إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الموسيقي محمد علي كمون لـ"الصباح": من عيوب المهرجانات الصيفية أنها لا تعتمد إدارة فنية مختصة

 

 

*"24عطر" هو عبارة عن مخبر فني وذاكرة للتراث الشعبي.. بأسلوب حداثي

*نفتقر الى مختصين في ترويج الأعمال الفنية الناجحة خارج البلاد

تونس-الصباح

حقق عرض "24عطر" للفنان عازف البيانو محمد علي كمون نجاحا ملفتا للانتباه قبل وبعد جائحة كورونا في أعرق المهرجانات سواء كانت محلية أو عالمية.. و"24عطر" يعتبر ثمرة رؤية فنية معاصرة لإحياء الذاكرة الشعبية..اشتغل صاحبه على نسخة جديدة تتضمن عطورا جديدة مع الحفاظ على مكونات العرض ليستأنف العودة إلى المسارح بعرض اختتام مهرجان سيكا جاز بالكاف ثم اختتام مهرجان الحامة الدولي فعرض بالمسرح البلدي بصفاقس..وهي عروض تندرج ضمن إطار منحة ترويج من الاتحاد الاوروبي وصندوق إسناد بالشراكة مع جمعية "الشارع فن".. إلى أن طرحت فكرة توثيق كتاب "24عطر" إثر فترة الحجر الصحي واختيار العرض من بين المشاريع التي تستحق الدعم.. فضلا عن المشاركة في حفل اختتام صندوق الفن للاتحاد الاوروبي كتتويج ست سنوات من البحث والإبداع..إضافة إلى العمل على "قفلة 24عطر" وهو عمل وثائقي فكرته جاءت بدعم من وزارة السياحة.. ومن الواضح وحسب العديد من النقاد الموسيقيين أن ذلك لم يكن بمحض الصدفة، بل نتيجة عمل مع نخبة وطنية من الفنانين تنتمي الى 24 ولاية، تمرس أغلبهم على اللهجات التونسية القديمة و"الصنايعية الكبار".. نذكر على سبيل المثال منجية خشاخشي التي تميزت في "24عطر" بغنائها للشاوي وإبراهيم الرياحي إحدى الوجوه الصاعدة..وعازف آلة المزود بصورة مغايرة عن السائد أمين عيادي..هذا وقد لحن محمد علي كمون البعض من معزوفات "24عطر" مع توزيع معزوفات تراثية بطريقة ذكية تستجيب إلى روح التراث التونسي رغم توظيف بعض الألحان المعاصرة.. الطريف في هذا المشروع هو أن العديد من أعضاء فرقة "24عطر" غادروا البلاد ليواصل محمد علي كمون حلمه مع فريق حقق معه نجاحات كبيرة..

 الملفت للانتباه هو أن مشروع "24عطر" أو المخبر الفني كما يريد أن ينعته صاحبه هو قلة ظهوره في مهرجانات هذه الصائفة على غرار العديد من الأعمال الأخرى.."الصباح" كان لها لقاء مع الفنان محمد علي كمون للتطرق إلى أهم المشاكل التي يمكن أن تعترض المشاريع الفنية فضلا عن آرائه حول الساحة الفنية عامة فكان الحوار التالي:

 *حاوره: وليد عبداللاوي

*ماذا عن كتاب 24 عطر؟

-هو كتيب يضم 84 صفحة تحتوي على كلمات أغاني من التراث الشعبي التونسي تم تجميعها..وكل الرسوم الموجودة في المؤلف هي للفنان رؤوف الكراي الذي جسد العديد من الاغاني والمعزوفات في شكل صور تُعرض عبر الشاشة العملاقة في عروض "24عطر".. اما من قام بطبع الكتاب فهي شركة cosmétiques قامت بإهداء 2500 نسخة للصيادلة.. ثم إنّ العرض بالنسبة لنا يبقى مخبرا فنيا متواصلا نرجو أن ينال الدعم وأن يكون مكسبا للأجيال القادمة لا سيما أننا عمدنا فيه جمع الأغاني شبه المندثرة من "معلمية" الجهات نساء ورجالا.. صحيح أن العرض نال استحسان جماهير المناطق التي أثثنا مهرجاناتها خاصة في فصل الربيع الفارط، لكن كنا على أمل بأن نكون أكثر حضورا في حفلات هذه الصائفة وهو ما لم يحصل..

*لستم الأولين ممن اشتكوا عدم الإنصاف في برمجة المهرجانات..هل من سبب واضح؟

-من الضروري بل من المطالب العاجلة أن يُكشف ملف جمعيات المهرجانات لأنّها لا تعتمد على إدارة فنية مختصة في انتقاء العروض وفق مقاييس فنية بالأساس، ذلك أن القائمين على المهرجانات "يخدمو على ذوق والا زوز" إما على الراب-وانا لست ضد هذا النمط ولكن ليس من هب ودب قادر على أن يعتلي خشبة مسارح كبيرة نظرا لنسبة المشاهدة عبر اليوتيوب- أو العروض المستهلكة والأسماء التجارية.. أما أسباب سوء التصرف وبرمجة أسماء وعروض لا يمكنها أن تطور الذائقة العامة وتساهم في ثراء الساحة الثقافية فهي نتيجة لعدم الإطلاع على خبايا القطاع ومتطلباته مع غياب التجربة الفنية التي من شأنها أن تصنع الفارق.. من بين المشاكل الأخرى هي أن أصحاب العديد من المشاريع الفنية يتمتعون بإدارة إنتاج قوية، الأمر الذي يجعلها تفرض وجودها من خلال التذاكر ونسبة المبيعات..وللأسف عرض "24عطر" غير متبن من طرف إدارة إنتاج..بل اعتمدنا الإمكانيات المتوفرة وهو غير كاف.. ما يفسر قلة الطلب من المهرجانات رغم نجاحه في فضاءات مختلفة، مقابل بروز أسماء مستهلكة تجارية لتغطية المصاريف وضمان الربح وجني الأموال الطائلة..نتيجة برمجة عشوائية وتجارية بحتة.. وفي ظل هذا التمشي يلقى الفنانون والموسيقيون الأكفاء صعوبة في ترويج انتاجاتهم، إذ نفتقر إلى مختصين في ترويج الأعمال الفنية خارج البلاد لذلك تجدنا نستهلك "من هب ودب" مقابل غياب التونسيين في المهرجانات العربية والعالمية رغم توفر الإنتاج والقيمة الفنية العالية..

* كيف تقيم الوضع الثقافي الراهن؟

-"البلاد الكل تشكي لربي والسياق العام حموم".. أتظن أن حال الثقافة التي هُمشت خلال العشرية الأخيرة ولم تحظ بالاولوية المطلقة في ظل غياب برمجة سياسات في أعلى مستوى، ستكون أفضل؟!! ..

بداية، لا يمكننا تجاهل مسألة "خروج العروض الفنية من يد وزارة الثقافة" لتكون تحت سيطرة الخاص " Le pouvoir privé" لذلك لا يمكن اعتبار دعم الاتحاد الاوروبي وموارد الشرق كافيين لصناعة ثقافية ونحن نفتقد استرتيجية دولة بأسرها..كما أن تحسين الوضع الثقافي يبقى رهين سياسة استراتيجيات وهو أمر لا يتعلق بالوزارة الأم فحسب بل بجل الوزارات مثل السياحة والمالية فضلا عن المجتمع المدني والإعلام.. ونحسب أننا نستطيع أن نتحدث عن بوادر ثورة ثقافية إن توفرت كل تلك العوامل..

*هل من عروض أخرى لـ"24عطر" ؟

*كان من المفترض أن نحيي عرضا في مسرح قرطاج الدولي يوم 8سبتمبر، وانتظار تأشيرة من نقابة المهن الموسيقية لنشر communication للعرض.. إضافة الى المشاركة في مهرجان قرمدة من خلال حفل الاختتام..لكن فوجئنا بإلغاء جميع العروض بما فيها عرض باريس يوم 16-18اكتوبر.. أما الاسباب فهي متعددة أهمها إشكاليات مادية وإدارية..

 وهنا أريد أن أنوّه إلى ظاهرة غزت مهرجاناتنا وهي تسرب التذاكر في ظل غياب الرقابة وtraçabilité و"الكودابار" ..ففي مهرجان طاقة استيعابه خمسة آلاف متفرج على سبيل المثال يمكنك أن تتفاجأ فيما بعد بأن من قام بشراء التذاكر مائة شخص ولك أن تتصور حجم الإحباط!!

عدنا بقوة بعد الحجر الصحي و الصفعة جاءت من المهرجانات الصيفية

 

 

 

 

 

 

 

الموسيقي محمد علي كمون لـ"الصباح": من عيوب المهرجانات الصيفية أنها لا تعتمد إدارة فنية مختصة

 

 

*"24عطر" هو عبارة عن مخبر فني وذاكرة للتراث الشعبي.. بأسلوب حداثي

*نفتقر الى مختصين في ترويج الأعمال الفنية الناجحة خارج البلاد

تونس-الصباح

حقق عرض "24عطر" للفنان عازف البيانو محمد علي كمون نجاحا ملفتا للانتباه قبل وبعد جائحة كورونا في أعرق المهرجانات سواء كانت محلية أو عالمية.. و"24عطر" يعتبر ثمرة رؤية فنية معاصرة لإحياء الذاكرة الشعبية..اشتغل صاحبه على نسخة جديدة تتضمن عطورا جديدة مع الحفاظ على مكونات العرض ليستأنف العودة إلى المسارح بعرض اختتام مهرجان سيكا جاز بالكاف ثم اختتام مهرجان الحامة الدولي فعرض بالمسرح البلدي بصفاقس..وهي عروض تندرج ضمن إطار منحة ترويج من الاتحاد الاوروبي وصندوق إسناد بالشراكة مع جمعية "الشارع فن".. إلى أن طرحت فكرة توثيق كتاب "24عطر" إثر فترة الحجر الصحي واختيار العرض من بين المشاريع التي تستحق الدعم.. فضلا عن المشاركة في حفل اختتام صندوق الفن للاتحاد الاوروبي كتتويج ست سنوات من البحث والإبداع..إضافة إلى العمل على "قفلة 24عطر" وهو عمل وثائقي فكرته جاءت بدعم من وزارة السياحة.. ومن الواضح وحسب العديد من النقاد الموسيقيين أن ذلك لم يكن بمحض الصدفة، بل نتيجة عمل مع نخبة وطنية من الفنانين تنتمي الى 24 ولاية، تمرس أغلبهم على اللهجات التونسية القديمة و"الصنايعية الكبار".. نذكر على سبيل المثال منجية خشاخشي التي تميزت في "24عطر" بغنائها للشاوي وإبراهيم الرياحي إحدى الوجوه الصاعدة..وعازف آلة المزود بصورة مغايرة عن السائد أمين عيادي..هذا وقد لحن محمد علي كمون البعض من معزوفات "24عطر" مع توزيع معزوفات تراثية بطريقة ذكية تستجيب إلى روح التراث التونسي رغم توظيف بعض الألحان المعاصرة.. الطريف في هذا المشروع هو أن العديد من أعضاء فرقة "24عطر" غادروا البلاد ليواصل محمد علي كمون حلمه مع فريق حقق معه نجاحات كبيرة..

 الملفت للانتباه هو أن مشروع "24عطر" أو المخبر الفني كما يريد أن ينعته صاحبه هو قلة ظهوره في مهرجانات هذه الصائفة على غرار العديد من الأعمال الأخرى.."الصباح" كان لها لقاء مع الفنان محمد علي كمون للتطرق إلى أهم المشاكل التي يمكن أن تعترض المشاريع الفنية فضلا عن آرائه حول الساحة الفنية عامة فكان الحوار التالي:

 *حاوره: وليد عبداللاوي

*ماذا عن كتاب 24 عطر؟

-هو كتيب يضم 84 صفحة تحتوي على كلمات أغاني من التراث الشعبي التونسي تم تجميعها..وكل الرسوم الموجودة في المؤلف هي للفنان رؤوف الكراي الذي جسد العديد من الاغاني والمعزوفات في شكل صور تُعرض عبر الشاشة العملاقة في عروض "24عطر".. اما من قام بطبع الكتاب فهي شركة cosmétiques قامت بإهداء 2500 نسخة للصيادلة.. ثم إنّ العرض بالنسبة لنا يبقى مخبرا فنيا متواصلا نرجو أن ينال الدعم وأن يكون مكسبا للأجيال القادمة لا سيما أننا عمدنا فيه جمع الأغاني شبه المندثرة من "معلمية" الجهات نساء ورجالا.. صحيح أن العرض نال استحسان جماهير المناطق التي أثثنا مهرجاناتها خاصة في فصل الربيع الفارط، لكن كنا على أمل بأن نكون أكثر حضورا في حفلات هذه الصائفة وهو ما لم يحصل..

*لستم الأولين ممن اشتكوا عدم الإنصاف في برمجة المهرجانات..هل من سبب واضح؟

-من الضروري بل من المطالب العاجلة أن يُكشف ملف جمعيات المهرجانات لأنّها لا تعتمد على إدارة فنية مختصة في انتقاء العروض وفق مقاييس فنية بالأساس، ذلك أن القائمين على المهرجانات "يخدمو على ذوق والا زوز" إما على الراب-وانا لست ضد هذا النمط ولكن ليس من هب ودب قادر على أن يعتلي خشبة مسارح كبيرة نظرا لنسبة المشاهدة عبر اليوتيوب- أو العروض المستهلكة والأسماء التجارية.. أما أسباب سوء التصرف وبرمجة أسماء وعروض لا يمكنها أن تطور الذائقة العامة وتساهم في ثراء الساحة الثقافية فهي نتيجة لعدم الإطلاع على خبايا القطاع ومتطلباته مع غياب التجربة الفنية التي من شأنها أن تصنع الفارق.. من بين المشاكل الأخرى هي أن أصحاب العديد من المشاريع الفنية يتمتعون بإدارة إنتاج قوية، الأمر الذي يجعلها تفرض وجودها من خلال التذاكر ونسبة المبيعات..وللأسف عرض "24عطر" غير متبن من طرف إدارة إنتاج..بل اعتمدنا الإمكانيات المتوفرة وهو غير كاف.. ما يفسر قلة الطلب من المهرجانات رغم نجاحه في فضاءات مختلفة، مقابل بروز أسماء مستهلكة تجارية لتغطية المصاريف وضمان الربح وجني الأموال الطائلة..نتيجة برمجة عشوائية وتجارية بحتة.. وفي ظل هذا التمشي يلقى الفنانون والموسيقيون الأكفاء صعوبة في ترويج انتاجاتهم، إذ نفتقر إلى مختصين في ترويج الأعمال الفنية خارج البلاد لذلك تجدنا نستهلك "من هب ودب" مقابل غياب التونسيين في المهرجانات العربية والعالمية رغم توفر الإنتاج والقيمة الفنية العالية..

* كيف تقيم الوضع الثقافي الراهن؟

-"البلاد الكل تشكي لربي والسياق العام حموم".. أتظن أن حال الثقافة التي هُمشت خلال العشرية الأخيرة ولم تحظ بالاولوية المطلقة في ظل غياب برمجة سياسات في أعلى مستوى، ستكون أفضل؟!! ..

بداية، لا يمكننا تجاهل مسألة "خروج العروض الفنية من يد وزارة الثقافة" لتكون تحت سيطرة الخاص " Le pouvoir privé" لذلك لا يمكن اعتبار دعم الاتحاد الاوروبي وموارد الشرق كافيين لصناعة ثقافية ونحن نفتقد استرتيجية دولة بأسرها..كما أن تحسين الوضع الثقافي يبقى رهين سياسة استراتيجيات وهو أمر لا يتعلق بالوزارة الأم فحسب بل بجل الوزارات مثل السياحة والمالية فضلا عن المجتمع المدني والإعلام.. ونحسب أننا نستطيع أن نتحدث عن بوادر ثورة ثقافية إن توفرت كل تلك العوامل..

*هل من عروض أخرى لـ"24عطر" ؟

*كان من المفترض أن نحيي عرضا في مسرح قرطاج الدولي يوم 8سبتمبر، وانتظار تأشيرة من نقابة المهن الموسيقية لنشر communication للعرض.. إضافة الى المشاركة في مهرجان قرمدة من خلال حفل الاختتام..لكن فوجئنا بإلغاء جميع العروض بما فيها عرض باريس يوم 16-18اكتوبر.. أما الاسباب فهي متعددة أهمها إشكاليات مادية وإدارية..

 وهنا أريد أن أنوّه إلى ظاهرة غزت مهرجاناتنا وهي تسرب التذاكر في ظل غياب الرقابة وtraçabilité و"الكودابار" ..ففي مهرجان طاقة استيعابه خمسة آلاف متفرج على سبيل المثال يمكنك أن تتفاجأ فيما بعد بأن من قام بشراء التذاكر مائة شخص ولك أن تتصور حجم الإحباط!!

عدنا بقوة بعد الحجر الصحي و الصفعة جاءت من المهرجانات الصيفية

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews