إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رغم الصعوبات اللوجستية.. نجاح موسم "الخطوط التونسية" وتضاعف نسب نشاطها التجاري وحركة المسافرين

تونس-الصباح

بالرغم من تراكمات السنين والصعاب وتنكّر الجميع للخطوط التونسية مقارنة بما حظيت به شركات الطيران العالمية لاسيّما العربية من دعم مادي من دولها، استطاعت الناقلة الوطنية تخطّي العراقيل بعد الأزمات المتعاقبة التي مرّ بها قطاع النقل الجوي العالمي جراء جائحة كورونا وانعكاساتها الخطيرة على الغزالة، فضلا عن ارتفاع أسعار الوقود ممّا أثّر على تكلفة استغلال الطائرات بالتزامن مع تدنّي صرف الأورو أمام الدولار وانعكاسات ذلك على التكلفة العامة للاستغلال.

نجاح الموسم

وقد توفّقت "تونيسار" بالتعويل على إمكانياتها الذاتية وبتكاتف جهود الإطارات والأعوان والإدارات والمصالح في إنجاح الموسم الصيفي وتأمين عودة التونسيين المقيمين بالخارج إلى بلدان إقامتهم واستقدام عدد كبير من السياح في أجواء وظروف طيّبة دون تعطيلات وتأخيرات تذكر في الرحلات رغم نقص الأسطول ومحدودية الموارد المالية.

نجاح موسم الخطوط التونسية تؤكده الأرقام والمؤشرات المسجلة منذ بداية العام الجاري على مستوى النشاط التجاري الإجمالي حيث ارتفعت كل المؤشرات  بشكل واضح وجلي وتضاعف بعضها مقارنة بسنة 2020 باعتبار أن سنة 2021 لا يمكن الاعتماد عليها كمرجع عالمي بسبب وباء كوفيد، فقد قفز النشاط التجاري بنسبة 177 بالمائة في النصف الأول من العام الجاري لتبلغ مداخيل الشركة 512 مليون دينار وهو ما يعني تحقيق نمو في حركة المسافرين التي ارتفعت بنسبة تناهز الـ 90 بالمائة. وهذا قبل موسم الذروة الذي تكثف فيه نشاط الشركة وبالطبع ارتفعت الأرقام والمؤشرات بشكل إيجابي. وقد حافظت أوروبا على ريادتها من حيث المردودية حيث احتلت فرنسا كالعادة المرتبة الأولى في عدد المسافرين والإيرادات تليها ألمانيا ثم ايطاليا.

هذه الأرقام تثبت أن الخطوط التونسية عادت للتدرّج في ضمان ديمومتها والشروع عمليا في تجاوز صعوباتها الهيكلية والمالية في انتظار أن تلتفت  الدولة إلى هذه المؤسسة العمومية وتتحمّل مسؤوليتها الوطنية تجاه الناقلة الوطنية ومساعدتها على الأقل في انجاز مخطّط إعادة الهيكلة والإصلاح حتى تستعيد الغزالة مكانتها المعهودة وإشعاعها القديم النجاح بالتأكيد هو وليد عمل كبير وتخطيط تحدث عن خطوطه الكبرى مدير عام  الشركة خالد الشلّي في حوار استبق الموسم لجريدة "الصباح" تحدث فيه عن خطة إدارته  الإصلاحية والتي تعتمد أولا على معالجة معضلة التأخيرات في مواعيد انطلاق الرحلات، والتصدّي بقوّة القانون لظاهرة سرقة الأمتعة، بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الضرورية ذات العلاقة بالتسريع في الخدمات الأرضية لضمان تسلّم المسافرين لأمتعتهم في توقيت معقول دون تعطيل وتقديم أفضل الخدمات وتدارك النقائص، ودعم وتحفيز أبناء الخطوط الفنية في عمليات صيانة الطائرات حتى يمكن ربح الوقت والمال واستغلال أقصى ما يمكن من الأسطول.

تجديد الأسطول

هذا النجاح مرده كذلك وضع وتنفيذ إستراتيجية تجديد الأسطول المتقادم بالإمكانيات الذاتية من خلال تطبيق برنامج الاقتناءات لخمس طائرات جديدة من نوع A320 neo في إطار خطة تجديد الأسطول المتقادم وهو ما سيؤدي إلى تحسن الخدمات وزيادة المردودية، وصلت اثنتان منها خلال شهري ديسمبر 2021 وفيفري 2022 على أن يتم استكمال تسلم الثالثة خلال شهر أكتوبر القادم بالتزامن مع احتفال "الغزالة" بعيد ميلادها الرابع والسبعين يوم 21 أكتوبر المقبل في انتظار تسلّم الطائرتين المتبقيتين خلال سنة 2023. وينتظر كذلك تسويغ 4 طائرات أخرى لتعزيز الأسطول سنة 2023.

ويدخل هذا في إطار توحيد نوعية الأسطول وذلك في إطار الحوكمة والضغط على المصاريف فوجود أسطول طائرات واحد وهو من نوع ايرباص سيمكن من توفير أموال هامة من خلال قطع الغيار وعمل الفريق التقني وطواقم الطائرات...

وستدعم هذه الطائرات الأسطول الحالي للناقلة الوطنية التّي يمثل استلامها جزءاً من خطة التجديد التي أعلنت عنها الشركة، وستُمكّن هذه الطائرات من تأمين التنقل نحو وجهات جديدة بفضل قدرتها على تأمين رحلات نحو مسافات أبعد.

ومن النقاط التي ساعدت الشركة على استرجاع صورتها والحصول على رضا الحرفاء هو إعادة توزيع وجبات الطعام وبجودة ممتازة وذلك بمقتضى اتفاقية تمّ توقيعها بين الخطوط التونسية وشركة "التونسية للتموين" خلال موفى سنة 2021.

تطهير مالي

ومن بين النقاط الموجودة في برنامج إصلاح الشركة نذكر تسريح حوالي 1000 موظف في مرحلة أولى باتفاق مع المنظمة الشغيلة والنقابات ليصل الرقم لاحقا ربما إلى 1700 وفق اتفاق سابق..

وفي إطار التطهير المالي كذلك، ستقوم الشركة بالتفويت في عدد من أصولها غير المثمرة ومنها عدد من العقارات في الداخل والخارج، قدر ثمن التفويت في عدد منها بحوالي  150 مليون دينار ستجنيها الشركة من عقارات غير مجدية وفاقدة لقيمتها الربحية..

وفي إطار الحوكمة والإصلاح، قامت الشركة باسترجاع 85 مليون دولار من شركة "ايرباص" سبق تقديمها كتسبقة لعملية اقتناء طائرات وهو ما مكن الغزالة من السيولة المطلوبة  لتحويل الصفقة من عملية شراء إلى عملية تأجير طائرات.

بعد إبرام اتفاق جديد مع شركة "الكاترنغ" تحسنت الخدمات الجوية لتصل درجة "الراقية" صلب الطائرة سواء فيما يتعلق بدرجة الأعمال أو الدرجة الاقتصادية حيث عادت الوجبة الممتازة والمتنوعة على متن كل الرحلات..

كما تم التركيز على الرفاهية من خلال صيانة الطائرات من الداخل وتحسين تجهيزاتها..

كما قررت "الغزالة" التخلي عن الخطوط الخاسرة وعددها 7 بين أوروبا وإفريقيا، مقابل المحافظة فقط على الخطوط الرابحة أو التي لا تكلف خسائر فادحة وهذه الخطة ستجعل خطوطنا تتقلص لتنخفض وجهات الشركة من 45 إلى 35 وجهة.

كذلك وفي إطار الحد من المصاريف قامت الشركة بإغلاق عدد من المكاتب في الخارج والتقليص من عدد الموظفين في أخرى..، وفي نفس الإطار تم التخلي عن استغلال عدد من المقرات ومنها التي تمتلكها والتي قامت بتسويغها مقابل الانتقال إلى مقرات أخرى اقل تكلفة وهي عملية مربحة للشركة هذا إلى جانب التوجه أقصى ما يمكن إلى الرقمنة التي ستمكن من الحد من اليد العاملة مع تحسين الخدمات.

"الخطوط التونسية" تعاني ومنذ سنوات صعوبات جمة وخاصة عجزا ماليا كبيرا اثر على نشاطها العادي وعلى الخدمات المقدمة من قبلها رغم حرصها الدائم على الجودة وضمان السلامة والأمان لرحلاتها وحرفائها مع تقديم الأفضل من حيث الخدمات الأرضية والجوية، هذه الصعوبات التي حتمت وضع برنامج إصلاحي كبير من المفروض على الحكومة أن تدعمه وتسانده مثلما كانت الغزالة دائما حاملة للراية الوطنية وتساعد في التظاهرات الرياضية والثقافية والسياسية التي تحتضنها بلادنا على مدى عشرات السنين.

سفيان رجب

رغم الصعوبات اللوجستية.. نجاح موسم "الخطوط التونسية" وتضاعف نسب نشاطها التجاري وحركة المسافرين

تونس-الصباح

بالرغم من تراكمات السنين والصعاب وتنكّر الجميع للخطوط التونسية مقارنة بما حظيت به شركات الطيران العالمية لاسيّما العربية من دعم مادي من دولها، استطاعت الناقلة الوطنية تخطّي العراقيل بعد الأزمات المتعاقبة التي مرّ بها قطاع النقل الجوي العالمي جراء جائحة كورونا وانعكاساتها الخطيرة على الغزالة، فضلا عن ارتفاع أسعار الوقود ممّا أثّر على تكلفة استغلال الطائرات بالتزامن مع تدنّي صرف الأورو أمام الدولار وانعكاسات ذلك على التكلفة العامة للاستغلال.

نجاح الموسم

وقد توفّقت "تونيسار" بالتعويل على إمكانياتها الذاتية وبتكاتف جهود الإطارات والأعوان والإدارات والمصالح في إنجاح الموسم الصيفي وتأمين عودة التونسيين المقيمين بالخارج إلى بلدان إقامتهم واستقدام عدد كبير من السياح في أجواء وظروف طيّبة دون تعطيلات وتأخيرات تذكر في الرحلات رغم نقص الأسطول ومحدودية الموارد المالية.

نجاح موسم الخطوط التونسية تؤكده الأرقام والمؤشرات المسجلة منذ بداية العام الجاري على مستوى النشاط التجاري الإجمالي حيث ارتفعت كل المؤشرات  بشكل واضح وجلي وتضاعف بعضها مقارنة بسنة 2020 باعتبار أن سنة 2021 لا يمكن الاعتماد عليها كمرجع عالمي بسبب وباء كوفيد، فقد قفز النشاط التجاري بنسبة 177 بالمائة في النصف الأول من العام الجاري لتبلغ مداخيل الشركة 512 مليون دينار وهو ما يعني تحقيق نمو في حركة المسافرين التي ارتفعت بنسبة تناهز الـ 90 بالمائة. وهذا قبل موسم الذروة الذي تكثف فيه نشاط الشركة وبالطبع ارتفعت الأرقام والمؤشرات بشكل إيجابي. وقد حافظت أوروبا على ريادتها من حيث المردودية حيث احتلت فرنسا كالعادة المرتبة الأولى في عدد المسافرين والإيرادات تليها ألمانيا ثم ايطاليا.

هذه الأرقام تثبت أن الخطوط التونسية عادت للتدرّج في ضمان ديمومتها والشروع عمليا في تجاوز صعوباتها الهيكلية والمالية في انتظار أن تلتفت  الدولة إلى هذه المؤسسة العمومية وتتحمّل مسؤوليتها الوطنية تجاه الناقلة الوطنية ومساعدتها على الأقل في انجاز مخطّط إعادة الهيكلة والإصلاح حتى تستعيد الغزالة مكانتها المعهودة وإشعاعها القديم النجاح بالتأكيد هو وليد عمل كبير وتخطيط تحدث عن خطوطه الكبرى مدير عام  الشركة خالد الشلّي في حوار استبق الموسم لجريدة "الصباح" تحدث فيه عن خطة إدارته  الإصلاحية والتي تعتمد أولا على معالجة معضلة التأخيرات في مواعيد انطلاق الرحلات، والتصدّي بقوّة القانون لظاهرة سرقة الأمتعة، بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الضرورية ذات العلاقة بالتسريع في الخدمات الأرضية لضمان تسلّم المسافرين لأمتعتهم في توقيت معقول دون تعطيل وتقديم أفضل الخدمات وتدارك النقائص، ودعم وتحفيز أبناء الخطوط الفنية في عمليات صيانة الطائرات حتى يمكن ربح الوقت والمال واستغلال أقصى ما يمكن من الأسطول.

تجديد الأسطول

هذا النجاح مرده كذلك وضع وتنفيذ إستراتيجية تجديد الأسطول المتقادم بالإمكانيات الذاتية من خلال تطبيق برنامج الاقتناءات لخمس طائرات جديدة من نوع A320 neo في إطار خطة تجديد الأسطول المتقادم وهو ما سيؤدي إلى تحسن الخدمات وزيادة المردودية، وصلت اثنتان منها خلال شهري ديسمبر 2021 وفيفري 2022 على أن يتم استكمال تسلم الثالثة خلال شهر أكتوبر القادم بالتزامن مع احتفال "الغزالة" بعيد ميلادها الرابع والسبعين يوم 21 أكتوبر المقبل في انتظار تسلّم الطائرتين المتبقيتين خلال سنة 2023. وينتظر كذلك تسويغ 4 طائرات أخرى لتعزيز الأسطول سنة 2023.

ويدخل هذا في إطار توحيد نوعية الأسطول وذلك في إطار الحوكمة والضغط على المصاريف فوجود أسطول طائرات واحد وهو من نوع ايرباص سيمكن من توفير أموال هامة من خلال قطع الغيار وعمل الفريق التقني وطواقم الطائرات...

وستدعم هذه الطائرات الأسطول الحالي للناقلة الوطنية التّي يمثل استلامها جزءاً من خطة التجديد التي أعلنت عنها الشركة، وستُمكّن هذه الطائرات من تأمين التنقل نحو وجهات جديدة بفضل قدرتها على تأمين رحلات نحو مسافات أبعد.

ومن النقاط التي ساعدت الشركة على استرجاع صورتها والحصول على رضا الحرفاء هو إعادة توزيع وجبات الطعام وبجودة ممتازة وذلك بمقتضى اتفاقية تمّ توقيعها بين الخطوط التونسية وشركة "التونسية للتموين" خلال موفى سنة 2021.

تطهير مالي

ومن بين النقاط الموجودة في برنامج إصلاح الشركة نذكر تسريح حوالي 1000 موظف في مرحلة أولى باتفاق مع المنظمة الشغيلة والنقابات ليصل الرقم لاحقا ربما إلى 1700 وفق اتفاق سابق..

وفي إطار التطهير المالي كذلك، ستقوم الشركة بالتفويت في عدد من أصولها غير المثمرة ومنها عدد من العقارات في الداخل والخارج، قدر ثمن التفويت في عدد منها بحوالي  150 مليون دينار ستجنيها الشركة من عقارات غير مجدية وفاقدة لقيمتها الربحية..

وفي إطار الحوكمة والإصلاح، قامت الشركة باسترجاع 85 مليون دولار من شركة "ايرباص" سبق تقديمها كتسبقة لعملية اقتناء طائرات وهو ما مكن الغزالة من السيولة المطلوبة  لتحويل الصفقة من عملية شراء إلى عملية تأجير طائرات.

بعد إبرام اتفاق جديد مع شركة "الكاترنغ" تحسنت الخدمات الجوية لتصل درجة "الراقية" صلب الطائرة سواء فيما يتعلق بدرجة الأعمال أو الدرجة الاقتصادية حيث عادت الوجبة الممتازة والمتنوعة على متن كل الرحلات..

كما تم التركيز على الرفاهية من خلال صيانة الطائرات من الداخل وتحسين تجهيزاتها..

كما قررت "الغزالة" التخلي عن الخطوط الخاسرة وعددها 7 بين أوروبا وإفريقيا، مقابل المحافظة فقط على الخطوط الرابحة أو التي لا تكلف خسائر فادحة وهذه الخطة ستجعل خطوطنا تتقلص لتنخفض وجهات الشركة من 45 إلى 35 وجهة.

كذلك وفي إطار الحد من المصاريف قامت الشركة بإغلاق عدد من المكاتب في الخارج والتقليص من عدد الموظفين في أخرى..، وفي نفس الإطار تم التخلي عن استغلال عدد من المقرات ومنها التي تمتلكها والتي قامت بتسويغها مقابل الانتقال إلى مقرات أخرى اقل تكلفة وهي عملية مربحة للشركة هذا إلى جانب التوجه أقصى ما يمكن إلى الرقمنة التي ستمكن من الحد من اليد العاملة مع تحسين الخدمات.

"الخطوط التونسية" تعاني ومنذ سنوات صعوبات جمة وخاصة عجزا ماليا كبيرا اثر على نشاطها العادي وعلى الخدمات المقدمة من قبلها رغم حرصها الدائم على الجودة وضمان السلامة والأمان لرحلاتها وحرفائها مع تقديم الأفضل من حيث الخدمات الأرضية والجوية، هذه الصعوبات التي حتمت وضع برنامج إصلاحي كبير من المفروض على الحكومة أن تدعمه وتسانده مثلما كانت الغزالة دائما حاملة للراية الوطنية وتساعد في التظاهرات الرياضية والثقافية والسياسية التي تحتضنها بلادنا على مدى عشرات السنين.

سفيان رجب

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews