إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد تواتر 3 منها في سوسة وبنزرت.. 20 رجة أرضية في تونس في 5 أشهر.. ما الحكاية؟

 

 

تونس-الصباح

تتالت الرجات الأرضية في عدد من مناطق البلاد إذ سجّلت تونس 4 رجات في أوقات متقاربة.

حيث سجلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي رجة أرضية يوم 28 ماي 2024، على الساعة 8 و7 دقائق وبلغت قوتها 3.0 درجة على سلم ريشتر بالمركز الذي حدد حسب التحاليل الأولية بـ 36.39 درجة خط عرض وبـ 11.33 درجة خط طول، وذلك قبالة سواحل خليج الحمامات.

 كما سجلـت محطـات رصـد الزلازل أيضا بتاريخ 30 ماي 2024 رجتين أرضيتين بلغت قوة الأولى 2.1 والثانية 2.7 درجة علـى سلـم ريشتـر بالمركز الذي حـدد حسب التحاليل الأولية بــ35.77 درجة خط عرض وبــ 10.22 درجة خط طـول، وذلك بمنطقة شمال غرب سيدي الهاني من ولاية سوسة، كما وقع تسجيل رجة رابعة بتاريخ 31 ماي 2024 على الساعة 00 و15 دقيقة بلغت قوتها 3.0 درجة على سلم ريشتر وذلك بمنطقة شمال شرق رفراف من ولاية بنزرت.

تواتر هذه الرجات طرح لدى الرأي العام تساؤلا رئيسيا وهو: هل أن بلادنا معنية بنشاط زلزالي حاد؟!.

تساؤل طرحناه على حسان حامدي رئيس مصلحة الجيوفيزياء التطبيقية بالمعهد الوطني للرصد الجوي الذي قال لـ "الصباح" أن تونس سجلت منذ بداية السنة الحالية عدة رجات أرضية...

وشرح أن المعهد سجل في 5 أشهر 20 رجة أرضية مبدئيا، وأن شهر جانفي من العام الحالي 2024 شهد تواترا للرجات أكثر من العادة حيث تم تسجيل 6 رجات أرضية تراوحت بين 2.4 و3.5 درجة، سجلت في كل من قرقنة من ولاية صفاقس والقطار والمتلوي من ولاية قفصة والمزونة من ولاية سيدي بوزيد والقيروان والروحية، بالإضافة إلى وادي مليز من ولاية جندوبة.

وكانت الرجة التي أحس بها المواطنون تلك التي سجلت قبالة سواحل قليبية بتاريخ 29 مارس 2024 .وخلال شهر ماي الجاري 2024 تم تسجيل 8 رجات أرضية .

نشاط ضعيف فمتوسط

وبين رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن تواتر الرجات في 2024 هو نشاط طبيعي لحركة الزلازل في البلاد التونسية المصنفة بين ضعيفة فمتوسطة وهو نتيجة حركة الصفيحة التكتونية الإفريقية نحو الصفيحة الاورواسيوية وهي حركة بمعدل 2 صنتمتر في السنة ينتج عنها تراكم طاقة كبيرة وهذه الطاقة عندما تصل إلى حدها الأقصى تتلاشى في شكل رجات أرضية فتعد نتيجة لحركة التصدعات النشطة الموجودة على كامل تراب البلاد التونسية التي توجد في النهاية الشرقية لسلسلة جبال الأطلس التي تمتد من المغرب الأقصى إلى الشمال وهو موقع البلاد التونسية.

وشرح حسان حامدي رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن شبكة الصدوع تتخللها كتل صخرية كبيرة وهي كتل تتحرك عند تلاشي تراكم الطاقة في شكل رجات أرضية وهي رجات تحصل خاصة في مناطق الشمال الغربي والوطن القبلي وبنزرت وقفصة وهو نشاط طبيعي.

16 محطة رقمية متطورة

وبين مصدرنا أن تونس والمعهد الوطني للرصد الجوي يتوفر على شبكة رقمية متطورة متكونة من 16 محطة موزعة على كامل ولايات الجمهورية التونسية مع منظومة كاملة في قاعة مراقبة النشاط الزلزالي تسجل الزمن الفعلي للرجات حينيا على امتداد 24 ساعة لحركة الأرض، فيها خورزميات تحتسب بالاعتماد على معادلات رياضية وفيزيائية لتستخرج المتغيرات في كل رجة التي تسجلها المحطات التي ترسلها باعتماد التراسل اللاسلكي الذي يعتمد شرائح المعطيات ما يعني أن شبكتنا التي تم تركيزها في 2016 في كل من الوطن القبلي والمنستير والشمال الغربي وسيدي بوسعيد وقفصة وتطاوين وقابس تعتمد على تكنولوجيا متطورة، وفق تأكيده.

وهذه الشبكة، وفق رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، تتبادل المعطيات مع المركز الاورومتوسطي لتبادل المعطيات حول النشاط الزلزالي حيث اكتسب المعهد في السنوات الأخيرة من التكنولوجيا ما يمكنه من الحصول وتسجيل المعطيات بكل دقة وإرسالها إلى المركز الاورومتوسطي في جميع المجالات سواء الرصد الجوي أو الزلازل أو علم الفلك، ما يعني أن المعطيات الدقيقة تصدر عن المعهد ولا يمكن أن يقدمها أيا كان سواء خبراء أو أساتذة لأن المعهد الوطني للرصد الجوي فقط له من الإمكانيات ما يخول له تقديم المعطيات الدقيقة.

تونس أعلى درجة من المغرب

وبين محدثنا أن سلسلة الزلازل التي هزت تركيا وسوريا ولبنان ثم المغرب أحدثت حالة من الهلع لدى التونسيين، مشيرا إلى أن تونس وفقا للخبراء والعلماء تعتبر من حيث النشاط الزلزالي أعلى درجة من المغرب وقبلهما الجزائر وهي الأكثر تهديدات من حيث نشاط الزلازل، مشيرا إلى أن تونس في مأمن ولم يتم تسجيل أي رجات قوية قد تؤدي إلى نتائج مدمرة علما وأن بلادنا قد سجلت في 2020 أكثر من 55 رجة، وابرز أن تونس تتبادل المعطيات حول نشاط الزلازل مع عدد من الدول والمؤسسات وذلك في إطار اتفاقيات ممضاة للتحذير من المخاطر الزلزالية المحتملة والتحذير من المخاطر سواء الأمطار أو الزلازل أو غيرها.

حنان قيراط

 

 

 

 

بعد تواتر 3 منها في سوسة وبنزرت..    20 رجة أرضية في تونس في 5 أشهر.. ما الحكاية؟

 

 

تونس-الصباح

تتالت الرجات الأرضية في عدد من مناطق البلاد إذ سجّلت تونس 4 رجات في أوقات متقاربة.

حيث سجلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي رجة أرضية يوم 28 ماي 2024، على الساعة 8 و7 دقائق وبلغت قوتها 3.0 درجة على سلم ريشتر بالمركز الذي حدد حسب التحاليل الأولية بـ 36.39 درجة خط عرض وبـ 11.33 درجة خط طول، وذلك قبالة سواحل خليج الحمامات.

 كما سجلـت محطـات رصـد الزلازل أيضا بتاريخ 30 ماي 2024 رجتين أرضيتين بلغت قوة الأولى 2.1 والثانية 2.7 درجة علـى سلـم ريشتـر بالمركز الذي حـدد حسب التحاليل الأولية بــ35.77 درجة خط عرض وبــ 10.22 درجة خط طـول، وذلك بمنطقة شمال غرب سيدي الهاني من ولاية سوسة، كما وقع تسجيل رجة رابعة بتاريخ 31 ماي 2024 على الساعة 00 و15 دقيقة بلغت قوتها 3.0 درجة على سلم ريشتر وذلك بمنطقة شمال شرق رفراف من ولاية بنزرت.

تواتر هذه الرجات طرح لدى الرأي العام تساؤلا رئيسيا وهو: هل أن بلادنا معنية بنشاط زلزالي حاد؟!.

تساؤل طرحناه على حسان حامدي رئيس مصلحة الجيوفيزياء التطبيقية بالمعهد الوطني للرصد الجوي الذي قال لـ "الصباح" أن تونس سجلت منذ بداية السنة الحالية عدة رجات أرضية...

وشرح أن المعهد سجل في 5 أشهر 20 رجة أرضية مبدئيا، وأن شهر جانفي من العام الحالي 2024 شهد تواترا للرجات أكثر من العادة حيث تم تسجيل 6 رجات أرضية تراوحت بين 2.4 و3.5 درجة، سجلت في كل من قرقنة من ولاية صفاقس والقطار والمتلوي من ولاية قفصة والمزونة من ولاية سيدي بوزيد والقيروان والروحية، بالإضافة إلى وادي مليز من ولاية جندوبة.

وكانت الرجة التي أحس بها المواطنون تلك التي سجلت قبالة سواحل قليبية بتاريخ 29 مارس 2024 .وخلال شهر ماي الجاري 2024 تم تسجيل 8 رجات أرضية .

نشاط ضعيف فمتوسط

وبين رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن تواتر الرجات في 2024 هو نشاط طبيعي لحركة الزلازل في البلاد التونسية المصنفة بين ضعيفة فمتوسطة وهو نتيجة حركة الصفيحة التكتونية الإفريقية نحو الصفيحة الاورواسيوية وهي حركة بمعدل 2 صنتمتر في السنة ينتج عنها تراكم طاقة كبيرة وهذه الطاقة عندما تصل إلى حدها الأقصى تتلاشى في شكل رجات أرضية فتعد نتيجة لحركة التصدعات النشطة الموجودة على كامل تراب البلاد التونسية التي توجد في النهاية الشرقية لسلسلة جبال الأطلس التي تمتد من المغرب الأقصى إلى الشمال وهو موقع البلاد التونسية.

وشرح حسان حامدي رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن شبكة الصدوع تتخللها كتل صخرية كبيرة وهي كتل تتحرك عند تلاشي تراكم الطاقة في شكل رجات أرضية وهي رجات تحصل خاصة في مناطق الشمال الغربي والوطن القبلي وبنزرت وقفصة وهو نشاط طبيعي.

16 محطة رقمية متطورة

وبين مصدرنا أن تونس والمعهد الوطني للرصد الجوي يتوفر على شبكة رقمية متطورة متكونة من 16 محطة موزعة على كامل ولايات الجمهورية التونسية مع منظومة كاملة في قاعة مراقبة النشاط الزلزالي تسجل الزمن الفعلي للرجات حينيا على امتداد 24 ساعة لحركة الأرض، فيها خورزميات تحتسب بالاعتماد على معادلات رياضية وفيزيائية لتستخرج المتغيرات في كل رجة التي تسجلها المحطات التي ترسلها باعتماد التراسل اللاسلكي الذي يعتمد شرائح المعطيات ما يعني أن شبكتنا التي تم تركيزها في 2016 في كل من الوطن القبلي والمنستير والشمال الغربي وسيدي بوسعيد وقفصة وتطاوين وقابس تعتمد على تكنولوجيا متطورة، وفق تأكيده.

وهذه الشبكة، وفق رئيس مصلحة الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، تتبادل المعطيات مع المركز الاورومتوسطي لتبادل المعطيات حول النشاط الزلزالي حيث اكتسب المعهد في السنوات الأخيرة من التكنولوجيا ما يمكنه من الحصول وتسجيل المعطيات بكل دقة وإرسالها إلى المركز الاورومتوسطي في جميع المجالات سواء الرصد الجوي أو الزلازل أو علم الفلك، ما يعني أن المعطيات الدقيقة تصدر عن المعهد ولا يمكن أن يقدمها أيا كان سواء خبراء أو أساتذة لأن المعهد الوطني للرصد الجوي فقط له من الإمكانيات ما يخول له تقديم المعطيات الدقيقة.

تونس أعلى درجة من المغرب

وبين محدثنا أن سلسلة الزلازل التي هزت تركيا وسوريا ولبنان ثم المغرب أحدثت حالة من الهلع لدى التونسيين، مشيرا إلى أن تونس وفقا للخبراء والعلماء تعتبر من حيث النشاط الزلزالي أعلى درجة من المغرب وقبلهما الجزائر وهي الأكثر تهديدات من حيث نشاط الزلازل، مشيرا إلى أن تونس في مأمن ولم يتم تسجيل أي رجات قوية قد تؤدي إلى نتائج مدمرة علما وأن بلادنا قد سجلت في 2020 أكثر من 55 رجة، وابرز أن تونس تتبادل المعطيات حول نشاط الزلازل مع عدد من الدول والمؤسسات وذلك في إطار اتفاقيات ممضاة للتحذير من المخاطر الزلزالية المحتملة والتحذير من المخاطر سواء الأمطار أو الزلازل أو غيرها.

حنان قيراط