كشف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن الإعداد للزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، أمس الجمعة، جرى في سرية تامة.
وأشار في مقابلة مع صحيفة "دي فيلتوتشي السويسرية" إلى أنه التقى لأول مرة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة كييف، ثم "بدأ في تنظيم" لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
"رسالة سرية"
كما أضاف أنه أرسل "رسالة سرية" إلى وزير خارجية بلاده بيتر سيارتو طلب منه فيها التحضير لاجتماع موسكو.
وأردف أنه تتم مراقبة جميع الاتصالات من قبل "اللاعبين الكبار"، لذلك حاول التأكد من أن الموافقة على الرحلة تمت سراً، وفق وكالة "تاس" الروسية.
"هدنة قصيرة الأجل"
كذلك أكد أنه سأل بوتين عن رأيه بشأن "إمكانية إقامة هدنة قصيرة الأجل قبل بدء مفاوضات حقيقية"، فأجابه بأنه "غير متفائل" حول هذه المسألة.
وأوضح أوربان أنه سبق له تقديم مثل هذا الاقتراح خلال اجتماع مع زيلينسكي، لكن الأخير رفض المبادرة، معتبراً أن الوضع يمكن استغلاله من قبل القوات الروسية.
فيما ختم لافتاً إلى أن بوتين قال له إن الأوكرانيين سيستخدمون الهدنة لمهاجمة روسيا.
"محادثات مفيدة"
يذكر أن رئيس الوزراء المجري كان أجرى أمس الجمعة محادثات مع الرئيس الروسي بشأن اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا.
وقال بوتين الذي استقبل أوربان في الكرملين إن المحادثات كانت مفيدة، لكنه اتهم أوكرانيا بعدم الرغبة في إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين ونصف، مضيفاً أن أفكاره عن كيفية إنهاء الصراع هي الطريق للمضي قدماً.
كما أردف لصحافيين أن "تنفيذها، مثلما يبدو لنا، سيجعل من الممكن وقف الأعمال القتالية وبدء المفاوضات".
كذلك تابع: "دأبت على قول إننا لطالما كنا وسنظل منفتحين على بحث تسوية سياسية ودبلوماسية"، مردفاً: "لكن، على الجانب الآخر (من الصراع)، نسمع بعدم الرغبة في حل المشكلات بهذا الأسلوب".
انتقادات شديدة
وأثارت زيارة أوربان انتقادات شديدة من بعض قادة الاتحاد الأوروبي.
حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الطريق لسلام عادل ودائم في أوكرانيا لن يمهده إلا اتحاد وعزيمة الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، مضيفة على منصة "إكس" أن "الاسترضاء لن يوقف بوتين".
من جهته أعلن مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أن "زيارة رئيس الوزراء فيكتور أوربان إلى موسكو تجري حصراً في إطار العلاقات الثنائية بين المجر وروسيا".
وأردف أن أوربان "لم يتلق أي تفويض من مجلس الاتحاد الأوروبي لزيارة موسكو"، مردفاً أن "هذا الموقف يستبعد الاتصالات الرسمية بين الاتحاد الأوروبي والرئيس بوتين. وبالتالي فإن رئيس الوزراء المجري لا يمثل الاتحاد الأوروبي بأي شكل من الأشكال".
في حين ذكرت أوكرانيا أنه لم يتم التشاور معها قبل الزيارة. وأفادت وزارة الخارجية في بيان: "نذكركم أنه بالنسبة لدولتنا، فإن مبدأ "لا اتفاقيات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا" يظل غير قابل للتغيير وندعو جميع الدول إلى الالتزام به بشكل كامل".
لن يتحقق "من كرسي مريح في بروكسل"
بالمقابل قال أوربان، الذي ينتقد الدعم الغربي لأوكرانيا والذي تجمعه علاقة هي الأقوى بين زعيم أوروبي وبوتين، إنه يدرك أنه ليس مفوضاً عن الاتحاد الأوروبي في الزيارة، لكن السلام لن يتحقق "من كرسي مريح في بروكسل".
وكتب على "إكس": "لا يمكننا الاسترخاء وانتظار انتهاء الحرب بمعجزة".
زيارة مفاجئة لكييف
أتت زيارة أوربان إلى موسكو بعد أيام على زيارته المفاجئة إلى كييف، حيث حض القيادة الأوكرانية على العمل من أجل التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار مع روسيا. سكاي نيوز عربية