إتحاد الشغل ضعُف في الأشهر الأخيرة.. والأوتار تعدل بما يمكن من تشكيل التحالف الشعبي لـ25 جويلية
أدعو الرئيس إلى مقاضاة أعضاء مجلس إدارة صندوق النقد الذين تورطوا في إعطاء تونس هبات وقروض لا علاقة لها بالاستثمار
عندما يُزعج خطاب الرئيس أطرافا مسوا بالسيادة الوطنية ويثير ذلك أزمة.. فمرحبا بهذه الأزمة.. وهذا الإزعاج
لدينا الحلول بالداخل وأيضا مع الخارج الذي عليه أن يحترم سيادتنا في القرار وتصوراتنا التي نريد.. لا التي يريد
تصريحات قيس سعيد العلنية بخصوص السيادة الوطنية هي جزء مهم لم يجرؤ عليها أي رئيس دولة..
تونس – الصباح
أكّد القيادي بشقّ من حزب "الوطنيون الديمقراطيون الموحد" أنّه يمثل الأغلبية المطلقة ولا تمتلك البقية البيروقراطية إلا "الباتيندة"، وأنّه مع مسار 25 جويلية باعتباره مطلبا شعبيا ويتماشى في طرحه مع توجهات الحزب.
وأضاف الرحوي في حوار مع "الصباح" أن قيس سعيد هو الرئيس الوحيد الذي تمكن من إسقاط حكم الإخوان وحلفائهم في تونس، وهو الوحيد الذي رفض توجهات صندوق النقد الدولي وإملاءاته وقال "لا" في وجه كل من يمسّ بالسيادة الوطنية.
في سياق متصل اعتبر منجي الرحوي أن الاتحاد العام التونسي للشغل قد أخطأ في تعامله مع مسار 25 جويلية، وتواترت تصعيداته مع رئاسة الجمهورية والتي في أجزاء منها ليست في محلها وغير مبررة. واعتبر أنه في كل الحالات فإنهم مطالبون بتعديل البوصلة والأوتار من أجل تشكيل التحالف الشعبي للمسار.. وفيما يلي نص الحوار.
حاورته: إيمان عبد اللطيف
كيف ستمضي في عقد مؤتمر حزب "الوطد" وقد تم طردك منه وسحب عضويتك؟
-بالنسبة لذلك البلاغ الذي تم فيه حسب ظنهم طردي من الحزب، الجميع يعلم أن 13 رابطة للحزب أصدرت بيانا بعدم الاعتراف به للعديد من الأسباب منها السياسية المتعلقة بالمشروعية وأيضا القانونية، لأن ذلك البلاغ صدر من طرف أقلية بقيت في المكتب السياسي لا شرعية لها وقامت به في عملية استباقية في علاقة بمؤتمر ذاته.
وهذه الأطراف أدركت بفعل ممارستها البيروقراطية أنها أصبحت أقلية وأن المناضلين أصبحوا غير قابلين للتجديد لهم، وبالتالي استبقوا الخطوات وردود الفعل.
اعتبرت الشق الآخر من الحزب أقلية ووصفتها بالأقلية البيروقراطية وهي بدورها تعتبرك ومن معك أقلية.. فأي شرعية ومشروعية لكم ولها؟
-الأقلية البيروقراطية التي تحدثت عنها بقيت تعتمد أساسا على امتلاكها "الباتيندة"، ونحن مرة أخرى وبوضوح تام لسنا حزب باتنيدة، نحن حزبا مناضلا تحصلنا على "الباتيندة" بعد الثورة حيث الوضع يسمح بالنشاط العلني والقانوني ويسمح بظروف أفضل للنضال.
ونحن معركتنا معهم ليست معركة "باتيندة" وإنما معركة تصور للحزب وكيفية انتشاره وعمله وذا صلة بالشعب ولا هو حزب صالونات ولا حزب مجموعات طرف فكري. نحن مجموعة مناضلة وحزب مناضل ثم نحن "الوطنيون الديمقراطيون" نمثل طرحا ولا التقاء أفراد.
ما الذي يجمع هذا الطرح الذي تحدثت عنه بسياسات الرئيس قيس سعيد وخياراته حتى تكون أنت كمنجي الرحوي والحزب أو شق منه في تماه تام مع مسار 25 جويلية رغم ما حدث وما يحدث؟
-أنا ونحن مع 25 جويلية، باعتباره أولا وقبل كل شيء هو مسار شعبي، فحل البرلمان طالب به الشعب قبل ذلك التاريخ، ومن ضمن الشعارات التي رُفعت في المسيرات "فاسدة المنظومة، الحاكم والحكومة"، أي حكومة هشام مشيشي وذلك البرلمان الذي أصبح بؤرة فساد حقيقي وتنكر لمطالب الشعب ويشتغل لصالح كبار الأثرياء في تونس والمصالح الأجنبية التي كان يمررها بكل سلاسة..، والجميع يذكر ما حدث في تونس منذ فترة "الترويكا" وما بعدها وما خلفته العشرية السوداء من أزمات.
هذه مسائل تحدثنا عنها طويلا ومعلومة.. إذن فيما تتمثل نقاط الالتقاء بين طرحكم وبين سياسات قيس سعيد وخياراته؟
-25 جويلية جاء ليُجسد في جزء كبير منه الإرادة الشعبية، وجاء لضرورتين، الضرورة الأولى المطالب الشعبية التي تم رفعها، والضرورة الثانية تخص الإرادة المؤسساتية المتمثلة في رئاسة الجمهورية التي كانت مستهدفة بوضع قانون المحكمة الدستورية من أجل عزل رئيس الجمهورية، ومن وراء ذلك هناك استهزاء من المؤسسة العسكرية واستهدافها باعتباره القائد الأعلى للجيوش وبالتالي كل الدولة استهدفت من خلال محاولات تفكيكها من خلال البلطجة والاعتداءات كحادثة المطار ومن خلال زرع عناصر حزبية أساسا من حركة النهضة في مفاصل الدولة، ثم مرحلة التوافق التي زادت من تعميق الالتفاف على الثورة.
إذن تعتبر أن مسار 25 جويلية يتماشى وطرحكم؟
-هذا المسار جاء ليقطع مع منظومة العشرية السوداء في العديد من الجوانب، وأولها وأهمها الإطاحة بسلطة الإخوان في تونس وهو أمر ليس بالهين أو البسيط. هو أمر مهم جدا في تاريخنا أن يتم إسقاط هذا النظام ومن معه من الحلفاء بالطرق السلمية. وهم أساسا ائتلاف الكرامة وقلب تونس والبعض من تحيا تونس.
ولكن ألا تعتبر أنّ هذا المسار قد حاد عن كل ما تحدثت عنه؟
-(لحظة دقيقة واحدة ثم واصل الحديث).. 25 جويلية طرح العديد من المطالب، مكافحة الفساد استرجاع الأموال المنهوبة، العدالة الاجتماعية، فإلى أي قدر أنجزه هو أمر يتم تقديره وتقييمه ولكن هذا تمّ طرحه.
اليوم هناك مسألة أساسية هي السيادة الوطنية والتي هي في جوهر تصور "الوطنيون الديمقراطيون الموحد" وطرحه. والسيادة الوطنية سياسية واقتصادية وثقافية وأيضا أمنية. ونحن نعتبر تونس بلدا شبه مستعمر، ومطروح على جدول شعبه المضطهد أن يتحرى من الاستعمار ببناء اقتصاد وسيادة غذائية ومائية وسياسية. وهذه كلها مسائل أساسية طرحها قيس سعيد ونريد أن نمضي في هذا في مستوى البرامج والتصورات وإنفاذ هذه الشعارات.
وبالتالي نحن نعتبر أن العديد من المسائل التي طرحها مسار 25 جويلية في المستوى الشعبي هي مطالب حزب "الوطنيون الديمقراطيون الموحد" دافعنا عليها وطالبنا بها بصوت مرتفع. ونعتقد أن هناك مسائل تحقق في مجال المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
أين يبرز ذلك.. أي ماذا تحقق في مجال المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب؟
-اليوم عندما يتم إيقاف راشد الغنوشي على إثر تهديده بحرب أهلية، والذي كان يتصور نفسه خارج إطار العقاب، فهذا مهمّ والذي يتساءل لماذا لم يتم إيقافه في قضايا أخرى نجيب بأنها في طور التحقيق باعتبارها قضايا معقدة وشائكة في علاقة بالتسفير والاغتيالات والجهاز السري، تمويل الاخوان المسلمين وإلى ما غير ذلك.
بمعنى أنه عندما يعترضنا تجاوز ما في هذا المجال فإن العدالة تتحرك، وراشد الغنوشي اليوم ليس سجينا سياسيا هو سجين حق عام.
ألا تعتبر أيضا تصريحات قيس سعيد هي أيضا فيها نوع من التفريق والتحريض والتهديد خاصة فيما يتعلق بالحقوق والحريات والتعبير وفي مقدمة ذلك معارضيه وحتى فيما يهم الإعلام والسياسة الخارجية.. وهل أنت على نفس الموقف حتى بعد كل ما يحدث؟
-سؤالك دقيق ومهم، قلت مسار مُهدد للحقوق والحريات. فهل تم فعلا المسّ من الحقوق والحريات؟
ألا تعتبر أنه تم ذلك.. وهل منع الاحتجاجات والتضييق على تحركات المعارضة وسنّ المرسوم عدد 54 وغيرها من الإجراءات من تعتيم والقطيعة مع الاعلام لا يصب في هذه الخانة؟
-متى تمّ منع الاحتجاجات أو التضييق عليها؟
آخرها كان بمناسبة عيد الاستقلال وقبلها كثير تمّ التضييق عليها، وهناك أيضا حرية الإعلام والتعبير.. فالعديد خضعوا للتحقيق على خلفية مرسوم 54 وغيرهم.. فكيف تعبر أنه لا توجد تضييقات؟
-أنا لم أر أي معارض سياسي تم إيقافه على خلفية أفكاره المعارضة. فأنت مثلا إن أردت تقديم رأيك في مستوى توجهات رئيس الجمهورية وتقولين هذه توجهات لا شعبية. فهل تتوقع أن يتم سجنك واعتقالك على هذا الرأي؟
هذا الشأن قال العديد بأنه تم سحبه على الموقوفين من "جبهة الخلاص الوطني" وقيل أن ملفهم "فارغ" وتم تلفيق تهمة التآمر على أمن الدولة.. ما وجاهة ذلك حسب رأيك؟
-هذا الأمر لا يمكن أن أبت فيه، لأنها مسألة قضائية أجهل تفاصيلها.
فماذا عن قطيعة قيس سعيد مع الأحزاب والإعلام؟
-هذا توجهه الخاص، وهذا في إطار تصوره هو..
(مقاطعة إياه) أنت قيادي في حزب كيف تقول أمر يخصه.. وكيف تكون الحياة السياسية والشأن العام دون أحزاب؟
-هذا أمر يخصه، وها أنا لدي حزب وأستعد لعقد مؤتمري وأقوم بتقديم مقترحاتي وشاركت في الانتخابات التشريعية، ولدي برلمانيين في المجلس الجديد، فما الذي منعني من النشاط أو التحرك.
أهذا يعني أنت غادرت طريق المعارضة، وانصهرت تماما في مسار 25 جويلية.. وغادرت بوتقة فكر التقدميين الديمقراطيين الحداثيين وتوجهاتهم؟
-ما معنى حداثي تقدمي؟ أُنظري أنا أمثل "الوطنيون الديمقراطيون الموحد".. ولا شيء سيغير من مواقفي وتوجهاتي..
تقصد تمثل شقا منهم؟
-لا، نحن نمثل الأغلبية بـ 95 بالمائة، والباقي لا يمثلون شيئا وأنا أعرف أن العديد من وسائل الاعلام تعمل على نفخ هذا الطرف وفيها الكثير من المغالطات. ونحن نعرف حدودنا ولا نريد أن نبقى نجر هذا الخلاف الذي تم الحسم فيه نهائيا.
أعود لأسألك عن موقفك من تصريحات رئيس الجمهورية في كل مناسبة يخرج فيها للرأي العام وتخلف ما تخلف من جدل ونقاش خاصة في ما يهم الشأن العام والسياسة الخارجية.. كيف تراها؟
-عندما يكون خطاب الرئيس متعلقا بالسيادة الوطنية ويثير أزمة فمرحبا بهذه الأزمة. وإذا كانت خطاباته تثير انزعاج الذين هيمنوا على هذه البلاد وأمسكوا بها بقبضة من حديد وركزوا الثروة لدى حفنة من الأثرياء ووزعوا الفقر على عموم الشعب فمرحبا بهذا الانزعاج.
أثيرت أزمة كبيرة متعلقة بظاهرة الهجرة غير النظامية وموقف رئيس الجمهورية منها.. كيف تقيم هذه الأزمة؟
-هناك موجة كبيرة من الهجرة من أخوتنا من دول جنوب الصحراء، وهذا طبعا يزعج دول الاتحاد الأوروبي ولا يردون تنقل الأشخاص، في حين تنقل البضائع ورأس المال حرّ. فأعتبر أن هذه مشكلتهم التي يريدون تصديرها إلى تونس ونحن لا نتحمل هذا.
والضغط الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي يدل مرة أخرى على نفاق هؤلاء في تعاطيهم مع البلدان الإفريقية والفقيرة على أساس أنها بالنسبة لهم مجرد مصدر للثروات وجلب قوة العمل. في المقابل يشجعون على هجرة الأدمغة التي هم بحاجة لها وتخدم مصالحهم وهي عامل إثراء لهم ولاقتصادياتهم.
وأعتقد أن موضوع الهجرة ليس إقليميا فقط بل عالميا وهي حصيلة السياسات التي تمت منذ عقود وهي سياسات فقر قارات وشعوب وأمم لحساب أمم أخرى وتمركزات مالية في العالم.
ألست مع نفس الرأي القائل بأن تونس في الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي لا حل لها على الأقل على المستوى القريب إلا بطلب المساعدة الخارجية؟
- لا، لدينا الحلول بالداخل وأيضا مع الخارج. والخارج إذا يريد التعامل معنا عليه أن يحترم إرادتنا وسيادتنا في القرار وتصوراتنا في وضع البدائل وليست البدائل التي يريد. الغرب الذي يتحدثون عنه ويضغط لرفع الدعم والذي يريد من خلاله أن يقودنا إلى حرب أهلية وإثارة البلبلة. وأقول أن تصريحات قيس سعيد العلنية في هذا الشأن هي جزء مهم لم يجرؤ عليها أي رئيس دولة. والغرب تعود على أن يكون أستاذا لنا جاءه رئيس ليقول له لا..، ويقول له نحن لدينا سياساتنا الخاصة التي يمكن أن نعتمدها. وأعتقد أن عدم انخراطه مع صندوق النقد الدولي ومع سياساته الخارجية هو أمر سيادي ومهم ويندرج أيضا حتى في تصوراتنا نحن كحزب.
وليس من الممكن لأمة أو شعب أن ينهض دون أن يأخذ قراره بنفسه في ما يتعلق بالخيارات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية لصالح الشعب... وأنا بالمناسبة أدعو رئيس الجمهورية إلى رفع قضية عدلية ضد أعضاء مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الذين تورطوا في إعطاء تونس هيبات وقروض لا علاقة لها بالاستثمار وهم يعلمون ذلك وهذه جريمة في حق الشعب.
ما علاقة مبادرة لينتصر الشعب بحزب "الوطد"؟
- الأصل هو الحزب، وأي مبادرات تنطلق منه، مع أن مبادرة "لينتصر الشعب" خفتت بعض الشيء. نحن "كوطد" مطروح علينا إنجاز مؤتمر بعد ذلك، مطروح علينا توحيد عموم الوطنيين الديمقراطيين مع المكونات الموجودة. مثل الوطد الاشتراكي والمجموعات الشبابية الوطنية الديمقراطية ما عدا البيروقراطية السياسية التي أثبتت عجزها على التواجد السياسي الديمقراطي.
كيف ترى النقاش الحاصل بخصوص مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات الشريكة معه؟
الحوار لا يتم إلا بحسب موازين القوى. ونتذكر عندما طرحنا الحوار الوطني سنة 2012، موازين القوى في ذلك الوقت لم تسمح إلى أن نمر للحوار لأن حركة النهضة جديدة الصعود في الحكم وماسكة بالبرلمان ورئاستي الجمهورية والحكومة. وفي سنة 2013 وبعد اغتيال الشهيدين جاء وضع آخر غير من موازين القوى ليتم بذلك فرض الحوار.
بمعنى أنه لماذا تتم اليوم المطالبة بالحوار؟ هل أن موازين القوى اليوم لصالح المسار الشعبي التصحيحي وإلا هو حوار سيقحم مكونات 24 جويلية. وبالتالي هذا الحوار بطبيعته وبطبيعة مكونات موازين القوى لن يتم ولن يقع.
هل تريد القول أنه لن يكون لهذه المبادرة أي تأثير أو وقع في الشأن العام؟
-المبادرات الجادة والتصحيحية والتي تأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي تمت وتجرؤ على نقد ذاتها وتتطور وتعلن عن ذلك وفيها تصورات إصلاح حقيقي لهذا الشعب. أعتقد أنها تلقى آذانا صاغية ما عدا ذلك لا يمكن.
في ماذا أخطأ الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا السياق.. وكيف ترى مواقفه في الفترة القليلة الماضية؟
-أخطأ في تعامله مع مسار 25 جويلية، كان مترددا. ساند في الأول،ثم أصبحت داخله انقسامات لم تجعل مواقفه منسجمة. والاتحاد منظمة نكن لها كل التقدير والانتماء. ونريده دائما قويا ونعتبره مناعة لهذه البلاد. لكن للأسف ضعُف في الأشهر الأخيرة نتيجة لتواتر التصعيد مع رئاسة الجمهورية والتي في أجزاء منها ليست في محلها وغير مبررة.
ونعتبر أنه في كل الحالات نحن مطالبون بتعديل البوصلة والأوتار. فالبوصلة هي مستقبل تونس ويجمعنا تاريخها ومستقبل أجيالها القادمة وحاضر أبنائنا الآن. والأوتار تعدل بما يمكن من التشاركية أو تشكيل ما أسميناه بالتحالف الشعبي الذي يقود إلى التمكن الشعبي لـ25 جويلية وهذا مهم باعتبار أنه لا تنقصنا البدائل ولا الارادات. وبرغم الأزمة الاقتصادية وأزمة المالية العمومية لدينا أمل كبير في تونس.
إتحاد الشغل ضعُف في الأشهر الأخيرة.. والأوتار تعدل بما يمكن من تشكيل التحالف الشعبي لـ25 جويلية
أدعو الرئيس إلى مقاضاة أعضاء مجلس إدارة صندوق النقد الذين تورطوا في إعطاء تونس هبات وقروض لا علاقة لها بالاستثمار
عندما يُزعج خطاب الرئيس أطرافا مسوا بالسيادة الوطنية ويثير ذلك أزمة.. فمرحبا بهذه الأزمة.. وهذا الإزعاج
لدينا الحلول بالداخل وأيضا مع الخارج الذي عليه أن يحترم سيادتنا في القرار وتصوراتنا التي نريد.. لا التي يريد
تصريحات قيس سعيد العلنية بخصوص السيادة الوطنية هي جزء مهم لم يجرؤ عليها أي رئيس دولة..
تونس – الصباح
أكّد القيادي بشقّ من حزب "الوطنيون الديمقراطيون الموحد" أنّه يمثل الأغلبية المطلقة ولا تمتلك البقية البيروقراطية إلا "الباتيندة"، وأنّه مع مسار 25 جويلية باعتباره مطلبا شعبيا ويتماشى في طرحه مع توجهات الحزب.
وأضاف الرحوي في حوار مع "الصباح" أن قيس سعيد هو الرئيس الوحيد الذي تمكن من إسقاط حكم الإخوان وحلفائهم في تونس، وهو الوحيد الذي رفض توجهات صندوق النقد الدولي وإملاءاته وقال "لا" في وجه كل من يمسّ بالسيادة الوطنية.
في سياق متصل اعتبر منجي الرحوي أن الاتحاد العام التونسي للشغل قد أخطأ في تعامله مع مسار 25 جويلية، وتواترت تصعيداته مع رئاسة الجمهورية والتي في أجزاء منها ليست في محلها وغير مبررة. واعتبر أنه في كل الحالات فإنهم مطالبون بتعديل البوصلة والأوتار من أجل تشكيل التحالف الشعبي للمسار.. وفيما يلي نص الحوار.
حاورته: إيمان عبد اللطيف
كيف ستمضي في عقد مؤتمر حزب "الوطد" وقد تم طردك منه وسحب عضويتك؟
-بالنسبة لذلك البلاغ الذي تم فيه حسب ظنهم طردي من الحزب، الجميع يعلم أن 13 رابطة للحزب أصدرت بيانا بعدم الاعتراف به للعديد من الأسباب منها السياسية المتعلقة بالمشروعية وأيضا القانونية، لأن ذلك البلاغ صدر من طرف أقلية بقيت في المكتب السياسي لا شرعية لها وقامت به في عملية استباقية في علاقة بمؤتمر ذاته.
وهذه الأطراف أدركت بفعل ممارستها البيروقراطية أنها أصبحت أقلية وأن المناضلين أصبحوا غير قابلين للتجديد لهم، وبالتالي استبقوا الخطوات وردود الفعل.
اعتبرت الشق الآخر من الحزب أقلية ووصفتها بالأقلية البيروقراطية وهي بدورها تعتبرك ومن معك أقلية.. فأي شرعية ومشروعية لكم ولها؟
-الأقلية البيروقراطية التي تحدثت عنها بقيت تعتمد أساسا على امتلاكها "الباتيندة"، ونحن مرة أخرى وبوضوح تام لسنا حزب باتنيدة، نحن حزبا مناضلا تحصلنا على "الباتيندة" بعد الثورة حيث الوضع يسمح بالنشاط العلني والقانوني ويسمح بظروف أفضل للنضال.
ونحن معركتنا معهم ليست معركة "باتيندة" وإنما معركة تصور للحزب وكيفية انتشاره وعمله وذا صلة بالشعب ولا هو حزب صالونات ولا حزب مجموعات طرف فكري. نحن مجموعة مناضلة وحزب مناضل ثم نحن "الوطنيون الديمقراطيون" نمثل طرحا ولا التقاء أفراد.
ما الذي يجمع هذا الطرح الذي تحدثت عنه بسياسات الرئيس قيس سعيد وخياراته حتى تكون أنت كمنجي الرحوي والحزب أو شق منه في تماه تام مع مسار 25 جويلية رغم ما حدث وما يحدث؟
-أنا ونحن مع 25 جويلية، باعتباره أولا وقبل كل شيء هو مسار شعبي، فحل البرلمان طالب به الشعب قبل ذلك التاريخ، ومن ضمن الشعارات التي رُفعت في المسيرات "فاسدة المنظومة، الحاكم والحكومة"، أي حكومة هشام مشيشي وذلك البرلمان الذي أصبح بؤرة فساد حقيقي وتنكر لمطالب الشعب ويشتغل لصالح كبار الأثرياء في تونس والمصالح الأجنبية التي كان يمررها بكل سلاسة..، والجميع يذكر ما حدث في تونس منذ فترة "الترويكا" وما بعدها وما خلفته العشرية السوداء من أزمات.
هذه مسائل تحدثنا عنها طويلا ومعلومة.. إذن فيما تتمثل نقاط الالتقاء بين طرحكم وبين سياسات قيس سعيد وخياراته؟
-25 جويلية جاء ليُجسد في جزء كبير منه الإرادة الشعبية، وجاء لضرورتين، الضرورة الأولى المطالب الشعبية التي تم رفعها، والضرورة الثانية تخص الإرادة المؤسساتية المتمثلة في رئاسة الجمهورية التي كانت مستهدفة بوضع قانون المحكمة الدستورية من أجل عزل رئيس الجمهورية، ومن وراء ذلك هناك استهزاء من المؤسسة العسكرية واستهدافها باعتباره القائد الأعلى للجيوش وبالتالي كل الدولة استهدفت من خلال محاولات تفكيكها من خلال البلطجة والاعتداءات كحادثة المطار ومن خلال زرع عناصر حزبية أساسا من حركة النهضة في مفاصل الدولة، ثم مرحلة التوافق التي زادت من تعميق الالتفاف على الثورة.
إذن تعتبر أن مسار 25 جويلية يتماشى وطرحكم؟
-هذا المسار جاء ليقطع مع منظومة العشرية السوداء في العديد من الجوانب، وأولها وأهمها الإطاحة بسلطة الإخوان في تونس وهو أمر ليس بالهين أو البسيط. هو أمر مهم جدا في تاريخنا أن يتم إسقاط هذا النظام ومن معه من الحلفاء بالطرق السلمية. وهم أساسا ائتلاف الكرامة وقلب تونس والبعض من تحيا تونس.
ولكن ألا تعتبر أنّ هذا المسار قد حاد عن كل ما تحدثت عنه؟
-(لحظة دقيقة واحدة ثم واصل الحديث).. 25 جويلية طرح العديد من المطالب، مكافحة الفساد استرجاع الأموال المنهوبة، العدالة الاجتماعية، فإلى أي قدر أنجزه هو أمر يتم تقديره وتقييمه ولكن هذا تمّ طرحه.
اليوم هناك مسألة أساسية هي السيادة الوطنية والتي هي في جوهر تصور "الوطنيون الديمقراطيون الموحد" وطرحه. والسيادة الوطنية سياسية واقتصادية وثقافية وأيضا أمنية. ونحن نعتبر تونس بلدا شبه مستعمر، ومطروح على جدول شعبه المضطهد أن يتحرى من الاستعمار ببناء اقتصاد وسيادة غذائية ومائية وسياسية. وهذه كلها مسائل أساسية طرحها قيس سعيد ونريد أن نمضي في هذا في مستوى البرامج والتصورات وإنفاذ هذه الشعارات.
وبالتالي نحن نعتبر أن العديد من المسائل التي طرحها مسار 25 جويلية في المستوى الشعبي هي مطالب حزب "الوطنيون الديمقراطيون الموحد" دافعنا عليها وطالبنا بها بصوت مرتفع. ونعتقد أن هناك مسائل تحقق في مجال المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
أين يبرز ذلك.. أي ماذا تحقق في مجال المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب؟
-اليوم عندما يتم إيقاف راشد الغنوشي على إثر تهديده بحرب أهلية، والذي كان يتصور نفسه خارج إطار العقاب، فهذا مهمّ والذي يتساءل لماذا لم يتم إيقافه في قضايا أخرى نجيب بأنها في طور التحقيق باعتبارها قضايا معقدة وشائكة في علاقة بالتسفير والاغتيالات والجهاز السري، تمويل الاخوان المسلمين وإلى ما غير ذلك.
بمعنى أنه عندما يعترضنا تجاوز ما في هذا المجال فإن العدالة تتحرك، وراشد الغنوشي اليوم ليس سجينا سياسيا هو سجين حق عام.
ألا تعتبر أيضا تصريحات قيس سعيد هي أيضا فيها نوع من التفريق والتحريض والتهديد خاصة فيما يتعلق بالحقوق والحريات والتعبير وفي مقدمة ذلك معارضيه وحتى فيما يهم الإعلام والسياسة الخارجية.. وهل أنت على نفس الموقف حتى بعد كل ما يحدث؟
-سؤالك دقيق ومهم، قلت مسار مُهدد للحقوق والحريات. فهل تم فعلا المسّ من الحقوق والحريات؟
ألا تعتبر أنه تم ذلك.. وهل منع الاحتجاجات والتضييق على تحركات المعارضة وسنّ المرسوم عدد 54 وغيرها من الإجراءات من تعتيم والقطيعة مع الاعلام لا يصب في هذه الخانة؟
-متى تمّ منع الاحتجاجات أو التضييق عليها؟
آخرها كان بمناسبة عيد الاستقلال وقبلها كثير تمّ التضييق عليها، وهناك أيضا حرية الإعلام والتعبير.. فالعديد خضعوا للتحقيق على خلفية مرسوم 54 وغيرهم.. فكيف تعبر أنه لا توجد تضييقات؟
-أنا لم أر أي معارض سياسي تم إيقافه على خلفية أفكاره المعارضة. فأنت مثلا إن أردت تقديم رأيك في مستوى توجهات رئيس الجمهورية وتقولين هذه توجهات لا شعبية. فهل تتوقع أن يتم سجنك واعتقالك على هذا الرأي؟
هذا الشأن قال العديد بأنه تم سحبه على الموقوفين من "جبهة الخلاص الوطني" وقيل أن ملفهم "فارغ" وتم تلفيق تهمة التآمر على أمن الدولة.. ما وجاهة ذلك حسب رأيك؟
-هذا الأمر لا يمكن أن أبت فيه، لأنها مسألة قضائية أجهل تفاصيلها.
فماذا عن قطيعة قيس سعيد مع الأحزاب والإعلام؟
-هذا توجهه الخاص، وهذا في إطار تصوره هو..
(مقاطعة إياه) أنت قيادي في حزب كيف تقول أمر يخصه.. وكيف تكون الحياة السياسية والشأن العام دون أحزاب؟
-هذا أمر يخصه، وها أنا لدي حزب وأستعد لعقد مؤتمري وأقوم بتقديم مقترحاتي وشاركت في الانتخابات التشريعية، ولدي برلمانيين في المجلس الجديد، فما الذي منعني من النشاط أو التحرك.
أهذا يعني أنت غادرت طريق المعارضة، وانصهرت تماما في مسار 25 جويلية.. وغادرت بوتقة فكر التقدميين الديمقراطيين الحداثيين وتوجهاتهم؟
-ما معنى حداثي تقدمي؟ أُنظري أنا أمثل "الوطنيون الديمقراطيون الموحد".. ولا شيء سيغير من مواقفي وتوجهاتي..
تقصد تمثل شقا منهم؟
-لا، نحن نمثل الأغلبية بـ 95 بالمائة، والباقي لا يمثلون شيئا وأنا أعرف أن العديد من وسائل الاعلام تعمل على نفخ هذا الطرف وفيها الكثير من المغالطات. ونحن نعرف حدودنا ولا نريد أن نبقى نجر هذا الخلاف الذي تم الحسم فيه نهائيا.
أعود لأسألك عن موقفك من تصريحات رئيس الجمهورية في كل مناسبة يخرج فيها للرأي العام وتخلف ما تخلف من جدل ونقاش خاصة في ما يهم الشأن العام والسياسة الخارجية.. كيف تراها؟
-عندما يكون خطاب الرئيس متعلقا بالسيادة الوطنية ويثير أزمة فمرحبا بهذه الأزمة. وإذا كانت خطاباته تثير انزعاج الذين هيمنوا على هذه البلاد وأمسكوا بها بقبضة من حديد وركزوا الثروة لدى حفنة من الأثرياء ووزعوا الفقر على عموم الشعب فمرحبا بهذا الانزعاج.
أثيرت أزمة كبيرة متعلقة بظاهرة الهجرة غير النظامية وموقف رئيس الجمهورية منها.. كيف تقيم هذه الأزمة؟
-هناك موجة كبيرة من الهجرة من أخوتنا من دول جنوب الصحراء، وهذا طبعا يزعج دول الاتحاد الأوروبي ولا يردون تنقل الأشخاص، في حين تنقل البضائع ورأس المال حرّ. فأعتبر أن هذه مشكلتهم التي يريدون تصديرها إلى تونس ونحن لا نتحمل هذا.
والضغط الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي يدل مرة أخرى على نفاق هؤلاء في تعاطيهم مع البلدان الإفريقية والفقيرة على أساس أنها بالنسبة لهم مجرد مصدر للثروات وجلب قوة العمل. في المقابل يشجعون على هجرة الأدمغة التي هم بحاجة لها وتخدم مصالحهم وهي عامل إثراء لهم ولاقتصادياتهم.
وأعتقد أن موضوع الهجرة ليس إقليميا فقط بل عالميا وهي حصيلة السياسات التي تمت منذ عقود وهي سياسات فقر قارات وشعوب وأمم لحساب أمم أخرى وتمركزات مالية في العالم.
ألست مع نفس الرأي القائل بأن تونس في الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي لا حل لها على الأقل على المستوى القريب إلا بطلب المساعدة الخارجية؟
- لا، لدينا الحلول بالداخل وأيضا مع الخارج. والخارج إذا يريد التعامل معنا عليه أن يحترم إرادتنا وسيادتنا في القرار وتصوراتنا في وضع البدائل وليست البدائل التي يريد. الغرب الذي يتحدثون عنه ويضغط لرفع الدعم والذي يريد من خلاله أن يقودنا إلى حرب أهلية وإثارة البلبلة. وأقول أن تصريحات قيس سعيد العلنية في هذا الشأن هي جزء مهم لم يجرؤ عليها أي رئيس دولة. والغرب تعود على أن يكون أستاذا لنا جاءه رئيس ليقول له لا..، ويقول له نحن لدينا سياساتنا الخاصة التي يمكن أن نعتمدها. وأعتقد أن عدم انخراطه مع صندوق النقد الدولي ومع سياساته الخارجية هو أمر سيادي ومهم ويندرج أيضا حتى في تصوراتنا نحن كحزب.
وليس من الممكن لأمة أو شعب أن ينهض دون أن يأخذ قراره بنفسه في ما يتعلق بالخيارات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية لصالح الشعب... وأنا بالمناسبة أدعو رئيس الجمهورية إلى رفع قضية عدلية ضد أعضاء مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الذين تورطوا في إعطاء تونس هيبات وقروض لا علاقة لها بالاستثمار وهم يعلمون ذلك وهذه جريمة في حق الشعب.
ما علاقة مبادرة لينتصر الشعب بحزب "الوطد"؟
- الأصل هو الحزب، وأي مبادرات تنطلق منه، مع أن مبادرة "لينتصر الشعب" خفتت بعض الشيء. نحن "كوطد" مطروح علينا إنجاز مؤتمر بعد ذلك، مطروح علينا توحيد عموم الوطنيين الديمقراطيين مع المكونات الموجودة. مثل الوطد الاشتراكي والمجموعات الشبابية الوطنية الديمقراطية ما عدا البيروقراطية السياسية التي أثبتت عجزها على التواجد السياسي الديمقراطي.
كيف ترى النقاش الحاصل بخصوص مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات الشريكة معه؟
الحوار لا يتم إلا بحسب موازين القوى. ونتذكر عندما طرحنا الحوار الوطني سنة 2012، موازين القوى في ذلك الوقت لم تسمح إلى أن نمر للحوار لأن حركة النهضة جديدة الصعود في الحكم وماسكة بالبرلمان ورئاستي الجمهورية والحكومة. وفي سنة 2013 وبعد اغتيال الشهيدين جاء وضع آخر غير من موازين القوى ليتم بذلك فرض الحوار.
بمعنى أنه لماذا تتم اليوم المطالبة بالحوار؟ هل أن موازين القوى اليوم لصالح المسار الشعبي التصحيحي وإلا هو حوار سيقحم مكونات 24 جويلية. وبالتالي هذا الحوار بطبيعته وبطبيعة مكونات موازين القوى لن يتم ولن يقع.
هل تريد القول أنه لن يكون لهذه المبادرة أي تأثير أو وقع في الشأن العام؟
-المبادرات الجادة والتصحيحية والتي تأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي تمت وتجرؤ على نقد ذاتها وتتطور وتعلن عن ذلك وفيها تصورات إصلاح حقيقي لهذا الشعب. أعتقد أنها تلقى آذانا صاغية ما عدا ذلك لا يمكن.
في ماذا أخطأ الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا السياق.. وكيف ترى مواقفه في الفترة القليلة الماضية؟
-أخطأ في تعامله مع مسار 25 جويلية، كان مترددا. ساند في الأول،ثم أصبحت داخله انقسامات لم تجعل مواقفه منسجمة. والاتحاد منظمة نكن لها كل التقدير والانتماء. ونريده دائما قويا ونعتبره مناعة لهذه البلاد. لكن للأسف ضعُف في الأشهر الأخيرة نتيجة لتواتر التصعيد مع رئاسة الجمهورية والتي في أجزاء منها ليست في محلها وغير مبررة.
ونعتبر أنه في كل الحالات نحن مطالبون بتعديل البوصلة والأوتار. فالبوصلة هي مستقبل تونس ويجمعنا تاريخها ومستقبل أجيالها القادمة وحاضر أبنائنا الآن. والأوتار تعدل بما يمكن من التشاركية أو تشكيل ما أسميناه بالتحالف الشعبي الذي يقود إلى التمكن الشعبي لـ25 جويلية وهذا مهم باعتبار أنه لا تنقصنا البدائل ولا الارادات. وبرغم الأزمة الاقتصادية وأزمة المالية العمومية لدينا أمل كبير في تونس.