إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أعشاب طبية مجهولة المصدر وعرّافات ملثّمات يغزون عديد المناطق من ولاية جندوبة

جندوبة-الصباح

يعرف الاقبال على الأعشاب الطبية بجهة جندوبة إقبالا منقطع النظير خاصة أيام الأسواق الأسبوعية التي تعد قبلة العائلات خاصة المستقر بالوسط الريفي كما أن تكاثر عدد العرافات في الأسواق وفي العديد  من الأماكن في كل مناطق الولاية ظاهرة باتت حديث الشارع بالجهة.

شهادات عن فوائد الأعشاب

"الصباح" قامت بجولة في بعض الأسواق واستطلعت اراء عدد من المواطنين فخالتي مبروكة امرأة في عقدها الخامس، غزت التجاعيد وجهها  وجدناها حذو أحد باعة الأعشاب الطبية في سوق طبرقة قدمت من مدينة مجاورة، حدثتنا عن الفوائد المتعددة لهذه الأعشاب ونجاعتها في القضاء على الأمراض المزمنة الى جانب قدرتها على تحصين الإنسان من السحر ومقاومتها لحدوث اي مكروه لاقدر الله، خالتي مبروكة اكدت على انها دأبت على اقتناء هذه الأعشاب منذ سنوات بعد أن اثبتت جدواها ومنفعتها، مؤكدة على انها تنصح بها باستمرار زبائنها بمسقط رأسها وحتى عائلتها.

أما المرأة التي كانت تبيع هذه الأعشاب فقد كانت ترتدي لباسا تقليديا واضعة الأعشاب أمامها بطريقة فوضوية تعجز العين عن التثبت منها، سردت لنا أسماء التي تعرف إقبالا وهي "السيرج، الشفلح، الزوفة، الجمار والفرسك" كما عرفتنا على مصدرها ومعناها ومنافعها ، وقد حاولنا معرفة مصدر هذه الأعشاب لكنها رفضت ابلاغنا واكتفت بالقول انها من خارج تونس، ولما تكاثر عليها الزبائن انهمكت في بيع بضاعتها غير عابئة بوجودنا حينها أدركنا أن الرسالة وصلت وودعتنا الخالة مبروكة بابتسامة عريضة لأتركها في عالمها تنهل ما تشاء منه من منافع.

اما بائعة الاعشاب فهي واحدة من نساء كثيرات يتخذن من الأسواق الأسبوعية زاوية بعيدة عن الأعين لشراء وبيع الأعشاب الطبية المهربة والمحلية والتي قد تكون لها تداعيات وخيمة على صحة المواطن والذي عادة ما يكتفي بالصمت ان تعرض الى  مضرة خوفا من الفضيحة.

عرّافات ملثمات وفي كل الجهات

لم تسلم  أغلب المناطق الريفية وحتى الحضرية من ولاية جندوبة من تواجد عرافات مثلن ملجأ العديد من المواطنين خاصة أيام الخميس والجمعة والسبت الى جانب تواجدهن أحيانا بالأسواق الأسبوعية وقد أخفين وجوههن باستثناء العيون، وحتى في رحلتي التي رافقت فيها صديقا لي الى احدى المناطق المتواجدة بين معتمديتي طبرقة ونفزة دفعتني رغبة قوية (لانجاز هذا العمل) لاستكشاف هذا العالم وما ان وصلنا حتى كانت السيارات منتشرة هنا وهناك واتخذ العديد من الزائرين ظلال أشجار الزيتون متكأ اما مما يعانونه أو من تعب الطريق وارتسمت على وجه كل زار حكاية يعاني منها في صمت يصعب عليك معرفة ما يعانيه إلا اذا بحت له بعلتك.

اتخذت العرافة"ع" من منزلها غرفة نورها باهت وانتشرت في زواياه اعلام وشموع لتنعشك راحة البخور التي غزت هذه الغرفة، أما هي فبدت كالملثمة ولم يظهر من جسدها سواء الأيادي وعيون فعل فيها الكحل فعله فكانت بشرتها السمراء تكاد لا تظهر للزائر، وما إن تجلس أمامها حتى تشعر برهبة وخوف ومن ثمة تمطرك العرافة أسئلة حتى تشعر كأنك في اختبار للحصول على وظيفة وما يثير الخوف هو تلك الأسئلة المتعلقة بالنية والاعتقاد في العرافة وهل معك كمون أم لا ومن أين اشتريته الى جانب طلبات تبدو مستحيلة أثناء التنفيذ وبشروط مع ضرب موعد لاحق للزيارة للمتابعة، تجلى ذلك على ملامح صديقي وقد ارتسمت على وجهه علامات عدة ممزوجة بالفرح أحيانا وبالخوف أحيانا أخرى...

تفشي ظاهرة بيع الأعشاب المحلية والمهربة وانتشار العرافات بالأسواق الأسبوعية وبأرياف ولاية جندوبة معضلة تنخر المجتمع وتساهم في نشر الجهل وتعمق الأمراض ما يستدعي التصدي لمثل هذه العادات التي باتت أحيانا تهدد حياة البعض وتفتت الأسرة بمجرد خرافات مصدرها عرافة.

عمار مويهبي

 أعشاب طبية مجهولة المصدر وعرّافات ملثّمات يغزون عديد المناطق من ولاية جندوبة

جندوبة-الصباح

يعرف الاقبال على الأعشاب الطبية بجهة جندوبة إقبالا منقطع النظير خاصة أيام الأسواق الأسبوعية التي تعد قبلة العائلات خاصة المستقر بالوسط الريفي كما أن تكاثر عدد العرافات في الأسواق وفي العديد  من الأماكن في كل مناطق الولاية ظاهرة باتت حديث الشارع بالجهة.

شهادات عن فوائد الأعشاب

"الصباح" قامت بجولة في بعض الأسواق واستطلعت اراء عدد من المواطنين فخالتي مبروكة امرأة في عقدها الخامس، غزت التجاعيد وجهها  وجدناها حذو أحد باعة الأعشاب الطبية في سوق طبرقة قدمت من مدينة مجاورة، حدثتنا عن الفوائد المتعددة لهذه الأعشاب ونجاعتها في القضاء على الأمراض المزمنة الى جانب قدرتها على تحصين الإنسان من السحر ومقاومتها لحدوث اي مكروه لاقدر الله، خالتي مبروكة اكدت على انها دأبت على اقتناء هذه الأعشاب منذ سنوات بعد أن اثبتت جدواها ومنفعتها، مؤكدة على انها تنصح بها باستمرار زبائنها بمسقط رأسها وحتى عائلتها.

أما المرأة التي كانت تبيع هذه الأعشاب فقد كانت ترتدي لباسا تقليديا واضعة الأعشاب أمامها بطريقة فوضوية تعجز العين عن التثبت منها، سردت لنا أسماء التي تعرف إقبالا وهي "السيرج، الشفلح، الزوفة، الجمار والفرسك" كما عرفتنا على مصدرها ومعناها ومنافعها ، وقد حاولنا معرفة مصدر هذه الأعشاب لكنها رفضت ابلاغنا واكتفت بالقول انها من خارج تونس، ولما تكاثر عليها الزبائن انهمكت في بيع بضاعتها غير عابئة بوجودنا حينها أدركنا أن الرسالة وصلت وودعتنا الخالة مبروكة بابتسامة عريضة لأتركها في عالمها تنهل ما تشاء منه من منافع.

اما بائعة الاعشاب فهي واحدة من نساء كثيرات يتخذن من الأسواق الأسبوعية زاوية بعيدة عن الأعين لشراء وبيع الأعشاب الطبية المهربة والمحلية والتي قد تكون لها تداعيات وخيمة على صحة المواطن والذي عادة ما يكتفي بالصمت ان تعرض الى  مضرة خوفا من الفضيحة.

عرّافات ملثمات وفي كل الجهات

لم تسلم  أغلب المناطق الريفية وحتى الحضرية من ولاية جندوبة من تواجد عرافات مثلن ملجأ العديد من المواطنين خاصة أيام الخميس والجمعة والسبت الى جانب تواجدهن أحيانا بالأسواق الأسبوعية وقد أخفين وجوههن باستثناء العيون، وحتى في رحلتي التي رافقت فيها صديقا لي الى احدى المناطق المتواجدة بين معتمديتي طبرقة ونفزة دفعتني رغبة قوية (لانجاز هذا العمل) لاستكشاف هذا العالم وما ان وصلنا حتى كانت السيارات منتشرة هنا وهناك واتخذ العديد من الزائرين ظلال أشجار الزيتون متكأ اما مما يعانونه أو من تعب الطريق وارتسمت على وجه كل زار حكاية يعاني منها في صمت يصعب عليك معرفة ما يعانيه إلا اذا بحت له بعلتك.

اتخذت العرافة"ع" من منزلها غرفة نورها باهت وانتشرت في زواياه اعلام وشموع لتنعشك راحة البخور التي غزت هذه الغرفة، أما هي فبدت كالملثمة ولم يظهر من جسدها سواء الأيادي وعيون فعل فيها الكحل فعله فكانت بشرتها السمراء تكاد لا تظهر للزائر، وما إن تجلس أمامها حتى تشعر برهبة وخوف ومن ثمة تمطرك العرافة أسئلة حتى تشعر كأنك في اختبار للحصول على وظيفة وما يثير الخوف هو تلك الأسئلة المتعلقة بالنية والاعتقاد في العرافة وهل معك كمون أم لا ومن أين اشتريته الى جانب طلبات تبدو مستحيلة أثناء التنفيذ وبشروط مع ضرب موعد لاحق للزيارة للمتابعة، تجلى ذلك على ملامح صديقي وقد ارتسمت على وجهه علامات عدة ممزوجة بالفرح أحيانا وبالخوف أحيانا أخرى...

تفشي ظاهرة بيع الأعشاب المحلية والمهربة وانتشار العرافات بالأسواق الأسبوعية وبأرياف ولاية جندوبة معضلة تنخر المجتمع وتساهم في نشر الجهل وتعمق الأمراض ما يستدعي التصدي لمثل هذه العادات التي باتت أحيانا تهدد حياة البعض وتفتت الأسرة بمجرد خرافات مصدرها عرافة.

عمار مويهبي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews