إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كريم الشابي لـ"الصباح": الاتصال بين الدولة والتونسيين بالخارج مفقود

تونس-الصباح

يعتبر كريم الشابي نموذجا لقصص النجاح التونسي في الخارج. ما يميز كريم الشابي أنه لم ينجح في مجال الأعمال والمال كما هو متعارف عليه بل في الإدارة وفي أدق تشعباتها المرتبطة بالتصرف والمحاسبة ومواجهة المخاطر وهو ما جعله محل تبجيل منذ سنوات في رئاسة الحكومة الكندية.

في هذا الحوار يتطرق كريم الشابي إلى ملامح الجالية التونسية في كندا ومشاغلها.

• ما هي حسب رأيك أهم ملامح الجالية التونسية في كندا؟

-ظلت الجالية التونسية في كندا تتكون لعقود بشكل رئيسي من الطلبة الذين يختارون الجامعات الكندية وبعضهم يفضل في ما بعد الاستقرار في كندا. ولكن السنوات الأخيرة شهدت شيئا من التغيير في ملامح الجالية مع ظهور عدد من التونسيين الذين يختارون كندا من أجل العمل ويأتون من خلال عقود هجرة وعملة. لنا بالتالي نسيج مختلط على جميع المستويات ولكن ما يجمع بينهم جميعا أنهم يملكون الاختصاص والكفاءة والتجربة لان نظام الهجرة في كندا يقوم على الكفاءة ويشترط الخبرة وبالنسبة للجامعات الكندية فان مستواها مرتفع أكاديميا.

• ما هي حسب رأيك أهم مشاغل ومشاكل الجالية التونسية في كندا؟

-أكبر وأهم مشكلة هي العودة إلى تونس. البعض يبقى أكثر من 5 سنوات دون العودة إلى تونس. الخطوط التونسية لا توفر إلا رحلة واحدة في الأسبوع والأسعار مرتفعة رغم ما تقدمه الشركة من تخفيضات في بعض الأحداث الأليمة كوفاة الأصول مثلا ولكن تبقى الأسعار مرتفعة وتمثل عائقا كبيرا أمام الحفاظ على الصلة بتونس. ولا يجب أن ننسى أن كندا بلد مساحته كبيرة وشاسعة والتونسيون موجودون في كل أنحاء كندا وهذا يزيد في حدة المشكلة.

• ما هي حسب رأيك سياسة تأطير الدولة للجالية التونسية في كندا؟

-هناك غياب كامل تقريبا للسفارة والقنصلية مع كامل التقدير للأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة في ذواتهم ولكن الأداء غائب تقريبا وهو ما يوجب على الدولة مراجعة أساليب مقاربتها للتونسيين والتونسيات بالخارج لأن جمود البعثات الديبلوماسية يمكن أن يكون مكلفا للجميع لأنها تضعف العلاقة بين التونسي وبلاده وتؤدي خاصة إلى ضياع فرص هامة في الاستثمار وغيره على تونس. هناك أمر آخر يؤسف في هذا المجال ويتمثل في أن التونسيين والتونسيات لا يتحركون في كندا كجماعة عكس بقية الجاليات العربية التي تترك جانبا الانقسامات الصغيرة وتتحرك بتماسك أمام الآخرين.

• ما هي اقتراحاتك لتطوير هذا التأطير؟

-إلى جانب إعادة النظر في سياسة الدولة تجاه الهجرة والمهاجرين اعتقد انه من المهم في ما يتعلق بالمقيمين في كندا توفير إحاطة أكثر من السفارة والتحرك لتخفيض أسعار تذاكر الطيران وأيضا إبراز الطاقات الهائلة التي يتمتع بها التونسيون والتونسيات في كندا وقدرتهم على التأثير والعمل على تأسيس جمعية لمساعدة التونسيين والتونسيات في كندا وأيضا في تونس. يؤلمني عدم التركيز على استقطاب السائح الكندي رغم أنه ينفق في كل سفرة ما لا يقل عن 6000 دولار وأيضا عدم تشريك الخبرات التونسية في الاستشارات التي تهم البلاد رغم استعدادهم للقيام بذلك تطوعا أو على الأقل بتكلفة أقل من تلك التي يطلبها الأجانب، وأتألم حين ننسى المؤثرين الحقيقيين ونركز على باعة الوهم في مواقع التواصل الاجتماعي. لدينا تونسية هي أول امرأة في تاريخ كندا تشرف على جهاز مكافحة العنصرية وهو جهاز هام للغاية ويحق لنا أن نفخر ببعض مؤسساتنا كالمدرسة الوطنية للإدارة التي اعتز بأني انتسبت لها ومنحتني تكوينا يجعل الكنديين لا يصدقون للوهلة الأولى أني تونسي. هناك ضعف فادح ومخيف في الاتصال والإعلام والمبادرة.

 

 

 

 

 

 كريم الشابي لـ"الصباح":  الاتصال بين الدولة والتونسيين بالخارج مفقود

تونس-الصباح

يعتبر كريم الشابي نموذجا لقصص النجاح التونسي في الخارج. ما يميز كريم الشابي أنه لم ينجح في مجال الأعمال والمال كما هو متعارف عليه بل في الإدارة وفي أدق تشعباتها المرتبطة بالتصرف والمحاسبة ومواجهة المخاطر وهو ما جعله محل تبجيل منذ سنوات في رئاسة الحكومة الكندية.

في هذا الحوار يتطرق كريم الشابي إلى ملامح الجالية التونسية في كندا ومشاغلها.

• ما هي حسب رأيك أهم ملامح الجالية التونسية في كندا؟

-ظلت الجالية التونسية في كندا تتكون لعقود بشكل رئيسي من الطلبة الذين يختارون الجامعات الكندية وبعضهم يفضل في ما بعد الاستقرار في كندا. ولكن السنوات الأخيرة شهدت شيئا من التغيير في ملامح الجالية مع ظهور عدد من التونسيين الذين يختارون كندا من أجل العمل ويأتون من خلال عقود هجرة وعملة. لنا بالتالي نسيج مختلط على جميع المستويات ولكن ما يجمع بينهم جميعا أنهم يملكون الاختصاص والكفاءة والتجربة لان نظام الهجرة في كندا يقوم على الكفاءة ويشترط الخبرة وبالنسبة للجامعات الكندية فان مستواها مرتفع أكاديميا.

• ما هي حسب رأيك أهم مشاغل ومشاكل الجالية التونسية في كندا؟

-أكبر وأهم مشكلة هي العودة إلى تونس. البعض يبقى أكثر من 5 سنوات دون العودة إلى تونس. الخطوط التونسية لا توفر إلا رحلة واحدة في الأسبوع والأسعار مرتفعة رغم ما تقدمه الشركة من تخفيضات في بعض الأحداث الأليمة كوفاة الأصول مثلا ولكن تبقى الأسعار مرتفعة وتمثل عائقا كبيرا أمام الحفاظ على الصلة بتونس. ولا يجب أن ننسى أن كندا بلد مساحته كبيرة وشاسعة والتونسيون موجودون في كل أنحاء كندا وهذا يزيد في حدة المشكلة.

• ما هي حسب رأيك سياسة تأطير الدولة للجالية التونسية في كندا؟

-هناك غياب كامل تقريبا للسفارة والقنصلية مع كامل التقدير للأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة في ذواتهم ولكن الأداء غائب تقريبا وهو ما يوجب على الدولة مراجعة أساليب مقاربتها للتونسيين والتونسيات بالخارج لأن جمود البعثات الديبلوماسية يمكن أن يكون مكلفا للجميع لأنها تضعف العلاقة بين التونسي وبلاده وتؤدي خاصة إلى ضياع فرص هامة في الاستثمار وغيره على تونس. هناك أمر آخر يؤسف في هذا المجال ويتمثل في أن التونسيين والتونسيات لا يتحركون في كندا كجماعة عكس بقية الجاليات العربية التي تترك جانبا الانقسامات الصغيرة وتتحرك بتماسك أمام الآخرين.

• ما هي اقتراحاتك لتطوير هذا التأطير؟

-إلى جانب إعادة النظر في سياسة الدولة تجاه الهجرة والمهاجرين اعتقد انه من المهم في ما يتعلق بالمقيمين في كندا توفير إحاطة أكثر من السفارة والتحرك لتخفيض أسعار تذاكر الطيران وأيضا إبراز الطاقات الهائلة التي يتمتع بها التونسيون والتونسيات في كندا وقدرتهم على التأثير والعمل على تأسيس جمعية لمساعدة التونسيين والتونسيات في كندا وأيضا في تونس. يؤلمني عدم التركيز على استقطاب السائح الكندي رغم أنه ينفق في كل سفرة ما لا يقل عن 6000 دولار وأيضا عدم تشريك الخبرات التونسية في الاستشارات التي تهم البلاد رغم استعدادهم للقيام بذلك تطوعا أو على الأقل بتكلفة أقل من تلك التي يطلبها الأجانب، وأتألم حين ننسى المؤثرين الحقيقيين ونركز على باعة الوهم في مواقع التواصل الاجتماعي. لدينا تونسية هي أول امرأة في تاريخ كندا تشرف على جهاز مكافحة العنصرية وهو جهاز هام للغاية ويحق لنا أن نفخر ببعض مؤسساتنا كالمدرسة الوطنية للإدارة التي اعتز بأني انتسبت لها ومنحتني تكوينا يجعل الكنديين لا يصدقون للوهلة الأولى أني تونسي. هناك ضعف فادح ومخيف في الاتصال والإعلام والمبادرة.

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews