*للأسف الشديد لم تقم الدولة التونسية بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية كما يتطلب هذا الحدث من تكريم وإجلال لأن الأمم لا تكون إلا بلغاتها
بقلم: د. محمد الناصر بن عرب
اعتمدت الأمم المتحدة ست لغات رسمية وهي اللغة العربية والفرنسية والبريطانية والاسبانية والروسية والصينية. وفي كل سنة يتم الاحتفاء العالمي باللغة العربية يوم 18 ديسمبر.
وفي تونس قام بعض المثقفين بذكرى هذا الاحتفاء العالمي لكن لم يتحدث الإعلام عن هذا الاحتفاء كفاية حتى يذكر للشعب التونسي أن لغتنا الرسمية هي اللغة العربية علينا أن نتيقن أنها قادرة على استيعاب العلوم وهي قد أثبتت في الماضي على قدراتها مدة خمسة قرون وكانت هي التي مكنت النهضة الأوروبية من الرقي والتقدم.
وددت أن يكون الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يوم عيد للشعب في بلادنا لأن اللغة العربية لغة القرآن، لغة منطقية تثبت العقل، لغة كتلة بشرية تتكون من 440 مليون نسمة، يفوق عدد كلماتها 12 مليون مفردة دون تكرار.
وبفضل العربية انتشر التعليم في بلادنا بحيث كان المسجد يعلم القراءة والكتابة والعبادة والتفاوض والشورى.
اللغة العربية ليست مجرد لغة فهي لسان وكائن حي. فحرف الميم مثلا فهو حرف سماوي كالسماء والأم والقمر والنجوم. وحرف الراء فهو حرف أرضي كالرمل والتراب والحجر والثرى وحرف الحاء فهو يدل على الطاقة كالحب والحمى والحديد والحريق. ولما يحترق الإنسان في أي بلد في العالم يصيح ناطقا أح أح .
اللغة العربية لغة منطقية ومن حفظها على أحسن وجه تثبت عقله ويصبح قادرا على التفكير والمنطق والإبداع والاختراع وحفظها يتطلب حفظ أكثر عدد ممكن من المفردات والنحو والصرف والعروض مما يسمح ببعث ملكة الإبداع والمعرفة ونور العلم الذي يقتدي به الإنسان. ومهما كان الأمر فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ومن حفظه حفظ أكثر من 77 ألف كلمة ونذكر أن كل علماء العرب والمسلمين السابقين مثل ابن رشد وابن سينا وابن الهيثم والخوارزمي والبيروني وأبو البركات بن مالك البغدادي والفراهيدي وسبويه والرازي وابن زهر والفرابي والكندي والجاحظ والمتنبي وأبو العلاء المعري وابن يونس المصري وابن خلدون.... قد حفظوا القرآن عن ظهر قلب في السادسة من عمرهم وألفية ابن مالك في النحو والصرف ما ببن السادسة والتاسعة من عمرهم بحيث كانوا يعرفون حوالي 100 ألف مفردة ومعناها في العاشرة من عمرهم ونذكر هذا المثل لنقول أنه بقدر ما نعرف أكثر مفردة نتمكن من التفكير والإبداع أكثر.
وللأسف الشديد لم تقم الدولة التونسية بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية كما يتطلب هذا الحدث من تكريم وإجلال لأن الأمم لا تكون إلا بلغاتها. أما إذا تلاشت اللغة فتتلاشى الهوية ويتراجع الانتماء إلى الوطن ويكثر تقليد الأمم الأخرى تقليدا أعمى يسيئنا أكثر مما ينفعنا وهذا التقليد لا يقتصر على اللغة فقط بل حتى على العادات والتقاليد ويترتب على هذا هجين لا يقتدي بنا إلى الرقي والتقدم المنشود.
فهل ستشرع الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية لمنع كتابة اللافتات باللغة الفرنسية وأمر الإعلام باستعمال اللغة العربية وليس خليط من الدارجة واللغة الفرنسة وأمر الإدارة العامة والخاصة باستعمال اللغة العربية وأمر التعليم باللغة العربية من الروضة إلى التعليم العالي مع العلم أن تعليم اللغات الأجنبية واجب على كل أفراد الشعب للانفتاح على العالم.
يقول ابن خلدون " إن غلبة اللغة بغلبة أهلها وإن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم". وهذا حال منزلة دولتنا بين الأمم. لا نتقن لغتنا العربية ونحاول إتقان اللغة الفرنسية بدون جدوى ففقدنا لغتنا ولم نتمكن من إتقان لغة الآخرين.
طبيب مختص في الإنعاش وناشط مدني
*للأسف الشديد لم تقم الدولة التونسية بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية كما يتطلب هذا الحدث من تكريم وإجلال لأن الأمم لا تكون إلا بلغاتها
بقلم: د. محمد الناصر بن عرب
اعتمدت الأمم المتحدة ست لغات رسمية وهي اللغة العربية والفرنسية والبريطانية والاسبانية والروسية والصينية. وفي كل سنة يتم الاحتفاء العالمي باللغة العربية يوم 18 ديسمبر.
وفي تونس قام بعض المثقفين بذكرى هذا الاحتفاء العالمي لكن لم يتحدث الإعلام عن هذا الاحتفاء كفاية حتى يذكر للشعب التونسي أن لغتنا الرسمية هي اللغة العربية علينا أن نتيقن أنها قادرة على استيعاب العلوم وهي قد أثبتت في الماضي على قدراتها مدة خمسة قرون وكانت هي التي مكنت النهضة الأوروبية من الرقي والتقدم.
وددت أن يكون الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يوم عيد للشعب في بلادنا لأن اللغة العربية لغة القرآن، لغة منطقية تثبت العقل، لغة كتلة بشرية تتكون من 440 مليون نسمة، يفوق عدد كلماتها 12 مليون مفردة دون تكرار.
وبفضل العربية انتشر التعليم في بلادنا بحيث كان المسجد يعلم القراءة والكتابة والعبادة والتفاوض والشورى.
اللغة العربية ليست مجرد لغة فهي لسان وكائن حي. فحرف الميم مثلا فهو حرف سماوي كالسماء والأم والقمر والنجوم. وحرف الراء فهو حرف أرضي كالرمل والتراب والحجر والثرى وحرف الحاء فهو يدل على الطاقة كالحب والحمى والحديد والحريق. ولما يحترق الإنسان في أي بلد في العالم يصيح ناطقا أح أح .
اللغة العربية لغة منطقية ومن حفظها على أحسن وجه تثبت عقله ويصبح قادرا على التفكير والمنطق والإبداع والاختراع وحفظها يتطلب حفظ أكثر عدد ممكن من المفردات والنحو والصرف والعروض مما يسمح ببعث ملكة الإبداع والمعرفة ونور العلم الذي يقتدي به الإنسان. ومهما كان الأمر فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ومن حفظه حفظ أكثر من 77 ألف كلمة ونذكر أن كل علماء العرب والمسلمين السابقين مثل ابن رشد وابن سينا وابن الهيثم والخوارزمي والبيروني وأبو البركات بن مالك البغدادي والفراهيدي وسبويه والرازي وابن زهر والفرابي والكندي والجاحظ والمتنبي وأبو العلاء المعري وابن يونس المصري وابن خلدون.... قد حفظوا القرآن عن ظهر قلب في السادسة من عمرهم وألفية ابن مالك في النحو والصرف ما ببن السادسة والتاسعة من عمرهم بحيث كانوا يعرفون حوالي 100 ألف مفردة ومعناها في العاشرة من عمرهم ونذكر هذا المثل لنقول أنه بقدر ما نعرف أكثر مفردة نتمكن من التفكير والإبداع أكثر.
وللأسف الشديد لم تقم الدولة التونسية بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية كما يتطلب هذا الحدث من تكريم وإجلال لأن الأمم لا تكون إلا بلغاتها. أما إذا تلاشت اللغة فتتلاشى الهوية ويتراجع الانتماء إلى الوطن ويكثر تقليد الأمم الأخرى تقليدا أعمى يسيئنا أكثر مما ينفعنا وهذا التقليد لا يقتصر على اللغة فقط بل حتى على العادات والتقاليد ويترتب على هذا هجين لا يقتدي بنا إلى الرقي والتقدم المنشود.
فهل ستشرع الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية لمنع كتابة اللافتات باللغة الفرنسية وأمر الإعلام باستعمال اللغة العربية وليس خليط من الدارجة واللغة الفرنسة وأمر الإدارة العامة والخاصة باستعمال اللغة العربية وأمر التعليم باللغة العربية من الروضة إلى التعليم العالي مع العلم أن تعليم اللغات الأجنبية واجب على كل أفراد الشعب للانفتاح على العالم.
يقول ابن خلدون " إن غلبة اللغة بغلبة أهلها وإن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم". وهذا حال منزلة دولتنا بين الأمم. لا نتقن لغتنا العربية ونحاول إتقان اللغة الفرنسية بدون جدوى ففقدنا لغتنا ولم نتمكن من إتقان لغة الآخرين.