إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: اغتيال أبناء وأحفاد إسماعيل هنية جريمة حرب أيضا...

 

الدم الفلسطيني واحد والجرح الفلسطيني واحد والقضية الفلسطينية لا تقبل التقسيم والتجزئة تماما، كما أن العدو واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي وهذه هي الرسالة التي سيتعين استحضارها اليوم وكل يوم ..

جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل الكشف عن انحطاطه بما يجعله دون مرتبة عصابات المافيا التي قد تكون أكثر احتراما للإنسان وتترفع عن استهداف النساء والأطفال في الانتقام من خصومها وأعدائها.. ولاشك أن عملية اغتيال ثلاثة من أبناء وأحفاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في أول أيام العيد باستهدافهم بطائرة مسيرة، دليل إضافي على أننا إزاء جيش نظامي إرهابي لا يستثني من حساباته امرأة أو طفلا أو مريضا أو جريحا أو مصابا أو أسيرا رفع الراية البيضاء...

ولاشك أن التبرير الذي سوق له الاحتلال من أن أبناء هنية كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية تستهدف الاحتلال تبرير ساذج لا يقبله منطق ولا يستسيغه عقل ولو كان الأمر كذلك لما خرج ثلاثتهم معا ولما اصطحبوا أطفالهم معهم إلى الموت.. ما حدث لأبناء إسماعيل هنية جريمة حرب لا تختلف عما يقترفه جيش الاحتلال يوميا في حق أهل القطاع في حق كل الشعب الفلسطيني ورغم بشاعتها وفظاعتها فإن الجريمة لم تثر ردود أفعال أو تنديد يذكر عربيا أو دوليا مع بعض الاستثناءات التي تحفظ ولا يقاس عليها.. وهو ما يجعلنا أمام توجه خاطإ في التعاطي مع ما يحدث في غزة من إبادة جماعية منذ أكثر من ستة أشهر ..

نعم كان خروج أبناء هنية وأحفاده في عربة واحدة خطأ جسيم ما كان له أن يحدث.. فليس سرا أنهم مستهدفون وأن استعمال الهاتف الجوال خطر في كل الحالات ..

لم تتضح أسباب تواجد الشهداء الستة في مكان واحد في نفس الوقت.. بعض التسريبات تتحدث عن معلومات بشأن قصف وشيك للمكان الذي يتواجدون فيه ما جعلهم يحاولون الهروب.. فيما تقول أخرى بأنهم خرجوا للمعايدة والأرجح السبب الأول.. ولكن الأكيد اليوم أن هناك ضرورة لمراجعة المفاهيم واستعادة البوصلة المفقودة عندما يتعلق الأمر بحياة الفلسطيني وبالدم الفلسطيني الذي لا يقبل المفاضلة ولا يمكن أن يقبل الازدواجية في المعايير بين الشهداء والضحايا والأكيد أن الدم الفلسطيني لا يختلف في قيمته وإنسانيته وسموه بين شهداء فتح أو حماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية.. الدم الفلسطيني واحد والجرح الفلسطيني واحد والقضية الفلسطينية لا تقبل التقسيم والتجزئة تماما كما أن العدو واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي وهذه هي الرسالة التي سيتعين استحضارها اليوم وكل يوم.. وقناعتنا أن الخصومات والانقسامات والسجالات كلفت الشعب الفلسطيني الكثير وأرهقته وحملته أعباء مضاعفة ما كان لها أن تكون لو اجتمعت كل الفصائل تحت راية واحدة تكون راية فلسطين ومنظمة التحرير المظلة التي تتسع للجميع في مواجهة العدوان وفي مواجهة كل المآسي والتحديات في كل شبر من أرض فلسطين المحتلة من غزة الشهيدة إلى الضفة التي تواجه حربا منسية يقودها في وقت واحد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين المسلحين.. استهداف أبناء وأحفاد إسماعيل هنية يحمل في طياته وتوقيته أكثر من رسالة لأكثر من طرف وأولها أن الاحتلال بدأ حربه على قيادات حماس كما سبق وقال الصحفي وائل الدحدوح يوم استهدف أبناءه وأحفاده "معلش بيستهدفونا في أولانا"، وما حدث لم يكن رد فعل اعتباطي بل عملية مدروسة بدقة وهي رسالة تحذيرية قد تتلوها أخرى وهي أيضا محاولة لترهيب هذه القيادات والضغط عليها ودفعها إلى تنازلات في المفاوضات التي لا تتقدم.. وهي أيضا محاولة لاستعطاف الغاضبين في الداخل الاسرائيلي ومنح رئيس الوزراء ناتنياهو متنفسا والترويج لما حدث على انه يتنزل في إطار ما حدده من أهداف عسكرية بالقضاء على حماس.. وفي العملية أيضا إصرار من الاحتلال الإسرائيلي على أنه لا وجود لأي خطوط حمراء في توجهاته السياسية وأن الدم الفلسطيني مباح في المستشفيات وعربات الإسعاف ومؤسسات الأمم المتحدة ومدارس الأونروا أو غيرها وأنه يسعى لتوسيع دائرة هذه الحرب لتتجاوز غزة وجنوب لبنان بعد استهدافه مقر القنصلية الإيرانية في دمشق... لم تختلف تصريحات إسماعيل هنية بعد اغتيال ثلاثة من أبنائه وأحفاده عن تصريحات عائلات الشهداء الفلسطينيين بأن أبناءهم فداء لفلسطين وأن استشهادهم جزء من الثمن الذي يتحمله الفلسطينيون منذ عقود ...

بإمكان جيش الاحتلال أن يدعي تحقيق انتصار عسكري على النساء والأطفال والمدنيين بالنظر إلى تفوقه العسكري على مختلف جيوش منطقة الشرق الأوسط مجتمعة في حرب غير مسبوقة بين جيش نظامي يحظى بدعم وكرم وجود كل قوى العالم وبين حركة نضالية محاصرة منذ سبعة عشرة عاما تعيش في الأنفاق ولكنها تمكنت من غدر الاحتلال وكبدته في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي صفعة غير مسبوقة جعلته ينساق إلى عمليات انتقامية متوحشة في غزة بل ودفعته إلى تزوير حصيلة عملية "طوفان الأقصى" لتبرير الإبادة الجماعية الحاصلة..

الدم المستباح في غزة والنزيف الذي يجرف كل شيء منذ أكثر من ستة أشهر يستوجب من الفلسطينيين وأكثر من أي وقت مضى الانتباه إلى أن الدم الفلسطيني المستباح لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وأن هذا الدم الفلسطيني لم يعد يقبل الانقسامات والتصنيفات ونظام الولاءات لهذا الطرف أو ذاك وأن قوافل جيوش الشهداء والأشلاء المتناثرة على أرض غزة أمانة في أعناق الجميع وأنه آن الأوان استعادة الوعي المفقود والانتباه بعد هذه الاختبار الصعب والمعقد طوال العدوان على غزة انه لا يمكن للفلسطينيين التعويل على احد من الدول العربية والإسلامية التي ثبت أنها لا تستطيع تغيير أي شيء ولا تملك أي وزن للتأثير على الأحداث وإيقاف العدوان وأنه سيكون لزاما على منظمة التحرير أن تنتفض على حالها وترفع راية توحيد الصفوف فعلا لا قولا لأنه إذا لم تفعل لن يسعى احد إلى ذلك فالكل مستفيد من انقسام الإخوة الأعداء وأولهم الاحتلال.. وهذا أول وأهم دروس الحرب الهمجية على غزة.

اسيا العتروس

 

 

ممنوع من الحياد:   اغتيال أبناء وأحفاد إسماعيل هنية جريمة حرب أيضا...

 

الدم الفلسطيني واحد والجرح الفلسطيني واحد والقضية الفلسطينية لا تقبل التقسيم والتجزئة تماما، كما أن العدو واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي وهذه هي الرسالة التي سيتعين استحضارها اليوم وكل يوم ..

جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل الكشف عن انحطاطه بما يجعله دون مرتبة عصابات المافيا التي قد تكون أكثر احتراما للإنسان وتترفع عن استهداف النساء والأطفال في الانتقام من خصومها وأعدائها.. ولاشك أن عملية اغتيال ثلاثة من أبناء وأحفاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في أول أيام العيد باستهدافهم بطائرة مسيرة، دليل إضافي على أننا إزاء جيش نظامي إرهابي لا يستثني من حساباته امرأة أو طفلا أو مريضا أو جريحا أو مصابا أو أسيرا رفع الراية البيضاء...

ولاشك أن التبرير الذي سوق له الاحتلال من أن أبناء هنية كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية تستهدف الاحتلال تبرير ساذج لا يقبله منطق ولا يستسيغه عقل ولو كان الأمر كذلك لما خرج ثلاثتهم معا ولما اصطحبوا أطفالهم معهم إلى الموت.. ما حدث لأبناء إسماعيل هنية جريمة حرب لا تختلف عما يقترفه جيش الاحتلال يوميا في حق أهل القطاع في حق كل الشعب الفلسطيني ورغم بشاعتها وفظاعتها فإن الجريمة لم تثر ردود أفعال أو تنديد يذكر عربيا أو دوليا مع بعض الاستثناءات التي تحفظ ولا يقاس عليها.. وهو ما يجعلنا أمام توجه خاطإ في التعاطي مع ما يحدث في غزة من إبادة جماعية منذ أكثر من ستة أشهر ..

نعم كان خروج أبناء هنية وأحفاده في عربة واحدة خطأ جسيم ما كان له أن يحدث.. فليس سرا أنهم مستهدفون وأن استعمال الهاتف الجوال خطر في كل الحالات ..

لم تتضح أسباب تواجد الشهداء الستة في مكان واحد في نفس الوقت.. بعض التسريبات تتحدث عن معلومات بشأن قصف وشيك للمكان الذي يتواجدون فيه ما جعلهم يحاولون الهروب.. فيما تقول أخرى بأنهم خرجوا للمعايدة والأرجح السبب الأول.. ولكن الأكيد اليوم أن هناك ضرورة لمراجعة المفاهيم واستعادة البوصلة المفقودة عندما يتعلق الأمر بحياة الفلسطيني وبالدم الفلسطيني الذي لا يقبل المفاضلة ولا يمكن أن يقبل الازدواجية في المعايير بين الشهداء والضحايا والأكيد أن الدم الفلسطيني لا يختلف في قيمته وإنسانيته وسموه بين شهداء فتح أو حماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية.. الدم الفلسطيني واحد والجرح الفلسطيني واحد والقضية الفلسطينية لا تقبل التقسيم والتجزئة تماما كما أن العدو واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي وهذه هي الرسالة التي سيتعين استحضارها اليوم وكل يوم.. وقناعتنا أن الخصومات والانقسامات والسجالات كلفت الشعب الفلسطيني الكثير وأرهقته وحملته أعباء مضاعفة ما كان لها أن تكون لو اجتمعت كل الفصائل تحت راية واحدة تكون راية فلسطين ومنظمة التحرير المظلة التي تتسع للجميع في مواجهة العدوان وفي مواجهة كل المآسي والتحديات في كل شبر من أرض فلسطين المحتلة من غزة الشهيدة إلى الضفة التي تواجه حربا منسية يقودها في وقت واحد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين المسلحين.. استهداف أبناء وأحفاد إسماعيل هنية يحمل في طياته وتوقيته أكثر من رسالة لأكثر من طرف وأولها أن الاحتلال بدأ حربه على قيادات حماس كما سبق وقال الصحفي وائل الدحدوح يوم استهدف أبناءه وأحفاده "معلش بيستهدفونا في أولانا"، وما حدث لم يكن رد فعل اعتباطي بل عملية مدروسة بدقة وهي رسالة تحذيرية قد تتلوها أخرى وهي أيضا محاولة لترهيب هذه القيادات والضغط عليها ودفعها إلى تنازلات في المفاوضات التي لا تتقدم.. وهي أيضا محاولة لاستعطاف الغاضبين في الداخل الاسرائيلي ومنح رئيس الوزراء ناتنياهو متنفسا والترويج لما حدث على انه يتنزل في إطار ما حدده من أهداف عسكرية بالقضاء على حماس.. وفي العملية أيضا إصرار من الاحتلال الإسرائيلي على أنه لا وجود لأي خطوط حمراء في توجهاته السياسية وأن الدم الفلسطيني مباح في المستشفيات وعربات الإسعاف ومؤسسات الأمم المتحدة ومدارس الأونروا أو غيرها وأنه يسعى لتوسيع دائرة هذه الحرب لتتجاوز غزة وجنوب لبنان بعد استهدافه مقر القنصلية الإيرانية في دمشق... لم تختلف تصريحات إسماعيل هنية بعد اغتيال ثلاثة من أبنائه وأحفاده عن تصريحات عائلات الشهداء الفلسطينيين بأن أبناءهم فداء لفلسطين وأن استشهادهم جزء من الثمن الذي يتحمله الفلسطينيون منذ عقود ...

بإمكان جيش الاحتلال أن يدعي تحقيق انتصار عسكري على النساء والأطفال والمدنيين بالنظر إلى تفوقه العسكري على مختلف جيوش منطقة الشرق الأوسط مجتمعة في حرب غير مسبوقة بين جيش نظامي يحظى بدعم وكرم وجود كل قوى العالم وبين حركة نضالية محاصرة منذ سبعة عشرة عاما تعيش في الأنفاق ولكنها تمكنت من غدر الاحتلال وكبدته في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي صفعة غير مسبوقة جعلته ينساق إلى عمليات انتقامية متوحشة في غزة بل ودفعته إلى تزوير حصيلة عملية "طوفان الأقصى" لتبرير الإبادة الجماعية الحاصلة..

الدم المستباح في غزة والنزيف الذي يجرف كل شيء منذ أكثر من ستة أشهر يستوجب من الفلسطينيين وأكثر من أي وقت مضى الانتباه إلى أن الدم الفلسطيني المستباح لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وأن هذا الدم الفلسطيني لم يعد يقبل الانقسامات والتصنيفات ونظام الولاءات لهذا الطرف أو ذاك وأن قوافل جيوش الشهداء والأشلاء المتناثرة على أرض غزة أمانة في أعناق الجميع وأنه آن الأوان استعادة الوعي المفقود والانتباه بعد هذه الاختبار الصعب والمعقد طوال العدوان على غزة انه لا يمكن للفلسطينيين التعويل على احد من الدول العربية والإسلامية التي ثبت أنها لا تستطيع تغيير أي شيء ولا تملك أي وزن للتأثير على الأحداث وإيقاف العدوان وأنه سيكون لزاما على منظمة التحرير أن تنتفض على حالها وترفع راية توحيد الصفوف فعلا لا قولا لأنه إذا لم تفعل لن يسعى احد إلى ذلك فالكل مستفيد من انقسام الإخوة الأعداء وأولهم الاحتلال.. وهذا أول وأهم دروس الحرب الهمجية على غزة.

اسيا العتروس

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews