تستعد وزارة التربية يوم 20 جانفي الجاري لإجراء تقييم وطني لمكتسبات التلاميذ "واثق 2" وذلك لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية العمومية والخاصة من الفئة العمرية 15 سنة عبر منصة التقييمات عن بعد evaluations.education.tn
وفسرت وزارة التربية في بلاغ لها أول أمس أن هذا التقييم الوطني الذي ينجز وفقا للمعايير الدولية يشمل 3 مجالات، تتمثل في، فهم المكتوب (القراءة) وثقافة الرياضيات وثقافة العلوم وتهدف هذه التقييمات بالخصوص الى نشر ثقافة جديدة للتقييم لدى كافة الفاعلين التربويين وإرساء نظام وطني للتقييم يتماشى والمعايير الدولية الى جانب منح فرصة لتقييم المكتسبات...
ولئن يٌثمن البعض هذه الخطوة ويراها مهمة على اعتبار أن التلميذ لا بد أن يقيم وفقا لمعايير دولية تعكس أولا مدى تمكنه من مختلف المهارات والمعارف العلمية الملقنة داخل القسم وثانيا مدى ملاءمة المنظومة التربوية للنظم التربوية المتطورة، إلا أن شقّا آخر يرى أن هذه التقييمات مهما كانت جدّيتها وأهميتها فإنها لن تعكس إلا المستوى الهزيل الذي بلغته المنظومة التربوية ...
من هذا المنطلق يرى كثيرون انه عوضا أن تنكب الجهود حاليا على إحداث تقييمات على مستوى دولي فإنه كان حريا بسلطة الإشراف وجميع الفاعلين في المنظومة التربوية من نقابات وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني أن تنصرف الى تفعيل قاطرة الإصلاح التربوي. وهو طرح يتبناه البيداغوجي فريد السديري الذي أورد أمس في تصريح لـ"الصباح" أن التقييمات في الوقت الراهن لن تجدي نفعا بما أنها ستؤكد مرة أخرى كارثية المستوى المعرفي للتلاميذ خاصة وأن المواد الممتحن فيها لطالما كانت محل إشكال وصعوبة لفئة هامة من التلاميذ.. وبالتالي فإنه كان من الأنسب من وجهة نظر محدثنا الانطلاق في حوار جدي حول آليات الإصلاح التربوي الذي سيشمل تغييرات على مستوى البرامج والمناهج التعليمية والذي بدوره سيفضي الى نتائج على مستوى التقييمات في حال تم تبني نفس الإصلاح يواكب النظم التعليمية المتطورة.
من جانب آخر يتساءل بعض المربيين عن أهمية التقييم في حد ذاته وخاصة جدواه في تقييم المستوى المعرفي للتلميذ على اعتبار أن التلميذ تعوّد على ما يعرف بالتلقين والذي من الضروري اليوم القطع معه من خلال إيجاد بدائل تقييمية أخرى ..
في هذا الخصوص تشير المربية حياة العبيدي في تصريح لـ"الصباح" أمس أن العبارة الشهيرة المتداولة من المرحلة الابتدائية الى الثانوية كما الجامعية تقوم على مبدأ: "بضاعتكم ردت إليكم" بما أن التلميذ يتمكن من المهارات والمعارف عبر آلية الحفظ التي تكرس الخمول والجمود الفكري.
في هذا الاتجاه تدعو المربية بشدة جميع الفاعلين في المنظومة التربوية الى القطع مع هذه الآلية من خلال خلق أو تبني آليات تقييمية أخرى أكثر نجاعة وأكثر ملاءمة لسوق الشغل تعكس مدى درجة ذكاء التلميذ ومدى قدرته على فك أسئلة الامتحان والاختبارات بعيدا عن ثقافة الحفظ.. هذا الخيار لن يتحقق من وجهة نظر العبيدي دون حصول "ثورة" على مستوى البرامج والمناهج التي تدرس حاليا والتي تجاوزها الزمن على حد قولها ودون أن يكون التقييم منحصرا في العدد المسندة بالنظر الى أن الأعداد الممتازة لا تعكس بالضرورة تلميذا مٌتميّزا ...
وبالعودة الى تقييم "واثق 2" يذكر أن المركز الوطنيّ للتجديد البيداغوجيّ والبحوث التربويّة كان قد نظم يوم 28 أفريل 2016 بالتعاون مع الإدارة العامّة للبرامج والتكوين المستمرّ تقييما وطنيّا لمكتسبات التلامذة "واثق 1" على منوال التقييم الدّوليّ الشّهير المعروف اختصارا باسم "بيزا" والذي تشرف على تنظيمه منظّمة التعاون والتنمية الأوروبيّة...
منال حرزي
تونس-الصباح
تستعد وزارة التربية يوم 20 جانفي الجاري لإجراء تقييم وطني لمكتسبات التلاميذ "واثق 2" وذلك لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية العمومية والخاصة من الفئة العمرية 15 سنة عبر منصة التقييمات عن بعد evaluations.education.tn
وفسرت وزارة التربية في بلاغ لها أول أمس أن هذا التقييم الوطني الذي ينجز وفقا للمعايير الدولية يشمل 3 مجالات، تتمثل في، فهم المكتوب (القراءة) وثقافة الرياضيات وثقافة العلوم وتهدف هذه التقييمات بالخصوص الى نشر ثقافة جديدة للتقييم لدى كافة الفاعلين التربويين وإرساء نظام وطني للتقييم يتماشى والمعايير الدولية الى جانب منح فرصة لتقييم المكتسبات...
ولئن يٌثمن البعض هذه الخطوة ويراها مهمة على اعتبار أن التلميذ لا بد أن يقيم وفقا لمعايير دولية تعكس أولا مدى تمكنه من مختلف المهارات والمعارف العلمية الملقنة داخل القسم وثانيا مدى ملاءمة المنظومة التربوية للنظم التربوية المتطورة، إلا أن شقّا آخر يرى أن هذه التقييمات مهما كانت جدّيتها وأهميتها فإنها لن تعكس إلا المستوى الهزيل الذي بلغته المنظومة التربوية ...
من هذا المنطلق يرى كثيرون انه عوضا أن تنكب الجهود حاليا على إحداث تقييمات على مستوى دولي فإنه كان حريا بسلطة الإشراف وجميع الفاعلين في المنظومة التربوية من نقابات وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني أن تنصرف الى تفعيل قاطرة الإصلاح التربوي. وهو طرح يتبناه البيداغوجي فريد السديري الذي أورد أمس في تصريح لـ"الصباح" أن التقييمات في الوقت الراهن لن تجدي نفعا بما أنها ستؤكد مرة أخرى كارثية المستوى المعرفي للتلاميذ خاصة وأن المواد الممتحن فيها لطالما كانت محل إشكال وصعوبة لفئة هامة من التلاميذ.. وبالتالي فإنه كان من الأنسب من وجهة نظر محدثنا الانطلاق في حوار جدي حول آليات الإصلاح التربوي الذي سيشمل تغييرات على مستوى البرامج والمناهج التعليمية والذي بدوره سيفضي الى نتائج على مستوى التقييمات في حال تم تبني نفس الإصلاح يواكب النظم التعليمية المتطورة.
من جانب آخر يتساءل بعض المربيين عن أهمية التقييم في حد ذاته وخاصة جدواه في تقييم المستوى المعرفي للتلميذ على اعتبار أن التلميذ تعوّد على ما يعرف بالتلقين والذي من الضروري اليوم القطع معه من خلال إيجاد بدائل تقييمية أخرى ..
في هذا الخصوص تشير المربية حياة العبيدي في تصريح لـ"الصباح" أمس أن العبارة الشهيرة المتداولة من المرحلة الابتدائية الى الثانوية كما الجامعية تقوم على مبدأ: "بضاعتكم ردت إليكم" بما أن التلميذ يتمكن من المهارات والمعارف عبر آلية الحفظ التي تكرس الخمول والجمود الفكري.
في هذا الاتجاه تدعو المربية بشدة جميع الفاعلين في المنظومة التربوية الى القطع مع هذه الآلية من خلال خلق أو تبني آليات تقييمية أخرى أكثر نجاعة وأكثر ملاءمة لسوق الشغل تعكس مدى درجة ذكاء التلميذ ومدى قدرته على فك أسئلة الامتحان والاختبارات بعيدا عن ثقافة الحفظ.. هذا الخيار لن يتحقق من وجهة نظر العبيدي دون حصول "ثورة" على مستوى البرامج والمناهج التي تدرس حاليا والتي تجاوزها الزمن على حد قولها ودون أن يكون التقييم منحصرا في العدد المسندة بالنظر الى أن الأعداد الممتازة لا تعكس بالضرورة تلميذا مٌتميّزا ...
وبالعودة الى تقييم "واثق 2" يذكر أن المركز الوطنيّ للتجديد البيداغوجيّ والبحوث التربويّة كان قد نظم يوم 28 أفريل 2016 بالتعاون مع الإدارة العامّة للبرامج والتكوين المستمرّ تقييما وطنيّا لمكتسبات التلامذة "واثق 1" على منوال التقييم الدّوليّ الشّهير المعروف اختصارا باسم "بيزا" والذي تشرف على تنظيمه منظّمة التعاون والتنمية الأوروبيّة...