إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. خطير جدّا!!.

يرويها: أبوبكر الصغير

ما هو الحب؟.. إنّه الرجل الذي يمسك بيدك في الظلام. أنا رجل ميت، أستيقظ كل صباح برغبة لا تطاق في النوم، أرتدي ملابس سوداء لأنني أحزن على نفسي، أنا حزين على الرجل الذي كان من الممكن أن أكون هكذا تحدّث مواطن إفريقي زنجي.
"الأسود يليق بكِ" من أروع ما كتبت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، إنها حكاية عشق ورديّة حالمة، من دروسها أن الحزن والحداد ليست في ما نظهر عليه وما نرتديه بل في ما نراه، إنّه يكمن في نظرتنا للأشياء، في موقفنا من الآخر حتى إن اختلف معنا في لون بشرته أو عرقه أو أصله أو دينه.
إن العنصرية، فكرة أن الجنس البشري يتكون من عدة أعراق مختلفة. قد تكون بعض هذه الأجناس "متفوقة"، في حين أن البعض الآخر سيكون "أقل شأنا  .
أدت هذه الفكرة إلى رغبة الشعوب في الهيمنة على الآخرين، وهو ما يتأسس عليه سلوك خطير تناقلته أوساط إعلامية متعدّدة حول ظهور لوحات اشهارية كبرى في عدّة مدن أوروبية تحثّ على جمع التبرعات لصالح المنظمات والجمعيات التي تمول توطين النازحين الأفارقة في تونس، نعم في تونس، بالتالي تجنيبهم ركوب قوارب الموت للهجرة السرية إلى أوروبا. في الجانب الآخر، تحديدا عندنا نحن صُدمت بحملة تحت ستار الدفاع عن سيادة تونس، في سابقة لم تحصل من قبل بمبادرة ما يسمّى بالحزب القومي التونسي، لم أسمع به من قبل وهو غير معروف، أبلغني أحد الأصدقاء بأنه حاصل على التأشيرة منذ 2018، قام بحملة ذات إيحاءات عنصرية، تحت عنوان "محاربة استعمار تونس من قبل جنوب الصحراء الكبرى" بمعنى الأفارقة الذين يهاجرون الى بلادنا أو يتسلّلون إلى ترابها عبر الحدود الليبية أو الجزائرية. اخترعت جماعة هذا الحزب النكرة مصطلحًا عربيًا بوصف هؤلاء الأفارقة "بالاجصيين"!! ( كلمة مركبة من الحروف الأولى لأفارقة جنوب الصحراء … ) كما أصبح التباع الحزب يتجوّلون في أحياء تونس بدعوى توعية السكان حتى يعارضوا وجودهم ويقومون بطردهم، وهم يروجون لنظرية مؤامرة دبرها الأوروبيون بالتواطؤ مع النخب التونسية الناطقة بالفرنسية (حزب فرنسا) لاستعمار البلاد !. هل غاب عن جماعة هذا الحزب أن لهؤلاء الأفارقة حقوقا لا بدّ أن تصان وأن تحترم؟
إن كلمة إفريقيا أصلا هي التسمية القديمة لتونس ومنها أخذت قارتنا اسمها، وانّ بلادنا تسمح لمواطني اغلب الدول الإفريقية بالسفر والدخول إليها دون تأشيرة، هذا إضافة الى تشابك العلاقات مع شعوب القارة دينيا بالدعوة الإسلامية والطرق الصوفية واقتصاديا بقوافل التجارة، كذلك آلاف الخبرات التونسية التي سافرت واستقرّت في عديد بلدان جنوب الصحراء. كنت قبل أيام كتبت مقالا عن اكتشاف تونسي من جهة قفصة لمنطقة دار فور بالسودان، هنالك من اتصل من الأصدقاء ليحدثني عن رحّالة تونسيين الى صحراء وأدغال إفريقيا ونشرهم لمذاهب التيجانية والقادرية !!
إن التفرقة العنصرية لا تنبع من البشرة بل من العقل البشري، ذلك مبدأ وحدة العالم الإنساني، فلا يوجد سوى جنس بشري واحد، فنحن سكّان هذه الأرض شعب واحد، نسكن كوكبا واحدا. إن الأمر موكول لوزارتين بأن تتحركا، الخارجية بما هو موصول بالتدخّل في شان داخلي تونسي ووضع حدّ لحملة هذه اللاّفتات المنتشرة في مدن أوروبية، والدّاخلية بمنع هذه الممارسات لهذا "الحزب القومي التونسي" والتي تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية، ستكون مضرّتها كبيرة على صورة تونس خارجيا، حتى على مصير الجاليات التونسية المقيمة ببلدان افريقية جنوب الصحراء !
إن كل الفضائل تتلخص في التعامل بعدالة، لا يمشي المرء في الناس إلا رحمة لهم، ولا يعاملهم إلا بإنصاف.
 
حكاياتهم .. خطير جدّا!!.

يرويها: أبوبكر الصغير

ما هو الحب؟.. إنّه الرجل الذي يمسك بيدك في الظلام. أنا رجل ميت، أستيقظ كل صباح برغبة لا تطاق في النوم، أرتدي ملابس سوداء لأنني أحزن على نفسي، أنا حزين على الرجل الذي كان من الممكن أن أكون هكذا تحدّث مواطن إفريقي زنجي.
"الأسود يليق بكِ" من أروع ما كتبت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، إنها حكاية عشق ورديّة حالمة، من دروسها أن الحزن والحداد ليست في ما نظهر عليه وما نرتديه بل في ما نراه، إنّه يكمن في نظرتنا للأشياء، في موقفنا من الآخر حتى إن اختلف معنا في لون بشرته أو عرقه أو أصله أو دينه.
إن العنصرية، فكرة أن الجنس البشري يتكون من عدة أعراق مختلفة. قد تكون بعض هذه الأجناس "متفوقة"، في حين أن البعض الآخر سيكون "أقل شأنا  .
أدت هذه الفكرة إلى رغبة الشعوب في الهيمنة على الآخرين، وهو ما يتأسس عليه سلوك خطير تناقلته أوساط إعلامية متعدّدة حول ظهور لوحات اشهارية كبرى في عدّة مدن أوروبية تحثّ على جمع التبرعات لصالح المنظمات والجمعيات التي تمول توطين النازحين الأفارقة في تونس، نعم في تونس، بالتالي تجنيبهم ركوب قوارب الموت للهجرة السرية إلى أوروبا. في الجانب الآخر، تحديدا عندنا نحن صُدمت بحملة تحت ستار الدفاع عن سيادة تونس، في سابقة لم تحصل من قبل بمبادرة ما يسمّى بالحزب القومي التونسي، لم أسمع به من قبل وهو غير معروف، أبلغني أحد الأصدقاء بأنه حاصل على التأشيرة منذ 2018، قام بحملة ذات إيحاءات عنصرية، تحت عنوان "محاربة استعمار تونس من قبل جنوب الصحراء الكبرى" بمعنى الأفارقة الذين يهاجرون الى بلادنا أو يتسلّلون إلى ترابها عبر الحدود الليبية أو الجزائرية. اخترعت جماعة هذا الحزب النكرة مصطلحًا عربيًا بوصف هؤلاء الأفارقة "بالاجصيين"!! ( كلمة مركبة من الحروف الأولى لأفارقة جنوب الصحراء … ) كما أصبح التباع الحزب يتجوّلون في أحياء تونس بدعوى توعية السكان حتى يعارضوا وجودهم ويقومون بطردهم، وهم يروجون لنظرية مؤامرة دبرها الأوروبيون بالتواطؤ مع النخب التونسية الناطقة بالفرنسية (حزب فرنسا) لاستعمار البلاد !. هل غاب عن جماعة هذا الحزب أن لهؤلاء الأفارقة حقوقا لا بدّ أن تصان وأن تحترم؟
إن كلمة إفريقيا أصلا هي التسمية القديمة لتونس ومنها أخذت قارتنا اسمها، وانّ بلادنا تسمح لمواطني اغلب الدول الإفريقية بالسفر والدخول إليها دون تأشيرة، هذا إضافة الى تشابك العلاقات مع شعوب القارة دينيا بالدعوة الإسلامية والطرق الصوفية واقتصاديا بقوافل التجارة، كذلك آلاف الخبرات التونسية التي سافرت واستقرّت في عديد بلدان جنوب الصحراء. كنت قبل أيام كتبت مقالا عن اكتشاف تونسي من جهة قفصة لمنطقة دار فور بالسودان، هنالك من اتصل من الأصدقاء ليحدثني عن رحّالة تونسيين الى صحراء وأدغال إفريقيا ونشرهم لمذاهب التيجانية والقادرية !!
إن التفرقة العنصرية لا تنبع من البشرة بل من العقل البشري، ذلك مبدأ وحدة العالم الإنساني، فلا يوجد سوى جنس بشري واحد، فنحن سكّان هذه الأرض شعب واحد، نسكن كوكبا واحدا. إن الأمر موكول لوزارتين بأن تتحركا، الخارجية بما هو موصول بالتدخّل في شان داخلي تونسي ووضع حدّ لحملة هذه اللاّفتات المنتشرة في مدن أوروبية، والدّاخلية بمنع هذه الممارسات لهذا "الحزب القومي التونسي" والتي تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية، ستكون مضرّتها كبيرة على صورة تونس خارجيا، حتى على مصير الجاليات التونسية المقيمة ببلدان افريقية جنوب الصحراء !
إن كل الفضائل تتلخص في التعامل بعدالة، لا يمشي المرء في الناس إلا رحمة لهم، ولا يعاملهم إلا بإنصاف.
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews