لو عرف الرّجال.. حجم عطاء المرأة عندما تحبّ.. لما سمعنا بأمر اسمه الطلاق. ما يأتيه الغياب بالحب هو تماماً ما تفعله الرياح بالنار، تخمد الحرائق الصغيرة وتزيد من شدة الحرائق الكبيرة. الحكاية تاريخ شعب ومسار مجتمع ووضع بلاد. حكاية بناية تعرف باسم "دار جواد" أنجزت حولها المبدعة سلمى بكار شريطا سينمائيا، شُيّدت هناك قرب ساحة باب سعدون، تحديدا في اتجاه باب سيدي عبد السلام حيث سوق شعبي للخردة وما ألقت به مصانع الصين. الكبار منا، أولئك الأشخاص المسنّون الذين نرى في وجوههم الخير والرحمة، يذكرون هذا المكان جيدا. عبارة عن سجن للنساء اللاتي يغضب عليهن أزواجهن. يقول الكبار أنّ الحكمة من وجود "دار جواد"، تربية المرأة على طاعة زوجها..!! إقناعها بأنها دونه لن تكون لها أية مكانة بالمجتمع. صورة المطلقة عندنا، "سلعة فاسدة"، امرأة منبوذة، منعوتة بشتى الاتهامات، وهذا ظلم في حقها.. أنا شخصيا على قناعة شديدة بأن المرأة المطلّقة أكثر معاناة نفسية من الرّجل. بطلاقها تصبح عرضة للاتهام، محلّ أطماع الرّجال، متهمة حتى تثبت براءتها. ومن المفارقات، في الجانب الآخر، أي المرأة، هنالك تقدير موقف آخر ووجهة نظر مغايرة. يكفي إلقاء نظرة على صفحات السوشيال ميديا ليفاجأ المرء بهذه الصفحات لنساء مطلّقات يعلن "سعادتهن" بالوضعية التي هن فيها، يعدّدن فضائل ومنافع ومكاسب ونعم وحتى إنجازات التخلّص من شريك الحياة، أي، الزوج وفكّ الارتباط معه !!!!!. من يطالع ما يدونّ يفاجأ بتلك الصورة “البشعة” التي تعطى للرجل، زوج الأمس الذي أصبح قبيحا كريها وسخا قذرا لطالما صبرت عليه المسكينة وعانت منه على فراش الزوجية من روائح العرق، ومن تلك الأشياء التي تنزّ وترشح من أنفه وفيه، إلى حدّ يدفع المرء إلى التعاطف معهن والقول إنهن بالفعل عانين وصبرن، هنّ النساء العفيفات النظيفات الطّاهرات المعطّرات. لم يسلم كذلك غسيل هذا الرجل المسكين حبيب وعشيق وعريس الأمس الذي كنّ يمتن عليه ويحيين فيه، ولا يرين حياة دونه لينشرنه على الملأ ويفضحن خصوصيته.. يتعرضن إلى تفاصيل وجزئيات حياته وسلوكاته، من طريقة الأكل وكيفية السير وحتى طريقة المعاشرة، لا ننسى الجوارب النتنة العفنة والتي غالبا ما تحسم هذه العلاقة. ماذا تنتظر هذه المرأة المسكينة من رجل عامل وموظف يغادر البيت فجرا ليعود مساء وهو يجري وراء القوت والرّزق.. ليعود إلى زوجته الوفية بجوارب نظيفة تفوح منها رائحة المسك والعطر!!!. لا يسع المرء في هذه الوضعية إلا القول إن كيدهن لعظيم، خاصة إذا تمّ تطليقهن، بإمكان المرء أن يعادي كلّ رجال العالم ويبقى هنيئا سالما، إلا أن يعادي امرأة. بالمناسبة…
لاحظوا أن النساء أو بالأحرى الفتيات اللاتي غالبا ما يشتكين من تحرشات الرجال.. تأملوا في جمالهن.. هل رأيتم امرأة جميلة فاضلة تشكو أو تعبّر عن انزعاجها من مثل هذه الممارسات.. فحتى إن حصلت فعلا فلها من الحكمة والحياء والرصانة والعقل ما يجعلها تستر نفسها وتخرج من هذه الوضعية وتتجاوزها.. بل تقنع هذا المتصابي المتحامل بأنه أخطأ العنوان.. في الشارع.. عندما أسمع خصومة بين امرأة ورجل.. أوّل ما أتأمّل وأتثبت فيه شكل وهيئة هذه المرأة، ففي الغالب وبصدق لا تفرض الاحترام. توجد جمعية تحمل اسم "الجمعية التونسية لمساندة المطلّقين والأرامل والأيتام" تقول رئيستها إنها "بالأساس جمعية خيرية اجتماعية"، من أهداف الجمعية المساعدة على تحسين الوضعيات الاجتماعية والعائلية والصحية للمحتاجين من أرامل ومطلّقين "نساء ورجال"، كذلك العمل على الحدّ من العوامل المؤثرة في تفكّك العلاقات الأسرية وانعكاساتها على تربية الأطفال. تضمّ الجمعية في عضويتها قاضيا ومحاميا وصحافيا وموظفين ورجال أعمال. تساءلت كيف يمكن أن تفيد مثل هذه الجمعية المطلّقين والمطلقات!؟ أعتقد أن أفضل إنجاز يمكن أن تحققه هو تغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلّقة خاصة.. التي والحق يقال لا يكفي ما تعانيه من هذا الفشل في حياتها، إذ أنا متأكّد أنّ أغلب النساء لا يخترن أبغض الحلال إلاّ بعد أن تصل حياتهن إلى ذروة اليأس والمعاناة والألم وفي الغالب يتجهن الى هذا القرار حماية لأطفالهن!!. اختم لأقول إن المرأة المطلّقة ليست سلعة فاسدة كما يحلو لبعض الرجال نعتها، إنها حياة وروح وهذه الروح كأي روح تتألم وتتعلّم وتكتسب الخبرة، وتريد في النهاية أن تعيش حياتها. فالمرء يشعر في كثير من الأحيان بالسعادة الغامرة، ويشعر بالمقابل بالحزن الشديد لأسباب لا يمكنه فعل شيء تجاهها، كالشعور عند الفراق .
يرويها: أبوبكر الصغير
لو عرف الرّجال.. حجم عطاء المرأة عندما تحبّ.. لما سمعنا بأمر اسمه الطلاق. ما يأتيه الغياب بالحب هو تماماً ما تفعله الرياح بالنار، تخمد الحرائق الصغيرة وتزيد من شدة الحرائق الكبيرة. الحكاية تاريخ شعب ومسار مجتمع ووضع بلاد. حكاية بناية تعرف باسم "دار جواد" أنجزت حولها المبدعة سلمى بكار شريطا سينمائيا، شُيّدت هناك قرب ساحة باب سعدون، تحديدا في اتجاه باب سيدي عبد السلام حيث سوق شعبي للخردة وما ألقت به مصانع الصين. الكبار منا، أولئك الأشخاص المسنّون الذين نرى في وجوههم الخير والرحمة، يذكرون هذا المكان جيدا. عبارة عن سجن للنساء اللاتي يغضب عليهن أزواجهن. يقول الكبار أنّ الحكمة من وجود "دار جواد"، تربية المرأة على طاعة زوجها..!! إقناعها بأنها دونه لن تكون لها أية مكانة بالمجتمع. صورة المطلقة عندنا، "سلعة فاسدة"، امرأة منبوذة، منعوتة بشتى الاتهامات، وهذا ظلم في حقها.. أنا شخصيا على قناعة شديدة بأن المرأة المطلّقة أكثر معاناة نفسية من الرّجل. بطلاقها تصبح عرضة للاتهام، محلّ أطماع الرّجال، متهمة حتى تثبت براءتها. ومن المفارقات، في الجانب الآخر، أي المرأة، هنالك تقدير موقف آخر ووجهة نظر مغايرة. يكفي إلقاء نظرة على صفحات السوشيال ميديا ليفاجأ المرء بهذه الصفحات لنساء مطلّقات يعلن "سعادتهن" بالوضعية التي هن فيها، يعدّدن فضائل ومنافع ومكاسب ونعم وحتى إنجازات التخلّص من شريك الحياة، أي، الزوج وفكّ الارتباط معه !!!!!. من يطالع ما يدونّ يفاجأ بتلك الصورة “البشعة” التي تعطى للرجل، زوج الأمس الذي أصبح قبيحا كريها وسخا قذرا لطالما صبرت عليه المسكينة وعانت منه على فراش الزوجية من روائح العرق، ومن تلك الأشياء التي تنزّ وترشح من أنفه وفيه، إلى حدّ يدفع المرء إلى التعاطف معهن والقول إنهن بالفعل عانين وصبرن، هنّ النساء العفيفات النظيفات الطّاهرات المعطّرات. لم يسلم كذلك غسيل هذا الرجل المسكين حبيب وعشيق وعريس الأمس الذي كنّ يمتن عليه ويحيين فيه، ولا يرين حياة دونه لينشرنه على الملأ ويفضحن خصوصيته.. يتعرضن إلى تفاصيل وجزئيات حياته وسلوكاته، من طريقة الأكل وكيفية السير وحتى طريقة المعاشرة، لا ننسى الجوارب النتنة العفنة والتي غالبا ما تحسم هذه العلاقة. ماذا تنتظر هذه المرأة المسكينة من رجل عامل وموظف يغادر البيت فجرا ليعود مساء وهو يجري وراء القوت والرّزق.. ليعود إلى زوجته الوفية بجوارب نظيفة تفوح منها رائحة المسك والعطر!!!. لا يسع المرء في هذه الوضعية إلا القول إن كيدهن لعظيم، خاصة إذا تمّ تطليقهن، بإمكان المرء أن يعادي كلّ رجال العالم ويبقى هنيئا سالما، إلا أن يعادي امرأة. بالمناسبة…
لاحظوا أن النساء أو بالأحرى الفتيات اللاتي غالبا ما يشتكين من تحرشات الرجال.. تأملوا في جمالهن.. هل رأيتم امرأة جميلة فاضلة تشكو أو تعبّر عن انزعاجها من مثل هذه الممارسات.. فحتى إن حصلت فعلا فلها من الحكمة والحياء والرصانة والعقل ما يجعلها تستر نفسها وتخرج من هذه الوضعية وتتجاوزها.. بل تقنع هذا المتصابي المتحامل بأنه أخطأ العنوان.. في الشارع.. عندما أسمع خصومة بين امرأة ورجل.. أوّل ما أتأمّل وأتثبت فيه شكل وهيئة هذه المرأة، ففي الغالب وبصدق لا تفرض الاحترام. توجد جمعية تحمل اسم "الجمعية التونسية لمساندة المطلّقين والأرامل والأيتام" تقول رئيستها إنها "بالأساس جمعية خيرية اجتماعية"، من أهداف الجمعية المساعدة على تحسين الوضعيات الاجتماعية والعائلية والصحية للمحتاجين من أرامل ومطلّقين "نساء ورجال"، كذلك العمل على الحدّ من العوامل المؤثرة في تفكّك العلاقات الأسرية وانعكاساتها على تربية الأطفال. تضمّ الجمعية في عضويتها قاضيا ومحاميا وصحافيا وموظفين ورجال أعمال. تساءلت كيف يمكن أن تفيد مثل هذه الجمعية المطلّقين والمطلقات!؟ أعتقد أن أفضل إنجاز يمكن أن تحققه هو تغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلّقة خاصة.. التي والحق يقال لا يكفي ما تعانيه من هذا الفشل في حياتها، إذ أنا متأكّد أنّ أغلب النساء لا يخترن أبغض الحلال إلاّ بعد أن تصل حياتهن إلى ذروة اليأس والمعاناة والألم وفي الغالب يتجهن الى هذا القرار حماية لأطفالهن!!. اختم لأقول إن المرأة المطلّقة ليست سلعة فاسدة كما يحلو لبعض الرجال نعتها، إنها حياة وروح وهذه الروح كأي روح تتألم وتتعلّم وتكتسب الخبرة، وتريد في النهاية أن تعيش حياتها. فالمرء يشعر في كثير من الأحيان بالسعادة الغامرة، ويشعر بالمقابل بالحزن الشديد لأسباب لا يمكنه فعل شيء تجاهها، كالشعور عند الفراق .