إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

على محرك البحث غوغل .. التونسيون يهتمون بتقنية "التشات جي بي تي" أكثر من "الذكاء الاصطناعي"

 

الاهتمام بتقنية "التشات جي بي تي" بلغت 45 بالمائة مقابل  19 بالمائة لفائدة الذكاء الاصطناعي

تونس – الصباح

تتفاجأ البشرية في كل يوم تقريبا بتطورات تكنولوجية باهرة تعتمد على الذكاء الآلي وتطور المنظومات الإعلامية والتكنولوجية وعوالم الكمبيوتر والانترنات، ومن بين تلك التطورات الحاصلة في الأشهر القليلة الماضية والتي أحدثت جدلا واسعا هي إحداث تقنية "التشات جي بي تي" وتداول مصطلح الذكاء الاصطناعي وعلاقته بتطور الأعمال والاستثمار وغيرها من المجالات بما في ذلك الثقافية.

وبغض النظر عن إيجابيات أو سلبيات تلك التقنية وتداعياتها على العديد من المجالات بما في ذلك التفكير الإنساني، فإنه تجدر الإشارة إلى أنّ روبوت "الدردشة" أو الـ"chatbot" الجديد الذي أطلق عليه اسم "تشات جي بي تي"( ChatGPT) ) قد لفت انتباه عشاق التكنولوجيا في شتى أنحاء العالم منذ طرحه للاستخدام المجاني في أواخر شهر نوفمبر من سنة 2022 ، وبلغ عدد مستخدميه أكثر من مليوني مستخدم منذ ذلك الوقت، ووصفته بعض وسائل الإعلام بأنه أفضل ما طرح من نوعه على الإطلاق.

وعكف الكثير من المستخدمين على طرح أسئلة على ذلك البرنامج الآلي وأخذ لقطات شاشة لبعض الإجابات التي يعطيها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي - للإعراب عن إعجابهم تارة، أو خيبة أملهم واستغرابهم تارة أخرى.

من المهم أولا القول بأن تقنية تشات جي بي تي قد طورتها شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي" (OpenAI) بمدينة سان فرانسيسكو. الشركة يديرها سام أولتمان، ومن بين داعميها شركة مايكروسوفت وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك. وتشات جي بي تي عبارة عن روبوت أو برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة بشكل مفصل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين. كما يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء.

وقد دربت الشركة ذلك النموذج باستخدام كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر العامة، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، بحيث يستطيع أن ينتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية من خلال تعلم خوارزميات تقوم بتحليل عدد هائل من البيانات، ويعمل بصورة تشبه الدماغ البشري.

في المقابل تعدّدت التعريفات بخصوص الذكاء الاصطناعي من ذلك تعريفه بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.

ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه "دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها"، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه "علم وهندسة صنع آلات ذكية".

وخلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، وتعد تقنية "التعلم العميق" أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.

وسط كل هذا الجدل لسائل أن يتساءل أين تونس في هذا الجدل وإلى أي مدى اهتم التونسيون بهذا البرنامج منذ الإعلان عنه؟ فهل سعوا إلى البحث عن معلومات عنه عبر محركات البحث أم لا؟ وذات الأسئلة تُطرح في علاقة بالذكاء الاصطناعي ومدى اطلاع التونسي على هذا التوجه الجديد من التكنولوجيا.

للإجابة عن هذه التساؤلات، اعتمدت "الصباح" على محرك البحث "غوغل تراندس" لمعرفة هل حاول التونسيون الاطلاع والتعرف على هذه التقنيات؟ بالإضافة إلى اعتماد تقنية المقارنة أي المجالين لقيا حظوة في البحث، أي المقارنة بين الاهتمام بالـ "تشات جي بي تي" و"الذكاء الاصطناعي".

كشفت النتائج على محرك "البحث غوغل تراندس" أنه على مدى سنة تقريبا، أي من الأسبوع الأخير من شهر ماي 2022 إلى 13 ماي الجاري، حظي الذكاء الاصطناعي و"الشات جي بي تي" باهتمام التونسيين.

واللافت في هذا السياق، أن الاهتمام بالبحث عن معطيات بخصوص "التشات جي بي تي" حظيت باهتمام واسع من التونسيين المبحرين على الانترنات وخاصة على محرك البحث غوغل بنسبة بلغت 100 بالمائة في العديد من الولايات.

بـ21 ولاية كان الاهتمام كبيرا بهذا المجال فتراوحت النسب بين 58 بالمائة و100 بالمائة، فبـ14 ولاية بلغت نسبة الاهتمام بالتشات جي بي تي  100 بالمائة وهي جندوبة، المهدية، القيروان، منوبة، توزر، صفاقس، قابس، سوسة، قفصة، باجة، زغوان، سيدي بوزيد، قبلي ومدنين. أما بقية الولايات وهي كل من تونس والمنستير 97 بالمائة، بن عروس 96 بالمائة، وبنزرت 95 بالمائة، أريانة ونابل 92 بالمائة.

في المقابل، والملفت للانتباه، ثلاث ولايات وهي الكاف وسليانة والقصرين لم تقترن بها أي إحصائيات أو مؤشرات تفصح عن اهتمام القانتين بها بهاذين المجالين، فتلونت باللون الرمادي ما يعني غياب أي معطيات يهم هذه الولايات على عكس البقية.

في سياق متصل، وفي ما يتعلق بالبحث عن معلومات تهم مجال الذكاء الاصطناعي، أبرزت نتائج محرك "غوغل تراندس" انخفاض ملحوظ في نسبة اهتمام التونسيين بهذا المجال، فلم تتجاوز 50 بالمائة مقارنة بالبحث عن معطيات حول تقنية "التشات تجي بي تي".

ويتوزع هذا الاهتمام على 21 ولاية من جملة 24، ولم ترد أي معطيات بذات الثلاث ولايات أي الكاف، سليانة والقصرين.

والملاحظ أن الاهتمام بتقنية "التشات تجي بي تي" بدأت في تونس بداية من الأسبوع الأول من شهر ديسمبر من سنة 2022، وكذلك الشأن بالنسبة لمجال الذكاء الاصطناعي ولكن بنسب ضعيفة بلغت للأولى 4 بالمائة والمجال الثاني 10 بالمائة من جملة مواضيع أخرى على محرك البحث غوغل.

وارتفعت هذه النسبة تدريجيا بداية من الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر الماضي بنسب تراوحت بين 17 و25 بالمائة ليصبحا محل اهتمام التونسيين في البحث بداية من الأسبوع الأخير من شهر جانفي 2023 بنسبة بلغت 45 بالمائة لفائدة تقنية "التشات جي بي تي" و19 بالمائة لفائدة الذكاء الاصطناعي، لتبلغ هذه النسب ذروتها في شهر مارس الماضي بنسبة 100 بالمائة للتشات مقابل 22 بالمائة للذكاء الاصطناعي، لتشهد تراجعا طفيفا بين 82 و93 بالمائة و27 بالمائة في شهري أفريل وماي من هذه السنة.

إيمان عبد اللطيف

على محرك البحث غوغل .. التونسيون يهتمون بتقنية "التشات جي بي تي" أكثر من "الذكاء الاصطناعي"

 

الاهتمام بتقنية "التشات جي بي تي" بلغت 45 بالمائة مقابل  19 بالمائة لفائدة الذكاء الاصطناعي

تونس – الصباح

تتفاجأ البشرية في كل يوم تقريبا بتطورات تكنولوجية باهرة تعتمد على الذكاء الآلي وتطور المنظومات الإعلامية والتكنولوجية وعوالم الكمبيوتر والانترنات، ومن بين تلك التطورات الحاصلة في الأشهر القليلة الماضية والتي أحدثت جدلا واسعا هي إحداث تقنية "التشات جي بي تي" وتداول مصطلح الذكاء الاصطناعي وعلاقته بتطور الأعمال والاستثمار وغيرها من المجالات بما في ذلك الثقافية.

وبغض النظر عن إيجابيات أو سلبيات تلك التقنية وتداعياتها على العديد من المجالات بما في ذلك التفكير الإنساني، فإنه تجدر الإشارة إلى أنّ روبوت "الدردشة" أو الـ"chatbot" الجديد الذي أطلق عليه اسم "تشات جي بي تي"( ChatGPT) ) قد لفت انتباه عشاق التكنولوجيا في شتى أنحاء العالم منذ طرحه للاستخدام المجاني في أواخر شهر نوفمبر من سنة 2022 ، وبلغ عدد مستخدميه أكثر من مليوني مستخدم منذ ذلك الوقت، ووصفته بعض وسائل الإعلام بأنه أفضل ما طرح من نوعه على الإطلاق.

وعكف الكثير من المستخدمين على طرح أسئلة على ذلك البرنامج الآلي وأخذ لقطات شاشة لبعض الإجابات التي يعطيها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي - للإعراب عن إعجابهم تارة، أو خيبة أملهم واستغرابهم تارة أخرى.

من المهم أولا القول بأن تقنية تشات جي بي تي قد طورتها شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي" (OpenAI) بمدينة سان فرانسيسكو. الشركة يديرها سام أولتمان، ومن بين داعميها شركة مايكروسوفت وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك. وتشات جي بي تي عبارة عن روبوت أو برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة بشكل مفصل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين. كما يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء.

وقد دربت الشركة ذلك النموذج باستخدام كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر العامة، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، بحيث يستطيع أن ينتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية من خلال تعلم خوارزميات تقوم بتحليل عدد هائل من البيانات، ويعمل بصورة تشبه الدماغ البشري.

في المقابل تعدّدت التعريفات بخصوص الذكاء الاصطناعي من ذلك تعريفه بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.

ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه "دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها"، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه "علم وهندسة صنع آلات ذكية".

وخلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، وتعد تقنية "التعلم العميق" أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.

وسط كل هذا الجدل لسائل أن يتساءل أين تونس في هذا الجدل وإلى أي مدى اهتم التونسيون بهذا البرنامج منذ الإعلان عنه؟ فهل سعوا إلى البحث عن معلومات عنه عبر محركات البحث أم لا؟ وذات الأسئلة تُطرح في علاقة بالذكاء الاصطناعي ومدى اطلاع التونسي على هذا التوجه الجديد من التكنولوجيا.

للإجابة عن هذه التساؤلات، اعتمدت "الصباح" على محرك البحث "غوغل تراندس" لمعرفة هل حاول التونسيون الاطلاع والتعرف على هذه التقنيات؟ بالإضافة إلى اعتماد تقنية المقارنة أي المجالين لقيا حظوة في البحث، أي المقارنة بين الاهتمام بالـ "تشات جي بي تي" و"الذكاء الاصطناعي".

كشفت النتائج على محرك "البحث غوغل تراندس" أنه على مدى سنة تقريبا، أي من الأسبوع الأخير من شهر ماي 2022 إلى 13 ماي الجاري، حظي الذكاء الاصطناعي و"الشات جي بي تي" باهتمام التونسيين.

واللافت في هذا السياق، أن الاهتمام بالبحث عن معطيات بخصوص "التشات جي بي تي" حظيت باهتمام واسع من التونسيين المبحرين على الانترنات وخاصة على محرك البحث غوغل بنسبة بلغت 100 بالمائة في العديد من الولايات.

بـ21 ولاية كان الاهتمام كبيرا بهذا المجال فتراوحت النسب بين 58 بالمائة و100 بالمائة، فبـ14 ولاية بلغت نسبة الاهتمام بالتشات جي بي تي  100 بالمائة وهي جندوبة، المهدية، القيروان، منوبة، توزر، صفاقس، قابس، سوسة، قفصة، باجة، زغوان، سيدي بوزيد، قبلي ومدنين. أما بقية الولايات وهي كل من تونس والمنستير 97 بالمائة، بن عروس 96 بالمائة، وبنزرت 95 بالمائة، أريانة ونابل 92 بالمائة.

في المقابل، والملفت للانتباه، ثلاث ولايات وهي الكاف وسليانة والقصرين لم تقترن بها أي إحصائيات أو مؤشرات تفصح عن اهتمام القانتين بها بهاذين المجالين، فتلونت باللون الرمادي ما يعني غياب أي معطيات يهم هذه الولايات على عكس البقية.

في سياق متصل، وفي ما يتعلق بالبحث عن معلومات تهم مجال الذكاء الاصطناعي، أبرزت نتائج محرك "غوغل تراندس" انخفاض ملحوظ في نسبة اهتمام التونسيين بهذا المجال، فلم تتجاوز 50 بالمائة مقارنة بالبحث عن معطيات حول تقنية "التشات تجي بي تي".

ويتوزع هذا الاهتمام على 21 ولاية من جملة 24، ولم ترد أي معطيات بذات الثلاث ولايات أي الكاف، سليانة والقصرين.

والملاحظ أن الاهتمام بتقنية "التشات تجي بي تي" بدأت في تونس بداية من الأسبوع الأول من شهر ديسمبر من سنة 2022، وكذلك الشأن بالنسبة لمجال الذكاء الاصطناعي ولكن بنسب ضعيفة بلغت للأولى 4 بالمائة والمجال الثاني 10 بالمائة من جملة مواضيع أخرى على محرك البحث غوغل.

وارتفعت هذه النسبة تدريجيا بداية من الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر الماضي بنسب تراوحت بين 17 و25 بالمائة ليصبحا محل اهتمام التونسيين في البحث بداية من الأسبوع الأخير من شهر جانفي 2023 بنسبة بلغت 45 بالمائة لفائدة تقنية "التشات جي بي تي" و19 بالمائة لفائدة الذكاء الاصطناعي، لتبلغ هذه النسب ذروتها في شهر مارس الماضي بنسبة 100 بالمائة للتشات مقابل 22 بالمائة للذكاء الاصطناعي، لتشهد تراجعا طفيفا بين 82 و93 بالمائة و27 بالمائة في شهري أفريل وماي من هذه السنة.

إيمان عبد اللطيف