إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المسكوت عنه في الأزمة بين تونس والرباط..

لأن الأصل في الأشياء أن لكل أزمة حلا عبر القنوات الديبلوماسية، شرط توفر الحكمة المطلوبة والقدرة على استباق المخاطر وسحب البساط من تحت أقدام معاول الهدم المتوثبة للاستثمار في خلافات الأشقاء، والأمثلة من حولنا كثيرة في الخارطة العربية التي تنهشها الأنياب..

ندرك جيدا أن في هذا الكلام ما قد يثير استياء الكثيرين  في تونس كما في المغرب ممن يجدون متعة في مواصلة الحرب الكلامية هنا وهناك وآخرها بيان الحكومة المغربية الذي جاء بالأمس لتحريك المياه الراكدة ..

 نستحضر اليوم ما لا يريد الكثيرون استحضاره ونقول إن تونس التي احتضنت الأشقاء الفلسطينيين يوم سدت كل المنافذ في وجوههم عندما خرجوا من بيروت مطاردين، وأن على أرض تونس استعادت جامعة الدول العربية بريقها ومكانتها ودورها بعد اتفاقية كامب دايفيد واتفاق العرب على خروج الجامعة من القاهرة وفي هذين السببين وغيرهما ما يفرض أن تكون الديبلوماسية التونسية كبيضة القبان على درجة من التأهب والترفع عن كل الاستفزازات ..

بل الواقع اليوم، وبعيدا عن الانسياق وراء البحث في جذور الأزمة بين تونس والرباط والتي نعتقد أنها ستكون بعد فترة مجرد سحابة عابرة، فإننا نتساءل جديا وفي خضم كل التحديات التي تواجهها المنطقة المغاربية بدءا بالمخاطر الطبيعية والجفاف ونقص المياه والأغذية وشح الموارد فضلا عن المخاطر الإرهابية المتفاقمة في منطقة الساحل الصحراء مرورا بما يحدث في الجوار الليبي وصولا الى امتداد سرطان التطبيع، إذا لم تكن تونس من يجمع الشمل ويبلسم الجراح ويستشرف الأزمات ويسحب البساط من تحت أقدام كل محاولات التقسيم ودق إسفين الصراعات والخلافات في ربوع ما نعتبر أنه فضاء المغرب العربي، حتى وإن بقي حلما على الورق، فلا نخال أن أحدا يمكن أن يدفع الى ذلك بالنظر الى العلاقات المتشنجة بين المغرب والجزائر وبين المغرب وموريتانيا في زمن الانكسارات والنكسات العربية ..

الآن وقد حدث ما كان يمكن تفاديه وتحولت مشاركة زعيم جبهة البوليزاريو إبراهيم غالي في قمة "تيكاد 8" الحدث الذي وضع تونس تحت مجهر العالم الى أزمة ديبلوماسية بين البلدين الى درجة سحب السفراء ويتحول الأمر الى حرب كلامية بلغت أحيانا درجة من الإسفاف غير المقبول في مؤشر واضح على أن الأزمة لا تتجه الى انفراج بل الى مزيد التعقيد مع غياب صوت الحكمة والتعقل..

وبعيدا عن شعار انصر أخاك ظالما أو مظلوما وإن كان الانتصار للوطن لا يقبل الحياد، فإن الهدف الأساسي الذي يستوجب التوقف عنده الى جانب ضرورة الانتباه الى تداعيات استمرار وتعميق الأزمة وتحويل الأنظار عن الخطر الحقيقي أو القنبلة الموقوتة التي تستوجب توحيد كل الجهود لتجنيب المنطقة خطر الانفجار وهي قنبلة تسمى الصحراء الغربية، نعلم جميعا أنها من مخلفات الاستعمار، أريد لها أن تظل بمثابة السوس الذي ينخر الأجسام ويعيق نموها واندماجها وتكاملها وقد ظلت عالقة منذ ثلاثة عقود وكانت ولا تزال عنوان البؤس والتدمير في خارطة المغرب العربي الذي تدفع شعوبه الثمن مضاعفا وهي تحصد ثمار التخلف الاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعرفي وغياب الإرادة السياسية المطلوبة للدفاع عن المصالح المشتركة وخلق آفاق جديدة لمواطنيها وبناء وحدة إقليمية متكاملة قادرة على مواجهة التكتلات الإقليمية والدولية وهنا مربط الفرس.. وبعيدا مجددا عن عقلية المؤامرة فالأكيد أن هناك من لا يريد للاتحاد المغاربي أن يرى النور ومن لا ينظر بعين الرضا الى وجود وحدة مغاربية فعلية على ارض الواقع تقدم لشعوب المنطقة التي تجمع بينها وحدة الجغرافيا والتاريخ ولكن أيضا المستقبل بديلا أفضل ..

الأسوأ أنه في استمرار الجمود في ظل غياب أية بوادر في الأفق لحلحلة المشاكل بين الدول الأعضاء، تفقد اقتصاديات الدول الخمس ما بين 1 و2 نقطة مائوية من الناتج الداخلي الخام لكل بلد ..

.. لسنا واهمين وقناعتنا أنه كان بالإمكان أن يتحول المغرب العربي منذ تشكيله إلى اليوم، إلى فضاء مغاربي لمائة مليون ساكن في تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا من الشباب تضيع أمامهم كل يوم مائة مليون فرصة وفرصة ..

آسيا العتروس

المسكوت عنه في الأزمة بين تونس والرباط..

لأن الأصل في الأشياء أن لكل أزمة حلا عبر القنوات الديبلوماسية، شرط توفر الحكمة المطلوبة والقدرة على استباق المخاطر وسحب البساط من تحت أقدام معاول الهدم المتوثبة للاستثمار في خلافات الأشقاء، والأمثلة من حولنا كثيرة في الخارطة العربية التي تنهشها الأنياب..

ندرك جيدا أن في هذا الكلام ما قد يثير استياء الكثيرين  في تونس كما في المغرب ممن يجدون متعة في مواصلة الحرب الكلامية هنا وهناك وآخرها بيان الحكومة المغربية الذي جاء بالأمس لتحريك المياه الراكدة ..

 نستحضر اليوم ما لا يريد الكثيرون استحضاره ونقول إن تونس التي احتضنت الأشقاء الفلسطينيين يوم سدت كل المنافذ في وجوههم عندما خرجوا من بيروت مطاردين، وأن على أرض تونس استعادت جامعة الدول العربية بريقها ومكانتها ودورها بعد اتفاقية كامب دايفيد واتفاق العرب على خروج الجامعة من القاهرة وفي هذين السببين وغيرهما ما يفرض أن تكون الديبلوماسية التونسية كبيضة القبان على درجة من التأهب والترفع عن كل الاستفزازات ..

بل الواقع اليوم، وبعيدا عن الانسياق وراء البحث في جذور الأزمة بين تونس والرباط والتي نعتقد أنها ستكون بعد فترة مجرد سحابة عابرة، فإننا نتساءل جديا وفي خضم كل التحديات التي تواجهها المنطقة المغاربية بدءا بالمخاطر الطبيعية والجفاف ونقص المياه والأغذية وشح الموارد فضلا عن المخاطر الإرهابية المتفاقمة في منطقة الساحل الصحراء مرورا بما يحدث في الجوار الليبي وصولا الى امتداد سرطان التطبيع، إذا لم تكن تونس من يجمع الشمل ويبلسم الجراح ويستشرف الأزمات ويسحب البساط من تحت أقدام كل محاولات التقسيم ودق إسفين الصراعات والخلافات في ربوع ما نعتبر أنه فضاء المغرب العربي، حتى وإن بقي حلما على الورق، فلا نخال أن أحدا يمكن أن يدفع الى ذلك بالنظر الى العلاقات المتشنجة بين المغرب والجزائر وبين المغرب وموريتانيا في زمن الانكسارات والنكسات العربية ..

الآن وقد حدث ما كان يمكن تفاديه وتحولت مشاركة زعيم جبهة البوليزاريو إبراهيم غالي في قمة "تيكاد 8" الحدث الذي وضع تونس تحت مجهر العالم الى أزمة ديبلوماسية بين البلدين الى درجة سحب السفراء ويتحول الأمر الى حرب كلامية بلغت أحيانا درجة من الإسفاف غير المقبول في مؤشر واضح على أن الأزمة لا تتجه الى انفراج بل الى مزيد التعقيد مع غياب صوت الحكمة والتعقل..

وبعيدا عن شعار انصر أخاك ظالما أو مظلوما وإن كان الانتصار للوطن لا يقبل الحياد، فإن الهدف الأساسي الذي يستوجب التوقف عنده الى جانب ضرورة الانتباه الى تداعيات استمرار وتعميق الأزمة وتحويل الأنظار عن الخطر الحقيقي أو القنبلة الموقوتة التي تستوجب توحيد كل الجهود لتجنيب المنطقة خطر الانفجار وهي قنبلة تسمى الصحراء الغربية، نعلم جميعا أنها من مخلفات الاستعمار، أريد لها أن تظل بمثابة السوس الذي ينخر الأجسام ويعيق نموها واندماجها وتكاملها وقد ظلت عالقة منذ ثلاثة عقود وكانت ولا تزال عنوان البؤس والتدمير في خارطة المغرب العربي الذي تدفع شعوبه الثمن مضاعفا وهي تحصد ثمار التخلف الاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعرفي وغياب الإرادة السياسية المطلوبة للدفاع عن المصالح المشتركة وخلق آفاق جديدة لمواطنيها وبناء وحدة إقليمية متكاملة قادرة على مواجهة التكتلات الإقليمية والدولية وهنا مربط الفرس.. وبعيدا مجددا عن عقلية المؤامرة فالأكيد أن هناك من لا يريد للاتحاد المغاربي أن يرى النور ومن لا ينظر بعين الرضا الى وجود وحدة مغاربية فعلية على ارض الواقع تقدم لشعوب المنطقة التي تجمع بينها وحدة الجغرافيا والتاريخ ولكن أيضا المستقبل بديلا أفضل ..

الأسوأ أنه في استمرار الجمود في ظل غياب أية بوادر في الأفق لحلحلة المشاكل بين الدول الأعضاء، تفقد اقتصاديات الدول الخمس ما بين 1 و2 نقطة مائوية من الناتج الداخلي الخام لكل بلد ..

.. لسنا واهمين وقناعتنا أنه كان بالإمكان أن يتحول المغرب العربي منذ تشكيله إلى اليوم، إلى فضاء مغاربي لمائة مليون ساكن في تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا من الشباب تضيع أمامهم كل يوم مائة مليون فرصة وفرصة ..

آسيا العتروس

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews