إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد تسجيل نقص فادح في مخزون القهوة.. أصحاب المقاهي يطلقون صيحة استغاثة والمزودون في حيرة والمنتوج العالمي في خطر!

تونس- الصباح

أطلق أصحاب المقاهي في الآونة الأخيرة، صيحة استغاثة، بعد تسجيل نقص حاد في مادة "البن" ، الأمر الذي بات يهدد بفقدانها في أغلب المقاهي خلال الأسابيع القليلة القادمة، علما وان الأزمة تدخل أسبوعها الثالث، وباتت تؤرق أصحاب الشركات الموردة لمادة "البن"، بعد ان تم تحديد كميات أقل من المعتاد لفائدة أصحاب المقاهي، لا تلبي حاجياتهم، وهو ما دفع بنائب رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية صدري بن عزوز الى التحذير من أزمة ستصل حد غلق المقاهي وتسريح آلاف العمال.

"الصباح" تحدثت مع عدد من أصحاب المقاهي الى جانب بعض أصحاب الشركات التجارية الموزعة لمادة "البن"، واجمع العديد من المتدخلين بضرورة إيجاد الحلول في اقرب الآجال خاصة، وان العشرات من أصحاب المقاهي سيجدون أنفسهم عاجزين عن خلاص الاداءات في الفترة القادمة مما يضطرهم الى خيار الغلق وتسريع العمال.

وحسب صاحب مقهى بأريانة المدينة "ع. و"، كشف في حديثه ، ان ازمة انقطاع " البن"، انطلقت تحديدا منذ أسبوعين، حيث فرض احد الموزعين لعلامة تجارية، تزويده بكميات قليلة لا تفي بحاجيات الحرفاء، الأمر الذي اجبره على التزود من العديد من العلامات التجارية، إلا أن الإشكال بقي قائما وهو فرض أصحاب هذه العلامات التجارية لشروط في التزود بلغت حد تحديد كميات قليلة لا تفي بحاجيات المقهى.

ويحمل صاحب المقهى بأريانة المدينة "ع. و" مسؤولية النقص في التزود بمادة القهوة الى الانتشار العشوائي لبعض المقاهي، حيث أشار الى ان المئات من المقاهي المنتشرة على سبيل المثال في مدينة أريانة لا تقدم اداءات للدولة، وهناك تقاعس في تطبيق القانون على البعض منها، لافتا الى ان المقاهي التي خرج أصحابها من ازمة "كوفيد-19" ، اجبروا جميع على خلاص الأداءات في آجالها ولم يتمتعوا بأي امتيازات، رغم ان الجائحة الصحة التي ضربت البلاد طيلة سنتين أضرت كثيرا بأهل القطاع، ومطالبون جميعا اليوم بتسديد ديونهم مع القباضة والبلديات وصناديق الضمان الاجتماعي، وفي غياب مادة القهوة، ستكون هناك تبعات خطيرة تصل حد إغلاق المقاهي وتسريح العمال، داعيا السلطات الى إيجاد حل سريع لازمة انقطاع "البن"، والتي تهدد قطاع المقاهي برمته.

وتابع بالقول "هناك أزمة في التزود بمادة السكر، رافقها أزمة نقص التزود بقوارير المياه البلاستيكية، لتتبعها أزمة انقطاع مادة" البن"، ما يعني أن أصحاب المقاهي لن يتمكنوا من سداد ديونهم مع الدولة في الفترة القادمة، وسيؤدي ذلك بلا شك الى غلق العشرات من المقاهي وتسريح العمال ".

عدم خلاص مستحقات المزودين

وحول أسباب نقص التزود بمادة القهوة، قال صاحب علامة تجارية شهيرة" ا. د" في تصريح لـ"الصباح"، ان الازمة فعليا ناجمة عن تخلف وزارة التجارة على سداد مستحقات بعض المزودين الأجانب، حيث عجز ديوان التجارة والذي من مهامه توريد كميات من القهوة من الخارج عن سداد ديونه، الأمر الذي اضطر أصحاب بعض العلامات التجارية الى الاستنجاد بكبار العلامات التجارية الكبرى الشهيرة في تونس لتوريد كميات كبيرة من القهوة لتلافي النقص الفادح في المخزون، مشيرا الى ان المسألة تتعلق أيضا بتراجع مخزون تونس من العملة الصعبة، ويجد بعض الموردين صعوبة في خلاص فواتيرهم مع المزودين الأجانب.

واستدرك "ا. د" بالقول انه "من الممكن ان تنتهي الأزمة مع بداية الأسبوع القادم، بعد وعود من ديوان التجارة بتوفير الكميات الضرورية ، إلا أن الأمر يظل محل شك، خاصة وان المخزون الحالي لا يلبي احتياجات أصحاب المقاهي، ما سيرفع من منسوب الأزمة في قادم الأيام".

العرض لا يلبي الطلب

ويشار في هذا الصدد الى أن النقص الكبير في مادة القهوة يتجاوز علامة تجارية كبرى وشمل مختلف العلامات التجارية المتواجدة في السوق التونسية، الأمر الذي دفع بنائب رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية صدري بن عزوز، الى التحذير في تصريح لـ"الصباح نيوز"، من أن النقص الذي تم تسجيله منذ أكثر من شهر في مادة القهوة، طال العديد من العلامات التجارية، ولا يقتصر الأمر على علامة واحدة.

وقال صدري بن عزو في ذات السياق، أن العلامات التجارية التي تقوم بتحميص القهوة ورحيها وتعليبها وجدت صعوبة في توفير المنتوج الذي يقوم بتوزيعه عادة ديوان التجارة، وأرجع سبب النقص بدرجة أساسية إلى عدم قيام ديوان التجارة بدفع مستحقاته للمزودين الأجانب، مشيرا الى أن تونس تضخ سنويا 30 ألف طن من القهوة في الأسواق، وفي الأشهر الأخيرة بات العرض لا يلبي الطلب.

كما أشار ممثل المهنيين في قطاع المقاهي، الى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات مع ممثلي ديوان التجارة، لتلافي النقص المسجل في مادة القهوة، إلا أن الأزمة مازالت متواصلة رغم ان المسؤولين قدموا وعودا لحل الإشكال القائم في أسرع الآجال، محذرا من ان الأزمة قد تضطر أصحاب المقاهي الى اتخاذ خيار الغلق وتسريح آلاف العمال.

انخفاض في الإنتاج العالمي

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يتعامل المزارعون في البرازيل اول منتج لمادة القهوة في العالم مع تداعيات الطقس السيئ العام الماضي، إذ عانت المزارع من الجفاف أولاً ثم الصقيع، ويقول بعض التجار البرازيليين، إن محصولهم من حبوب البن عالي الجودة سيكون أقل من نصف المحصول خلال الفترة القادمة.

ويرتبط حصاد البن في البرازيل تقليديا بدورة مدتها سنتان، حيث يحصد المزارعون كميات كبيرة من "أرابيكا" في السنوات الزوجية، لكن في العام الماضي عانت مزارع البن في البرازيل من الجفاف ومن الصقيع، مما حرمها من الآمال في حصاد يلبي احتياجات دول العالم.

وبسبب التوقعات السلبية، وصلت العقود الآجلة للبن إلى أعلى مستوياتها في عام 2021، في واحدة من سلسلة الاضطرابات في أسواق السلع العالمية، علما وأن أزمة نقص التزود بمادة القهوة لا تشمل تونس فقط وانما شملت ايضا عديد الدول ومن بينها مؤخرا مصر.

وارتفعت العقود الآجلة للقهوة (البن) في عام 2021، وأوائل هذا العام، لتصل إلى أعلى مستوى في 10 سنوات تقريبا، عند 2.58 دولار للرطل في فيفري 2022، ثم تراجعت إلى حوالي 2.23 دولار للرطل، لكنها ظلت مرتفعة جدا مقارنة بالسنوات الأخيرة.

سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد تسجيل نقص فادح في مخزون القهوة..  أصحاب المقاهي يطلقون صيحة استغاثة والمزودون في حيرة والمنتوج العالمي في خطر!

تونس- الصباح

أطلق أصحاب المقاهي في الآونة الأخيرة، صيحة استغاثة، بعد تسجيل نقص حاد في مادة "البن" ، الأمر الذي بات يهدد بفقدانها في أغلب المقاهي خلال الأسابيع القليلة القادمة، علما وان الأزمة تدخل أسبوعها الثالث، وباتت تؤرق أصحاب الشركات الموردة لمادة "البن"، بعد ان تم تحديد كميات أقل من المعتاد لفائدة أصحاب المقاهي، لا تلبي حاجياتهم، وهو ما دفع بنائب رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية صدري بن عزوز الى التحذير من أزمة ستصل حد غلق المقاهي وتسريح آلاف العمال.

"الصباح" تحدثت مع عدد من أصحاب المقاهي الى جانب بعض أصحاب الشركات التجارية الموزعة لمادة "البن"، واجمع العديد من المتدخلين بضرورة إيجاد الحلول في اقرب الآجال خاصة، وان العشرات من أصحاب المقاهي سيجدون أنفسهم عاجزين عن خلاص الاداءات في الفترة القادمة مما يضطرهم الى خيار الغلق وتسريع العمال.

وحسب صاحب مقهى بأريانة المدينة "ع. و"، كشف في حديثه ، ان ازمة انقطاع " البن"، انطلقت تحديدا منذ أسبوعين، حيث فرض احد الموزعين لعلامة تجارية، تزويده بكميات قليلة لا تفي بحاجيات الحرفاء، الأمر الذي اجبره على التزود من العديد من العلامات التجارية، إلا أن الإشكال بقي قائما وهو فرض أصحاب هذه العلامات التجارية لشروط في التزود بلغت حد تحديد كميات قليلة لا تفي بحاجيات المقهى.

ويحمل صاحب المقهى بأريانة المدينة "ع. و" مسؤولية النقص في التزود بمادة القهوة الى الانتشار العشوائي لبعض المقاهي، حيث أشار الى ان المئات من المقاهي المنتشرة على سبيل المثال في مدينة أريانة لا تقدم اداءات للدولة، وهناك تقاعس في تطبيق القانون على البعض منها، لافتا الى ان المقاهي التي خرج أصحابها من ازمة "كوفيد-19" ، اجبروا جميع على خلاص الأداءات في آجالها ولم يتمتعوا بأي امتيازات، رغم ان الجائحة الصحة التي ضربت البلاد طيلة سنتين أضرت كثيرا بأهل القطاع، ومطالبون جميعا اليوم بتسديد ديونهم مع القباضة والبلديات وصناديق الضمان الاجتماعي، وفي غياب مادة القهوة، ستكون هناك تبعات خطيرة تصل حد إغلاق المقاهي وتسريح العمال، داعيا السلطات الى إيجاد حل سريع لازمة انقطاع "البن"، والتي تهدد قطاع المقاهي برمته.

وتابع بالقول "هناك أزمة في التزود بمادة السكر، رافقها أزمة نقص التزود بقوارير المياه البلاستيكية، لتتبعها أزمة انقطاع مادة" البن"، ما يعني أن أصحاب المقاهي لن يتمكنوا من سداد ديونهم مع الدولة في الفترة القادمة، وسيؤدي ذلك بلا شك الى غلق العشرات من المقاهي وتسريح العمال ".

عدم خلاص مستحقات المزودين

وحول أسباب نقص التزود بمادة القهوة، قال صاحب علامة تجارية شهيرة" ا. د" في تصريح لـ"الصباح"، ان الازمة فعليا ناجمة عن تخلف وزارة التجارة على سداد مستحقات بعض المزودين الأجانب، حيث عجز ديوان التجارة والذي من مهامه توريد كميات من القهوة من الخارج عن سداد ديونه، الأمر الذي اضطر أصحاب بعض العلامات التجارية الى الاستنجاد بكبار العلامات التجارية الكبرى الشهيرة في تونس لتوريد كميات كبيرة من القهوة لتلافي النقص الفادح في المخزون، مشيرا الى ان المسألة تتعلق أيضا بتراجع مخزون تونس من العملة الصعبة، ويجد بعض الموردين صعوبة في خلاص فواتيرهم مع المزودين الأجانب.

واستدرك "ا. د" بالقول انه "من الممكن ان تنتهي الأزمة مع بداية الأسبوع القادم، بعد وعود من ديوان التجارة بتوفير الكميات الضرورية ، إلا أن الأمر يظل محل شك، خاصة وان المخزون الحالي لا يلبي احتياجات أصحاب المقاهي، ما سيرفع من منسوب الأزمة في قادم الأيام".

العرض لا يلبي الطلب

ويشار في هذا الصدد الى أن النقص الكبير في مادة القهوة يتجاوز علامة تجارية كبرى وشمل مختلف العلامات التجارية المتواجدة في السوق التونسية، الأمر الذي دفع بنائب رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية صدري بن عزوز، الى التحذير في تصريح لـ"الصباح نيوز"، من أن النقص الذي تم تسجيله منذ أكثر من شهر في مادة القهوة، طال العديد من العلامات التجارية، ولا يقتصر الأمر على علامة واحدة.

وقال صدري بن عزو في ذات السياق، أن العلامات التجارية التي تقوم بتحميص القهوة ورحيها وتعليبها وجدت صعوبة في توفير المنتوج الذي يقوم بتوزيعه عادة ديوان التجارة، وأرجع سبب النقص بدرجة أساسية إلى عدم قيام ديوان التجارة بدفع مستحقاته للمزودين الأجانب، مشيرا الى أن تونس تضخ سنويا 30 ألف طن من القهوة في الأسواق، وفي الأشهر الأخيرة بات العرض لا يلبي الطلب.

كما أشار ممثل المهنيين في قطاع المقاهي، الى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات مع ممثلي ديوان التجارة، لتلافي النقص المسجل في مادة القهوة، إلا أن الأزمة مازالت متواصلة رغم ان المسؤولين قدموا وعودا لحل الإشكال القائم في أسرع الآجال، محذرا من ان الأزمة قد تضطر أصحاب المقاهي الى اتخاذ خيار الغلق وتسريح آلاف العمال.

انخفاض في الإنتاج العالمي

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يتعامل المزارعون في البرازيل اول منتج لمادة القهوة في العالم مع تداعيات الطقس السيئ العام الماضي، إذ عانت المزارع من الجفاف أولاً ثم الصقيع، ويقول بعض التجار البرازيليين، إن محصولهم من حبوب البن عالي الجودة سيكون أقل من نصف المحصول خلال الفترة القادمة.

ويرتبط حصاد البن في البرازيل تقليديا بدورة مدتها سنتان، حيث يحصد المزارعون كميات كبيرة من "أرابيكا" في السنوات الزوجية، لكن في العام الماضي عانت مزارع البن في البرازيل من الجفاف ومن الصقيع، مما حرمها من الآمال في حصاد يلبي احتياجات دول العالم.

وبسبب التوقعات السلبية، وصلت العقود الآجلة للبن إلى أعلى مستوياتها في عام 2021، في واحدة من سلسلة الاضطرابات في أسواق السلع العالمية، علما وأن أزمة نقص التزود بمادة القهوة لا تشمل تونس فقط وانما شملت ايضا عديد الدول ومن بينها مؤخرا مصر.

وارتفعت العقود الآجلة للقهوة (البن) في عام 2021، وأوائل هذا العام، لتصل إلى أعلى مستوى في 10 سنوات تقريبا، عند 2.58 دولار للرطل في فيفري 2022، ثم تراجعت إلى حوالي 2.23 دولار للرطل، لكنها ظلت مرتفعة جدا مقارنة بالسنوات الأخيرة.

سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews