لا يمكن الحديث بأي شكل من الأشكال منذ ما بعد 25 جويلية عن وجود حياة سياسية وحراك حزبي فاعل ولعل المشهد المسيطر هو حالة "موت سريري" وهي الصفة التي تشترك فيها اليوم جل الأحزاب والمكونات السياسية الرافضة لمسار الرئيس قيس سعيد والمؤيدة له على حد السواء وقد تتسع الدائرة لتشمل أيضا المنظمات الوطنية.
في المقابل لم يمنع هذا الواقع من الإعلان عن ولادة أحزاب جديدة بعد الإعلان يوم الخميس الفارط عن تأسيس "حزب مسار 25 جويلية" أكد رئيس هيئته التأسيسية محمود بن مبروك "ان للحزب ما يقارب 35 نائبا موزعين بين الكتل البرلمانية ومستقلين" .
"قطب حزبي شامل"
ويطرح الحزب الجديد الذي كان حراكا سياسيا غير مهيكل يحمل اسم "حراك 25 جويلية" فكرة "قطب حزبي شامل" إن صحت العبارة بعد إعلانه بالتوازي عن تأسيس اتحاد نقابي موال له ومنظمة أعراف وذلك بهدف دعم المسار المعلن عنه من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد في 2021 لتغيير منظومة حكم ما بعد 2011.
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء قال بن مبروك إن الحزب هو "مشروع سياسي ومنظومة كاملة فيها الحزبي والنقابي والجمعياتي والمنظماتي" وله منظمته النقابية وهي "الاتحاد النقابي للعمال التونسيين" وجمعية لرجال الأعمال والمستثمرين وهي "المنتدى التونسي الحر للإحاطة برجال الأعمال".
خلق البديل
ويضيف رئيس الهيئة التأسيسية لـ"حزب مسار 25 جويلية" المحامي محمود بن مبروك الحزب الجديد بأنه "أول حزب مؤمن بإجراءات 25 جويلية" التي اتخذها رئيس الجمهورية و"أول حزب يتم تأسيسه بعد انطلاق مسار 25 جويلية" وهو يريد أن يكون "بديلا عن الأحزاب السياسية وعن الاتحاد العام التونسي للشغل التي وصفها بـ"الانتهازية والقائمة على التمويل الأجنبي والمشبوه والتي تعرقل مسار 25 جويلية والدولة".
ورغم أنه لم تتضح إلى الآن علاقة هذا الحزب الجديد بالرئيس قيس سعيد ومشروعه وهو الذي حرص منذ 25 جويلية وحتى قبلها على عدم تبنى أي طرف حزبي أو سياسي بشكل مباشر وعلني بل أكثر من ذلك بدا واضحا تذمر مساندي الرئيس من عدم تشريكهم واعتبارهم جزءا من المسار.
لكن يبدو أن مؤسسي الحزب الجديد وهم يقدمون مشروعهم أعلنوا بشكل غير مباشر عن تمثيل توجهات الرئيس ومشروعه بل أكثر من ذلك هم وكأنهم أعلنوا ضمنيا انتهاء كامل المنظومة الحزبية القديمة إلى جانب المنظمات الوطنية.
وفي الحقيقة وعلى أرض الواقع فالمتأمل في المشهد العام الوطني يلاحظ غياب عديد الأحزاب عن أي نشاط فاعل في الحياة السياسية اليوم إلى جانب انحصار دور المنظمات الوطنية وخروجها من دائرة الضوء.
وهذا الجمود قد يدفع مستقبلا إلى اندثار بعض الأحزاب التي تمر اليوم بحالة موت سريري ونشير في هذا السياق إلى إعلان فاضل عبد الكافي رئيس حزب آفاق تونس عن استقالته من الحزب ومن رئاسته.
وقد كتب عبد الكافي في تدوينة نشرها على صفحتها بموقع فايسبوك الخميس الفارط "أستقيل اليوم من حزب آفاق تونس ورئاسته. …لقد كانت الفترة التي قضّيتها ضمن قيادة الحزب فترة مليئة بالتجارب والتحديات السياسية الصعبة في ظرف حسّاس جدّا، وأشكر الحزب وأعضاءه على الثقة التي منحوني إياها طوال هذه الفترة."
وأضاف “هذه الأوقات العصيبة والاستثنائية التي تمرّ بها بلادنا اليوم داخليا على مختلف المستويات الاجتماعية، السياسية والاقتصادية، وإقليميا في ظرف عالمي متسارع ومعقّد جدّا بمختلف جوانبه الجيوسياسية، جعلتني أعمّق النظر في فاعلية تحرّكاتنا الحزبية في شكلها التقليدي ومدى تأثير وقعها في الفضاء العام “.
م.ي
تونس-الصباح
لا يمكن الحديث بأي شكل من الأشكال منذ ما بعد 25 جويلية عن وجود حياة سياسية وحراك حزبي فاعل ولعل المشهد المسيطر هو حالة "موت سريري" وهي الصفة التي تشترك فيها اليوم جل الأحزاب والمكونات السياسية الرافضة لمسار الرئيس قيس سعيد والمؤيدة له على حد السواء وقد تتسع الدائرة لتشمل أيضا المنظمات الوطنية.
في المقابل لم يمنع هذا الواقع من الإعلان عن ولادة أحزاب جديدة بعد الإعلان يوم الخميس الفارط عن تأسيس "حزب مسار 25 جويلية" أكد رئيس هيئته التأسيسية محمود بن مبروك "ان للحزب ما يقارب 35 نائبا موزعين بين الكتل البرلمانية ومستقلين" .
"قطب حزبي شامل"
ويطرح الحزب الجديد الذي كان حراكا سياسيا غير مهيكل يحمل اسم "حراك 25 جويلية" فكرة "قطب حزبي شامل" إن صحت العبارة بعد إعلانه بالتوازي عن تأسيس اتحاد نقابي موال له ومنظمة أعراف وذلك بهدف دعم المسار المعلن عنه من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد في 2021 لتغيير منظومة حكم ما بعد 2011.
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء قال بن مبروك إن الحزب هو "مشروع سياسي ومنظومة كاملة فيها الحزبي والنقابي والجمعياتي والمنظماتي" وله منظمته النقابية وهي "الاتحاد النقابي للعمال التونسيين" وجمعية لرجال الأعمال والمستثمرين وهي "المنتدى التونسي الحر للإحاطة برجال الأعمال".
خلق البديل
ويضيف رئيس الهيئة التأسيسية لـ"حزب مسار 25 جويلية" المحامي محمود بن مبروك الحزب الجديد بأنه "أول حزب مؤمن بإجراءات 25 جويلية" التي اتخذها رئيس الجمهورية و"أول حزب يتم تأسيسه بعد انطلاق مسار 25 جويلية" وهو يريد أن يكون "بديلا عن الأحزاب السياسية وعن الاتحاد العام التونسي للشغل التي وصفها بـ"الانتهازية والقائمة على التمويل الأجنبي والمشبوه والتي تعرقل مسار 25 جويلية والدولة".
ورغم أنه لم تتضح إلى الآن علاقة هذا الحزب الجديد بالرئيس قيس سعيد ومشروعه وهو الذي حرص منذ 25 جويلية وحتى قبلها على عدم تبنى أي طرف حزبي أو سياسي بشكل مباشر وعلني بل أكثر من ذلك بدا واضحا تذمر مساندي الرئيس من عدم تشريكهم واعتبارهم جزءا من المسار.
لكن يبدو أن مؤسسي الحزب الجديد وهم يقدمون مشروعهم أعلنوا بشكل غير مباشر عن تمثيل توجهات الرئيس ومشروعه بل أكثر من ذلك هم وكأنهم أعلنوا ضمنيا انتهاء كامل المنظومة الحزبية القديمة إلى جانب المنظمات الوطنية.
وفي الحقيقة وعلى أرض الواقع فالمتأمل في المشهد العام الوطني يلاحظ غياب عديد الأحزاب عن أي نشاط فاعل في الحياة السياسية اليوم إلى جانب انحصار دور المنظمات الوطنية وخروجها من دائرة الضوء.
وهذا الجمود قد يدفع مستقبلا إلى اندثار بعض الأحزاب التي تمر اليوم بحالة موت سريري ونشير في هذا السياق إلى إعلان فاضل عبد الكافي رئيس حزب آفاق تونس عن استقالته من الحزب ومن رئاسته.
وقد كتب عبد الكافي في تدوينة نشرها على صفحتها بموقع فايسبوك الخميس الفارط "أستقيل اليوم من حزب آفاق تونس ورئاسته. …لقد كانت الفترة التي قضّيتها ضمن قيادة الحزب فترة مليئة بالتجارب والتحديات السياسية الصعبة في ظرف حسّاس جدّا، وأشكر الحزب وأعضاءه على الثقة التي منحوني إياها طوال هذه الفترة."
وأضاف “هذه الأوقات العصيبة والاستثنائية التي تمرّ بها بلادنا اليوم داخليا على مختلف المستويات الاجتماعية، السياسية والاقتصادية، وإقليميا في ظرف عالمي متسارع ومعقّد جدّا بمختلف جوانبه الجيوسياسية، جعلتني أعمّق النظر في فاعلية تحرّكاتنا الحزبية في شكلها التقليدي ومدى تأثير وقعها في الفضاء العام “.