الفسيفساء فنّ ضارب في عمق التّاريخ عبر عصور ليتأصّل في ربوع بلادنا مع ما مرّت به من حضارات متعاقبة، و شملت رسوم لوحاته مختلف المشاغل اليوميّة عبر التاريخ و روائع فنّانيها في نقل ما اختزل من نشاط و إبداع و معتقدات توثيقا بمهارات صُنّاع الصّورة بمكعّبات مقتطعة من أنواع مختلفة من صخور صمّاء بمختلف الألوان لرسم المشهد بتموّجات الظلّ و النّتوؤات و تقاسيم الفرح والحزن في أبهى الأعمال...والفسيفساء الدّقيقة برقّة مكعّباتها التي لا تتجاوز الـ3 ملّيمترات هي من إختصاص حِرفّيي وحِرفيّات ورشات مدينة الجم ذات القصر المنيف/ الكوليزي/ المجاور للمتحف ولـ" دار الجم " كفضاء معارض للفسيفساء حيث هناك ورشة لهذه الصّناعة المتوارثة منذ حطّ الرّومان رحاله بالمدينة "تيسدروس" لتؤرّخ تلك القطع الصّخريّة الصّغيرة ثراءهم و بأسهم و التّباهي ببنيانهم و مسابحهم و حمّاماتهم بأبهى ما صنع الصّنّاع من لوحات شملت مختلف الفنون و الإبداع حيث تمازجت بين مشاهد الصّيد و المصارعة و الحياة العامة و المأكل و الملبس.
صاحب المشروع بدار الجم، "رضا حفيّظ" إلتقته الصّباح، و هو مدير مهرجان الأيّام الرّومانية بمدينة الجم و النّاشط في المجال الثقافي و الشأن الجمعيّاتي و من المساهمين ضمن المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية الذي يحتضنه قصر الجم كل صائفة مستضيفا أعرق الفرق السمفونية من مختلف دول العالم، حدٌثنا عن الـفسيفساء الدقيقة أو الرّقيقة واستنساخ صور أشهر الرسّامين للوحاتهم شأن بيكاسّو و دي فانشي و ڥان ڨوڨ و غيرهم من المشاهير و منجزا للوحات فسيفسائيّة رومانيّة بهذه التّقنية التي تُظهر الصّورة بأكثر وضوح و تناسق و بروعة التّفاصيل الدقيقة للظلّ و بخيال الظلّ و النّتوءات و أبسط التّجاويف لتُضفي على اللّوحة روعة العمل بعناء التّقليص من حجم المكعّبات الصّخرية و انتقاء مختلف ألوانها كعمل يستوجب إنجازه أشهرا من التًأمّل و المكابدة لخلق الصّورة في أبهى تجلّياتها الفنيّة ... و يستغرق إنجاز بعض اللّوحات الأشهر العديدة ليصل ثمن بعضها عشرات الملايين و تُسوّق داخل و خارج بلادنا... و لعلّ ما يُربكّ المكان المجاور للقصر المُدرج ضمن التراث العالمي منذ سبعينات القرن الماضي هو الحاجة لإدراج"دار الجم" ضمن المسلك السّياحي للمدينة قصد مزيد التّعريف به كفضاء نادر تستأثر به تونس دون غيرها في فنون صناعة الفسيفساء و الفسيفساء الدّقيقة.
ناجي العجمي
تونس-الصباح
الفسيفساء فنّ ضارب في عمق التّاريخ عبر عصور ليتأصّل في ربوع بلادنا مع ما مرّت به من حضارات متعاقبة، و شملت رسوم لوحاته مختلف المشاغل اليوميّة عبر التاريخ و روائع فنّانيها في نقل ما اختزل من نشاط و إبداع و معتقدات توثيقا بمهارات صُنّاع الصّورة بمكعّبات مقتطعة من أنواع مختلفة من صخور صمّاء بمختلف الألوان لرسم المشهد بتموّجات الظلّ و النّتوؤات و تقاسيم الفرح والحزن في أبهى الأعمال...والفسيفساء الدّقيقة برقّة مكعّباتها التي لا تتجاوز الـ3 ملّيمترات هي من إختصاص حِرفّيي وحِرفيّات ورشات مدينة الجم ذات القصر المنيف/ الكوليزي/ المجاور للمتحف ولـ" دار الجم " كفضاء معارض للفسيفساء حيث هناك ورشة لهذه الصّناعة المتوارثة منذ حطّ الرّومان رحاله بالمدينة "تيسدروس" لتؤرّخ تلك القطع الصّخريّة الصّغيرة ثراءهم و بأسهم و التّباهي ببنيانهم و مسابحهم و حمّاماتهم بأبهى ما صنع الصّنّاع من لوحات شملت مختلف الفنون و الإبداع حيث تمازجت بين مشاهد الصّيد و المصارعة و الحياة العامة و المأكل و الملبس.
صاحب المشروع بدار الجم، "رضا حفيّظ" إلتقته الصّباح، و هو مدير مهرجان الأيّام الرّومانية بمدينة الجم و النّاشط في المجال الثقافي و الشأن الجمعيّاتي و من المساهمين ضمن المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية الذي يحتضنه قصر الجم كل صائفة مستضيفا أعرق الفرق السمفونية من مختلف دول العالم، حدٌثنا عن الـفسيفساء الدقيقة أو الرّقيقة واستنساخ صور أشهر الرسّامين للوحاتهم شأن بيكاسّو و دي فانشي و ڥان ڨوڨ و غيرهم من المشاهير و منجزا للوحات فسيفسائيّة رومانيّة بهذه التّقنية التي تُظهر الصّورة بأكثر وضوح و تناسق و بروعة التّفاصيل الدقيقة للظلّ و بخيال الظلّ و النّتوءات و أبسط التّجاويف لتُضفي على اللّوحة روعة العمل بعناء التّقليص من حجم المكعّبات الصّخرية و انتقاء مختلف ألوانها كعمل يستوجب إنجازه أشهرا من التًأمّل و المكابدة لخلق الصّورة في أبهى تجلّياتها الفنيّة ... و يستغرق إنجاز بعض اللّوحات الأشهر العديدة ليصل ثمن بعضها عشرات الملايين و تُسوّق داخل و خارج بلادنا... و لعلّ ما يُربكّ المكان المجاور للقصر المُدرج ضمن التراث العالمي منذ سبعينات القرن الماضي هو الحاجة لإدراج"دار الجم" ضمن المسلك السّياحي للمدينة قصد مزيد التّعريف به كفضاء نادر تستأثر به تونس دون غيرها في فنون صناعة الفسيفساء و الفسيفساء الدّقيقة.