إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ما قدروا الضّاد في إعلامنا حقّ قدرها

بقلم:مصدّق الشّريف

يريدون ليطفئوا نورها وهي متمّة نورها ولو كره الذين رموها بالعقم.

يحسبونه هيّنا وهو عظيم ينخر الجسم.

يحسبونه عَرضيّا وما هو بعرضيّ بل مدبَّر بليل.

وراءه معاول أُجِّرت للهدم والقضاء المبرم.

يلوون ألسنتهم عبر المصادح. كأنّهم يخرقون الأرض ويبلغون الجبال طولا. تهزّهم النّشوة والدّلال وقد استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.

تراني عصيّ الدّمع أقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه.

كنتِ غيثا ويُسرا حين يُلتمَس اليسار.

واليوم أحرّق مقلتي وأصغي بأذني في أثر مجدك كأن ليس لك آثار.

أجيبيني خلاك ذمّ ضنينات النفوس لها مصادح.

أين فرسانك الذين لا يُشقّ لهم غبار؟

أين الطِّباق؟ أين السّجع والمزاج؟

أين الكناية وفنون البلاغة؟

أين ما شاده أساطينك حماسة وغزلا ومدحا ورثاء؟

أين المعلّقات وقطوفها الدانية؟

أين ما جرت به ركبان نونية ابن زيدون؟

أين صولات المتنبّي؟ كانت عقدا من الحِكم كأنّه الياقوت والمرجان ولا تزال؟

أتى على كلّ ذلك أمر والقوم قد ركنوا إليه كأنّ الأمر لا مردّ له.

فجائع الدهر ألوان وفي إهانة الضّاد أحزان.

أصابتها عين السّوء فارتزأت حتى خلت منها البرامج والحوارات.

ما قدروها حقّ قدرها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لما أتوا بمثلها.

لمثل هذا يبكي القلب كمدا وقد فُرّق بين الضّاد وناطقها كما حيل بين الأم وطفلها.

هذه المصادح تمزّق مجدك.

بالأمس بلنسية ومرسية وقرطبة وحمص واليوم يسعون إلى أن تدور عليك الدّوائر.

أين مدح المتنّبي لسيف الدولة؟ وأين هجاؤه كافورا؟ وأين غزل قيس بليلى والعبّاس بفوز؟

أتى على كلّ ذلك أمر كأن لا مرد له حتىّ قضوا فكأنّ الضّاد وقومها ما كانوا.

دار الزّمان على ضادنا وقائلها فما أواهما إيواء.

لمثل هذا يذوب القلب كمدا إن كان للأفئدة والعقول وفاء للضّاد.

ومن يعتبر أن لغة الضاد بعيدة كل البعد عن مواكبة العصر وأن لغة "موليار" -ولو أنهم يتكلمونها بطريقة غير سليمة يشكو "موليار" حظه ويندبه لو سمعهم- هي عنوان التحضر والتقدم فليتوجهوا لإذاعات وقنوات ناطقة بالفرنسية

إننا لا ندعي التعصب للغتنا العربية، ولكننا لم نجد مبررا في استعمال اللغة الفرنسية في برامج تذاع من محطات إعلامية ناطقة بالعربية.

فكأننا نتهم العربية بالقصور في حين أن أكثر الدارسين لها من العرب ولاسيما المستشرقين أثبتوا أنها من أكثر اللغات تتوفر فيها العبارات والألفاظ التي تسمح للكاتب آو الناطق بها أن يصف أو يعبر عن كل ما يختلج داخله بسهولة فائقة.

لقد توقفنا عن تاريخها التليد عند شعرائها وأدبائها كي نبين للقاصي والداني أن سبب استعمال الجمل الفرنسية وكذلك قد بدأت تتسرب الألفاظ الإنقليزية شيئا فشيئا عند الكثيرات والكثيرين من الإعلاميين.

هو متأت من قصور لديهم على مستوى التكوين أو لمركبات نقص وضعف بلوا أنفسهم بها فتمكنت منهم.

لم نكن نروم أبدا أن تكون لغة الإعلام هي لغة الشعراء الفطاحل ولغة الجاحظ، ولكن أردنا أن نقول ما الداعي لنترجم ما نقوله بالفرنسية؟

ما الداعي كي نقسم جملتنا إلى جزءين: جزءا ننطقه بالعربية وجزء ننطقه بالعربية؟

ما الداعي لتقسيم عنوان البرنامج بين العربية والفرنسية وتارة بين الفرنسية والانقليزية: "ميدي شو"، "بون ويكاند"، "أخبار الميتيو".

ولعل هذا الخلط والمزج الركيك لا طائل منه غير أن ناشئتنا تتأثر به فتكون كتاباتها ونطقها متعثرة وقد لاحظنا ذلك في المدرسة والجامعة أيضا.

هناك عدد من البرامج الموجهة إلى شريحة كبرى من المجتمع أضحت اللغة الفرنسية تطغى على مساحة البرنامج سواء من قبل المنشط أو الضيف.

 

 

 

 

 

ما قدروا الضّاد في إعلامنا حقّ قدرها

بقلم:مصدّق الشّريف

يريدون ليطفئوا نورها وهي متمّة نورها ولو كره الذين رموها بالعقم.

يحسبونه هيّنا وهو عظيم ينخر الجسم.

يحسبونه عَرضيّا وما هو بعرضيّ بل مدبَّر بليل.

وراءه معاول أُجِّرت للهدم والقضاء المبرم.

يلوون ألسنتهم عبر المصادح. كأنّهم يخرقون الأرض ويبلغون الجبال طولا. تهزّهم النّشوة والدّلال وقد استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.

تراني عصيّ الدّمع أقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه.

كنتِ غيثا ويُسرا حين يُلتمَس اليسار.

واليوم أحرّق مقلتي وأصغي بأذني في أثر مجدك كأن ليس لك آثار.

أجيبيني خلاك ذمّ ضنينات النفوس لها مصادح.

أين فرسانك الذين لا يُشقّ لهم غبار؟

أين الطِّباق؟ أين السّجع والمزاج؟

أين الكناية وفنون البلاغة؟

أين ما شاده أساطينك حماسة وغزلا ومدحا ورثاء؟

أين المعلّقات وقطوفها الدانية؟

أين ما جرت به ركبان نونية ابن زيدون؟

أين صولات المتنبّي؟ كانت عقدا من الحِكم كأنّه الياقوت والمرجان ولا تزال؟

أتى على كلّ ذلك أمر والقوم قد ركنوا إليه كأنّ الأمر لا مردّ له.

فجائع الدهر ألوان وفي إهانة الضّاد أحزان.

أصابتها عين السّوء فارتزأت حتى خلت منها البرامج والحوارات.

ما قدروها حقّ قدرها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لما أتوا بمثلها.

لمثل هذا يبكي القلب كمدا وقد فُرّق بين الضّاد وناطقها كما حيل بين الأم وطفلها.

هذه المصادح تمزّق مجدك.

بالأمس بلنسية ومرسية وقرطبة وحمص واليوم يسعون إلى أن تدور عليك الدّوائر.

أين مدح المتنّبي لسيف الدولة؟ وأين هجاؤه كافورا؟ وأين غزل قيس بليلى والعبّاس بفوز؟

أتى على كلّ ذلك أمر كأن لا مرد له حتىّ قضوا فكأنّ الضّاد وقومها ما كانوا.

دار الزّمان على ضادنا وقائلها فما أواهما إيواء.

لمثل هذا يذوب القلب كمدا إن كان للأفئدة والعقول وفاء للضّاد.

ومن يعتبر أن لغة الضاد بعيدة كل البعد عن مواكبة العصر وأن لغة "موليار" -ولو أنهم يتكلمونها بطريقة غير سليمة يشكو "موليار" حظه ويندبه لو سمعهم- هي عنوان التحضر والتقدم فليتوجهوا لإذاعات وقنوات ناطقة بالفرنسية

إننا لا ندعي التعصب للغتنا العربية، ولكننا لم نجد مبررا في استعمال اللغة الفرنسية في برامج تذاع من محطات إعلامية ناطقة بالعربية.

فكأننا نتهم العربية بالقصور في حين أن أكثر الدارسين لها من العرب ولاسيما المستشرقين أثبتوا أنها من أكثر اللغات تتوفر فيها العبارات والألفاظ التي تسمح للكاتب آو الناطق بها أن يصف أو يعبر عن كل ما يختلج داخله بسهولة فائقة.

لقد توقفنا عن تاريخها التليد عند شعرائها وأدبائها كي نبين للقاصي والداني أن سبب استعمال الجمل الفرنسية وكذلك قد بدأت تتسرب الألفاظ الإنقليزية شيئا فشيئا عند الكثيرات والكثيرين من الإعلاميين.

هو متأت من قصور لديهم على مستوى التكوين أو لمركبات نقص وضعف بلوا أنفسهم بها فتمكنت منهم.

لم نكن نروم أبدا أن تكون لغة الإعلام هي لغة الشعراء الفطاحل ولغة الجاحظ، ولكن أردنا أن نقول ما الداعي لنترجم ما نقوله بالفرنسية؟

ما الداعي كي نقسم جملتنا إلى جزءين: جزءا ننطقه بالعربية وجزء ننطقه بالعربية؟

ما الداعي لتقسيم عنوان البرنامج بين العربية والفرنسية وتارة بين الفرنسية والانقليزية: "ميدي شو"، "بون ويكاند"، "أخبار الميتيو".

ولعل هذا الخلط والمزج الركيك لا طائل منه غير أن ناشئتنا تتأثر به فتكون كتاباتها ونطقها متعثرة وقد لاحظنا ذلك في المدرسة والجامعة أيضا.

هناك عدد من البرامج الموجهة إلى شريحة كبرى من المجتمع أضحت اللغة الفرنسية تطغى على مساحة البرنامج سواء من قبل المنشط أو الضيف.

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews