إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ثامر بديدة لـ"الصباح": خطورة المرحلة تفرض على سعيد التحرك.. والمحاسبة "أم المعارك"

 

تونس – الصباح

أكد ثامر بديدة أمين عام حزب حراك 25 جويلية أن حراك 25 جويلية هو مشروع سياسي جديد يمثل وعيا فكريا مترسخا لدى جيل سياسي جديد يختلف في توجهه وفكره وأدبياته السياسية عما هو متعارف عليه في الأجسام السياسية "الكلاسيكية"، وما ميز المشهد السياسي في السنوات الماضية. وهو العامل الذي جعل البعض يقابل أبناء هذا الحزب السياسي الجديد بالاستنكار والرفض الذي وصل إلى حد "الشيطنة" في أحيان أخرى. لكنه في المقابل شدد في حديثه لـ"الصباح"، على تمسك هذا الجيل السياسي الجديد بالمبادئ الوطنية وثقافة وأهداف التأسيس والإصلاح للدولة ومؤسساتها والقطع مع الممارسات وأخلاقيات الطيف السياسي السائد.

ويذكر أن ثامر بديدة مقيم حاليا بأورلاندو بمقاطعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه رغم ذلك فإنه حافظ على النشاط السياسي في تونس والتحرك عبر شبكة التواصل الاجتماعي الذي كان آلية التواصل والاتصال مع أعضاء المكتب السياسي وهياكل حزبه، وفق تأكيده. لأنه يعتبر أن التكنولوجيات الحديثة سهلت مهمة التواصل وهي إحدى ميزات الجيل السياسي الجديد.

في جانب آخر من حديثه، نفى بديدة ما يتم الترويج له من وجود انشقاقات وانقسامات في صلب الحراك بقوله:"في الحقيقة لا يوجد أي انسلاخ"، مضيفا: "أعترف أنه يعود لنا الفضل في صعود رئيس الجمهورية قيس سعيد وذلك من خلال الحملة التي قمنا بها عبر صفحاتنا على شبكات التواصل، وأنه لا يوجد انقسام داخل الحراك وما يروج له من استقالات ومشاكل كلها تتنزل في سياق الإشاعات المغرضة من أعداء هذا الحزب الجديد، لأن ذلك هو ضريبة النجاح في تقديري".

كما كذب أمين عام حراك 25 جويلية صدور أحكام قضائية ضده مضيفا:"الأحكام لا تصدر على "الفايسبوك" ولكنها كلها إشاعات مغرضة مرة أخرى فلا يوجد أي حكم صادر ضدي". وأرجع ذلك إلى وجود حملة يشنها البعض ممن يصفهم "بأبناء التنسيقيات الوهمية" لأنه يعتبر أن النسبة نفسها لسعيد باطلة، موضحا أن عملية الاستفتاء كشفت "زيف ما يسمى تنسيقيات فلم نجدهم على أرض الميدان"، وفق حديثه.

العلاقة بالمسار

وشدد محدثنا على تمسك حراك 25 جويلية بدعم المسار الذي يقوده رئيس الجمهورية قيس سعيد، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يمكنه القيام بنقد للمسار ولسياسة الرئيس والتشهير بما يراه الحراك أخطاء وجب مراجعتها وتصحيحها، وأضاف قائلا:"صحيح أن الحراك لعب دورا كبيرا في إنجاح الاستفتاء  بتقديم  وتنظيم 181 نشاطا موثقا ومصورا في أغلب جهات الجمهورية، وفق ما قدمته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ومثلما قلت الحراك وعي فكري يدعم ما يراه سبيلا للنجاح وينقد ما يعتبره فاشلا وغير مجد لأن هدفنا هو حماية المسار والمساهمة في تحقيق أهدافه".  

وفسر ثامر بديدة توجيهه لجملة من الانتقادات للرئيس وسياسته في الفترة الأخيرة، بكون ذلك يتنزل في إطار سياسة الحراك وموقفه الصريح الذي يعبر عنه بمباركة النجاح والعمل على تثمينه ورفض الفشل والانخراط في نقده. معترفا بالقول في نفس السياق: "في الحقيقة هذا لا يعني انقلابا على موقفنا الداعم للرئيس وإنما هناك فشل واضح في سياسة الحكومة وعدم قدرتها على التحكم في مجريات الأزمات وتداعياتها على جميع المستويات لاسيما ما يتعلق بتردي المقدرة الشرائية التي تجاوزت 8.6% مقابل تواصل الارتفاع الصاروخي للأسعار. ونحن في الحقيقة نمثل صوت المواطن أينما كان ونسبة كبيرة من شرائح المجتمع أصبحت مهددة بالجوع بعد تفاقم نسبة الفقر وسط عجز سلطة الإشراف على حلحلة الوضع".

كما انتقد بديدة مسألة التعيينات معتبرا أن بعض "الولاة والمعتمدين مثلا هم عار على تونس وعلى المسار"، ويرى أن تغييرهم في هذه المرحلة يعد ضرورة ملحة كما أن عدد من الوزراء لهم مسؤولية بدرجة أولى في تردي الوضع وغلاء المعيشة وفي مقدمتها وزارة التجارة، وفق تأكيده.  

 وفي إجابته عن مدى تفاعل أو تجاوب الجهات الرسمية مع تحركات ومطالب الحراك أفاد أمين عام حراك 25 جويلية أن حزبه يمثل قوة ضغط واقتراح ليس إلا. ولم يخف وجود قنوات اتصال بين الحراك و"قصر قرطاج" ولكن دون التدخل في قرار أو سياسة أو توجه، مشددا على أن  الحراك لا يزال مشروع حزب يتحسس موقعه في المشهد السياسي في الجمهورية الجديدة ويسعى القائمون عليه لعدم السقوط في الأخطاء التي سقطت فيها الطبقات السياسية السابقة بما يكرس وجوده ويثبت موقعه على أسس قوية تجعل منه قوة سياسية وازنة في المستقبل.

ونزّل تركيز الحراك على توجيه انتقادات لسياسة رئيس الجمهورية نابع من وعي الجميع بخطورة المرحلة والوضع بما يفرض على سعيد التحرك والتدخل لإنقاذ البلاد والوضع من الخطر الداهم لاسيما في ظل وجود من يتربصون بها في الداخل أكثر من الخارج.   

ووضع بديدة مسألة المحاسبة في خانة "أم المعارك" التي يجب على سعيد أن يخوضها بقوة في هذه المرحلة قبل أي وقت مضى خاصة أمام تفشي الفساد ودوره في تردي الوضع بالشكل الذي هو عليه اليوم في ظل تواصل وتوسع تداعيات الأزمة العالمية الناجمة عن "جائحة كوفيد 19".

 ويرى بديدة أن مقاومة معضلة "غلاء المعيشة  والتحكم في الأسعار من أولويات سياسة الدولة اليوم. وهي القضايا التي دفعت الحراك للتحرك والخروج عن صمته في هذه الفترة ليقينه أن آليات إنقاذ المسار وإعادة وضعه على المسار الصحيح. ويعتبر محدثنا أن الحل بيد رئيس الجمهورية وذلك باتخاذ جملة من القرارات التي يعتبرها مصيرية بعد الاعتراف بفشل حكومة نجلاء بودن وتغيير ما يجب تغييره بمراجعة التعيينات في عدة مستويات.

نزيهة الغضباني

                                                    

 ثامر بديدة لـ"الصباح": خطورة المرحلة تفرض على سعيد التحرك.. والمحاسبة  "أم المعارك"

 

تونس – الصباح

أكد ثامر بديدة أمين عام حزب حراك 25 جويلية أن حراك 25 جويلية هو مشروع سياسي جديد يمثل وعيا فكريا مترسخا لدى جيل سياسي جديد يختلف في توجهه وفكره وأدبياته السياسية عما هو متعارف عليه في الأجسام السياسية "الكلاسيكية"، وما ميز المشهد السياسي في السنوات الماضية. وهو العامل الذي جعل البعض يقابل أبناء هذا الحزب السياسي الجديد بالاستنكار والرفض الذي وصل إلى حد "الشيطنة" في أحيان أخرى. لكنه في المقابل شدد في حديثه لـ"الصباح"، على تمسك هذا الجيل السياسي الجديد بالمبادئ الوطنية وثقافة وأهداف التأسيس والإصلاح للدولة ومؤسساتها والقطع مع الممارسات وأخلاقيات الطيف السياسي السائد.

ويذكر أن ثامر بديدة مقيم حاليا بأورلاندو بمقاطعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه رغم ذلك فإنه حافظ على النشاط السياسي في تونس والتحرك عبر شبكة التواصل الاجتماعي الذي كان آلية التواصل والاتصال مع أعضاء المكتب السياسي وهياكل حزبه، وفق تأكيده. لأنه يعتبر أن التكنولوجيات الحديثة سهلت مهمة التواصل وهي إحدى ميزات الجيل السياسي الجديد.

في جانب آخر من حديثه، نفى بديدة ما يتم الترويج له من وجود انشقاقات وانقسامات في صلب الحراك بقوله:"في الحقيقة لا يوجد أي انسلاخ"، مضيفا: "أعترف أنه يعود لنا الفضل في صعود رئيس الجمهورية قيس سعيد وذلك من خلال الحملة التي قمنا بها عبر صفحاتنا على شبكات التواصل، وأنه لا يوجد انقسام داخل الحراك وما يروج له من استقالات ومشاكل كلها تتنزل في سياق الإشاعات المغرضة من أعداء هذا الحزب الجديد، لأن ذلك هو ضريبة النجاح في تقديري".

كما كذب أمين عام حراك 25 جويلية صدور أحكام قضائية ضده مضيفا:"الأحكام لا تصدر على "الفايسبوك" ولكنها كلها إشاعات مغرضة مرة أخرى فلا يوجد أي حكم صادر ضدي". وأرجع ذلك إلى وجود حملة يشنها البعض ممن يصفهم "بأبناء التنسيقيات الوهمية" لأنه يعتبر أن النسبة نفسها لسعيد باطلة، موضحا أن عملية الاستفتاء كشفت "زيف ما يسمى تنسيقيات فلم نجدهم على أرض الميدان"، وفق حديثه.

العلاقة بالمسار

وشدد محدثنا على تمسك حراك 25 جويلية بدعم المسار الذي يقوده رئيس الجمهورية قيس سعيد، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يمكنه القيام بنقد للمسار ولسياسة الرئيس والتشهير بما يراه الحراك أخطاء وجب مراجعتها وتصحيحها، وأضاف قائلا:"صحيح أن الحراك لعب دورا كبيرا في إنجاح الاستفتاء  بتقديم  وتنظيم 181 نشاطا موثقا ومصورا في أغلب جهات الجمهورية، وفق ما قدمته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ومثلما قلت الحراك وعي فكري يدعم ما يراه سبيلا للنجاح وينقد ما يعتبره فاشلا وغير مجد لأن هدفنا هو حماية المسار والمساهمة في تحقيق أهدافه".  

وفسر ثامر بديدة توجيهه لجملة من الانتقادات للرئيس وسياسته في الفترة الأخيرة، بكون ذلك يتنزل في إطار سياسة الحراك وموقفه الصريح الذي يعبر عنه بمباركة النجاح والعمل على تثمينه ورفض الفشل والانخراط في نقده. معترفا بالقول في نفس السياق: "في الحقيقة هذا لا يعني انقلابا على موقفنا الداعم للرئيس وإنما هناك فشل واضح في سياسة الحكومة وعدم قدرتها على التحكم في مجريات الأزمات وتداعياتها على جميع المستويات لاسيما ما يتعلق بتردي المقدرة الشرائية التي تجاوزت 8.6% مقابل تواصل الارتفاع الصاروخي للأسعار. ونحن في الحقيقة نمثل صوت المواطن أينما كان ونسبة كبيرة من شرائح المجتمع أصبحت مهددة بالجوع بعد تفاقم نسبة الفقر وسط عجز سلطة الإشراف على حلحلة الوضع".

كما انتقد بديدة مسألة التعيينات معتبرا أن بعض "الولاة والمعتمدين مثلا هم عار على تونس وعلى المسار"، ويرى أن تغييرهم في هذه المرحلة يعد ضرورة ملحة كما أن عدد من الوزراء لهم مسؤولية بدرجة أولى في تردي الوضع وغلاء المعيشة وفي مقدمتها وزارة التجارة، وفق تأكيده.  

 وفي إجابته عن مدى تفاعل أو تجاوب الجهات الرسمية مع تحركات ومطالب الحراك أفاد أمين عام حراك 25 جويلية أن حزبه يمثل قوة ضغط واقتراح ليس إلا. ولم يخف وجود قنوات اتصال بين الحراك و"قصر قرطاج" ولكن دون التدخل في قرار أو سياسة أو توجه، مشددا على أن  الحراك لا يزال مشروع حزب يتحسس موقعه في المشهد السياسي في الجمهورية الجديدة ويسعى القائمون عليه لعدم السقوط في الأخطاء التي سقطت فيها الطبقات السياسية السابقة بما يكرس وجوده ويثبت موقعه على أسس قوية تجعل منه قوة سياسية وازنة في المستقبل.

ونزّل تركيز الحراك على توجيه انتقادات لسياسة رئيس الجمهورية نابع من وعي الجميع بخطورة المرحلة والوضع بما يفرض على سعيد التحرك والتدخل لإنقاذ البلاد والوضع من الخطر الداهم لاسيما في ظل وجود من يتربصون بها في الداخل أكثر من الخارج.   

ووضع بديدة مسألة المحاسبة في خانة "أم المعارك" التي يجب على سعيد أن يخوضها بقوة في هذه المرحلة قبل أي وقت مضى خاصة أمام تفشي الفساد ودوره في تردي الوضع بالشكل الذي هو عليه اليوم في ظل تواصل وتوسع تداعيات الأزمة العالمية الناجمة عن "جائحة كوفيد 19".

 ويرى بديدة أن مقاومة معضلة "غلاء المعيشة  والتحكم في الأسعار من أولويات سياسة الدولة اليوم. وهي القضايا التي دفعت الحراك للتحرك والخروج عن صمته في هذه الفترة ليقينه أن آليات إنقاذ المسار وإعادة وضعه على المسار الصحيح. ويعتبر محدثنا أن الحل بيد رئيس الجمهورية وذلك باتخاذ جملة من القرارات التي يعتبرها مصيرية بعد الاعتراف بفشل حكومة نجلاء بودن وتغيير ما يجب تغييره بمراجعة التعيينات في عدة مستويات.

نزيهة الغضباني

                                                    

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews