- لأن الكون منظم ولا شيء يأتي بالصدفة فإنه كلما خفت صوت في مكان إلا وارتفع في مكان آخر من أجل فلسطين
-قضية فلسطين هي القضية الأم لدى العرب والمسلمين لكن كثرة الخذلان تولد الصمت والصمت يصبح أحيانا أفضل من الكلام
تونس- الصباح
أظهرت الشعوب الغربية طول نفس في احتجاجها ضد العدوان الصهيوني على غزة المتواصل منذ ما يقارب الثلاثة أشهر وبرهنت عن إرادة قوية في رفض حرب الإبادة التي تستهدف الفلسطينيين. ويكاد لا يمر يوم دون تنظيم مسيرات وحركات احتجاجية في بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني ومزوده الأول بالأسلحة الفتاكة التي تسببت إلى اليوم في استشهاد أكثر من 20 ألفا أغلبهم من الأطفال وإصابة عشرات الآلاف إلى جانب الدمار الهائل للمباني وتدمير كل الخدمات وأولها الخدمات الطبية. التحركات تكاد لا تنقطع أيضا في بريطانيا الحليفة القوية للكيان المغروس في قلب المنطقة وخاصة في العاصمة لندن وفي أغلب بلدان أوروبا لاسيما في فرنسا التي أظهرت قيادتها انبطاحا غير مسبوق للكيان الإسرائيلي وألمانيا التي تقمع فيها السلطات التحركات المساندة للفلسطينيين.
ولا تثير هذه الاحتجاجات الاهتمام فقط لما اظهره أصحابها من إصرار وإنما أيضا لاعتمادها على أفكار مبتكرة وأساليب جديدة للتنديد بالعدوان ولفضح الجرائم الفظيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وصلت إلى حد المجازفة باعتراض المسؤولين في الشوارع أو في مقرات العمل واقتحام البرلمانات ومقاطعة الجلسات النيابية ومقاطعة الندوات الصحفية للمسؤولين الكبار من بينها واحدة لوزير خارجية الولايات المتحدة، بلينكن. ويوظف المحتجون وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنيت للتنديد بالعدوان رغم التضييقات التي يمارسها المسؤولون على مستعمليها من المناصرين للفلسطينيين. ونكاد لا نحصي الفيديوهات على الواب، التي تندد بالكيان الصهيوني وتفضح ممارساته وتدحض ادعاءات المسؤولين الصهاينة وترفض الدعاية الصهيونية التي ترتكز على فكرة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وطبعا تطالب بوقف العدوان وبتحرير فلسطين. لا ننسى أيضا أن الكثير من الشعوب الغربية مشاركة في حملات المقاطعة للمنتوجات المساندة للكيان الصهيوني، مما ساعد على نجاحها.
ورغم أن الاحتجاجات الشعبية في الغرب لم تفل من عزم الحكومات على دعم الكيان الصهيوني عسكريا ولوجستيا، فإنها ليست دون تأثير حتى ان وسائل اعلام غربية كشفت ان إدارة الرئيس الأمريكي بايدن طلبت من الكيان الإسرائيلي القيام بكل ما في وسعه حتى لا تخرج اخبار كثيرة حول جرائمه في قطاع غزة رغبة منه في تخفيف ضغط الشارع الأمريكي، وأعلنت السلطات الفرنسية من جهتها عن عدم السماح بتنظيم مسيرات احتجاجية ضد العدوان على غزة في أيام الاحتفالات برأس السنة الميلادية، وأعلنت عن وضع ترتيبات امنية غير مسبوقة ليلة رأس السنة (عشرات الآلاف من العناصر الأمنية وطائرات "درون") في سهرة رأس السنة بالعاصمة باريس تحسبا وفق السلطات الفرنسية لعمليات إرهابية في وضع وصف رسميا بأنه ساخن في علاقة بما يجري حاليا في فلسطين.
لكن إن كان موقف الشارع الغربي من أجل غزة وفلسطين يمثل مفاجأة للملاحظين لحجم التحركات وكثافة المشاركين، فإن موقف الشارع العربي كان مفاجئا بدوره لكن لسبب آخر. فالشارع العربي الإسلامي عموما يعتبر صامتا او على الأقل لم يحدث الصخب المتوقع منه نظرا لان جل الشعوب العربية والإسلامية تعلن دائما أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأم وما تعيشه غزة من فظاعات على يد العدو الصهيوني، من شأنه أن يحرك مشاعر الغضب لدى الملاحظ البعيد، فما بالك بمن يعتبر ان القضية قضيته. ومع ذلك فإنه، باستثناء المظاهرات التي عمت أرجاء المنطقة العربية والإسلامية في الأيام الأولى للعدوان، لم نشهد حراكا كبيرا ولم نلاحظ احتجاجات حاشدة فيها كفيلة بأن تدفع المسؤولين لأخذها بعين الاعتبار.
لقد سبق ان أشار زعيم حزب الله، حسن نصر الله في خطابه الذي كان قد القاه بعد أيام من انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة (3 نوفمبر) إلى ملاحظة لم تثر على ما يبدو اهتماما كبيرا وهي ان الشعوب العربية لم تتحرك كفاية من اجل إيقاف العدوان، حتى أنه قال يومها انه يمكن تنظيم احتجاجات حاشدة امام معبر رفح على الحدود مع مصر، تشارك فيها العائلات والنساء والأطفال احتجاجا على العدوان، لكن ولئن توجد باستمرار احتجاجات امام معبر رفح الا انها تبقى محدودة ولا يمكنها رغم صدق نوايا أصحابها ان يكون لها التأثير المطلوب. المقاومة الفلسطينية في غزة نادت بدورها ومن خلال الناطق العسكري لكتائب القسام،في اكثر من مرة بهبّة جماهيرية مستمرة، كما نبه الكثيرون من خطر فتور الحماس واعتياد القتل والتنكيل مع استمرار العدوان طويلا.
لكن الشعوب العربية أصبحت مع الوقت فاترة في تفاعلها مع العدوان. ولا نستثني الشعب التونسي الذي وإن لم تكف المبادرات والثقافية منها بالخصوص تعبيرا منه عن رفضه للعدوان، فإن المظاهرات الشعبية الحاشدة قلّت مع الأيام، وقلت المبادرات الحماسية. كل الشعوب العربية التي لا احد يشكك في انتصارها للقضية الفلسطينية أصبحت مع الأيام مقلة في تحركاتها وصارت المسيرات تنتظم من حين لآخر مع مسافات زمنية متباعدة رغم ان العدو الصهيوني يرتكب يوميا فظائع اشنع من غيرها ويستمر في ارتكاب المجازر وفي الاعتداء على الحرمات إلى جانب مواصلة تجويع الفلسطينيين ومنع الادوية والماء الصالح للشراب عنهم.
لكأن العرب سلموا المشعل للغرب الذي ظهر في دفاعه عن غزة وعن فلسطين اكثر حماسا واصرارا واردة. ولا نعتقد ان إرادة الشعوب العربية قد ضعفت أو أن انتصارها قد ضعف، ولكن حركتها قلت وقد كان من الممكن أن تحدث صخبا اكبر بكثير، وهذا لا بد ان يكون له تفسير.
فبقدر ما تعتبر هذه الشعوب ان القضية عادلة بقدر ما نلاحظ انها وكأنها فقدت الامل في النصر. وواضح أن الأرقام المفزعة لضحايا آلة القتل الصهيونية في غزة قد زعزعت ايمان جزء من هذه الشعوب التي مهما كان الهدف، فإنه لا يمكن القبول بسهولة بهذا الحجم من القتل والدم.
ولنا ان نقر بأن السلطات الصهيونية تتعمد القتل والترويع دون رادع بهدف زلزلة الشعوب العربية وجعلها تشكك في قيمة العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي في قلب إسرائيل وأوقعت فيها عددا كبيرا من القتلى إضافة الى تنفيذها لعمليات اسر شملت العشرات من الصهاينة جعلت منها وفق المقاومة وانصارها وانصار القضية، ضربة القرن.
واضح أيضا أن الموقف الرسمي العربي قد اثر سلبا على معنويات الشعوب التي كانت تتوقع، ولو كان الامل قليلا، ان توحد كل تلك الدماء الفلسطينية البريئة التي سكبها العدو الصهيوني على أرض غزة، المواقف العربية الرسمية وان تدفع الحكام العرب إلى القيام بخطوة حاسمة من اجل وقف العدوان. لكن لاشيء من ذلك حدث، حتى أن العرب لم يستطيعوا فرض موقف على الكيان الصهيوني فيما يتعلق بإيصال المساعدات إلى المواطنين بغزة، تلك المساعدات التي تظل مكدسة على الحدود مع مصر في انتظار ضوء اخضر صهيوني لا يأتي - لا يسمح الا بالقليل القليل- الا بعد استنزاف كل القوى وبعد الامعان في اذلال الشعب الفلسطيني ومن ورائه كل الشعوب العربية.
ونعتقد ان الأجيال العربية التي توارثت مشاعر الانهزام منذ النكبة مرورا بالنكسة وصولا إلى حرب الإبادة التي تقترف اليوم في حق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة بمباركة من حكام العالم الغربي وبصمت من الحكام العرب والمسلمين- الا ما رحم ربك- هي اليوم في مرحلة اصبح عندها الصمت افضل من الكلام. وماذا يفيد الكلام إزاء هذا اللامعقول الذي يمارس في غزة ضد النساء والأطفال والمدنيين؟؟
وبما أن الكون منظم ولا شيء يأتي صدفة، فإن الشعوب الغربية تجندت هذه المرة بشكل نعتقد انه لم يسبق له مثيلا ليس فقط من اجل إيقاف الحرب على غزة وإنما أيضا من اجل المطالبة بتحرير فلسطين ووضع حد لاستعمار يمارس منذ عقود كل أنواع القمع والاستبداد ضد شعب اعزل. ولان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، فإنه كلما خفت صوت في مكان الا وارتفع في مكان آخر إلى أن تتحرر فلسطين ويؤسس الفلسطينيون دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ويكف العدو يده.
حياة السايب
- لأن الكون منظم ولا شيء يأتي بالصدفة فإنه كلما خفت صوت في مكان إلا وارتفع في مكان آخر من أجل فلسطين
-قضية فلسطين هي القضية الأم لدى العرب والمسلمين لكن كثرة الخذلان تولد الصمت والصمت يصبح أحيانا أفضل من الكلام
تونس- الصباح
أظهرت الشعوب الغربية طول نفس في احتجاجها ضد العدوان الصهيوني على غزة المتواصل منذ ما يقارب الثلاثة أشهر وبرهنت عن إرادة قوية في رفض حرب الإبادة التي تستهدف الفلسطينيين. ويكاد لا يمر يوم دون تنظيم مسيرات وحركات احتجاجية في بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني ومزوده الأول بالأسلحة الفتاكة التي تسببت إلى اليوم في استشهاد أكثر من 20 ألفا أغلبهم من الأطفال وإصابة عشرات الآلاف إلى جانب الدمار الهائل للمباني وتدمير كل الخدمات وأولها الخدمات الطبية. التحركات تكاد لا تنقطع أيضا في بريطانيا الحليفة القوية للكيان المغروس في قلب المنطقة وخاصة في العاصمة لندن وفي أغلب بلدان أوروبا لاسيما في فرنسا التي أظهرت قيادتها انبطاحا غير مسبوق للكيان الإسرائيلي وألمانيا التي تقمع فيها السلطات التحركات المساندة للفلسطينيين.
ولا تثير هذه الاحتجاجات الاهتمام فقط لما اظهره أصحابها من إصرار وإنما أيضا لاعتمادها على أفكار مبتكرة وأساليب جديدة للتنديد بالعدوان ولفضح الجرائم الفظيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وصلت إلى حد المجازفة باعتراض المسؤولين في الشوارع أو في مقرات العمل واقتحام البرلمانات ومقاطعة الجلسات النيابية ومقاطعة الندوات الصحفية للمسؤولين الكبار من بينها واحدة لوزير خارجية الولايات المتحدة، بلينكن. ويوظف المحتجون وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنيت للتنديد بالعدوان رغم التضييقات التي يمارسها المسؤولون على مستعمليها من المناصرين للفلسطينيين. ونكاد لا نحصي الفيديوهات على الواب، التي تندد بالكيان الصهيوني وتفضح ممارساته وتدحض ادعاءات المسؤولين الصهاينة وترفض الدعاية الصهيونية التي ترتكز على فكرة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وطبعا تطالب بوقف العدوان وبتحرير فلسطين. لا ننسى أيضا أن الكثير من الشعوب الغربية مشاركة في حملات المقاطعة للمنتوجات المساندة للكيان الصهيوني، مما ساعد على نجاحها.
ورغم أن الاحتجاجات الشعبية في الغرب لم تفل من عزم الحكومات على دعم الكيان الصهيوني عسكريا ولوجستيا، فإنها ليست دون تأثير حتى ان وسائل اعلام غربية كشفت ان إدارة الرئيس الأمريكي بايدن طلبت من الكيان الإسرائيلي القيام بكل ما في وسعه حتى لا تخرج اخبار كثيرة حول جرائمه في قطاع غزة رغبة منه في تخفيف ضغط الشارع الأمريكي، وأعلنت السلطات الفرنسية من جهتها عن عدم السماح بتنظيم مسيرات احتجاجية ضد العدوان على غزة في أيام الاحتفالات برأس السنة الميلادية، وأعلنت عن وضع ترتيبات امنية غير مسبوقة ليلة رأس السنة (عشرات الآلاف من العناصر الأمنية وطائرات "درون") في سهرة رأس السنة بالعاصمة باريس تحسبا وفق السلطات الفرنسية لعمليات إرهابية في وضع وصف رسميا بأنه ساخن في علاقة بما يجري حاليا في فلسطين.
لكن إن كان موقف الشارع الغربي من أجل غزة وفلسطين يمثل مفاجأة للملاحظين لحجم التحركات وكثافة المشاركين، فإن موقف الشارع العربي كان مفاجئا بدوره لكن لسبب آخر. فالشارع العربي الإسلامي عموما يعتبر صامتا او على الأقل لم يحدث الصخب المتوقع منه نظرا لان جل الشعوب العربية والإسلامية تعلن دائما أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأم وما تعيشه غزة من فظاعات على يد العدو الصهيوني، من شأنه أن يحرك مشاعر الغضب لدى الملاحظ البعيد، فما بالك بمن يعتبر ان القضية قضيته. ومع ذلك فإنه، باستثناء المظاهرات التي عمت أرجاء المنطقة العربية والإسلامية في الأيام الأولى للعدوان، لم نشهد حراكا كبيرا ولم نلاحظ احتجاجات حاشدة فيها كفيلة بأن تدفع المسؤولين لأخذها بعين الاعتبار.
لقد سبق ان أشار زعيم حزب الله، حسن نصر الله في خطابه الذي كان قد القاه بعد أيام من انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة (3 نوفمبر) إلى ملاحظة لم تثر على ما يبدو اهتماما كبيرا وهي ان الشعوب العربية لم تتحرك كفاية من اجل إيقاف العدوان، حتى أنه قال يومها انه يمكن تنظيم احتجاجات حاشدة امام معبر رفح على الحدود مع مصر، تشارك فيها العائلات والنساء والأطفال احتجاجا على العدوان، لكن ولئن توجد باستمرار احتجاجات امام معبر رفح الا انها تبقى محدودة ولا يمكنها رغم صدق نوايا أصحابها ان يكون لها التأثير المطلوب. المقاومة الفلسطينية في غزة نادت بدورها ومن خلال الناطق العسكري لكتائب القسام،في اكثر من مرة بهبّة جماهيرية مستمرة، كما نبه الكثيرون من خطر فتور الحماس واعتياد القتل والتنكيل مع استمرار العدوان طويلا.
لكن الشعوب العربية أصبحت مع الوقت فاترة في تفاعلها مع العدوان. ولا نستثني الشعب التونسي الذي وإن لم تكف المبادرات والثقافية منها بالخصوص تعبيرا منه عن رفضه للعدوان، فإن المظاهرات الشعبية الحاشدة قلّت مع الأيام، وقلت المبادرات الحماسية. كل الشعوب العربية التي لا احد يشكك في انتصارها للقضية الفلسطينية أصبحت مع الأيام مقلة في تحركاتها وصارت المسيرات تنتظم من حين لآخر مع مسافات زمنية متباعدة رغم ان العدو الصهيوني يرتكب يوميا فظائع اشنع من غيرها ويستمر في ارتكاب المجازر وفي الاعتداء على الحرمات إلى جانب مواصلة تجويع الفلسطينيين ومنع الادوية والماء الصالح للشراب عنهم.
لكأن العرب سلموا المشعل للغرب الذي ظهر في دفاعه عن غزة وعن فلسطين اكثر حماسا واصرارا واردة. ولا نعتقد ان إرادة الشعوب العربية قد ضعفت أو أن انتصارها قد ضعف، ولكن حركتها قلت وقد كان من الممكن أن تحدث صخبا اكبر بكثير، وهذا لا بد ان يكون له تفسير.
فبقدر ما تعتبر هذه الشعوب ان القضية عادلة بقدر ما نلاحظ انها وكأنها فقدت الامل في النصر. وواضح أن الأرقام المفزعة لضحايا آلة القتل الصهيونية في غزة قد زعزعت ايمان جزء من هذه الشعوب التي مهما كان الهدف، فإنه لا يمكن القبول بسهولة بهذا الحجم من القتل والدم.
ولنا ان نقر بأن السلطات الصهيونية تتعمد القتل والترويع دون رادع بهدف زلزلة الشعوب العربية وجعلها تشكك في قيمة العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي في قلب إسرائيل وأوقعت فيها عددا كبيرا من القتلى إضافة الى تنفيذها لعمليات اسر شملت العشرات من الصهاينة جعلت منها وفق المقاومة وانصارها وانصار القضية، ضربة القرن.
واضح أيضا أن الموقف الرسمي العربي قد اثر سلبا على معنويات الشعوب التي كانت تتوقع، ولو كان الامل قليلا، ان توحد كل تلك الدماء الفلسطينية البريئة التي سكبها العدو الصهيوني على أرض غزة، المواقف العربية الرسمية وان تدفع الحكام العرب إلى القيام بخطوة حاسمة من اجل وقف العدوان. لكن لاشيء من ذلك حدث، حتى أن العرب لم يستطيعوا فرض موقف على الكيان الصهيوني فيما يتعلق بإيصال المساعدات إلى المواطنين بغزة، تلك المساعدات التي تظل مكدسة على الحدود مع مصر في انتظار ضوء اخضر صهيوني لا يأتي - لا يسمح الا بالقليل القليل- الا بعد استنزاف كل القوى وبعد الامعان في اذلال الشعب الفلسطيني ومن ورائه كل الشعوب العربية.
ونعتقد ان الأجيال العربية التي توارثت مشاعر الانهزام منذ النكبة مرورا بالنكسة وصولا إلى حرب الإبادة التي تقترف اليوم في حق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة بمباركة من حكام العالم الغربي وبصمت من الحكام العرب والمسلمين- الا ما رحم ربك- هي اليوم في مرحلة اصبح عندها الصمت افضل من الكلام. وماذا يفيد الكلام إزاء هذا اللامعقول الذي يمارس في غزة ضد النساء والأطفال والمدنيين؟؟
وبما أن الكون منظم ولا شيء يأتي صدفة، فإن الشعوب الغربية تجندت هذه المرة بشكل نعتقد انه لم يسبق له مثيلا ليس فقط من اجل إيقاف الحرب على غزة وإنما أيضا من اجل المطالبة بتحرير فلسطين ووضع حد لاستعمار يمارس منذ عقود كل أنواع القمع والاستبداد ضد شعب اعزل. ولان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، فإنه كلما خفت صوت في مكان الا وارتفع في مكان آخر إلى أن تتحرر فلسطين ويؤسس الفلسطينيون دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ويكف العدو يده.