليضطر الرئيس الفائز و فريقه في الإدارة والكنغرس إلى متابعة نفس المسار... وان كانت الفائزة كامالا هاريس وانصارها "المعتدلون" الذين يطالبون بالعودة إلى تفعيل "الاتفاق النووي" السابق الذي دعمته إدارة باراك اوباما و روسيا واوربا... ثم جمده فريق دونالد ترامب بعد فوزهم في انتخابات 2016....
وحسب كثير من الخبراء فان اعلان واشنطن ضم القدس العربية والجولان السوري إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ماكان ليحصل لولا فوز دونالد ترامب وفريقه اليميني الشعبوي...
وماكان لعدد من الحروب والنزاعات ان تندلع في فلسطين ولبنان في المنطقة وفي العالم اجمع لولم يصل ترامب وفريقه إلى البيت الأبيض والكنغرس...
في هذه الظرفية الدولية والإقليمية ماهو المطلوب من اللوبيات التي أنزلت ملايين المتظاهرين في امريكا واوربا وفي العالم اجمع نصرة لفلسطين و للقضايا العادلة ورفضا للاحتلال ؟
وما هو المطلوب من انصار السلام ومعارضي اليمين العنصري والشعبوي بعد نجاح خطوات اضعافه عبر صناديق الاقتراع في اوربا، وخاصة في اسبانيا وبريطانيا وفرنسا؟
لاشك ان مصالح بعض لوبيات السلاح والحروب ستحاول دفع الأوضاع نحو مزيد من الصدامات والحروب لتتحكم في سياسات الولايات المتحدة والدول العظمى خلال الاعوام القادمة...
لكن اللوبيات التي تدعم بناء نظام دولي جديد "أكثر عدلا" مطالبة بان تتحرك وتجهض "سياسات الهروب إلى الأمام" التي يراهن عليها ناتنياهو و حلفاؤه اقليميا ودوليا وبينها "توريط الجميع في حرب واسعة مع إيران وكل شركائها" وفي التغطية على "حرب الإبادة الجماعية الجديدة في فلسطين المحتلة ولبنان".. التي يوشك التمادي فيها ان يفرز جيلا من الشباب المتوتر.. الذي لن يقتنع ابدا بغير الصدام والقطيعة... وخيار "العنف والعنف المضاد"...
وامريكيا من مصلحة العرب والعالم دعم اللوبيات المناهضة لأقصى اليمين الشعبوي ولفرص فوزه في الانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي لأعضاء الكنغرس...
فهل ينهار "أقصى اليمين الامريكي" بعد انتخابات نوفمبر القادم مثلما تراجع تاثيره في اوربا بعد انتخابات الأسابيع الماضية؟
بقلم كمال بن يونس
تعددت مؤشرات تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس على مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، قبل 3 اشهر عن موعد الانتخابات الامريكية..
هذا التطور دفع انصار الاعتدال في السياسة الدولية يتفاءلون بتجنب سيناريو عودة "أقصى اليمين العنصري والشعبوي" الى السلطة في واشنطن بزعامة ترامب "الحليف الأكبر لأقصى اليمين الشعبوي" في العالم اجمع..
زاد التفاؤل بسيناريو استبعاد عودة ترامب َورفاقه "الشعبويين" وسط المعنيين بمخاطر الانحياز الامريكي المبالغ فيه منذ مدة طويلة إلى بنيامين ناتنياهو و حلفائه المتهمين معه بارتكاب جرائم حرب و انتهاك القوانين الدولية و الضلوع في حرب إبادة جماعية وقتل عشرات الاف الأطفال والنساء في فلسطين المحتلة ولبنان وكامل المنطقة ...
ترشيح كامالا هاريس "المعتدلة" تطور مهم قد يغير أولويات الإدارة الامريكية القادمة، وهي التي قد تفوز بفضل ملايين الناخبين من اصول افريقية واسلامية واسيوية و أجنبية..
ورغم انحياز الحزب الديمقراطي الامريكي لتل ابيب وللوبيات الصهيونية فان مواقف كامالا هاريس وفريقها وانصارها من "تجاوزات " حكومةناتنياهو المتطرفة ورقة مهمة جدا قد يستفيد منها انصار السلام في امريكا والعالم بعد انتفاضة ملايين الطلاب وشباب الجامعات و تيار من اليهود المعتدلين المعارضين "للصقور" الذين يتحكمون في سياسات واشنطن الخارجية والعسكرية منذ عهد ترامب وفريقه الشعبوي المتطرف...
ويبدو العالم اليوم في مفترق طرق بعد "الضوء الاخضر" الذي أعطاه "اليمين المتطرف" في دول الحلف الاطلسي ليرتكب مجازر طوال ال300 يوما الماضية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن...
وزاد الخطر بعد تصعيد الايام والاسابيع القليلة الماضية ضد المدنيين في قطاع غزة المحتل والضفة الغربية و التورط في اغتيال عدد من الزعماء السياسيين الفلسطينيين واللبنانيين و شخصيات قيادية عراقية وسورية...
و اصبح الخطر اكبر بكثير بعد جريمة اغتيال زعيم المفاوضين السياسيين الفلسطينيين و القيادي المعتدل إسماعيل هنية.. رغم تصريحاته المطمئنة التي ادلى بها طوال الأسابيع الماضية في القاهرة وانقرة و الدوحة و بيروت ..و رغم مشاركته في موكب تنصيب "الرئيس الاصلاحي الايراني مسعود بزشكيان" وتفاعله ايجابا مع مبادرات سياسية إقليمية ودولية... تصب عمليا في مسار "واقع حل الدولتين"...
++ وفي الوقت الذي زاد فيه منسوب التفاؤل باستئناف مسار المصالحة بين طهران والعواصم الغربية، بما في ذلك حول الملف النووي، تعاقبت محاولات" أقصى اليمين العنصري والشعبوي" في تل ابيب وامريكا ودول الحلف الاطلسي لتوريط العالم في "حرب شاملة" مع إيران وكل حلفائها في المنطقة وفي العالم... من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق إلى اليمن و الخليج وافريقيا...
لايختلف اثنان في كون الهدف الاكبر من محاولات حكومة ناتنياهو المتطرفة وحلفائها "استعجال حرب شاملة بين إيران وإسرائيل " توريط واشنطن في الحرب قبل الانتخابات ليضطر الرئيس الفائز و فريقه في الإدارة والكنغرس إلى متابعة نفس المسار... وان كانت الفائزة كامالا هاريس وانصارها "المعتدلون" الذين يطالبون بالعودة إلى تفعيل "الاتفاق النووي" السابق الذي دعمته إدارة باراك اوباما و روسيا واوربا... ثم جمده فريق دونالد ترامب بعد فوزهم في انتخابات 2016....
وحسب كثير من الخبراء فان اعلان واشنطن ضم القدس العربية والجولان السوري إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ماكان ليحصل لولا فوز دونالد ترامب وفريقه اليميني الشعبوي...
وماكان لعدد من الحروب والنزاعات ان تندلع في فلسطين ولبنان في المنطقة وفي العالم اجمع لولم يصل ترامب وفريقه إلى البيت الأبيض والكنغرس...
في هذه الظرفية الدولية والإقليمية ماهو المطلوب من اللوبيات التي أنزلت ملايين المتظاهرين في امريكا واوربا وفي العالم اجمع نصرة لفلسطين و للقضايا العادلة ورفضا للاحتلال ؟
وما هو المطلوب من انصار السلام ومعارضي اليمين العنصري والشعبوي بعد نجاح خطوات اضعافه عبر صناديق الاقتراع في اوربا، وخاصة في اسبانيا وبريطانيا وفرنسا؟
لاشك ان مصالح بعض لوبيات السلاح والحروب ستحاول دفع الأوضاع نحو مزيد من الصدامات والحروب لتتحكم في سياسات الولايات المتحدة والدول العظمى خلال الاعوام القادمة...
لكن اللوبيات التي تدعم بناء نظام دولي جديد "أكثر عدلا" مطالبة بان تتحرك وتجهض "سياسات الهروب إلى الأمام" التي يراهن عليها ناتنياهو و حلفاؤه اقليميا ودوليا وبينها "توريط الجميع في حرب واسعة مع إيران وكل شركائها" وفي التغطية على "حرب الإبادة الجماعية الجديدة في فلسطين المحتلة ولبنان".. التي يوشك التمادي فيها ان يفرز جيلا من الشباب المتوتر.. الذي لن يقتنع ابدا بغير الصدام والقطيعة... وخيار "العنف والعنف المضاد"...
وامريكيا من مصلحة العرب والعالم دعم اللوبيات المناهضة لأقصى اليمين الشعبوي ولفرص فوزه في الانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي لأعضاء الكنغرس...
فهل ينهار "أقصى اليمين الامريكي" بعد انتخابات نوفمبر القادم مثلما تراجع تاثيره في اوربا بعد انتخابات الأسابيع الماضية؟